صحيفة المثقف

بلادي ستنهض يوماً

حسين فاعور الساعديبلادي تظل بلادي

وإن جفَّ نيلٌ

وغابَ فراتْ

بلادي بلاد المساكين والثروات

بلاد التناقض والأحجيات:

فثمة من لا يطيقُ النظامَ

فيخرجُ للطرقات

وثمة من لا يحبُّ النهارَ

فيلجأ للظلمات

وثمة من يعبد الصفقات

يصلي

يصومٌ

يحجُّ

ويرتكب الموبقات!

وثمة من يدّعي الميلَ

للفستق الحلبيّ

وثمة من يعشق

النرجسَ الجبليِّ

فبقطفُهُ!!!

وثمة من يعبد الياسمين الدمشقيَّ

ثمّة من يشعلُ النارَ،

يزعمُ ألا نوايا لديه ِ

لحرق الحقولِ

يساندُ من يتفنن بالذبح والسلخ ِ

والطعنِ  والبترِ والبيعِ

من أجل بعض الفتاتْ

وثمةَ مَن يتمايلُ

مَن يتحايلُ

مِن شبق ٍ عابر للصفاتْ

ومَن يتأرجحُ بين السقوط ِ

وبين المواقفِ،

أو يترنحُ، من شهوة النفطِ،

في الغرف المظلماتْ!

يُطالبُ باسم البلادِ،

وباسم الجياعِ المساكينَ:

لا تزعجوا الذئبَ

بل لاطفوهُ

إذا مال نحوا اليمينِ،

احضنوهُ

اتبعوهُ!

وإن مال نحوَ الشمالِ،

أسندوهُ

ادعموهُ من المهد حتى الممات!

ويبقى الجميعُ جياعاً

ويبقى الجميع عراة

بلادي ستنهضُ يوماً

بلادي ستنهضُ حتماً

وإن جفَّ نيلٌ

وغابَ فراتْ

ستمطرُ حتماً

وقد أبرقتْ من جميعِ الجهاتْ.

***

حسين فاعور الساعدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم