صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: تحيا الديمقراطية وتحيا الحرية وليسقط خونة التاريخ

abduljabar alobaydiان الأنتخابات الأمريكية البارحة كانت درسا قاسيا لمن يعي ...وكيف ان المغلوب أقر بالغالب وهنئه على الفوز نزولاً عند ارادة الشعب .. بعكس ما حدث عند العراقيين بالأمس تماماً.

مفاجأة كبرى هذه التي حدثت بالأمس..وكأن الله اراد امراً كان مفعولا. هنيئا للشعب الاميركي بفرض ارادته الحرة التي كفلها له دستوره العظيم، وهنيئا للرئيس ترامب يالرئاسة المنتخب الجديد.

نتمنى على الرئيس الامريكي الجديد ان يفي بوعده لمساعدة الشعب العراقي بخلاصه من محنة التدمير التي ساهم الحزب الجمهوري على عهد الرئيس السابق بوش في تدمير وطن العراقيين دون حق قانوني او دستوري، بعد ان رضخ لما خططته القيادة العراقية الحالية الخائنة يالأتفاق مع ايران في تدمير وطن العراقيين. لتمكين أيران من تحقيق حلمها المريض في عراق العراقيين. وأطلاق يدها للعبث واحلال الفوضى في الشرق الاوسط بحجة الدين ..وهي بلا دين..؟

سيدي الرئيس ترامب المحترم

الغالبية من العراقيين كانوا بأنتظار التغيير قبل 2003 من اجل ولادة دولة القانون والجماهير بعد دكتاتورية صدامية بغيضة فرُضت عليهم، لتُغيير يحقق لهم الحلم والامل بحياة سعيدة تحت ظل الدستور والقانون . حتى خابت الأمال وبقينا كمن ندم على خطىء كان يتمنى ان لا يكون. فمن يتحمل مسئولية الفشل .. أمريكا أم الشعب أم من رافق التغيير ؟

التغيير يعني الاصلاح ...والاصلاح يعني بداية أستخدام الفكر غير المقيد، والعقل المتعطش الى المعرفة، المبني على التجربة التي هي اصل كل كشف جديد. وهذا لا يتحقق الا اذا توفرت له الصفوة القيادية من اهل الفكر والعلم والفن، الذين يؤمنون بحقوق الأنسان والتطبيق الحقيقي له، بعيدا عن التمسك بالقديم .

ان الاصلاح الديني والأجتماعي الذي تحقق في المجتمعات العالمية مترابط بقوة التاريخ، وايمان الانسان بنفسه وبحقوق الأخرين، وهذا ما حصل اليوم في أمريكا ,هذه هي أرادة السماء. التي طوت كل مراحل التغيير بمرحلة واحدة هي :

 التغيير للأحسن عبر الزمن رغم ان امريكا دولة ديمقراطية ومتقدمة بالقياس الزمني اليوم.لكن التغيير واجب لاستمرارية حقوق الشعوب لأن الزمن يلعب دورا في عملية التغيير..، لذا علينا ان نؤمن ببطلان نظرية الحركة الدائرية للتاريخ، وأنتهاء نظرية الدولة (أنا)، وليبدأ من جديد عصر الشعوب - والعراق منهم - المستندة لقوة التاريخ في التغيير.فالتاريخ لا يعيد نفسه، لكن الاحداث تأتي متشابه بزمن مختلف، هذا الزمن الأغبر الذي ولد لنا داعش الاجرام، والقاعدة التخلف، والفكر الماضوي الأيراني الفاشي الرهيب..والفكر الوهابي الذي اصبح تاريخ. هنا نحن بحاجة الى نظريات التجديد، لمسايرة مجتمعات التقدم دون توقف، وان لا نبقى سجناء قادة الخيانة والمصالح الخاصة وسراق المال العام والتخريف..

على القادة العراقيين الذين ركبوا الباطل، وخانوا شعبهم، وألهتهمُ الدنيا عن الحقوق ان يعلموا : ان الشعوب لن تتنازل عن حقوقها، ولن تسمح لمعتدٍ لئيم ان يصادر وطنها وحقوقها.ولتعلم قيادات ايران الباطلة التي خططت لتدمير الوطن العراقي وأحتلته اليوم بأسم الدين وهي منه براء، ان نعشها الاسود قد حضر فلابد لها منان تسحب يدها من العراق والوطن العربي لنتخلص من طائفيتها وعنصريتها البغيضة الى الأبد.

ان النتيجة المتوخاة من عبر التاريخ اليوم في عراق العراقيين، هي البحث في أمكانية صياغة نظرية جديدة للمعرفة الاصلاحية قائمة على الأعتراف بحقوق الانسان وصيانة شعوبها والاعتراف بالفشل امام الشعوب كما أعترفت هيلاري كلنتون اليوم امام دونالد ترامب بفشل حملتها الانتخابية وأستسلمت لأرادة الجماهير..

على الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد ان يكفر عن الخطيئة الكبرى التي أرتكبها الحزب الجمهوري الأمريكي – وهو منه - بأسقاط دولة العراقيين وتسليمها لشرذمة كافرة ومجرمة وحقيرة لا تعترف بأنسانية الانسان العراقي سوى بمصالحها الضيقة تدعمها قيادة ايرانية اكثر منها اجراما بحق الشعوب. فليفي السيد تراب بوعده لسحق المعتدي وتخليص الوطن العراقي منه .

 وعلى العراقيين ان ينهوا سلطة الدين التي فرضت عليهم فرضاً من قيادات ايران المتخلفة ليستعيد الشعب سلطته وينتزعها من أعدائه الحاكمين.، ولنتخلص مما تفرضه خطئاً وجبراً سلطة السياسة المدعومة من مؤسسة الدين التي تؤمن بنظريات المهدي المنتظر في التخريف التي رفضتها الشعوب لنعيد لوطننا العراق حريته وحقوق الشعب المغتصبة اليوم.

ايها العراقيون...

ليس آمامنا اليوم الا انتخاب مجلس تشريعي منتخب من الشعب (ناخب واحد لمنتخب واحد) بديمقراطية الأمريكيين، يمكنه صياغة القوانين بحرية التمكين التي تُخرجنا من عنق الزجاجة الى البر الآمين، وبوحدة عراقية وطنية خالصة، فكيف ونحن نملك الآن هيئة تشريعية فاسدة وجاهلة في معضمها، ومنتخبة وفق المقسم الانتخابي الباطل والتعيين والتبديل المسيطر عليه من هوامير السياسة وسراق المال العام والشركاء من أحزاب الدين، لابقاء القديم على قدمه وبسلطان القوة الذي بأيديهم دون تبديل، بحجة الدستور الذي هم أول من أخترقوه في المادة 18 رابعاً دون مبالاة من الشعب، حتى لو أحترق الوطن والناس كما ترون اليوم بعد كونوا لهم مليشيات العنف والسرقة كداعش والقاعدة وعناصرمليشيات الاحزاب الأيرانية الباطلة الطامعة في السلطة والمال العام دون تفكير، حتى حولوا الوطن الى غابة تحتلها ذئاب التدمير .

هذا آمر ان أستسلمنا له سيكون في غاية الخطورة، لان التاريخ بحاجة دائمة الى اعادة نظر، والنظرة النقدية للنص التاريخي تحتم على الباحثين تفحص الثوابت حتى في مواجهة الشخصيات العظيمة ابتداءً بالخلفاء الراشدين (رض)، وأنتهاءً بالصحابة المعتمدين، والفترات التاريخية التي عاشوا فيها.وما جرت فيها من أحداث جسام خاطئة كالردة والفتوح والجهاد الذي فسروه تفسيرا خاطئا لا يقره النص القرآني العظيم..

ان تفحص الثوابت لا يقلل من شأن هذا أو ذاك، بقدر ما يهدف الى ترتيب التاريخ وتفسير النص تفسيرأً يتلائم والتطور الزمني والحضاري له. لنقضي على عزلة المجتمع العراقي والعربي الاسلامي ونعطي تفسيرا جديداً للايديولوجية التاريخية المنغلقة التي وضعتنا في سجنها الحديدي المقفل بالمفاتيح ..

 ان الاستمرار في تفسير النص التاريخي تفسيرا دينياً عاطفيا ً جعلنا نعيش في عزلة تامة عن المجتمعات الانسانية الاخرى، ومنفصلين عنها تماماً. لذاعلينا ان نضع التراث على طاولة التشريح الكلي بأعتباره وثيقة تاريخية تحتمل الصح والخطأ، وأقسام التاريخ في الجامعات العراقية والعربية مسئولة عن هذا التوجه العلمي الضامن للمسار التصحيح، لكي لا تبقى الأمة اسيرة لمقولة مؤسسة الدين التي انتهى زمانها مع التطورالفكري والتحديث.

ان القوانين التي تتحكم في تراثنا اليوم قد وضعت منذ القرن الثاني للهجرة، من افكار فقهاء قدامى اصبحت تاريخ، لا تفسح المجال لاحتياجات القرن الحادي والعشرين خوفا من ضياع المصالح لا الدين.

ان الشعب العراقي كل الشعب دون تفريق مدعوة اليوم للعمل على وحدة الوطن ومقاومة مشاريع الانفصال المدمرة لحضارة العراق عبر السنين ولأمال الشعب العراقي في بناء دولة قوية يحكمها القانون، ولصياغة دستور جديدد يبتعد عن كل افكار مؤسسات الدين التي تتناقض وحركات التحرير الفكرية وآيديولوجيات التطوير.

وعلى السيد ترامب ان يفي بالوعود ليخلص الشعب العراقي من قادته الخونة اليوم المدعومين من ايران والذين سرقوا وطنه وامواله ولا زالوا في بعضهم في امريكا بحماية القانون...؟.

الأيمان بالأوطان سيدي الرئيس اصله ثابت في النفس الأنسانية ..فمن يعيش في الخوف لن يكون حراً ابداً...؟

فلا يصح ان ينسب الفعل الى فاعل غير مختار.

عاشت أمريكا وعاش العراق وطنأ حراً للعراقيين..؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم