صحيفة المثقف

هاشم عبود الموسوي: نظرتان في العمل الفني.. متضادتان لكنهما متكاملتان

هاشم عبود الموسويلم تظهر فكرة اللاشعور إلا حديثا، وعلى العكس من ذلك، نجد القول بان الشاعر يسيطر على نفسه، والفنان الموهوب فكرة قديمة، قِدَم الدنيا. فهو في ساعات معينة لا يُسيطر على نفسه، ويلوح كما لوكانت فد استولت عليه قوة ما، ورفعته فوق ذاته و أصبح فريسة للحماسة والغيبوبة والنشوة.وتصبح الكلمات التي ينطق بها، و الأعمال التي يعدها في حالته هذه غير صادرة عنه، بل مما هو هو أعلى وأكبر منه .

أليس من المفيد أن نذكر بان مشاهير الحضارة اللاتينية القدماء يعتقدون بأنهم يقدمون للناس نداء الاآلهة و يتصلون بها ..

 هناك تقليد آخر لا يقل عن هذا قدما وتأكيدا، ويجري التعبير عنه بأمثلة سائرة كهذه: العبقرية صبرٌ طويل الأمد .. أو .. عمر الفن مديد والحياة قصيرة’، ودواوين"فن الشعر" ـ:{تكرر تعاليم "هوباس وباولو" بعد أن تعكسها فيقول:

ضع عمك الفني مائة مرة على آلة النسيج، وفي مثل هذه الأحوال يظهر العمل الفي، لا كهدية تهبط من السماء،بل كثمرة جهاد مرير وعمل متواصل وهكذا يحل "الشاعر العاقل" محل الشاعر الملهم، ولا يصبح؛ الفنان موهوبا تفضله الآلهة أو ربات الشعر، على غيره، بل عاملا كاداحا صانعا ماهرا .

إن هذين التقليدين في الحقيقة يتصفان بالتكامل اكثر مما يتصفان بالتناقض. فإذا تركنا جانبا و مؤقتا تلك الناحية التي تكاد تكون "دينية" فيهما،لرأينا أن الفنان في آن واحد ملهم وصانع ماهر.. ولوجدنا أن الوحي يدفع بالعمل و ُبضفي عليه خصبه، ويشير إليه أحيانا.

 

هاشم عبود الموسوي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم