صحيفة المثقف

سفير كوكب اليابان في العراق

raed alhashimiألسيد فوميو إيواي سفير اليابان في العراق ظاهرة تستحق الوقوف عندها كثيراً فهو رجل ذكي وبشوش ومحبّ لعمله وهومختلف بكل المقاييس عن كل من عمل في السلك الدبلوماسي، حيث تمكن بوقت قصير من عمله في العراق من كسب ود ومحبة معظم العراقيين وانتشرت شعبيته بين جميع الأوساط العراقية بشكل سريع جداً ولافت للنظر، ونراه مختلفاً عن جميع الدبلوماسيين باسلوبه الفريد الذي يمتاز بالبساطة ولايعتمد على الأعراف الدبلوماسية المعهودة بل يعتمد على البساطة والذكاء في التعامل مع البلد الذي يعمل فيه، ولقد استخدم اسلوب التفاعل المباشر مع الناس فدرس البيئة العراقية بتمعن وتعلم اللهجة العراقية بسرعة ودرس التقاليد العراقية، وقد استخدم وحسب قوله وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة الفيس بوك الذي يستخدمه معظم العراقيين للتواصل مع الناس فلم تمر إلا بضع شهور على تعيينه في العراق ونراه يتحدث باللهجة العراقية والتي يجدها الكثير من العالم بأنها صعبة ويتفاعل مع المناسبات والأعياد والأحداث الموجودة فتارة يرتدي فانيلة المنتخب العراقي ويظهر عبر وسائل التواصل الإجتماعي وهو يتحدث بالعامية ويشجع المنتخب العراقي وتارة أخرى يظهر في أول أيام عيد الفطر وهو جالس جلسة عربية ويتناول الفطور العراقي التقليدي في مثل هذا اليوم وهو (ألكاهي والقيمر) ويتقدم بالتهاني والتبريكات الى الشعب العراقي بلهجة بسيطة وكلمات صادقة ونابعة من القلب، ومرةً نراه يستقبل في مكتبه الرسمي اصحاب مرطبات الفقمة التي تعرضت لانفجار كبير في منطقة الكرادة ويتناقش معهم عن الفرق بين (الأزبري وثلج مبشور "كاكي غوري" الياباني) هذا إضافة لنشاطه المكوكي في اللقاء مع ساسة العراق والوزراء والمنظمات الأممية والعربية والمحلية وحضور الفعاليات المختلفة والندوات والمؤتمرات فهو كتلة من النشاط والحيوية وهوباختصار بعمله هذا يعكس صورة مشرقة عن بلده وهو بجهوده الكبيرة واسلوبه الفريد نجح كثيراً في توطيد العلاقات بين العراق واليابان على مختلف الأصعد وهو أنموذج للرجل الدبلوماسي الذي يجب أن يُحتذى به من قبل كل الدبلوماسيين في العالم ويجب أن تقوم الكليات والمعاهد الخاصة بالخدمة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية من تدريس طريقته الفريدة وتوثيقها ليتم الاستفادة منها من قبل كل شخص يتبوأ منصب سفيراً لبلاده، ونصيحتي الى وزارة الخارجية العراقية أن تستغل وجود هذا الرجل الرائع في العراق والاتفاق معه لإعطاء محاظرات وتوجيهات لسفرائنا العاملين في دول العالم ليحذوا حذوه ويتعلمون منه كيف يكون عمل السفير وكيف يقوم بتمثيل بلده بأحسن صورة وكيف يتم كسب ود الجميع بأبسط الطرق.

 

د. رائد الهاشمي - سفير ألنوايا ألحسنة

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم