صحيفة المثقف

الكاظمي وقوى الدوله

اياد الزهيريلا شك أن الدول لا تُبنى بالأمنيات، ولا بالأوهام، وأنما تبنى بالأراده القويه، والعمل الجاد، والرؤيه القويمه وأنا من الذين يؤمنون بأن الدول لا تبنى بأحد طرفيها، وهي الحكومه، بل الشعب يمثل طرفها الثاني، بل هو الأهم في هذه المعادله بما له من مساهمه فاعله ودور مؤثر في ذلك . فالدوله التي تعتمد فقط على الجهاز الحكومي هي دوله عرجاء، وهشه، لذى تكون الدول التي تقوم على ركيزتي الحكومه والشعب، هي الدول التي يكتب لها النجاح والأستمرار . فالحكومه الوطنيه الجاده في تشيد وبناء الدوله لا يمكنها أن تخطوا الى الأمام خطوه واحده، من دون تعاون وتعاطف الشعب معها، وهناك تجارب كثيره في العالم، ومنها حكومة البعث بكل جبروتها وقوتها العسكريه، وقسوة جهازها الأمني لم تستطيع أن تصمد بالحكم أكثر من خمسه وثلاثين عام، والسبب واضح، وهو عدم أستطاعتها كسب قلوب الجماهير ’ ورأينا كيف تخلت الجماهير عنها عند الأحتلال الأمريكي، لا حباً بالأحتلال ولكن بغضاً للنظام الذي أسام شعبه سوء العذاب.

السيد الكاظمي تبوء رئاسة الوزراء، وعليه أستحقاق بناء دوله، أنهكت قدراتها الحروب، وأنخرها الفاسدون، وسعى الى تدميرها المتامرون والحاقدون. العراق دوله ليست وليدة اليوم لكي يؤسس لها الكاظمي كيان، فالعراق دوله عريقه، ولها تاريخ، ولكن نحن الآن بحاجه الى رد أعتبار وهيبة للدوله العراقيه، التي أستباحها صدام حسين وحزبه، وأساء لها من جاءوا بعد ٢٠٠٣م، تحتاج، الى قرارات تاريخيه وشجاعه، والقيام بأجراءات حاسمه، ولكن لا تتسم بالعجله، منها، بل وأهمها هي أولاً: أحلال رجال الدوله محل ممن لا يتمتع بأهليه عمل الدوله، وأبعاد من تسلل خلسه أليها . ثانياً : أرجاع هيبة الدوله عبر نزع السلاح من كل القوى التي لاتنضوي تحت أمرة الدوله، سواء كان سلاح عشائر، أو فصائل، وحتى البيشمركه، وليس هناك خط أحمر تحت أي عنوان. ثالثاً: أرجاع كل ثروات البلد الطبيعيه والغير طبيعيه من أصول ماليه وعقارات وأراضي زراعيه الى الدوله، من شمال العراق الى جنوبه ولا خصوصيه فيه لجهه دينيه أو عرقيه أو أثنيه . فثروة العراق لكل العراقين بالتساوي .رابعاً: توحيد القوات المسلحه بكل صنوفها تحت قياده واحده .خامساً: تقوية المركز، وجعل المحافظات تابعه له . سادساً : تعديل الدستور بما يضمن وحدة البلاد، والحرص على بناء ما يسمى بوحدة الشخصيه الخارجيه. سابعاً: عدم السماح بجعل العراق ساحة صراع للدول الأخرى، والحرص على مصلحة العراق.سابعاً: تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع . ثامناً: أرجاع الدوله الى الشعب، وأنتزاعها من بين أنياب الأحزاب والشخصيات والعوائل المتنفذه، وخاصه الفاسده .تاسعاً:تحديث أسس الدوله وأدواتها، لكي تتماشى وتطورات ما يحدث في العالم .عاشراً: أن تكون تعهدات وألتزامات الدوله أمينه ودقيقه أمام مواطنيها، وخاصه في مجال رواتب موظفيها، وأستحقاقات الفئات الأخرى من المتقاعدين، والشرائح المشموله بالضمان الأجتماعي، كذلك الى ما يجب أن تقدمه الدوله من ضمان صحي للمواطنين، لأن وفاء الدوله لهذه الألتزامات سيزيد من لحمة الدوله مع الجماهير، وستتحقق الوحده العضويه بينهم، مما يقوي من الجبهه الداخليه، ويجعلها عصيه على كل محاولة أختراق من قبل قوى خارجيه، وحتى داخليه تسعى لتغير النظام ومثال ذلك المحاوله الأنقلابيه التي حدثت على أردوغان في تركيا في ١٥يوليو ٢٠١٦م .الحادي عشر: ضبط خطاب القنوات التلفزيونيه ووضح ضوابط لها، لكي لا تستغل الحريه الممنوحه لهما، و تستغله ببث روح الطائفيه والمناطقيه ومشاعر الحقد والكراهيه بين أبناء الشعب الواحد، ولنا بقناتي الشرقيه ودجله كمثل صارخ على ذلك : الثاني عشر:أخضاع المطارات والمنافذ الحكوميه، وكل الأموال المستحصله من ضرائب ورسوم خدمات الى وزارة الماليه في بغداد.الثالث عشر: أرجاع أحساس المواطن بهيبة الدوله، عن طريق أحترام قوى الأمن الداخلي.الرابع عشر: أعادة النظر بتشريعات الأقاليم الحاليه وتأجيل الشروع بأنشاء الأقاليم الى شعار أخر.الخامس عشر: أجراء أنتخابات نزيه، بعد أعداد قانون أنتخابات عادل. السادس عشر: أعداد قانون للأحزاب، وتحديد عتبه أنتخابيه لكل حزب يدخل البرلمان، لكي يوضع حد لكل من هب ودب في أنشاء دكاكين سياسيه، تساهم في خلق فوضى سياسيه في البلد. هذه نقاط ينبعي لرئيس الوزراء الكاظمي أخذها بنظر الأعتبارأذا عزم على أعدة بناء الدوله من جديد، ومن المهم جداً تقريب كل الجهات والفئات والمنظمات، التي تؤمن بالدوله الموحده، وتناضل من أجل أسنادها وتقويتها، والذين يمكن أن نطلق عليهم قوى الدوله، وهم بعكس القوى الأنفصاليه والأبتزازيه، التي تعمل على أضعاف ومن ثم تقسيم الدوله، وهم موجودين وبقوه بالساحه السياسيه العراقيه.

 

أياد الزهيري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم