صحيفة المثقف

المهرّج

قصي الشيخ عسكرمن قصص اللمحة

نمر السيرك

وضع النمر رأسه في حضن مدرّبته التي ستلوّح بعد ساعة له بالعصا فيؤدّي ألعابا أيسرها العبور من حلقة النار. كان يغمض عينيه ويستسلم لراحتيها الناعمتين تداعبان رأسه في الوقت نفسه يحلم بفتحة ما داخل القفص يتسلل منها ليلتهم أحد الحاضرين.

**

جندي الجهاز

ظننته مات قبل ثلاثين عاما..

وقتها لم يكن من مجال أمامنا سوى الهرب، فقد قال لي إهرب أنت أما أنا فجهاز اللاسلكي الذي على الربوة مسجل بذِمّتي. لم ينتظر منّي أيّ جواب إذ نطّ من الخندق إلى الساحة وهرول باتجاه الربوة حيث الجهاز غير مبال بالحرائق من حوله. بعد تلك السنوات رأيته ولم أصدّق أنّه حي. كان يحمل على صدره الجهاز نفسه أو شبيها به ويخاطبه كأنّه يتحدّث مع طفل: لماذا لم يأتوا ليأخذوك؟

**

المهرّج

بكفاءة قلّ نظيرها يقلد جميع الأصوات ويُعرِضُ-مهما قُدِّمت له من مغريات- عن تقليد نعيب البوم والغراب.

**

ألسنة طوال

أخذ سكان إحدى المدن المدهِشَة يكذبون منذ عرفوا أنّ من يكذب يطول لسانة مع أية كذبة جديدة يخترعها.

***

قصي الشيخ عسكر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم