صحيفة المثقف

رسائل غير مبتلة، ولكنّها لا تجفّ!!!: عَبَرات

ويسخر من أنوثتي المنتظرة لرجل لا يحزنه أن أنتظره بلا معطف أو مظلّة أو شجاعة في ليلة ماطرة تحت نافذة بلا قمر!!!

 

عَبرة (2)

يوم جديد يمضي دونك ودوني، أيام جميلة سرقت من عمرينا؛لأنّنا لم نكن قد التقينا بعد، وأيام أجمل تسرق من عمرينا ساعة بعد ساعة؛لأنّنا التقينا!!!

 

عَبرة (3)

كنتُ بأرضٍ دون سماء، فجعلني حبّك بسماء ودوار دون أرض، معلّقة الآن بعرش عشقك.وما أبعد السّماء عن الأرض إن سقطتُ من عليائك!!!

 

عَبرة (4)

O+ هي فصيلة دم الرّجل الذي أعشقه، وهي المعلومة الوحيدة التي أعرفها عنه؛إذ خرج عنها لتقادم الزّمن، ولعدم أهميتها في نظره. أمّا أنا فصنعتُ من هذه المعلومة أفراح وحلوى وأعياد وأيام أسبوع إضافية وقوانين بعث خارقة وأطفال بعيون بحريّة وشعور أرجوانيّة، وأفواج من حور العين والفرسان الذين لا يأتون حتى في قصص الغرام.

 

عَبرة (5)

أكتبُ لي كي لا أجنّ ولا أعقل...

وأكتبُ لك كي تعلم أو لا تعلم...

سيان المتناقضات جميعاً في عشقي لك...

 

عَبرة (6)

البشر الورقيون، لا سيما الرجال منهم، أشدّ ما أكره في هذه الحياة، وعندما أكتبهم في عوالمي السّرديّة، فإنّني أكرس بوجودهم الوهمي مصيرهم التعس، وهو أن يكونوا ورقاً، ولا شيء غير الورق...

وهاأنذا أحبّ رجلاً ورقيّاً لمّاعاً يصلح لأن يظهر مبتسماً في كلّ الصّور حتى الجنائزية منها ذوات الأشرطة الجانبيّة السّوداء!!!

حبيبي مصنوع من ورق فاخر؛ يحبني على الورق، يخاصمني على الورق، يهجرني على الورق، يصالحني على الورق، يشتاق إليّ على الورق، يسافر إليّ على الورق، يغادرني على الورق، يلقاني على الورق، ويزورني على الورق، ويغار عليّ على الورق، ويحميني على الورق، يخلص إليّ على الورق، يخونني على الورق، يطمئن على صحتي على الورق، يعرف كلّ شيء عنّي على الورق...

قد أحسن الله إذ صنع لي الرّجل الذي أحلم به طوال عمري من ورق كرتوني فاخر، لا يسهل تمزيقه!!!

 

عَبرة (7)

الكتابة هي الشّيء الوحيد النّابض في عشقنا الموميائي؛ أكتبُ، فتقرأ، فتتذكّرني، لا أكتبُ، فتنساني.

ماذا سيكون مصير عشقنا إنْ كفرتُ بالكتابة إليكَ؟! وهجرتها إلى إله آخر؟ أو مللتَ القراءة لي؟ فوجدتَ متعتك في رياضة أخرى؟؟!

 

عَبرة (8)

كلّما نزفتُ لكَ اعترافي بعذاباتي وألمي الجهنمي من غيابكَ وبعادكَ ازددتَ إمعاناً في البعد، وإخلاصاً للعمل، وانتماءً للغياب، وتكراراً للاختفاء!!!

أشعر أنّك تتعمّد ذلك بمعنى ما!!! وهذا يخيفني منك؛فما مغزى أنّ تعذبني وقلبي العاشق لك حريٌّ بالإسعاد والإجلال والتمسيد على كلّ خلجة من خلجاته، بما يتناسب مع حكمتك العملاقة التي تدري أنّني امرأة مستسلمة لك تماماً، وخارجة عن كلّ أنواع الحروب والمناورات وأفعال السياسية وحسابات الكسب والخسارة والتحالف والتآمر، فلا تحتاج إلى خطط أو استراتيجيات أو مناهج أو حيل تقريب وإبعاد وتعذيب وتمريض وتسويف وتغمية وإلغاز!!!

أنا امرأة النّور، فهل أنت رجله؟!!

 

عَبرة (9)

يالك من رجل وردي هرب منه الصّواب نحو غرور الذّكورة، وصلف التّدبير!! تريدني أن أعتاد على بعادك؟ تريدني أن أستسهل فراقك؟ تريدني أن أستعذب الحياة بعيداً عنك؟ تريدني أن أتجاوز صوتك وصورتك ورائحتك كلّما أمرتني بذلك وفق برامجك وظروفك الخاصة وحالاتك المزاجيّة ؟؟؟

أهنؤك بل أعزّيك، فهاقد غدوت معتادة على فراقك وبعادك، وصالك هو من يدهشني؟ فماذا ستفعل الآن يا مولاي كي تستعيد لهفتي عليك؟ فهي غالية غالية، جميلة مخملية دافئة.

 

عَبرة (10)

أنا ياحبيبي امرأة سريعة العطب من الدّاخل، هناك جزء جميل من داخلي لم تعرفه ولن تعرفه للأسف؛ لأنّه عطب يوم ولّيت وجهكَ عنكَ، واختفيتَ في البعيد.لا أعرف بماذا أسمّي هذا الجزء المغتال من نفسي، لعلّ اسمه وافر الثقة بالتزامك نحو قلبي.

لا تزال تقهرني قوة خفيّة كي أطلب رقمك الماضي، وكلما كان مغلقاً لا يجيب، أصابتي غصة دامعة، لا زال جزئي المعطوب من وجداني ينتظر عودتك!!! من المستحيل أن نفسّر لمساحاتنا الدّاخلية المنكوبة الكثير من قصص المنطق والواقع؛هي مساحات مزروعة بالجنون حتى ولو كانت محروقة!!!

 

عَبرة (11)

أقسم باسمكَ كلّما عزمتُ على أمر، أردّد اسمكَ في جوارحي كلّما أردتُ أن أتباركَ، وألزم نفسي بكلّ صعب إذا ما قرنته نفسي بلهيبك.أيّها المقدّس باركني بكَ فإنّني آثمة دونكَ.

 

عَبرة (12)

هذا الصّباح رسمتك على جسدي بالحنّاء، فاستيقظ جسدي بك، وهرب منّي إليك، فهل وصل إليكَ؟

 

د.سناء الشعلان

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1487 السبت 14/08/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم