صحيفة المثقف

صادق السامرائي: إبن الرزاز الجزري مؤسس علم الروبوت!!

صادق السامرائيبديع الزمان أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري (1136 - 1206) ميلادية، أعظم المهندسين والمخترعين في التأريخ، ويمكن القول أنه (تيسلا) الأمة!!

ولد في جزيرة (إبن عمر) في شمال سوريا، وعمل رئيس مهندسين (ديار بكر)، وإعتنى به حكامها من بني أرتق، فخدم ملوكهم لربع قرن أو يزيد.

وتأثر ببني موسى، وهبة الله بن الحسين، وهم مهندسون عرب ومخترعون.

وتركيا سمت السيارة الطائرة التي إخترعتها مؤخرا  (جزري).

درس الرياضيات والفيزياء، وكان يعتمد على التجارب والخبرة التكنولوجية والحقائق العلمية المجربة، وإنجازاته آلات وإختراعات ميكانيكية غير مسبوقة.

بعض مخترعاته:

مضخة ذات إسطوانتين متقابلتين، نواعير رفع الماء، مضخة الزنجير والدلاء، آلات ذاتية الحركة، ساعات مائية، آلات هيدروليكية، عمود الكامات، العمود المرفقي، عجلة التدوير، وغيرها.

  وقد برع بصناعة الساعات  ومن ساعاته (ساعة القرد، الرامي البارع، الطبال، الكاتب، القلعة،  وساعة الفيل من أشهر مخترعاته وأبهرها وأعجبها).

آلة التروس القطاعية (إنتقلت إلى أوربا)، ذراع الكرنك، إستفاد من الطاقة الكامنة في المياه بطريقة علمية

مؤلفاته:

"الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل"، وهو كتاب في الهندسة الميكانيكية، وقد صنفه بتكليف من الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا (1181)، وإستغرق في كتابته (25) عاما.، وتوجد نسخ منه في متاحف الدنيا.

"لقد صنعت أشكالا عديمة المثال، واخرجتها من القوة إلى الفعل، فلا تضيع ما تعبت فيه، وشيدت مبانيه، وأحب أن تصنف كتابا ينتظم وصف ما تفردت بتمثبله وإنفردت بوصف تصويره وتشكيله"

وذلك لتخليد الآلات التي صنعها وحتى تعرفها الأجيال اللاحقة فتستفيد منها.

وإشتمل الكتاب على (50) آلة مرفوقة بصور مع شرح وافي لكيفية عملها.

وساعة الفيل المذهلة ذات معاني فلسفية حضارية عميقة، ويمكن البحث عنها والتعرف عليها في شبكات الإنترنيت.

ويُعد الجزري رائد علم الروبوت، فقد صنع آلات ذاتية الحركة أو أوتوماتيكية، ومن مخترعاته (نادلة) (روبوت) آلية تقدم الشاي والماء ومختلف المشروبات، حيث كانت الآلة تخزن المشروب في خزان معين ثم يقطر منه المشروب في وعاء يحتفظ بالمشروب لمدة سبع دقائق، بعدها يتم صب المشروب في الكأس لتظهر النادلة بعدها من باب آلي لتقوم بتقديم المشروب!!

وعلى ذات الفكرة صنع جهاز الطواوويس المتحركة  والعديد من الساعات الآلية أي الأوتوماتيكية.

كما أنه مخترع روبوت موسيقي، (آلة موسيقية ذاتية التشغيل)، عبارة عن قارب يحوي أربعة عازفين آليين يطوف بهم القارب في بحيرة خلال العزف للتسلية والترفية لضيوف المحافل الملكية.

والتأريخ يذكر أن الخليفة هارون الرشيد قد أهدى ملك فرنسا شارلمان ساعة عجيبة، وحقيقة تلك الساعة أن نماذجها يمكن مشاهدتها في عدد من أبراج الكنائس في أوربا حيث تنفتح أبواب الساعة ويخرج منها فرسان وغيرهم في حركة إنسيابية جميلة ثم يعودون فتغلق الأبواب لتبدأ من جديد بعد ساعة، وهذا مخترَع روبوتي عربي سبق به العلماء العرب الدنيا بقرون، ولا توجد نماذج منه في بلاد العُرب أوطاني!!

ومعظم مختراعات إبن الجزري ذاتية الحركة روبوتية المواصفات، وقد برع فيها فوضع الأسس الحقيقية لعلم الروبوت!!

مَن يطلع على مخترعات الجزري، يُصاب بالدهشة والذهول، ويتعجب من أمةٍ سبقت الدنيا بعدة قرون في رؤاها العلمية وأفكارها النوعية، وترامت في قيعان الرقود المعيب، الذي ينسف جوهرها ويرعب حقيقتها، ويهين دورها وقيمتها الحضارية والإنسانية، فهي الأمة التي فتحت آفاق المجد العقلي، وعلى منطلقاتها وبداياتها الإبداعية تأسست إمبراطوريات المدنية المعاصرة، التي تريد أن تجحد دورها ومآثرها وأنوارها، التي بددت ظلمات العصور بفتراتها الحالكة العاصفة بأرجاء الدنيا آنذاك.

الجزري يمثل البطولة الحقيقية للأمة، التي نغفلها ونوهم الأجيال بأن البطولة حرب وسفك الدماء.

فكيف لأمة فيها الجزري وأمثاله، تصاب بالعجز والخمول، وتقف على التل كالحسيرالكسير؟

فهل من بصير للخروج من سوء المصير؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم