ترجمات أدبية

حسين علي خضير: التقينا صدفةً

husan alikhedayrترجمة لقصيدة الشاعر الروسي

ايفان بونين

 


 

التقينا صدفةً / ترجمة: حسين علي خضير

 

التقينا صدفة

عند ناصية الشارع

كنت امشي مسرعاً —

وفجأة امتد وميض ضوء

في العتمة المسائية

عبر الرموش السوداء والمشعة.

كانت ترتدي رداءاً خفيفاً

وريح الربيع هبت،

شعرت بانبعاث الماضي

على وجهها،

وفي بريق عينها.

ومّأت برأسها تحييني برقة

وامالت وجهها قليلاً

من جراء الريح،

وتوارت وراء ناصية الشارع...

كان الربيع...

سألتني — ولم تتذكر.

* *   *

 

نظرة هادئة تشبة نظرة آيل

كنت احب كل ما فيها من رقة،

مازلت حزيناً ولم انسى،

لكن صورتكِ الان

اصبحت ضبابية.

تمر الأيام  —

وسيخمد الحزن،

ولاح حلم الذكريات،

اما الان لا سعادة ولا ألم

فقط البعد يملئهُ الغفران.

* * *

 

يالهُ من ربيع جميل ومشرق!

انظري في عيناي،

كما كنتِ تفعلين فيما مضى،

قولي لي!

لماذا أنتِ حزينة؟

ولماذا اصبحتِ حنونة جداً؟

انتِ تسكتين،

انتِ اصبحتِ زهرة ذاوية،

آه، اصمت !

انا لست بحاجة ان تعترفي لي:

اعلم هذا الحنان لأجل الوداع

ومرة اخرة سأكون وحيداً !

 

*  *   *

 

انقشعت الغيمة.

وهب نسيم ربيع الليل

بدفء فوق القرية :

وحملت الريح

رائحة الأعشاب

من الحقول،

واحمر الغروب

وراء السهوب

امتد الضباب الخفيف

فوق النهر

الذي اكتسى بلون الليل،

وخمار رقيق فضي،

وظل مجهول،

ونوراً ذهبي يتلألأ

بشكل ضئيل،

وسكت البلبل

في الحديقة الهادئة؛

وتساقطت قطرات

من الأغصان في الظلام؛

وتفوح رائحة

ثمرة بُطمة الشمال ...

 

.....................

*ايفان بونين (١٨٧٠-١٩٥٣) - الشاعر الروسي الحائز على جائزة نوبل للأدب في عام ١٩٣٣

*جميع القصائد بلا عناوين، والعنوان المقترح هو بداية القصيدة

 

في نصوص اليوم