قراءة في كتاب

أبو الحسن الجمال: العلاقات الحضارية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين للدكتور اشرف العنتبلي

نوقشت مؤخراً في رحاب كلية الآداب جامعة بنها رسالة دكتوراه بعنوان "العلاقات الحضارية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين (784-923هـ/ 1383 -1517م".  التي أعدها  الباحث أشرف عيد حسن العنتبلي بإشراف الأستاذ الدكتور عفيفي محمود أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامي  في كلية الآداب جامعة بنها، في البداية أثنت لجنة المناقشة على الباحثة ومثابرته وامتلاكه لأدواته وتوظيفها بدقة، ولما لا والباحث ينتمي إلى دوحة المدرسة التاريخية لكلية دار العلوم جامعة القاهرة التي تخرج منها عام 1997، ثم على درجة الماجستير عام 2010 في رسالة بعنوان "الكتابات التاريخية عند صلاح الدين المتوفي 764هـ/ 1363م"،  كما أن الباحث له مشاركات في البحث العلمي ونشر العديد في مجلات ودوريات محكمة وكان عضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر.

في البداية أوضح الباحث أن "العلاقات بين الدول ضرورة تفرضها طبيعة الحياة، فلا يمكن أن تنعزل دولة على نفسها دون تواصل سياسي وحضاري مع غيرها، وهناك عوامل كثيرة  تحفز قيام علاقات بين الدول سواء كانت علاقات سياسية تتسم بالود أو علاقات عدائية، وكلما سادت العلاقات الودية بين الدول كلما ازدهرت العلاقات الحضارية بينهما: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتأثر النشاط الحضاري في المجتمعات فى مجالات الحرف والصناعات والعمارة والفنون".

ثم بين أن "العلاقات العدائية بين الدول لا توقف العلاقات الحضارية بين شعوب الدولتين تماما، فقد تضعف العلاقات التجارية والاجتماعية والثقافية وغيرها؛ ولا يقضى عليها تماما، ومن ذلك على سبيل المثال: كانت هناك علاقات حضارية بين المسلمين والبيزنطيين فى العصر الأموي والعباسي بالرغم من العلاقات العدائية بينهما، وكذلك بين المسلمين والصليبيين  فى بلاد الشام، وبين السلاجقة والبيزنطيين وغير ذلك".

ثم ذكر الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الموضوع وهو أن معظم الدراسات اهتمت بالجوانب السياسية فاختار الجوانب الحضارية بين دولة المماليك الجراكسة والدولة العثمانية والتي اتسمت العلاقات بينهما بالود والتعاون فى مجملها قبل أن تسقط دولة المماليك على أيدى العثمانيين أصدقاء الأمس القريب سنة 923ه/1517. ثم تحدث عن الدراسات السابقة، وأحصاها معظمها ثم ذكر الصعوبات التي واجهته أثناء رحلته في إعداد هذه الرسالة ومنها قلة المادة  التاريخية التي تجود بها؛ فالمصادر لا تتطرق عمومًا إلى الأنشطة الاقتصادية بقدر ما تميل إلى سرد العلاقات الدبلوماسية والسياسية. أما منهج البحث؛ فقد اعتمد المنهج التاريخي التحليلي في تناول المادة التي عرضتها المصادر والمراجع ، ومحاولة استقصائها من مظانها المختلفة.

وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة وملاحق، وقد تناول الباحث في المقدمة أسباب اختيار الموضوع والدراسات السابقة والصعوبات التي واجهت البحث، والمصادر والمراجع التي استفاد البحث منها، وتناول التمهيد العلاقات السياسية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين.

وقد جاء الفصل الأول بعنوان: العلاقات الاقتصادية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين (784ه–923ه/1382-1517م)، تناول فيه طرق التجارة بين الدولتين والسلع التجارية المتبادلة بينهما والتنظيمات التجارية والنشاط البرتغالي فى البحر الأحمر والمحيط الهندي وأثره فى العلاقات التجارية بين الدولتين.

والفصل الثاني بعنوان: العلاقات الثقافية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين، تناول فيه العوامل التي دفعت العثمانيين إلى الأراضي المملوكية، وكذلك دوافع المماليك للرحلة إلى الدولة العثمانية.

والفصل الثالث بعنوان: العلاقات الاجتماعية بين المماليك الجراكسة والعثمانيين، وتناول فيه النشاط الاجتماعي للعثمانيين فى الدولة المملوكية وعلاقتهم بالسلطة الحاكمة، وطوائف المجتمع ونشاطهم الاجتماعي وأعمالهم الخيرية، وكذلك النشاط الاجتماعي للماليك فى الدولة العثمانية.

والفصل الرابع بعنوان: الأثر الحضاري للعلاقات بين المماليك الجراكسة والعثمانيين، وتناول فيه مظاهر تأثير الفنون المملوكية فى الفنون العثمانية والعكس كذلك، وتأثير التصوف المملوكي فى التصوف العثماني ونفس الأمر بالنسبة لتأثير التصوف العثماني فى التصوف المملوكي ثم تناولنا نماذج من التأثير الحضاري بينهما.

والخاتمة تناول أبرز النتائج الذى توصل إليها البحث.

ثم جاء قسم الملاحق بخرائط للدولتين، وأسماء سلاطين المماليك الجراكسة وسلاطين الدولة العثمانية، وثبت بالعثمانيين الذين رحلوا إلى الأراضي المملوكية، والمماليك الذين رحلوا إلى الدولة العثمانية.

وأخيرًا قائمة المصادر والمراجع فى نهاية البحث.

 

عرض أبو الحسن الجمال

 

 

في المثقف اليوم