صحيفة المثقف

مصطلح (الجائحة) ليس صحيحا

قاسم حسين صالحقضية للمداولة

 لا اعرف من اطلق هذه التسمية على وباء كورونا. فلدى مراجعتنا  لمعظم القواميس العربية وجدنا  أن الجائحة تعني المصيبة التي تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كله،وانها  (فِي اصْطِلَاح الْفُقَهَاء) مَا أذهب الثَّمر أَو بعضه من آفَة سَمَاوِيَّة، فيما عرّفها الشَّافِعِيِّ بأنهاَ كُلُّ مَا أَذْهَبَ الثَّمَرَةَ أَوْ بَعْضَهَا مِنْ أَمْرٍ سَمَاوِيٍّ.

 وما حصل ان مصيبة كورونا استهدفت ارواح الناس وليس اموالهم، وانه فيروس ارضي ومعروف علميا بتفاصيله.

بعضهم خرّجها متباهيا بأن (اللغة العربية هي الوحيدة التي تستخدم "جائحة " لتشير الى مرض خطير يهدد البشرية)، ولا يوجد توكيد حول هذا التخريج ،فيما الموجود في قواميس اللغة العربية هو الوباء، وتعرّفه بأنه (كل مرض شديد العدوى، سريع الأنتشار من مكان الى مكان يصيب الانسان–الكوليرا/الطاعون).. والوباء له مفردة تقابله باللغة الانجليزية(Pandemic)، ولا توجد لجائحة مفردة تقابلها.

 وعليه، فكما اشاعت وسائل الأعلام مصطلح (جائحة) دون فهم معناها بافتراضهم انها جاءت من أهل اختصاص، فان عليها ان تعيد تداول مصطلح (وباء) لأنه أصح علميا وأصدق سيكولوجيا لأن مفردة (وباء) تثير الرعب وتستدعي من الذاكرة ما احدثه وباء الطاعون والكوليرا، فيما (جائحة) مفردة ميته وفاقدة لدلالاتها السيكولوجية ايضا.. فأية فضائية او وسيلة اعلامية او جريدة يومية او موقع الكتروني..ستتبنى هذا الموضوع؟.

 

أ. د. قاسم حسين صالح

18 تموز 2020

*

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم