صحيفة المثقف

تيتانيك العرب تغرق في الوحل الإسرائيلي

علجية عيشتركت أحداث غرق سفينة "تيتانيك" آثارا في نفسية المشاهد في العالم الغربي والعربي، ولا تزال مشاهد الفيلم التي صبغت بصبغة رومانسية في مخيلة الذين تابعوا الفيلم وعاشوا أحداثه لكنها في الوقت نفسه شكلت لغزا حيّر الجميع ولا أحد استطاع أن يفك هذا اللغز، وراحت التساؤلات تطرح من كل جانب إن كانت السفينة قد غرقت حقا أم أنها مجرد إشاعة، لقد دارت الشكوك حتى في نوع السفينة إن كانت السفينة تيتانيك أم السفينة "آر أم أس أولمبيك" المتطابقة معها تقريبا، لا يهم نوع السفينة ولكن الأهم هو أن سفينة بهذا الحجم تغرق وتؤدي بحياة الآلاف من الركاب، وإلى أي طبقة ينتمي من كانوا على متنها؟، وهل كان وسط الركاب رجال سياسة ورجال مخابرات، كل شيئ ممكن في أفلام الهوليود، فقد لعبت السينما الأمريكية دورا جليا في رسم الأحداث، فيه تبحر المخيلة إلى أبعد ما يكون، وتجعل من الخيال حقيقة، طبعا كل من شاهد الفيلم أعطى انطباعه وقدم تفسيرا للأحداث التي وقعت على ظهر السفينة، وإن كان العلماء الذين أخضعوا الحادثة إلى التحليل، تنبأوا باختفاء حطام السفينة بالكامل عام 2030، بعض المحللين، ربطوا الحادثة بنظرية "المؤامرة"، ولعل هذا التحليل هو الأقرب إلى الصواب.

فمثل هذه الأفلام تكون لها دلالة سياسية أكثر منها اجتماعية أو فنية، ويمكن القول انها تتطابق مع ما يحدث اليوم، وركوب بعض الأنظمة العربية سفينة التطبيع مع إسرائيل، وقد لا يختلف إثنان أن التطبيع مستمر، دولة عربية بعد دولة عربية أخرى، كما قد يكون تاريخ اختفاء حطام سفينة تيتانيك مقرون بسقوط هذه الأنظمة وغرق سفينتها في الوحل الإسرائيلي، وكما للسلع مدة صلاحية، فللطغاة أيضا تاريخ انتهاء الصلاحية وسيأتي يوم تنقلب إسرائيل على من غازلوها سياسيا وما خجلوا، وتلونوا كما تتلون الحرباء، فخانوا دينهم وعروبتهم وما غرق البلدان العربية في لجج الحروب الأهلية التي أدت إلى دمار دولتهم، لهو إحدى بروتوكولات حكماء صهيون، هي نظرية المؤامرة أراد العرب أن يطبقوا عن طواعية وبعيدا عن أي قيد مخططات الأعداء وبروتوكولاتهم، تحت غطاء اقتصادي، وهي بالتالي مؤامرة خبيثة خططت لها إسرائيل للقضاء على العرب والمسلمين، إذن هو الغباء العربي بامتياز، بل هو التخاذل العربي الذي جعلهم يرتكبون أكبر خطيئة سياسية في التاريخ، ليس في حق فلسطين، وإنما في حق دينهم ورسالة نبيهم، وبدلا من أن يتحينوا فرص الإنتقام، وإلحاق الخسائر بالعدو، غرقت سفينتهم في الوحل الإسرائيلي كما غرقت سفينة التيتانيك في البحر ولن يكون لهم أيّ مخرج، ولن يجدوا قاربا للنجاة، إنه الفَنَاءُ العربي وشتان بين الأولى والثانية.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم