ترجمات أدبية

نزهة في الحديقة العامة

صالح الرزوقجيمس كيلمان*

ترجمة صالح الرزوق


حينما اقتربت منه تلكأ قليلا، فهي لا تراه حتى الآن، ثم  قفز من فوق الممر، وابتسم لها ابتسامة ترحيب، وهو يقبض على ذراعها. وتابعا لما وراء بوابة الحديقة، واستدارا حول المنعطف، وتقدما باتجاه الشارع الرئيسي. ولم يتكلم معها. وانتبه أنها هذا يثقل عليها. فنظر لها نظرة جانبية، ولاحظ وجود ملامح قاسية على وجهها. وكانت تحاول أن تحتفظ بمشاعرها لنفسها. ولكنها لم تفلح، وقطبت وجهها له، فتوقف عن متابعة المسير. سألته: هل من خطب ما؟.  وأرفقت كلامها بابتسامة ليبدو صوتها أقل انفعالا.

لا. لا شيء حسب علمي.

وتأملته بتحفظ.

فقط لا أشعر أنني أود الثرثرة.

ابتسمت وقالت: آه. لكن لا أصدقك.

حقا؟. حسنا، هذا كلام محرج جدا. وألقى كلتا يديه على كتفيها. كان أطول منها بحوالي تسع بوصات. وحدق بها مع ابتسامة، ثم زال توتره، وقطب ملامحه بشكل تأملي. لكنها لم تستجب لذلك. ولم يكن يبدو عليها أنها ستفتح قلبها له، ليس قبل أن تجد شيئا مضمونا.

قال: آخ. يا للمسيح. ليس معي نقود سائلة.

ياه.

نعم. ياه.

كيف علينا أن نتصرف إذا؟.

لا أعلم.

بصعوبة بقي معي شيء. هل واجهت مشكلة؟.

مشكلة؟. ماذا تقصدين؟.

نظرت له.

آسف. كلا. لم يحصل شيء. أنا فقط مفلس. الناس يفلسون في هذه الأيام كما ترين.

ما هذه السخرية؟.

آه. كس أخت هذه الحالة. آسف. أنا آسف.

وها أنت تشتم الآن. هل تشعر بالقلق على ابنك؟.

كلا.

هل جاء الطبيب؟.

ألقى يديه في جيبي بنطاله. وخطا عدة خطوات للأمام ثم التفت لها وقال: الأطباء لا يأتون في هذه الأيام، لذلك يبيعون الكراسي غير المفيدة مع عجلات مطاطية منيوكة تحتها!. آسف. يا يسوع!. وأبعد نظراته عنها مجددا، وحدق بالمتجر الذي يبيع الأنتيكات. وهو المتجر الذي تحب أن تزوره وتنظر لمحتوياته. وشاهد خيالها على زجاج المقدمة. ولسبب غير معلوم انتابه الغضب. وكانت لا تزال يداه في جيبي بنطاله. ثم سحب يده اليسرى وحك بها جبينه وعينه اليسرى أيضا. وحينما أصبحت بجواره لفها بذراعه. آخ. أنا فقط لست بمزاج مرح. آسف. هذا كثير على قلبي.

لا تيأس.

هز رأسه وتنهد. أين يمكننا أن نذهب؟.

لا أعلم.

وقفا يحدقان أحدهما بالآخر لعدة دقائق. ثم قالت: ما رأيك بالمكتبة؟.

لاااا.

نزهة في الحديقة العامة؟.

ليس الآن.

يمكننا أن نذهب لوسط المدينة.

إلى المدينة؟.

نتأمل المتاجر.. ولكن لا يبدو عليك متحمسا.

أخذ نظرة من الأنتيكات المعروضة خلف الزجاج وقال: ما رأيك بهذا المتجر، هل بوسعنا أن ندخل ونشاهد محتوياته؟.

**

آخ.آسف. كنت أفكر فقط بجولة دون هدف.

حسنا. هذا أفضل من لا شيء.

وتنهد مجددا.

ماذا؟.

آخ. لا شيء. لا شيء يستحق الذكر.

هل هناك شيء يشغلك؟.

لا.

وتفحصته. هز منكبيه، وابتعد عنها. أقصد إن كنت فعلا تودين الذهاب إلى المدينة. أقصد، إن كان هذا يناسبك، كل ما عليك أن تخبريني.

كان مجرد اقتراح.

أيوة. معك حق. كما أرى. ونفخ من أنفه. وحدق على طول الشارع، وتساءل إن كان لديها مبلغ من النقود في محفظتها. وإن كان لديها هل سيكفي لتغطية نفقات اثنين في مقهى، ثم لماذا لم تكن تدعوه. التقتير دخل في كل جوانب الحياة. وتسبب بانهيار زواجه. على الأقل هذا ما حصل معه. ومن يعلم ماذا جرى لزوجته، فقد ذهبت بطريقها، واستقلت عنه بأفكارها، ولا يمكنك أن تحدس أبدا بحقيقة ما تفكر به. ولا يمكنك أصلا أن تخمن بأفكار أي إنسان آخر حولك. وهذه هي المشكلة. الشيء نفسه يتكرر وعمليا في كل مكان. وكانت تنظر له. قال لها: والآن هل تريدين أن نذهب إلى المدينة؟.

لم ترد.

ها؟.

لا.

وكشرت بوجهها فجأة ولامست ذراعه.

ابتسمي لهذا العالم!.

لم تفعل.

آسفة. أنا فعلا آسفة.

إه. ونفض رأسه. وفرك يديه معا ونفخ من بين أضلاعه نفخة قوية، برد قارس ابن قحبة! حان الوقت لنذهب إلى أي مكان.

هل خذلك الشاب الذي يدين لك بالنقود؟.

نعم.

كان يجب أن أحزر.

من المفروض أن نلتقي ولكنه لم يحضر.

آهااا.

اعتقدت أنه سيلتزم بكلامه.

كعادتك؟.

الآن أنت من يتكلم بهزء وسخرية.

آه. آسفة. وابتسمت. ومالت للأعلى وطبعت على فمه قبلة، وأدخلت طرف لسانها في فمه. وتبادلا نظرة عميقة كأنهما على وشك الافتراق.

قالت: والآن؟.

ما رأيك بأختك؟.

لا يمكن أن أطلب منها.

نهائيا؟.

أبدا.

وافق برأسه.

لا يمكنني.

آه. حسنا. والتف بحركة عنيفة. يا للمسيح!. أنا خرمان على سيجارة!. وقطب وجهه وتابع: قلت أنا أشهق من أجل سيجارة. وأريد أن أدخن واحدة حالا. وسأشعر بفرق فورا.

متأكدة أنها ستحسن مزاجك.

ابتسم لها. كان يشعر بعاطفة قوية لها، فعلا تغمره عاطفتها، هو حقا مغرم بها لدرجة الموت. ورغب أن يحيطها بذراعيه ويحضنها، وأراد أن يعانقها ويلقيها على صدره، أراد أن يمسكها وأن يعصرها بضمة قوية.

عندما رفعت يدها اليمنى ولامست ذقنه بأطراف أصابعها أغلق عينيه. حضنت وجهه براحتيها. ففتح عينيه، وقال: هيا بنا نمشي.

موافقة.

سارا اليد باليد. متماسكان. كان هذا شيئا يحبه فيها.  حين تقبض على يده. دائما محكمة التماسك وهذا يدفعه للشعور أنها تريد أن تكون متأكدة أنه هو، وأنه موجود، وهما مترافقان. ومر وقت قبل أن يتكلم أحدهما. قالت: أعلم أن حملك زاد كثيرا.

لا مشكلة.

ولكنه حمل ثقيل.

آه. لا بأس عيك. مثلك. أنت أيضا بنفس المشكلة.

ليس بحجم معاناتك.

هز رأسه. هذا غير صحيح. وشعر بقبضتها  أكثر إحكاما على يده. وأطلق ذلك شرارة في عضلات ذكره. وتوجب عليه أن يرمقها بنظرة ثاقبة. وتلك هي المشكلة. قال لها: سينتهي بي الأمر للانتصاب.

ابتسمت له.

لا يمكنني أن أقاوم ذلك.

سحبت يدها ولكمته بين أضلاعه.

ولكنها ليست غلطتي!. قال وهو يبتسم.

إش. إش ش ش. وهيا اقترب!. وأمسكت بيده.

حسنا. حسنا!. هل علينا أن نمر من داخل الحديقة؟.

إن أردت، يتوقف ذلك عليك. فأنا لست الآمر والناهي هنا.

آه. حسنا. ولا أنا.

مع ذلك عليك أن تختاري.

هل يمكن أن لا.. تلمسيني!.

ولكن أنا بحاجة لأستريح. أنفقت حياتي باتخاذ القرارات. ولذلك أحب أن أكون معك!.

تحاولين أن تقولي أنا قوية!.

ابتسمت له.

عبرا الشارع نحو الحديقة، ومرا بجانب البيوت ذات الحجر الأحمر - بيوت فكتورية بأربع غرف نوم وربما مع صالة وغرفة طعام ومطبخ وحمام. ومن الممكن مع ملحق مشيد في الحديقة الخلفية - وربما أيضا مع سقيفة بارزة للخارج مثل واجهة صغيرة تصلح لتكون غرفة نوم وبعدها مساحة مخصصة للعب الصغار. والأطفال يحبون هذا النوع من المساحات، روح المغامرة التي تنطوي عليها، وحتى فكرة الإيواء للفراش نفسها، وأصبح ذلك مثارا لانتباهه. واحدة من عمات زوجته تعيش في بيت واسع. ليس قصرا ولكنه كبير بما فيه الكفاية، كبير لتستمتع فيه بخصوصياتك. غرف صغيرة لتدخل إليها وتجلس فيها. غرف شاغرة. فيها مواقد نار للتدفئة ومصابيح مضيئة، ويمكنك أن تجلس فيها وتقرأ كتابا، وتكون بمفردك، شيء ممتاز فعلا. مكان من النوع الذي تحلم بامتلاكه، حجرات كثيرة، لا تدعو ليتراكم الواحد فوق الآخر، ويمكن أن تربي القطط إن أردت، قطط وكلاب، كل الحيوانات الأليفة التي تحب - أضف لذلك الخصوصية، في ذلك الفائض من المكان يمكن أن تشرد بذهنك وتبحث عن نفسك، ويمكن أن تكون وحدك، يمكن أن تجلس وتفكر، وتحسب حساباتك.

وقاطعت الصمت. وبدأت تتكلم دون أن تلتفت برأسها نحوه. قالت: هل جاءت زوجتك في عطلة الأسبوع؟.

جاءت. أيوة.

وهل رأيتها؟.

حسنا. توجب علي أن أسلمها  النواعم.

أيوة.

يا للمسيح!. الطقس مثلج!. وتحرك كتفاه كأنه يرتعش. ولاحظ أنها تتأمله. قال لها: وماذا عن صديقك؟.

بخصوص ماذا؟.

هذا ما أسأل عنه. كيف هو؟.

عادي.

لا شيء؟.

لا شيء.

عظيم. الحياة رائعة.

لا توجد شكاية.

أنا لا.

ويمكنها أن تكون أسوأ.

أسوأ من الآن؟.

يمكن أن تكون أسوأ. طبعا ممكن.

أيوة. أفترض ذلك. وارتعش مجددا. بردت؟.

كلا. أنا أرتدي معطفا. وهو ما يجب أن نفعله، ولكن أنت بلا معطف.

غلاسكو للرجال. نعم.. أيوة. ولفها بذراعه ولكن أسنانه ارتعدت. وضحك. فضاعف من صوت اصطكاك الأسنان حتى شاركته الضحك. وأشار لحجارة الفيلات الحمراوات. سأمتلك واحدة منها وأملأها بالخادمات. إلى الجحيم بالعدالة الاجتماعية، أنا مصاب بالغثيان والقرف منها.

وأنا مثلك!.

أوشكت أن أصبح رأسماليا جشعا.

أطلقت ضحكة رنانة. وشبكت ذراعها بذراعه وتابعا على جبين التلال باتجاه أعلاها.

قال: كنت أقرأ جون ماكلين(1) صبيحة هذا اليوم.

لم أقرأ له.

يا للحياة التي مر بها!. وكيف عاملوه!. عار وشنار. قرف. السلطات، قرف.

أها.

وكانت امرأة تتقدم باتجاههما. وتقود كلبين من نوع تيرير مربوطين برسن، ولكليهما جاكيت مزركش يلف جسديهما. قال: تسريبات صنداي بوست الخاصة. إيه. من يغش من، بالله عليك؟. وابتسم كأنه يرد على نفسه.

وامتد الممر لما بعد ثلة من الأشجار لحوالي ربع ميل. ولم يكن هناك أحد. وكان أمامهما طريق واحد من بين اثنين. وذهبت المرأة التي معها الكلبان في أحدهما.

سألها: ما رأيك أن نلتف حول التلال من الطريق الطويل؟.

لا يهمني.

أم تختارين الطريق الأقصر؟.

غير مهتمة. ثم أضافت: تخيلت أنني أشم رائحة دخان مع أنفاسك؟.

ها، بالله عليك هل لي رائحة دخان! هذا يعني أنني كنت أدخن وأستمتع. مريض فرحان بالسرطان!.

هل كنت لا تدخن إذا؟.

أبدااااا.

بشرفك؟.

حسنا. أخذت اثنتين. هههه.

اثنتان.

يعني سيجارتين؟.

أيوة.

بشرفك؟.

أحلف باسمك وباسم شرفك المتعب!.

تقصد سيجارتين فقط؟.

قلت لك توا ذلك.

وهذا كل شيء؟.

كل شيء.

جيد.

كان صبرا طويلا. تعرفين ماذا أعني؟. وهز رأسه. ولاحظ أنها لا تزال تنظر له فسألها عن الوقت. فكت ذراعها عن ذراعه وشمرت كم معطفها للأعلى. الثالثة إلا الربع.

يا للمسيح.

الوقت يمر.

ولا يتوقف!.

حينما تكونين مستمتعة به.

ولفها بذراعه مجددا وقبلها من زاوية فمها. التفتت له. قال: ولكنها الثالثة إلا الربع. وابتعد عنها قليلا. وأردف: يا للجحيم. يجب أن تعودي عاجلا.

معنا عدة لحظات.

مع ذلك داهمنا الوقت

تأففت وقالت: ليس قبل لحظة إضافية.

صنع إشارة موافقة برأسه. وابتسمت فجأة. في إحدى المناسبات دخنت سيجارة وحصل هذا في الحديقة العامة.

ماذا! أنت! يا إلهي! تدخنين؟. لا أستطيع أن أصدق أذني اللعينتين.

لم تكن مزحة على كل حال.

أين بالضبط؟ ليس هنا؟.

على بعد قليل من هنا.

على بعد قليل؟ كم كان عمرك؟.

كنت في الثالثة عشرة.  وكنا هناك نراقب الأولاد وهم يلعبون كرة القدم.

يا إلهي!.

هل تعرف أين الملاعب؟.

كلا. ليس بالضبط.

خلف البركة. امض على يسارك، إن كنت قادما من غرفة الثياب ستكون على يمينك.

من غرفة الثياب؟.

المكان الذي يلعب فيه الأولاد كرة القدم. حيث يبدلون ثيابهم. عليهم أن يبدلوا فيها قبل أن يذهبوا إلى الملعب ليلعبوا.

أوي. الآن أسمع الحقيقة المرة. أقصد هل نظرت لتشاهديهم إن كان يمكنك مشاهدة أي شيء حينما كانوا يبدلون ثيابهم. هل هذا ما كنت تسعين وراءه؟.

إع ع ع ع.

ضحك.

لم نكن بلا أخلاق لهذه الدرجة.

يا لهذه الحكاية!. أخبرينا عن التدخين إذا. هل خارت قواك وأصابك الغثيان؟.

نعم. حصل. نعم.

ها.. ها..

لكمته في أضلاعه فأفلتها، وابتعد عنها بخطوة، وهو يضحك. قال:كان يجب أن أخمن. نساء. لا يمكن أن تحتملوا التبوغ.

هذا صحيح. لسنا جبابرة. كانت تجربة وسخة، اعتقدت أنني على وشك أن أموت. تناولت سيجارتين ودخنت الواحدة بعد الأخرى. وشاركتهما مع غيري. كل منا يسحب نفسا.

أنت والأولاد؟.

أنا واثنتان. بنات...

ها. أفهمك. هيا بنا. وأحذرك. سأستعمل كل شيء كدليل في الوقت المناسب.

وأتذكركيف أصابنا الدوار كلنا. القليل من التبغ كان في الفم. أوخ. فظيع. مقرف.

قليل من التبغ؟. هذا يعني أنها لفة سادة.

ماذا؟.

أقصد سيجارة بلا منكهات؟.

لا أتذكر.

لا بد أنها هكذا. إن كانوا كلهن مصابات بالدوار كما قلت. يا للجحيم. لا بد أنك أكبر مما يظهر عليك.

اخرس.

كلا. أنا صادق معك ولا أمزح.

أعتقد أن إحداهن سرقتها من أبيها.

يا إلهي. وسرقة أيضا!. ماذا غير ذلك. أخبريني. وكل هؤلاء الأولاد حولنا.

لديك دماغ قذر.

ابتسم ابتسامة سريعة فقط. ونظر للعشب.

قالت: أمزح. هل تريدني أن أمزح؟.

إي.

أفلتت يده وتقدمته. توقفت واستدارت. وحاولت أن تجعل وجهها مستقيما. قالت: ها أنت تضحك سلفا.

لأنك مضحكة.

قهقهت.

إن لم تكن الطرفة مضحكة لن أقولها.

ولكن هذا يزيد من توتري.

أخبرتني بها ابنة شارلي.

ابنة شارلي؟.

أنا سمعتها. وربما سمعت بها أنت.

لا. لا أعرفها..

ستعرفينها حالما تسمعينها.

أخبرني بها إذا.

ثم بعد دقيقة قالت: ما هو الشيء الأصفر والخطير؟.

لا أعرف.

كاستر تسبح فيه أسماك القرش (2).

يا للمسيح!.

ابتسمت.

من أين سمعت بها.

إيه. هذه قديمة. أعتقد سمعت بها في المدرسة.

إي. والتفت لناحية معاكسة وتأمل الممر الطويل. كان هناك جماعة يلوحون من بعيد - مراهقون، ويحملون كرة، تنهد.

ماذا هنا؟. ولمسته من كوعه.

أخ. ابتسم لدقيقة. ثم حدق بوجهها. كانت فقط شديدة ورائعة الجمال. هكذا كانت. وكان هو منهكا. يائسا، كان منيوكا يائسا. ولم يكن بمقدوره أن يتأقلم، وهذه مشكلته. لا يمكنه أن يتأقلم مع هذه الحياة اللعينة. كانت قسمات وجهها جادة. تراخت الآن وابتسمت لوقت خاطف. وقبضت على يده بإحكام. ووضعت ذراعها حول خصره ونادته باسمه. ورد بهزة من رأسه.

همست له: لا تقلق. لن تسوء الأمور أكثر مما هي الآن.

آخ. إيه. أفهم. أرى ذلك.

حسنا إذا.

إيه. يا الله.

وغرست نظراتها في بؤبؤي عينيه.

1- ناشط اجتماعي اسكوتلاندي.

2- شركة لتصميم الألعاب في إيست أنغليا.

***

 

..........................

* جيمس كيلمان:  كاتب من اسكوتلاندا. حائز على المان بوكر عام 1994. يستعمل في كتاباته لهجة شوارع غلاسكو. ويعتبر أن هذه اللهجة هي صوت الحقيقة التي لا يمتلك أحد سلطة إلغائها أو تمييعها.  يقول إنه متأثر بالأدب النيجيري وتقاليد المرويات الشفاهية. له كتاب عن مشروع (دولة كردستان). عضو نادي القلم الاسكوتلاندي. وله عدة مسرحيات ومجموعات قصصية. يحاضر في جامعة تكساس باختصاص “الكتابة الإبداعية”. ويوزع وقته بين الحياة في اسكوتلاندا وأمريكا. يعتبر كيلمان من أشد الدعاة للبرلمان الاسكوتلاندي واللامركزية.

** الترجمة بالتنسيق مع الكاتب James Kelman والدكتور  سكوت هايمس  Scott Hames (جامعة ستيرلنغ).

 

في نصوص اليوم