صحيفة المثقف

يسري عبد الغني: الجمال نعمة كبرى

يسري عبد الغنيمن العواطف التي طبع عليها الإنسان، وأودعها الله تعالى في روحه الميل إليها، وجبله على طلبها في كل زمان ومكان: حب الجمال، والتأثر به، والبحث عنه، والله جل شأنه جميل يحب الجمال، وفعل القبيح والقبح تأباه الفطرة السوية .

والجمال في القديم، وفي الحديث هو شغل الإنسانية الشاغل، والبحث عنه ـ لأسباب كثيرة ـ دائم ومتواصل .

كما أن الجمال نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى، بل هو نعمته الكبرى على هذا الوجود، ومن فضل الله على خلقه أن جعل صور الجمال عديدة، وألوانه كثيرة متعددة، فإذا أردنا أن نعرف مدى فضل الله الكريم على هذا الوجود فلنتأمل إبداعه للجمال فيه .

فلنتصور ـ ولو لثوان قليلة ـ خلو الحياة التي نحياها من الجمال !، إن ذلك ـ ولا شك ـ سيكون في نظر كل من له قلب، الفزع الأكبر، والخوف الأعظم، الذي يفقد فيه المرء الحب والأمل، وتلك لحظة من لحظات الضعف التي قد تنتاب الإنسان، فيفقد فيها الإحساس بالجمال، فينطلق بالتحطيم لكل شيء حتى نفسه، والتخريب لكل شيء مهما كان غالياً أو نفيساً، لأن الشعور والإحساس والإدراك والوعي بالجمال، يجعلنا نرى كل شيء في الوجود جميلاً، والعكس صحيح، لأن الجمال هو الحياة التي لها قيمة ولها معنى .

بهذه المقابلة نستطيع معاً أن نقف على قيمة الجمال في الوجود، وندرك أن الإحساس بالجمال معناه السعادة، ومعناه الأمل في القادم بإذن الله، ومعناه الحياة المشرقة المفعمة بالبهجة والخير والسرور .

والجمال سر من أسرار المولى عز وجل، يهبه لمن أحب من عباده، فيضع في قلبه الأمل، وفي نفسه الخير، وفي روحه الصدق، بل يجعله في شوق دائم إلى الحق والعدل والسلام والتسامح والنقاء.

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم