أقلام حرة

حميد طولست: لهذا إرتأيت أن يكون السيد بورطة رجل السنة بامتياز

حميد طولستمع نهاية كل عام تتهافت الإستفتاءات والإستطلاعات والتصويت بطرق مختلفة، لإختيار الأفضل من الوزراء والشعراء والتجار والثوار والمدراء والخبراء والفنانين والصحفيين ورؤساء الهيئات وأصحاب الشركات، لكن في نهاية عام 2021 لم يترك السيد ناصر بورطة كقيمة سياسية دبلوماسية خبرت كالسياية الدولية والجهوية والاقليمية ولها معرفة واسعة بالقوانين الدولية، وتلك المنظمة للعلاقات الدولية، للذين أعتادوا مثلي البحث بين المتميزين عمن له بصمات في المحافل المحلية والاقليمية والعربيه والدولية، لينصبوه شخصية للعام، فإرتأيت أن يكون السيد ناصر بورطا رجل 2021 بكل امتياز، كيف لا وهو مرجعية دبلوماسية وسياسية وحقوقية هامة، بل هو أكبر من ذلك بكثير، إذ هو في حقيقته مدرسة للتنوع الفكري والتميز السياسي والتطور في إدارة الأهداف الفكرية والأيديولوجية للديبلوماسية الوطنية، هو الاحترفية المدروسة، والمهنيه العملية المحسوبة، والقدرات الخارقة في التفاعل والتواصل مع المتعاونين والحلفاء بعلمية وعقلانية ورسالية إيجابية، لا يخبر تفاصيلها إلا أصحاب النظرة الثاقبة من راسمي السياسات العالمية والإقليمية أمثال هذا الصرح الآتي للدبلوماسية من قرية تاونات، ليصير ظاهرة من ظواهرها الوطنية الخارقة في التعامل مع كل قضايا الداخلية منها والخارجية، التي وضع بذكاء وخلق أُسسها نجاحاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية  المنزهة عن الأخطاء والتنازلات والمؤامرات، والمعتمدة كليا على عقلية المبادر التي حولت المتراكم من عوامل القوة، إلى عقلية المواجهة والبناء، بدل عقلية الأخطاء والتنازلات والتبعية والانتظارية وتلقي الضربات، التي عرفتها الديبلوماسية قبله، والتي طور آليتها بما استطاع ابتكاره من قنوات التواصل والمعرفه الذي تميزت به منجزاته واعماله التي حافظ خلالها على روح التسامج والتواصل مع الاخرين وتقديم الدعم والمساعدة لأي نشاط وطني مدافع على القضايا الوطنية ..

فعلا إنه شخصية مميزه في كل شيء، وسيظل كذلك بتاريخه الديبلوماسي الذي لا يبوؤه ليكون رجل عام فقط، لأنه حري بالتدوين والتوثيق والتدريس في الجامعات، للاستفادة من خبراته وتجاربه ومقولاته التي تستحق أن تُكتب بماء الذهب فوق العديد من بوابات قاعات كليايات الجامعات المغربية، كأقل تكريم له، كأهم وزير وأنجح دبلوماسي، حقق كل ما حققه في دعة وهدوء، ومن ودون أن تشوب ولايتيه شائبة، أو مخالفة قانونية أو عرفيه، أو إثارة لأي مشكلة مع حلفائه أو جيرانه أو خصومه، بسبب ضعف أوجلافة أو فظاظة أو غطرسة أو قسوة أو عنصرية، أو شيء من عدم اللياقة ، التي عرف بها بعض ديبلوماسيي العالم، الحلفاء منهم أو الخصوم . 

فما رأيك ايها القارئ الفاضل، هل يمكن لمثل هذه الشخص التي تجاوزت لديها معدلات الهدوء ورفعة السلوك ورقي الخلق ونزاهة التعامل واحترام القانون، كل مستويات المعايير، أن تكون رجل العام، أم تستحق أكثر؟

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم