صحيفة المثقف

أشك بذلك

سردار محمد سعيدآه من صمتك ايتها المنائر

أغرك انك تشمخين

ونحو السماء تنظرين

فانظري للأرض

ومن يسرق ثدي الأمهات

غرابيب تكره سوادها

والحمام يغني (الهجع)

والبلاد يسوسها القوادون

فحتى م َنعشق الحظائر العربية

بدأت أشك أننا بشر   

كشفنا عوراتنا بلا استحياء

أيها السادة الحكماء

نحن وانتم سيان

رؤوسكم فارغة

وبطوننا خاوية

إدعوا ربكم ربما ينزل لنا مائدة

فيتوقف النبش في المزابل

وينعم سكان المقابر

ينامون كيف يريدون

بأغطية أو دونها 

بجلابيب أو عراة

وأين يريدون

فوق القبور أوبينها

يدخل الأطفال المدارس

وتتزوج الأرامل كلهن

قصيرة وطويلة

عجزاء ورسحاء

لكل بائرة سوق

تعود الغانية الشهية الشفاه

الوردية الوجنات

عذيبة البسمات

رقيقة اللفتات

 تحمل شموع المسرة

تعيد لفظة الفرح

التي حُذقت من قواميس اللغة

أشك بذلك

السحب الثقال مسخرات

هل  سينزل المطر

أشك بذلك

وتحيا الأرض بعد موتها

تعشوشب المراعي

ينبت الزهر

ينبثق النبات

تبسم الفتيات

للحياة

وينضج الثمر

أشك بذلك

كسرة خبز وقدح شاي اسود

كسواد وجه الساسة في العراق

وسيجارة دخانها يتلوى كغادة حسناء

يضيع كما ضاع البلد

متى تزول اللوعة والقهر

ياوطن الأحزان

كل شيء ينتهي إلاحزنك

المشتبك كغصون الشجر

حتى مَ يوزع الموت على الناس بالمجان

متى ينام العراقي بأمان

يحلم بحورحسان

يغتسلن بالفرات

فيسجد الماء

أيها السادة الأفاضل

جدار العراق مائل

يكاد ينقض

فهل من خَضرجديد يقيمه

أشك بذلك

***

سردارمحمد سعيد - اربيل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم