شهادات ومذكرات

محمد رجائي الطحلاوي.. المهندس الفيلسوف (1): النشأة والمنطلقات

محمود محمد علييحكى أن فيلسوفاً كان يجلس بجانب صديقه المهندس في وسط الليل... يتأملان عظمة الخالق... فسأل المهندس الفيلسوف قائلاً: أنظر إلي الأعلي في السماء وقل لي ماذا تري؟ فقال الفيلسوف: أري ملايين النجوم ، فسأله: وماذا تكتشف من هذا؟ ففكر الفيلسوف قليلاً وقال: يدلنا هذا علي وجود مئات وملايين الكواكب والمجرات ... أما بالنسبة للوقت فتقريبا الساعة الآن قبل الثالثة صباحا ، وبالنسبة للجو ... فأظن أن الجو سيكون صحواً وجميلاً غداً ... ثم جال بنظره إلي صديقه المهندس وسأله: قل لي أنت علي ماذا تري في هذا المنظر ..؟ فقال المهندس وهو يتأمل: إنني أري نجوماً في السماء تتشكل بأشكال هندسية رائعة ... وأري رؤوس النجوم المضاءة ... إن هذه السماء تكاد تشبه صفحة من صفحات الدفاتر التي لونت بالأسود ، ثم رش فوقها نقاطا فضية اللون لتبدو لوحة خلابة ... فسأله: وماذا تكتشف من هذا؟ فأجاب: إن الله سبحانه وتعالي يرينا قدرته علي الخلق والتكوين ، ويرينا كم نحن ضعفاء وتافهين بالنسبة لهذا الكون العظيم.

عزيزي القارئ تعمدت أن أحكي هذه الحكاية الطويلة، لغرض في نفسي وهو أن الله سبحانه وتعالي قد جعل من عبادة من يتحلى بأن يجمع بين خصال المهندس وخصال الفيلسوف ، وعندما ترجع في بوصلة التاريخ ونبحث في علماء الفلسفة تجد كثيراً من الفلاسفة  كانوا مهندسين في الأساس أو العكس ، فالهندسة والمنطق شقان متكاملان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. والفلسفة مرتبطة بالعلوم جميعا فكل العلوم ترمي أولاً وأخيراً إلى اكتشاف الحقائق والبحث عن أصول الأشياء وماهياتها ولعل من أبرز الشواهد بزوغ فلاسفة كبار برعوا في ميادين الهندسة كأرسطو وابن سينا وديكارت .

ومن بين الأعلام العرب المعاصرين الذين يفرد لهم تاريخ البحث العلمي والإبداع الفكري (وبالأخص في الهندسة والفلسفة) ، ويعد ذلك صفحة مضيئة في سجله الخالد، المهندس المصري الأستاذ الدكتور محمد رجائي جودة محمود الطحلاوى والمولود في الأول من شهر سبتمبر لعام 1936 بفارسكور، دمياط ، ذلك العالم الجيولوجي ومهندس التعدين والإداري المصري، الذي عمل رئيس جامعة أسيوط ومحافظ أسيوط في النصف الثاني من القرن العشرين . كان هذا الرجل عبقرية مصرية شعبية خالصة، ارتقى بموهبته ليصبح مهندساً وعالماً موسوعياً كأغلب مثقفي عصره.

واسمح لي عزيزي القارئ أن أحكي لك قصة الطحلاوي (والتي رواها الأستاذ الدكتور حافظ شمس الدين أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة عين شمس، والخبير بمجمع اللغة العربية واليونسكو)، وأبدأ حديثي هنا عن نشأته ؛ ففي ليلة العشرين من يوليو عام 1936 كان هدوء الليل يخيم بستائره ويرخيها على قرية الغوابين الواقعة على مشارف بحيرة المنزلة التى تبعد عن مدينة فارسكور كيلومترات قليلة، وبدد هذا الهدوء سعادة طاغية وفرحة غامرة انطلقت من بيت العشماوى عمدة القرية معلنة ميلاد طفل أسموه محمد رجائى، وهو اسم مركب تمشيا مع عرف ساد تسمية الأبناء فى مصر فى تلك الأحيان بأسماء مركبة، ربما لإرضاء الأب بتسمية الطفل حسب رغبته، وإضافة الاسم الثانى تلبية لأمنية من الأم، أو ربما لأمور أخرى.

والده جودة محمود الطحلاوى أستاذ اللغة العربية، ابن قرية الشقر مركز منيا القمح محافظة الشرقية، (حاليا مركز بنها محافظة القليوبية) الذى تخرج فى الأزهر الشريف ودار العلوم.

بدأت مسيرة الطفل محمد رجائى مع التعليم فى مدينة طنطا التى انتقل الوالد للعمل فيها أستاذًا للغة العربية بمدرسة طنطا الثانوية، والتى أصبحت بعد ذلك فى بداية سبعينيات القرن الماضي مقرًا لجامعة طنطا ونواة لكلياتها، وكانت طنطا ولا تزال تشتهر بجوها الروحاني الصافى، وشغف أهلها بحب آل البيت وأولياء الله الصالحين، حيث كانت تنتشر فيها الكتاتيب التى تعلم الأطفال اللغة العربية السليمة وحفظ ما يتيسر من القرآن الكريم بطريقة طيبة، تغرس فى الأبناء طريقة النطق واستقامة اللسان

حصل رجائي على شهادة التوجيهية (الثانوية العامة - شعبة الرياضيات) عام 1953 بمجموع كبير أهله للالتحاق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وانخرط مع زملائه فى الفرقة الإعدادية بالكلية، وبعد نجاحه بتفوق فى الفرقة الإعدادية، التحق بقسم التعدين، ثم تخصص فى هندسة المناجم فى الفرقة الثالثة ثم فى جيولوجيا المناجم فى الفرقة الرابعة، ولا يزال يتذكر أساتذته الذين حفروا فى نفسيته حب الدرس والأخلاقيات وآدابها، وحين يأتي ذكرهم تطفر الدموع من عينيه ويقول: كيف أنسي من أدين لهم بالفضل والولاء بعد الله سبحانه وتعالى ووالدى، وهم مثل العقد الفريد من نوادر الأحجار الكريمة الصافية مثل الأستاذ محمد محمود إبراهيم والدكتور عبد العزيز عثمان والدكتور فخرى نخلة وحامد السنباوي، وحامد البدري، وأحمد عزت المهيري، ومن الأجانب الأستاذ الفريد ريتمان السويسرى الجنسية والأستاذ فيلى ماخو اليهودي النمساوى  وبالرغم من صعوبة الدراسة فى كلية الهندسة، إلا أن إصرار رجائي الطحلاوى على الجمع بين الدرس وتلبية متطلبات شخصيته بما لها من ميول وهوايات، جعلته ينخرط فى فريق الجوالة بجامعة القاهرة حتى صار وكيلا لرهط جوالة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وربما كانت معسكرات الجوالة هذه هي الحافز والدافع للطالب رجائي الطحلاوى لكي يتطوع فى كتائب الفدائيين، وإتمامه لدورة تدريبية متقدمة فى سلاح المدرعات (الفرسان سابقا).

وإبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 نازعته الوطنية الصادقة التى نشأ فى ظلالها وغرسها فيه والده، فتطوع فى الحرس الوطني وشارك بفعالية حيث اتخذ موقعا فى مسطرد وموقعا آخر فى عزبة النخل.  وشارك فى تدريبات على حدود قطاع غزة مع الأرض المحتلة.

أما من ناحية الخبرة العملية التى اكتسبها الطالب رجائي الطحلاوي فى أثناء دراسته الجامعية، فقد قضى قرابة شهر ونصف فى عام 1955 متدربا فى منجم الذهب بمنطقة الفواخير بالصحراء الشرقية المصرية، ثم تدرب فى مناجم الحديد بولاية كارنتن فى جنوب النمسا على الحدود المتاخمة ليوغوسلافيا، وقضي هناك قرابة شهرين.

فى عام 1958 حصل المهندس محمد رجائي الطحلاوي على درجة البكالوريوس فى الهندسة فى قسم المناجم، شعبة جيولوجيا المناجم من كلية الهندسة جامعة القاهرة، وتخرج ليبدأ رحلة مسيرته الوظيفية العملية، فكلف للعمل فى مصلحة الأبحاث الجيولوجية والتعدينية التابعة لوزارة الصناعة آنذاك؛ وتغير اسمها كثيرا وكأنها ريشة فى مهب الريح، حتى استقر اسمها أخيرا ليصبح هيئة الثروة المعدنية وتتبع وزارة البترول حالياً.  وبدأ ممارسة عمله الحقيقي فى قلب الصحراء الشرقية فى المناطق المحيطة بمرسى علم، على ساحل البحر الأحمر، وقضي هناك عاما كاملا متبتلا بين جبالها ووديانها وأماكن وجود الخامات المعدنية فيها واكتسب خبرة كبيرة فى هذه الفترة، خاصة أن رؤساء رجائي الطحلاوى كانوا من أساطين علم الجيولوجيا الذين لا يبخلون بعلمهم وخبرتهم عن تلاميذهم، ويذكرهم بالعرفان والخير والجيولوجي العظيم محمود فوزى الرملى والجيولوجي جلال الدين مصطفى وعثمان محرم محجوب.

ولأن النشأة والبيئة التى عاش فيها المهندس رجائي الطحلاوي كانت ترتكز على أعمدة من الفضيلة والخلق القويم، وتعتقد أن الزواج فى سن مبكرة جنة لا يعرف فضلها إلا أولوا العزم فتزوج فى عام 1959 من زوجته السيدة سوسن زكي دسوقي جمعة التى أتمت دراستها الثانوية فى مدرسة الليسيه فرانسيه وتفرغت لزوجها ورعاية بيتها وأولادها (بنتان وولد).

وتبرز النزعة التعميرية عند المهندس رجائي الطحلاوى، فقد استقر فى وجدانه مقولة "لولا ظلمة الجهل، ما أشرق نور العلم"، فقد عمل جاهدًا على إنشاء أول مدرسة فى منطقة مرسي علم، قوامها أبناء العمال الذين يعملون مداومة مع المهندس الطحلاوي وتطورت المدرسة وأصبحت ابتدائية – إعدادية، وكأنه يحمل مصباح العلم ليضئ جنبات الجهل التى كانت تسيطر على المكان.

وكان عام 1959 يمثل علامة فارقة فى حياة مهندس المناجم رجائي الطحلاوي، فقد رشح بصفة أساسية فى بعثة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه فى المساحة الجيولوجية لحساب جامعة أسيوط الوليدة آنذاك. وسافر الطحلاوى فى شهر أكتوبر عام 1959 إلى سويسرا والتحق بالمعهد العالى الفدرالى للبوليتكنيك بمدينة زيورخ، وهو واحد من أعرق المعاهد العلمية فى أوروبا، وبدأ الدراسة منذ بداية اليوم الأول لوصوله، وكانت همته عالية لا تفتر بعون الله وبمؤازرة زوجته التى كانت له نعم العون والسند، حيث ساعدتها إجادتها الفائقة للغة الفرنسية فى تيسير الكثير من الأمور.  وفى الوقت نفسه بدأ الطحلاوى يتعلم اللغة الألمانية بمخالطته للأجانب وانتظامه فى مدرسة برليتز للغات فى زيورخ، ثم سفره خلال الأجازة بين الفصلين الدراسيين على نفقته الخاصة إلى معهد جوته بمدينة كونستانس الواقعة فى جنوب ألمانيا على بحيرة تحمل الاسم نفسه، كل ذلك أدى إلى تحسن مستواه فى اللغة الألمانية وصار ينطق بها ويتعامل بها مثل أهلها.

وبعد عام واحد من وصوله إلى سويسرا وانخراطه وانهماكه فى الدراسة تقدم لامتحان المعادلة الذى يسمح بالتسجيل لدرجة الدكتوراه وقد دهش أستاذه لجرأته على التقدم للامتحان بعد فصلين دراسيين فقط، لأن الأمر يحتاج إلى أربعة فصول على الأقل لاجتياز امتحان القبول، وتوكل على الله مستعيناً به وبكفاءة استيعابه وإصراره ومثابرته، واجتاز الامتحان بتفوق؛ أهله ذلك للتسجيل  لدرجة الدكتوراه فى ديسمبر عام 1960. ويقول الطحلاوى إن النقد البناء يعد الحافز الأكبر للتقدم والتميز، فهو لا يزال يتذكر الملاحظة التى أبداها أستاذه خبير الهيملايا العالمي الأستاذ جانسر حين قال لرجائي: "أنت ممتاز فى الجانب النظرى، لكنك تحتاج الكثير فى الجانب العملى"، كانت هذه الكلمات بمثابة صاروخ الدفع الذى أيقظ جذوة الحماس للدراسات الحقلية عند رجائي الطحلاوى، فشارك فى رحلات ودراسات عملية حقلية فى جبال الألب واليورا وفى ايطاليا والنمسا وفرنسا وألمانيا، فأكسبته هذه الرحلات الخبرة الرائعة التى جعلته يرتقي قمة علماء جيولوجيا الحقل بعد رجوعه من البعثة وانتظامه فى هيئة التدريس بجامعة أسيوط فيما بعد، وسجل رجائي الطحلاوي لدرجة الدكتوراه على منطقة تقع جنوب جبال الألب على بحيرة كومو شمال ايطاليا، فأتاح له الفرصة لمزيد من الدراسة الحقلية وتعلم اللغة الإيطالية الدارجة.  وبعد انتهائه من رسالة الدكتوراه وفى أثناء طبعها، تدرب عدة أشهر فى مكتب استشارات جيولوجية يهتم بالدراسات الهندسية، وتعلم كيفية كتابة التقارير العلمية بالدقة والإتقان والجدية التى تشتهر بها المدرسة العلمية السويسرية.

ومن الأمر اللافت للنظر، أنه أثناء دراسته الحقلية فى جبال الألب التى تغطيها الثلوج معظم أيام العام، تعلم الطحلاوى تسلق الجبال والتزلج على الجليد، فساعده ذلك على التنقل بين الجبال بعضها ببعض وانجاز العمل فى أقصر وقت ممكن، واستعاض عن التنقل بوسائل النقل المختلفة بتزلجه بين رابية وأخرى.

وفى نوفمبر عام 1965 عاد الدكتور محمد رجائي جودة الطحلاوى إلى مصر بعد حصوله على درجة الدكتوراه فى المساحة الجيولوجية من سويسرا، وسافر يوم 12 نوفمبر عام 1965 إلى مدينة أسيوط، وفى طريقه إلى استراحة الجامعة استقل الحنطور الذى كان وسيلة المواصلات السائدة آنذاك ليذهب إلى استراحة الجامعة فى حي الوليدية، فوجد أنوارًا وزيناتٍ على مبني يقع على النيل، فسأل سائق الحنطور وعرف أن هذا هو نادى بلدية أسيوط وأن المحتفى به هو الدكتور سليمان حزين رئيس جامعة أسيوط الذى عين حديثا وزيرا للثقافة، ولم يدر بخلد الطحلاوي أنه سيخلف هذا الرجل العظيم فى موقعه ليكون رئيسا لجامعة أسيوط بعد 27 عاماً من وصوله لأسيوط.

وذهب الدكتور الطحلاوى لقسم الجيولوجيا الذى كان يرأسه الدكتور محمد كمال العقاد الذي استقبله بترحاب، ونصحه باستلام العمل فى قسم التعدين بكلية الهندسة، وكانت نصيحته غالية لأن نظام الأقسام فى التعليم الجامعى فى مصر ليس كنظيره فى الجامعات الأوروبية.

انضم الدكتور رجائي الطحلاوى إلى هيئة التدريس بقسم التعدين والفلزات بكلية الهندسة جامعة أسيوط ورقي إلى أستاذ مساعد عام 1970 ثم أستاذاً عام 1974، بعدها أعير لجامعة الكويت أستاذاً بقسم الجيولوجيا لمدة خمس سنوات. وهناك فى الكويت بزغ اسمه بين أساتذة الجامعة حيث كان معمله ومكتبه خلايا نحل للطلاب الكويتيين واليمنيين والفلسطينيين، وكان دائم الخروج معهم فى رحلات إلى الصحراء، وأطلقوا علي مكتبه اسم ديوانية الطحلاوى لأنه كان لا يخلو من طالب علم أو مشورة أو نصيحة ما.

وعقب عودته من الكويت عين وكيلا لكلية الهندسة لشؤون التعليم والطلاب لمدة أربع سنوات، ثم انتخب عميداً للكلية ثلاث مرات استمرت قرابة سبع سنوات ونصف، بعدها اختير نائباً لرئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث لمدة عام ونصف، ثم عين رئيساً لجامعة أسيوط فى أول أغسطس عام 1991، وكان فى ذلك الوقت فى دورة دراسية فى معهد التعليم العالى بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية. وفى 16 يناير عام 1996 عين محافظُا لأسيوط وكان أول رئيس جامعة يعين محافظاً فى مصر، بعدها عاد أستاذاً متفرغًا بكلية الهندسة اعتباراً من أول نوفمبر عام 1999 حتى الآن.

يتذكر الدكتور الطحلاوى عام 1957 عندما كان لا يزال طالباً فى الفرقة النهائية بكلية الهندسة، وكان يستعد للذهاب إلى كليته وكانت والدته تستمع إلى الراديو (وسيلة الإعلام المسموع الوحيدة فى ذلك الوقت) وقالت لرجائي إن الراديو أعلن عن بدء الدراسة فى جامعة أسيوط اليوم، والتى يرأسها العالم الكبير الدكتور سليمان حزين، الذى كان صديقاً لأخيها محمد العشماوى باشا وزير (المعارف) وأردفت قائلة: "يا رب أعيش وأشوفك رئيساً لجامعة أسيوط" وكأن أبواب السماء كانت ملبية لها رجاءها فقد تحقق حلمها وأمنيتها وصار ابنها الدكتور رجائي الطحلاوى رئيساً لجامعة أسيوط بعد 35 عاماً من تمنياتها، ويتذكر أيضاً أنه لم يكن يدرى أى شئ عن أسيوط سوى النذر القليل عن أبناء أسيوط الذين نبغوا فى ميادين الأدب والفن والفكر مثل مصطفى لطفى المنفلوطي وحافظ إبراهيم ومحمود حسن إسماعيل. ويشاء الله العلى القدير أن تشهد أسيوط نهضة تنويرية  تثقيفية علمية حضارية قام بها الدكتور الطحلاوى حين كان محافظاً لها. ولا تزال مسيرته نشيطة على الدرب، وشواهد ذلك ما نراه فى سلسلة أعلام أسيوط التى أزاحت النقاب عن أسماء بزغ نورها من أسيوط، ولم يكن يعلم بها أحد حتى القريبين، لكن الطحلاوى أماط اللثام عن هذه الأسماء فطفت على السطح وعرفها الكافة من خلال سلسلة أعلام أسيوط.

وحب الدكتور الطحلاوى لتعلم كل جديد لا تخبو جذوته فى نفسيته إطلاقاً، فقد بدأ يتعلم الكمبيوتر وهو فى سن الرابعة والستين ولم يستنكف أو يجد حرجاً فى تعلمه من أبنائه المدرسين بالجامعة أو حتى من حفيده الذى لم يتجاوز السنوات العشر من عمره.... وللحديث بقية!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم