صحيفة المثقف

إساءاتنا حلال وإساءاتهم حرام!!

صادق السامرائيمَن الذي يُسيء للإسلام؟!!

لنكن واضحين، جريئين وغير منفعلين، ونواجه أنفسنا بشجاعة وثقة وإيمان بأننا مسلمون، بالعمل والجد والإجتهاد لا بالقول المناهض للفعل.

فالمسلمون يسيئون لدينهم أضعاف المرات من غيرهم، والآخر يستثمر في إساءة المسلم لدينه، وإساءته لا تقارن بإساءة المسلم بالفعل والسلوك المنافي لقيم دينه.

فلكي لا يسيء الآخر للإسلام على المسلم أن لا يسيء لدينه!!

فكيف تطلب من الآخر عدم الإساءة لدين أنتَ لغفلةٍ وجهلٍ من أشد المُسيئين إليه؟!!

والمسلمون يسيئون للإسلام بأفعالهم، التي تنفي عنه معاني الفضيلة والرحمة والألفة والأخوّة الإنسانية.

ستغضبون وتدافعون وتبررون، لكنها حقائق ووقائع عاشتها الأجيال المعاصرة بدماراتها وسفك دمائها، وإنتهاك أعراض البشر والنيل من الحرمات، فما فعله المسلمون بالإسلام لايجرؤ على فعله أي عدو له.

فلماذا لا ينظرون لما يقدمونه على أنه الإسلام بأفعالهم ، وتثور ثائرتهم إذا إعتدى غير مسلم على دينهم ورموزه، وهم المعتدون الذين ينالون من رموز الدين، والأمثلة أمامهم في دول تدّعي أنها تدين بالإسلام، وما قدمت فعلا نبيلا ساميا يعبّر عن قيمه، بل ترجمت شريعة الفساد والإفساد، وأباحت قتل المسلم للمسلم وتكفيره، وإنتهكت حقوق الإنسان، فهرب منها المسلم إلى مجتمعات لا تدين بالإسلام!!

علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن تثور ثائرتنا ونـتأجج، فأين القدوة السلوكية التي تمنع الإساءة للإسلام؟!!

سيستغربون ويتعجبون من هذا الكلام، وربما سيحسبونه ضرب من الجنون في هذا الزمن المأفون، الذين لا يعرفون من الإسلام إلا إسمه ومن القرآن إلا رسمه، فلعنة الله على كل مسيئ للإسلام بفعله، والجاهل له بقوله، والتابع للمضللين المتاجرين بالدين، ولوعاظ الكراسي الظالمين المآليس المُخادعين!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم