صحيفة المثقف

حول فلك الوطن والإنسان.. حوار مع الناشط الكردستاني فاروق حجي مصطفى

faruqhajimustafaالناشط المعرفي الكردستاني فاروق حجّي مصطفى كاتب ومحلل سياسي، وعضو في مؤسسة المجتمع المدني، ومؤسس صحيفة برجاف، التي تعنى بالشأن المدني السوري، برز كأحد الأصوات الحرة في الحراك السوري المتطلع نحو الخلاص والحرية، وتعرض لتحديات جمة من اعتقال وترهيب، الأمر الذي دعاه للتشبث أكثر بقيم الحياة العصرية والهم الوطني السوري والكردستاني بصورة خاصة، وبتاريخ 18-6- 2016م كان لنا معه هذا الحوار:

 

يسعدنا التحاور معك حول جملة من تساؤلات طالما أرّقتنا وكانت محور حياتنا وواقعنا الاغترابي في ظل أزمات لا حصر لها تنشب مخالبها على كامل مفاصل حياتنا وأبدأ معك بهذا السؤال: 

المعارضة ما بين استعدائها وحقها المشروع في التعبير عن الرأي والشريحة التي تحكم المجتمع السياسي، أين تقف، وإسقاطاً للواقع السياسي في سوريا، وغرب كردستان بصورة خاصة، هل ثمة معارضة حقيقية تمارس واجباتها على نحو وطني، أم أن الشرق الأوسط لم تنشأ فيه معارضة بمفهومها السياسي الوطني عدا عن كونها لوبي أو مجموعة أشخاص همهم مقاسمة السلطة المكاسب والنفوذ، ما الاشكال الحقيقي برأيك والذي يقف حائلاً دون بروز معارضة سليمة وسلطة تحكم بمعايير قانونية بعيدة عن مظاهر التفرد والاستعلاء والتصفية؟

- في الواقع سؤالكم مهم جداً، وسبق كتبنا مقال تحت عنوان"الديمقراطيون بلا ثقافة الديمقراطية" وهذا يمكن اسقاطه على المعارضة أيضا، بمعنى في الكثير من الأحيان يتراءى لنا كما لو ان المعارضة هي الوجه الآخر من النظام، فمن المعيب أو من سوء القدر ان تكون معارضتنا بهذا الشكل، وهو في الحق، ازمة المنطقة ككل، كل المعارضات في منطقتنا لها ازمة الهوية، وهي قلقة وغير مستقرة بين ما هي المعارضة وبين ما هي ممارسة السلطة نفسها. أنا أقف في جانب ان تكون هناك معارضة بمعنى معارضة يعني ان تكون معارضة هي بوصلة للنظام أيضاً، يعني ان تحسب السلطات موقف المعارضة، يعني عندما تريد السلطات فعل شيء عليها ان تحسب رد فعل المعارضة، اهناك معارضة في بلدنا والسلطات تحسب لها حساب؟ لا اظن لأن ما يجري من صراع ليس صراع بين المشاريع انما صراع للأسف يختزل "الصراع على السلطة" وان كانت هناك معارضة فقط طموحها يختزل بالسلطة دون مشروع واضح فهذا يعني علينا السلام، وهو بالأصل نعيش في هذا الواقع، وهي بهذا المعنى لا يمكن ان تكون فضاءاً يحمل مشروع وطني، والثورة أثبتت ان معارضاتنا هي معارضات فئوية (مذهبية طائفية وعرقية) ولا يمكن حتى ان تؤالف هذه المعارضات نفسها في اطار جامع يحمّل همّ الناس..كل الناس.

اما الحديث عن اللوبي، فاللاسف ان هذه المفردة وان يتم تناولها بالكثافة الا انها مفردة لا يفهمها من يتناولها، فاللوبي ليس بسهولة أن تؤسس او تنجز، وليس كل نفوذ في مكان ما يمكن اعتباره لوبي، واصل اللوبي لم ينجزه العرب حتى ينجزه الكرد، فهي مسألة صعبة تلامس القوة قبل أي شيء. كن معي بهذه النقطة. منذ زمن تواجد الكرد في أوربا، في فرنسا كان البدرخانيين اول ما تواجدوا في فرنسا، وفيما بعد فنان تشكيلي عفريني نسيت اسمه توفي قبل اشهر وشيئا فشيئاً تواجد الكُرد، وأسسوا المعهد الكُردي بباريس، والسؤال، ماذا قدم ذاك المعهد في باريس للكرد كما قدمه الشهيد قاسملو بحكم علاقته الحميمية مع زوجة فرانسوا ميتران وأيضا وزير الخارجية الفرنسي السابق؟ وكما تواجد الكُرد في سويسرا، الدكتور نورالدين ظاظا، وقيل ان تواجده هناك وان كان لغاية الدراسة او الهروب من واقع سياسي سيئ لكن كان يراوده لوبي، بمعنى فكر ان يؤسس لوبي، لكنه فشل، وأعتقد لم يستطع التأثير بما كان يرسم له، والسؤال، هل ابن نورالدين ظاظا الوحيد وهو نصفه اوربي بحكم من والدته الفرنسية قدم امراً مهماً للكرد؟ اللوبي لحتى يُصنع على ذلك ان يحقق عدد من الشروط، اولها: المال وتحريكه يؤثر على استقرار العملات، ثانياً امتلاكك للاعلام المؤثر الذي يؤثر ويؤسس الرأي العام، ثالثاً العلاقات السياسية بدلالة الاقتصادي والدبوماسي والاجتماعي. ولهذا وحتى لو وصل الكرد في المنظمات الدولية الكبيرة وذات الشأن لكن لا يمكن ان يؤثر في دينامية اجندات تلك المنظمات ولهذا علينا ان نفكر كثيراً بتأسيس لوبي لأنك وانت في بلدك منقسم على نفسك وهناك جهات كردية تحاربك، لم نرتقي الى الهمّ القومي بعد انما ما زلنا ندور في بوتقة العصبية العشائرية وان تطورت اكثر فالحزبيّة، ولعل نشاط اطارينا، الوطني الكردي وغربي كردستان في أوربا لم يعملا في روحية واحدة انما كل طرف يسعى دولياً ان يكون هو صاحب الشرعية وحتى انهما يشوهان صورة البعض؟ لماذا؟ لأنها لم تتمخض أصلاً من المعارضة الحقة!لا يمكن بروز معارضة وطنية حقة لسببين، اولاً :غياب الهم الوطنيّ، وثانياً: غياب ثقافة المعارضة، في الأول ان السوط الحزبي الأقوى، وهو السوط الذي يمنع ان تفكر كرديا او سوريا، وبالتالي لا يمكن ان تفكر بالدولة بقدر ما تفكر بالسلطة. وفي الثاني، ثقافة المعارضة تتبلور عندما تقبل الاخر وتقدر امكانياته وكل هذا تبرز عندما نقارب امورنا بمنظار ماذا لديك ان تقدم وماذا عليك فعله، وللأسف نفتقر الى هذه الآلية!

 

الأزمة السورية باتت آلة تفريخ أزمات وصدمات ومارافقها من تصدع مجتمعي، وتشتت روحي وقيمي، أين تقف الآن، هل يمكن مناقشة دستور ونظام حكم، لمستقبل سوريا، في ظل غياب النداءات التنويرية لصالح بروز خطاب الإقصاء بوجهه الجديد القديم، أين تتجه البوصلة برأيك؟

- لم تعد أزمة سوريا، هي أزمة العالم، ولو تحدث في بقعة جغرافية اسمها سوريا، لكن لها تبعات تؤدي بنا صداها الى باريس، او واشنطن فاوكرانيا، وهكذا، وكل ذلك بسبب غياب مشروع للمعارضة وغياب الية قادرة على تجاوز المرحلة في ظل دائرة تختزل سوريا، ليس لان موقع سوريا الجيوبوليتكي هو السبب، وان كان لهذا الموقع تأثير كبير انما في واقع الامر غاب عن ذهن منتفضي او الثوار امر مهم للغاية هو ماذا نريد ان تحقق لنا الثورة. ما هذه الثورة التي تترك من خلفها كل ارث المعارضة. ما هذه الثورة التي لا تنتج قائداً وطنيا ليصبح محور؟ وما هؤلاء الثوار الذين سال لعابهم فور ما سمعوا ان هنا توانسة او مغاربة او مصاروى ينضمون الى الثورة. هل كان هؤلاء هم الكيفاريين الجدد؟ لم نتمعن بصدق عن السبب الذي يدفع هؤلاء لينضموا الى ثورتنا؟ بل غضينا النظر. وكيف ثورة عرعور ستنحقق اهداف نبيلة وهو يقوم الطائفية على الهواء ويقعدها؟ الثورة ماتت في لحظة ظهور صدى انضمام غير السوريين للثورة، وعلى الاقل بقيت الثورة في تحت ابطأ الثوار الحقيقين ربما ستطل برأسها بعد الوفاق الذي سيحدث في جنيف؟! لا ادري ان ستطل برأسها من جديد ام لا؟ وللاسف مع بداية الهدنة قبل شهرين شعرنا بان رأس من رؤوس الثورة بدأ يطل لكن سرعان ما جيروها ووظفوها طائفيا ايضاً، فالذي يطالب بخروج جبهة النصرة من معرة النعمان ليس مضمونا ان ينطلق بالدوافع الوطنيّة انما قد يكون مدفوعا من اتجاه اسلاموي اخر او ربما احرار الشام وكل هؤلاء ساهموا في موت الثورة وفنوا براية الثورة اي العلم الوطني بعد جلاء الفرنسيين.

وعليه فانه من المستحيل بمكان ان يمرر دستور علماني او دستور يرى الجميع صورته او هويته فيها، نعم الدستور مقياس اساسي او هو اختبار لمدى معارضة حقة او ثوار حقيقيون ولا يمكن ان يكون هناك دستورا جامعاً يهيئ للمواطنة الحقة. جدل دستور جدل حق. ومن خلال الدستور يمكن بناء وفاق كبير او لنسميه العقد الاجتماعي وكل ذلك لأجل بلورة اهمية الدولة في حياة الامم. ومن هنا لا بد من التمييز، ان الدستور الفيدرالي هو الاساس لبناء سوريا ما بعد القيامة، في حوذتنا عدد من المقاطعات وعلينا ان نعمل على اتحادها ضمن اطار دولة واحد تقسم السلطات بين الحكومة الوطنية وحكومة الأقاليم. ولا يمكن ان يقبل اللامركزية الادارية وذلك بسبب ان المشكلة الاساسية هي ليست ادارية ولو كانت ادارية لانحلت الامور في دستور 2012 وهناك تعديلات واضحة بخصوص توسيع صلاحيات الادارات المحلية. اللامركزية الادارية هي امر يخص الادارة اما اللامركزية السياسية تمس الحقوق السياسية للجماعات، وشتان ما بين حقوق للجماعات او حقوق موظفي البلديات. فضلاً ان الكرد لهم مشكلة اساسية في البلاد هي مشكلة لها بعد الشراكة السياسية . فاللامركزية السياسية فقط تحقق هذا الامر لأن ثمة مشكلة الحقوق القومية للكرد وهذا يعني لها دلالة حق تقرير المصير، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في ظل اللامركزية الادارية فقط لأننا نريد بناء الدولة والدولة تؤسسها الامة او الامم وليس موظفون فقط. من هنا نحن امام معضلات في حياتنا السياسية والاجتماعية خصوصا ان الكل يريد ان يعاد اللحمة بين الجماعات ولكن ان يكونوا مواطنيين في دولة أسستها الأمة وليس حزب طائفي.

 

لفت نظري مقتطف من كلماتك بمعرض الدستور تقول فيه: في حالتنا السورية، طرح اعلان الدستور بدلاً من الدستور كون لا يجب كتابة الدستور في ظل العملية الانتقالية لحسابية المرحلة حيث أطراف مهيمنة أو تداخل بين ما هو ديني وما هو ايديولوجي فحسب انما نحتاج الى المرجعية الدستورية أيضاً وذلك لأن في النزاعات عادة تخرج بنا قوة غير محسوبة اصلاً وتلكؤ عمل المؤسسات عند ذلك على مديري العملية الانتقالية الاعتماد على المرجعية الدستورية.ما المقصد من القوة غير المحسوبة، في ظل ذاك التداخل الذي عنيته ببروز الخطاب الديني والايديولوجي معاً، وأين يقف الكرد في معادلة التزاحم على المكاسب والانقسام الحاصل؟

- نعم من الافضل ان لا نسرع في اعلان دستور خاصة ان المعطيات على الارض ربما لها تأثيرات كبيرة على تأسيس ميول اللجنة الدستورية التي من المفترض أن يتم تأسيسها في آب القادم، فضلاً ان هناك طغيان قوموي و طائفوي على المسار السياسي العام للمعارضة؟.لذلك علينا ترك الدستور في مرحلة ما بعد المرحلة الانتقالية لكن بشرط ان يكون هناك اعلان دستوري مؤقت. الاعلان الدستوري هو خطوط عريضة وهو بمثابة اختبار للقوى ايضاً. فلا يمكن ان تحقق مكانة الدولة ان كان هناك شرط مسبق هو ان يكون دين الرئيس هو الاسلام، او ان سوريا هي جزء من الامة العربية وبنفس الوقت تتحدث عن دولة المواطنة. على فكرة ان بناء دولة المواطنة اصعب من بناء دولة فيدرالية لا اقصد هنا الدولة بمعنى الدولة اقصد النظام السياسي في الدولة.حيث الدولة دولة لا يمكن ان تختزل الدولة في نظامها السياسي. الدولة هي الجغرافية والشعب والسلطة. انما النظام السياسي هو النهج العام للدولة تترجمها السلطة وفي كثير من الاحيان هذه الترجمة لا تعبر عن ارادة الشعب وتؤدي بالجغرافية الى التشقق او تؤدي الى بقع جغرافية مثلما نراه الان في سوريا.

وعليه فان على الكرد ان يكونوا مكون متحدين في السياق العام للمعارضة وان يؤدوا الوظيفة السياسية بروحية واحدة لا ان يتسابقوا على مطية تطلعات احزابهم بقدر من انّ الشارع الكردي كله يريد ان يكون الكرد كيان متسق تنطلق بالروحية المسؤولة اقصد مسؤولية التاريخية، وسيكون هناك قوى جديدة الى جانبهم وحتى ان بعض شرائح النظام الذين يرون انفسهم في العلمانية والديمقراطية، وهناك شرائح اخرى ستكون مع الاسلاميين. ما زلنا ننتظر الفرز الحقيقي ولم يعد بوسعنا تحمل النفاق الذي نشهده في حياتنا اليومية السياسية.

 

ماذا عدا التخوين والتذرع يمكن للخطاب الكردي أن يقول في ظل وجود بون مجتمعي معقد في التركيبة المجتمعية الكردستانية وبروز الخطاب الإيديولوجي وموت الرؤية الكردستانية البعيدة، هل ذلك يعود أننا كمجتمع حافظنا على منظومة منهجية كاملة تلخص مشاعر التبعية والتصوف والانغلاق على مدى قرن من الزمن، أليس الإشكال هو في بروز الذهنية البطرياركية في إنتاج الخطاب الحزبي الانتفاعي المتفسخ والمغترب عن العصرنة إن صح التعبير؟

- لا علاقة للتصوف بذلك، نحن تربينا على مناخين، مناخ العائلة هو ان الاب حاكم ويحكم ومناخ حزبي هو ان الشخص الاول في الحزب لا بديل عنه وهو ان مات سيكون نهاية التاريخ. هذان المناخان يؤثران على ميول الشارع الكردي ويقسمهم الى اتباع وجمهور الخندق، وهو ان الاب هو الرجل المرحلة وهو من المستحيل يعمل دون مصلحة العائلة. واسقاط هذا على الحزب. للاسف لم يتمعن بعد الجمهور الحزبي خطاب غير خطاب حزبه او محوره وهذا ما خلق لدى الشارع او لنقل لدى جمهور الاحزاب سياسة التخويين، في الثمانينات برزت سياسة المهاترات لكن الاحزاب قضوا عليها من خلال تجارب التحالفات وايضا كان هناك شخصيات بقامة القادة الآن الوضع انتقل الى التخوين. تصور ان شخصا من الاشخاص يقول عن شخص علماني بان فلان علوي وان لوغو حزبه يعبر عن "علي" وهكذا..فالطائفية اعمت عيون الجميع..كما لو اننا طائفيون..مع ان الحديث عن الطائفة كانت غائبة في الاوساط الكردية..هذا هو مصدر التخوين..ولهذا لا نرتقي الى مستوى الحدث او لنقل الى مستوى التحديات فالحدث حدث قومي نقاربه بمقاربة حزبية مع ان الاداء والخطاب يجب ان يتجاوز الحزبي.

 

ظاهرة ارتهان المثقف الكردستاني للحزب، ما أثرها على جيل الشباب الطالع، في ظل التهميش الحاصل وغياب الرؤية الاستراتيجية ببروز الاغتراب تجاه الواقع، والانفتاح نحو تكتلات تخدم اجندات واعية تعمل بكد للتفتيت ومزيد من الانقسام والشرخ، كيف يمكن تجاوز القالب الصدأ، وكسر مقولة ما يأتي ليس أفضل مما كان؟؟؟

- من الطبيعي ان يكون هناك تأثير كبير على الجيل الناشىء، هذا الجيل الذي اصبح شابا في ظل الفوضى، وهو لم يعش في حالة الدولة او المؤسسات او الادارات. بمعنى كاتب نفوس وشرطة ومخفر ووو وهذا له تأثير بمعنى ان سلوك الجيل الشاب الناشىء سيكون مغايرا لسلوكنا فتربية السلوك للمواطن لا تبدأ من الام وتربي اطفالها على ان يفعل كذا ولا يفعل كذا..فالسلوك يتم تركيبه من خلال المؤسسات: المدرسة المخفر او معرفة السلطة وهكذا..

اما بخصوص ارتهان المثقف الكردستاني فهو ربما امر مهم في لحظة غياب الدولة، لكن سيكون له تبعاته ايضا بمعنى ان سمعت عن البرازاني عند وفاته وكنت صغيرا ما زال البرازاني هو الرجل الاول في ذاكرتي، وعندما اسمع عنه شيء انزعج، وهكذا، من هنا علينا بلورة الشاب الحر الذي يحترم قيم غيره ويقوم نشاطه في اطر من ان لا يعكر صفوة الاخر..نحن امام مسؤولية تاريخية كبيرة وكلنا يعمل دون اخذ المسؤولية الاجتماعية في عين الاعتبار للأسف!

 

في مئوية سايكس بيكو، نجد التنديد والاستنكار من الشارع الكردستاني، بمقابل ذلك ألسنا أمام واقع سايكس بيكو جديد ألا يصر كل طرف سياسي المحافظة على قالب سايكس بيكو في موقعه، والاستئثار بالشارع على طريقته، ألسنا أمام حالة أشبه بسايكس بيكو؟

- في الحقيقة ان هناك لبس حصل، لم نقارب سايكس بيكو كسايكس بيكو، لم نكن واقعيين، فكردستان لا توحد خلال سنة او سنتين، ولا يمكن تجاوز سايكس بيكو، وبالاصل انتكس سايكس بيكو عند مجيئ البيشمركة الى كوباني لكن اتى باتفاق وهذا ما يدلنا على الطريق الاخر هو ان سايكس بيكو لا يمكن ان يزال بالعواطف انما بوجود خريطة اخرى لكننا هل نستطيع ان نؤسس لانفسنا خريطة بدون مساعدة غيرنا؟ هنا مربط الفرس. هناك كيري ولا فرورف وهناك خرائط جديدة لكن هل ستكون خرائط ضمن دولة ام هناك تغييرات حتى في الحدود السيادية للدول؟ كل هذه الاسئلة ملحة تنتظر الاجوبة من اللاوقعيين الكُرد.

ما حصل في كولن امر مهم للغاية..فهو نشاط او تمرين للمستقليين او المدنيين الكرد على فعل ما؟ وهذا يكون له مردود ايجابي على مستوى بناء رأي عام شعبي كردي ايضا سيكون له دور في وسائل الضغط على من يسيطر في المشهد السياسي الكردي.

نعم نحن في الطريق الى سايكس بيكو جديد لكن قد يكون منسجما هذه المرة بنسبة كبيرة مع تطلعاتنا. والعلم عند كيري ولافرورف!

 

في ختام المقابلة أشكرك جزيل الشكر على إتاحتك لنا الوقت لهذا الحوار، كلمة أخيرة تريد قولها؟

- اشكرك جزيل الشكر كاك الغالي..اسئلتك مهمة لكننا مضطرين ان نختزل بحكم الزمن والمشاغل..تحية لنشاطك

 

أجرى الحوار: ريبر هبون

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم