شهادات ومذكرات

محمد علي أبو ريان.. غواص في بحر الفلسفة

محمود محمد عليمن أسمي الأفعال التي تمثل المعني الحقيقي لتقدير الغواصين في بحور الفلسفة هي تلك الكلمات الجميلة والرائعة التي قالها العالم المصري الدكتور" علي مصطفي مشرفة" في حقهم وهي أن "العقلية العلمية عقلية التجربة المنظمة.. عقلية من يتلمس معرفة الأشياء عن طريق الأشياء ذاتها، وهي أيضا عقلية من لا يغالي في التعميم أو يسرف في التوكيد، بل ينظر الى الأمور نظرة تبصر وحذر، نظرة من يعرف حدود دائرة علمه، فلا يشط عنها وهو يعمل على اتساع هذه الدائرة في جد وتواضع."

وهذا الكلام في اعتقادي ينطبق علي هذا المفكر الجليل الذي أكتب عنه هذه الكلمات؛ ألا وهو عن الأستاذ الدكتور محمد علي أبو ريان (1920-1996م) (أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية)، وذلك في زمن عز فيه الوفاء والولاء وغلبت أخلاق السوق كل شئ وتراجعت فيه القيم النبيلة المحكمة، حيث لا أنسي عندما اتصلت بي هاتفيا الأستاذة الدكتورة سناء عبد الحميد (أستاذ علم الجمال بجامعة جنوب الوادي)، تسألني علي استحياء أن أشارك بمقال في الكتاب التذكاري الذي سيصدر قريبا عن الدكتور أبو ريان، وقبلت علي الفور بل لا  أبالغ إن قلت بأنه لمن دواعي سروري أن أنال شرف الكتابة في هذه المناسبة عن هذا الرجل العظيم، الذي يعد من أبرز أساتذة الفلسفة في مصر والعالم العربي في القرن العشرين، حيث كان لمؤلفاته وللمدرسة العلمية الواسعة الأثر الكبير في نشر الفكر الفلسفي وتوسيع دائرة المتخصصين فيه، فضلاً عن عمله الجامعي علي مدار ما يقرب من نصف قرن وما شغله من مناصب خلال هذه الفترة، وما قدمه من مؤلفات، وأبحاث، ومشاركة في مؤتمرات وندوات، وتخريج لصفوة الباحثين المنتشرين في أرجاء الوطن العربي، علاوة علي كونه صاحب واحدة من أهم المحاولات العربية للتأريخ الشامل للفلسفة من منظر عربي إسلامي. كما كان في ذات الوقت صاحب رؤية منهجية جديدة في مجال تخصصه الدقيق في مجال الفلسفة الإسلامية.

ولد محمد علي أبو ريان في السادس من شهر مايو عام 1920م، وتلقي تعليمه الأولي ككل أبناء جيله حيث حصل علي شهادة الكفاءة وشهادة الثانوية العامة، والتحق بعد ذلك بكلية الآداب جامعة الاسكندرية حيث تخصص في الدراسات الفلسفية والاجتماعية وحصل علي درجة الليسانس بتقدير عام جيد جدا عام 1944م . التحق بعد ذلك بالدراسات العليا ليحصل علي ماجستير الفلسفة من نفس الكلية والجامعة عام 1950م بمرتبة الشرف الأولي وكان موضوعها " ميتافيزيقيا الإشراف عند شهاب الدين السهروردي" ويحصل في ذات الوقت علي دبلوم للدراسات العليا في التربية في التربية وعلم النفس عام 1946م، وكذلك علي دبلوم معهد الخدمة الاجتماعية لدرجة الماجستير من جامعة الاسكندرية عام 1950م. وقد عين عقب هذا وذاك مدرسا مساعدا بقسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في نفس العام 1950م.

وقد سافر بعد ذلك إلي فرنسا حيث قضي عدة سنوات حصل خلالها علي درجة الدكتوراه، دكتوراه الدولة من السربون (جامعة باريس) مع مرتبة الشرف الممتازة عام 1956م، وكان عنوانها " انتقال المثل الأفلاطونية إلي المدرسة الإشراقية" . عاد بعد ذلك إلي مصر ليتدرج في السلك الأكاديمي فرقي إلي درجة أستاذ في الفلسفة وتاريخها عام 1969م، وعين رئيسا لقسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية عام 1972م ومرة أخري بين عامي 1979-1981م، كما عين مديرا لمركز لتراث القومي الذي أسسه عام 1984م وظل رئيسا له إلي وفاته في الحادي عشر من شهر يوليو 1996م.

أما عن مؤلفات الدكتور أبو ريان، فقد ترك الكثير من المقالات المهمة التي أثرت المكتبة العربية . وتتميز معظم هذه المؤلفات بالشمولية أو الموسوعية حيث تظهر هذه النزعة في معظم مؤلفاته في مجال الفكر الفلسفي بعامة، والفكر الإسلامي بخاصة . وليس أدل علي ذلك من موسوعته الفلسفية والتي تشتمل علي التأريخ لتاريخ الفلسفة ابتداء من إرهاصاتها الأولي عند اليونان، وحتي العصر الحديث والمعاصر وذلك بعرض هذا التراث الفلسفي الطويل في جملة من مؤلفات من:

1- تاريخ الفكر الفلسفي عند اليونان – الجزء الأول: من طاليس إلي أفلاطون.

2- تاريخ الفكر الفلسفي عند اليونان – الجزء الثاني: أرسطو والمدارس المتأخرة

3- تاريخ الفكر الفلسفي عند الإسلام – الجزء الأول: من المقدمات العامة.

4- الفرق الإسلامية وعلم الكلام.

5- تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام – الجزء الثاني: الحركة الصوفية في الإسلام .

6- تاريخ الفكر الفلسفي – الجزء السادس: الفلسفة الحديثة.

علاوة علي بقية كتبه الأخري ؛ فقد كتب في المدخل إلي الفلسفة كتاب " الفلسفة ومباحثها"، وفي علم الجمال " فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة "، وكتاب " النظم الاشتراكية مع دراسة مقارنة للاشتراكية العربية" كمت ترجم " المدخل إلي الميتافيزيقا " للفيلسوف الفرنسي الشهير " هنري برجسون". كما كتب بالاشتراك مع زميله وصديقه علي سامي النشار كتاب " قراءات في الفلسفة " ضمنه نشر العديد من نصوص فلاسفة الإسلام، وكتب بالاشتراك مع علي سامي النشار وعبده الراجحي " هيرقليطس فيلسوف التغير وأثره في الفكر الفلسفي "، كما كتب بالاشتراك مع بعض تلاميذه كتاب " أسس المنطق الصوري ومشكلاته"، وقد طبعت هذه لمؤلفات أيضا أكثر من مرة في دور نشر مختلفة. كما كتب عن " الإسلام في مواجهة تيارات الفكر الغربي المعاصر" وركز فيه علي المواجهة بين الإسلام والماركسية، كما كتب " المدخل الإسلامي للأيديولوجيا العربية وكتاب عن " الإسلام السياسي في الميزان" و" المنهج الإسلامي في العلوم الإنسانية"، كما كتب في هذا الميدان أيضا دراسته الرائدة عن " أصول الفلسفة الإشراقية عند شهاب الدين السهروردي" ... وهلم جرا

وتختص رؤية محمد أبو ريان الفلسفية ـ التي قـدمها منذ كتابه الأول " تاريخ الفكر الفلسفي عند اليونان حتى كتابه " المدخل الإسلامي للأيديولوجيا العربية "- عن معظم الكتابات الفلسفية العربية بسمات أساسية ثلاث: الأولى: عدم خضوعه للمشكلات الفلسفية التي يفرضها تاريخ الفلسفة الغربية على الفكر العربي، والثانية:عدم تبنيه لإطروحات المذاهب الفلسفية الرائجة في الغرب والتي يتبناها غيره مـن المفكرين العـرب كالوضعية والوجودية والماركسية والبنيوية؛ حيث تؤكد أعماله المختلفة أن الابداع الفلسفي هو ممارسة الفلسفة وليس التقيد بتاريخ الفلسفة ومشكلات أو الخضوع للإيديولوجيات السائدة. فأعماله جميعا رغم الموضوعات المتنوعة والمتباينة التي تدور حولها تحركها إرادة قوية نحو "الوضوح النظـري" ويجمعها توجه واحد نحو الابداع الذاتي والاستقلال الفلسفي عبر تحليل نقدي مفهومي لطبيعة ومجال وحدود الفلسفة والايديولوجية والسلطة، والحرية والعديد من المفاهيم الغامضة في فكرنا المعاصر. وهو يمكننا عن طريق تحليلاته الفلسفية المختلفة أن نقول إننا بصدد نقلـة مهمة في فكرنا العربي المعاصر وفلسفتنا الراهنة، تعد بداية تـراكم فلسفي، يمكن أن يؤدي إلى مدارس فلسفية وليس بناءات "مشاريع" ذاتية ليست سوى امتداد لفلسفات غربية.

علاوة علي أن المشروع الفكر للدكتور أبو ريان متعدد الجوانب، حيث قدم رؤية للفن والحياة وقدم تطبيقات مختلفة لهذه الرؤية في تلك المؤلفات المتنوعة، تتبع النظريات الفلسفية من زمن طاليس وسقراط وأفلاطون وأرسطو إلي ديكارت وكانت وهيجل وسارتر، وغيرهم وصولا إلي الفلاسفة المعاصرين شارحا وموضحا لآرائهم وأفكارهم.

والدكتور أبو ريان أحد أبرز النقاد والأكاديميين الذين اجتهدوا في سحب الفلسفة إلي مناطق موغلة في الأهمية، وتعد القراءة الفلسفية للجمال والفنون من أهم الموضوعات التي تناولتها كتابات الدكتور أبو ريان، فضلا عن قراءاته النقدية المستندة علي خلفية الدراسات الاستاطيقية ؛ وفي كتابه " فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة " يبين أن الجمال يقوم علي التماثل والانسجام، ويبين ذلك من خلال بيان أن فكرة التماثل أو التناسق أو الانسجام فكرة قديمة تعود إلي أيام فيثاغوس وأفلاطون وأرسطو لكنها فكرة نسبية أيضاً.

ويتضح حرص أبو ريان على تمييز الفلسفة وتأكيد دورها في حياتنا مقابل كل ضروب الممارسـات الإنسانية الأخرى الإيديولوجيـة، الدينية، العلمية والسياسية وذلك بالتأكيد علـى ضـرورة التحليل النقدي للمفاهيم وفي مقدمتها مفهوم:  الأنا والآخر ومفهوم التجديد والتحديث والتغريب  وذلك علي النحو التالي وذلك حسل ما ذكره ما ذكره الدكتور خالد أحمد في مقاله " أبو ريان مفكر عربي معصر":

1-  مفهوم الأنا والآخر: يقصد أبو ريان بالأنا الأمة العربية الإسلامية، وبالآخر الغرب الأوربي ؛ حيث يري أن الغرب وهو الآخر قد اعترف بنهضة الحضارة الإسلامية فيما بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين وكيف أن تلك النهضة الإسلامية كانت بمثابة القاعدة الراسخة التي بني عليها الغرب حضارته الحديثة بعدة طرق، فيقول: وقد اعترف الغرب بهذا التفوق الإسلامي الكبير، بل إن كتابهم كانوا هم رواد حركة الاستشراق المحدثة التي كشفت عن جوهر الحضارة الإسلامية ونفاستها في عصر الإنارة الإسلامي الأول، وعن الأسس الإسلامية الحضارية التي بني عليها الغرب حضارته الحديثة سواء كان ذلك عن طريق بغداد أو مشق أو صقلية أو الأندلس، أو الحروب الصلبية بصفة عامة حيث كانت مجالا لاحتكاك مرير بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي تكشفت معه للغرب نواحي القوة والعظمة الإسلامية في هذه الحروب التي استمرت وهاء مائتي عام كان لها أثرها في زيادة تأثير الحضارة الإسلامية في حضارة الغرب الهابطة آنذاك، وكيف أن الغرب المسيحي قد تعلم الكثير من الدروس عن أخلاقية الإسلام وفروسية جيوشه وشجاعة معتنقيه في مواجهتهم للغزوات الصلبية وتحدياتها اللاأخلاقية الغاشمة التي لا تزال نذرها تتبدي في ألأفق، ولا تكاد تغيب عن أعين المسلم اليقظ الفطن الحافظ لدين الله والمحافظ علي تقاليد هذا الدين الحنيف وعقائده.

2- التجديد: يعرف أبو ريان التجديد تعريفا أولياً قائلا: إنه محاولة المواءمة بين القديم والحديث علي ان تكون نقطة الإنطلاق هي الأصول القديمة وان يراعي عند الاجتهاد في تطبيق الحكم علي الوقائع الجديدة التي لا تتعارض مع ما سبق للمسلمين أن أجازوه من أحكام شرعية في ظروف شبه مماثلة. وفي مقابل هذا التجديد المقبول شرعا يذكر الدكتور أبو ريان أن هناك دعوات للتجديد المرفوض الذي يأباه الشرع. ومن أمثلتها ما استنته القاديانية من أبطال فريضة الجهاد في الإسلام.. وهكذا تتضح معالم التجديد الصحيح من التجديد الزائف، ولعل الكثير من الأمور تنتظر الإدلاء بآراء جديدة بعد استحداث العلم لمنجزات كثيرة كالسيارة والطائرة والتلفزيون والمركبات الكيميائية وغيرها، وكذلك بعد وصول الإنسان للقمر ودخولنا عصر الذرة والفضاء، هكذا قال أبو ريان.

3- التحديث: يعرف الدكتور أبو ريان التحديث بأنه اعتبار الحديث الغربي أمرا نموذجيا ثم الانطلاق منه إلي القديم لمحاولة تحديثه، فإذا كان التغيير شاملا، كان في انتظار افتئات علي الأصل القديم، ومن ثم يتعين بقدر المستطاع التزام أصول الشريعة إنما يعد مظنة للخطأ وخضوعا للهوي واستباحة للنظر العقلي غير الملتزم بالقواعد الشرعية، ومن صور التحديث التي يرفضها الدكتور أبو ريان، إطلاق إباحة الإفطار في رمضان بغرض زيادة الإنتاج وتقدم البلاد كما أفتي بذلك في تونس، وأيضا التدخل في قانون الأحوال الشخصية بالصورة التي أخرج عليها في عهد السادات حيث إن زواج الرجل من امرأة ثانية يبيح لزوجته الأولي الطلاق – إذا أرادات ... إلي آخره.

4- التغريب: يصف الدكتور أبو ريان حركة التغريب بأنها أخطر الحركات التي راح بريقها في أعين الشباب وتستحوذ علي نفوسهم وأحاسيسهم . ويعرف التغريب بأنه محاولة لإلغاء القديم أصلا وإهالة التراب عليه من دون أن يكون له ذكر أو كيان يشكل يوما جزءً من ماض مجيد، أما البديل فهو الحضارة الغربية بكل مقوماتها ؛ ذلك أن التكنولوجيا المصاحبة لهذه الحضارة قد أغرت الناس يوما بنجاحها في السيطرة علي الأحداث وعلي شعوب هذا العالم كافة، بينما لم يقدم الشرق أو الإسلام المعاصر بصفة خاصة أي صورة بديلة للنجاح في العلم أو في الصناعة أو في الحرب، بل علي العكس من ذلك، إذ يري الشباب أمامهم مصارع المسلمين في أنحاء العالم في العصر الحديث، فبعد استعمار طويل لم ينج منه بلد إسلامي واحد سوس موطن الخلافة في تركيا، نواجه بصور من القتل والدمار والتشريد والتخريب في الفلبين، وفي الهند ... إلي آخره . هذا فضلا عن أن مناهج التربية والتعليم التي تخرج عل أساسها أبناؤنا قد وضعها دهاقنة التربية في الغرب . فمثلا نجد أن التعليم الحديث في مصر قد وضع أسسه الغربية مستر دنلوب وأعوانه، وهؤلاء كانوا لا يريدون أن تكون مصر مركزا مزدهرا للعلم والثقافة، لا كانت الغاية من التربية والتعليم هي القضاء علي شخصية المتعلم حتي يخضع للمستعمرين وتكون طوائف من الموظفين الذين يجيدون العمل تحت إمرة الحكام الإنجليز ومن يقربونهم من العملاء. وقد كانت هذه المناهج الفاسدة هي مقدمات الغزو الفكر التالية بعد الموجة الأولي الفرنسية التي كانت مصر ميدانا لها بعد غزو نابليون لأراضيها. ويرفض الدكتور أبو ريان هذه الصور من التغريب التي تحاول طمس الهوية العربية الإسلامية.

وأخيرا إذا أردت عزيزي القارئ أن تتعرف علي بعض جوانب وقدرة ومهارة الدكتور أبو ريان في النقد والتحليل، وإذا أردت أن تتعرف علي براعة هذا الغواص الماهر وطريقته الفريدة في الغوص والبحث وراء معاني التصورات والمفاهيم في بحر الفلسفة العميق المترامي الأطراف، فعليك بقراءة كتبه علها تفتح شهيتك لقراءة المزيد من كتاباته وتستحثك للخوض بنفسك في بحار الحكمة ومحيطات المعرفة .

وفي النهاية فإن الكلمات لا تستطيع أن توفي هذا الأستاذ الاكاديمي حقه، صحيح أن هذه الكلمات جاءت متأخرة فكثير ممن يطلقون علي أنفسهم لقب أساتذة لا يعرفون قدر هذا الأستاذ الاكاديمي، فتحية طيبة للدكتور أبو ريان، الذي كان وما زال يمثل لنا نموذجاً فذاً للمفكر الموسوعي الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

رحم الله الدكتور أبو ريان، الذي صدق فيه قول الشاعر: رحلتَ بجسمِكَ لكنْ ستبقى.. شديدَ الحضورِ بكلِّ البهاءِ.. وتبقى ابتسامةَ وجهٍ صَبوحٍ.. وصوتًا لحُرٍّ عديمَ الفناءِ.. وتبقى حروفُكَ نورًا ونارًا.. بوهْجِ الشّموسِ بغيرِ انطفاءِ.. فنمْ يا صديقي قريرًا فخورًا .. بما قد لقيتَ مِنَ الاحتفاء.. وداعًا مفيدُ وليتً المنايا.. تخَطتْكَ حتى يُحَمَّ قضائي.. فلو مِتُّ قبلكَ كنتُ سأزهو.. لأنّ المفيدَ يقولُ رثائي.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

 

في المثقف اليوم