صحيفة المثقف

سيدة الملاح

abdulaziz aboshyarسلامي إليك ما سطعت نجوم

مع التكبير أعياد الأضاحي

 


 

سيدة الملاح / عبد العزيز أبوشيار

 

لمن قلب وروح قد تهادت

لأمي بارق الأمل المراح

إذا ما العطر أذكاها تلاقت

بهمستها تراتيل الرياح

وأسفر بعد ذلك عن حنان

بمبسمها الغدوة في رواحي

إذا ما بت عن بعد وعنها

تناجي ضرير نجم للصباح

مهفهفة لها صوت كعود

ونغمته ألذ من القداح

تهدهدني عطوفا رغم كبري

أنا طير يرف بلا جناح

وترفعني حكاياها خيالا

تشوقني فألهو بالمباح

وألغاز كتابا من معان

تلونها بشيء من مزاح

أجوب الكون أكماه لديها

ومن ساح تنقلني لساح

ينام بحضنها قلبي كطفل

وتهمس لي فأشعر بارتياح

ونظرتها كشهد في كؤوس

كزهر البرتقال من اللقاح

وشاي قد سقيته بعد عصر

لرشفته حنين للمراح

تحلق في سما روحي بروجا

تنير نجومها صدرانشراحي

وقد نشر الحنين رداء أمي

بأنفاس نسيم للأقاح

إذا ما الضر مسني براحا

ترى روحا تبلسم لي جراحي

وتطعمني من الإنعام شتى

ويكفيها من الماء القراح

منورة بعضرتها وقار

تهادى فوق أعناق الصباح

جرى العطف في يدها زهورا

فتنثرها لآلئ في وشاح

تراها حين ترتحل الأماني

تصلي لي وتدعو بالنجاح

إذا ما غاب نجمك عن سمائي

ظلام ساد في كل النواحي

فيا أسفا على غفلات عيش

وأيام تهاوت كالرماح

هل الدنيا سوى أمل غرور

خذي وصلي من الزمن المتاح

وأنت الكاس فاضت من حنان

فتروي الروح راحتها براح

سقى الرحمن روضك ياحنون

بريحان تضوع في البطاح

فكم ناجيت في جوف الليالي

وكم قضيت عمرك في الكفاح

فأنت الباب للجنات برا

لأقرعه كحي على الفلاح

لعمرك ما رددت جميل أم

ولو كنت ابن مريم في الصلاح

سلامي إليك ما سطعت نجوم

مع التكبير أعياد الأضاحي

لك الأشواق أمي ما تناهت

لك الأشعار سيدة الملاح

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم