صحيفة المثقف

ضياء محسن الاسدي: الأحداث العالمية وموقف العراق منها؟

ضياء محسن الاسديان الأحداث المتسارعة في العالم والأدوار المرعبة التي تمارسها الحكومة الأمريكية في العالم والسكوت المخيف من قبل دول المنطقة إزاءها كروسيا والصين وإيران وغيرها من الدول الأوربية التي كانت في المنظور القريب صانعة القرارات السياسية والكلمة المسموعة في العالم والحدث المخيف الغير متوقع من الجميع هو استلام ما كانت تسمى بها قبل وقت قريب بعصابات القاعدة وتنظيم داعش وأخوان المسلمين المتشددين المدانين من قبل المجتمع الدولي ودول العالم خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ومرجعياتها حركة طالبان وهي الرحم الوالد لها تتسلم زمام الأمور في أفغانستان أخطر بقعة عالمية في الشرق الأقصى من العالم وبأشراف مباشر وبمسمع و مرأى القوات الأمريكية وبحمايتها والعدو القاتل للشعب الأمريكي أصبح صاحب سلطة في أفغانستان معقل هذه الحركة وأن استلام طالبان لدفة الحكم في أفغانستان يعني تقوية شوكتها في قلب الأحداث والمناطق المتوترة بالصراعات السياسية والاقتصادية وهي روسيا والصين وإيران وباكستان والغرب وجعل نظامها وفكرها العقائدي التوسعي باسم الإسلام شوكت مقلقة لبلدان العالم كونها راعية لكثير من الأنظمة العربية والإسلامية بفكرها وتعد مرجعيتها الدينية والأكثر خطورة هي تواجدها في العراق وسوريا وبعض دول الخليج العربي ولنا معها تجربة مؤلمة فأن خطرها قائما وقد يزداد في المستقبل إذا لم تتدبر الحكومة العراقية أمرها مبكرا   فالتسويات الخفية واللقاءات السياسية في قطر والإمارات والهدوء الملفت للنظر للعلاقة بين القوى المتصارعة أمريكا وإيران والصين وأمريكا من جهة أخرى وخفوت أصوات طبول الحرب التي كانت تقرع بينهما واستعادة النظام السوري زمام الأمور وبقوة بعدما قدم الشعب السوري دماء في سبيل ما يسمى بالتغيير بمباركة الحكومة الروسية والصينية وتركيا والسعودية  وإيران المؤججين لهذه الحروب في العلن والخفاء .

فالأحداث الجديدة التي ظهرت في جسد دولة قطر وبداية الصراع الطائفي القبلي المفتعل لإضعافها مقارنة في إطفاء أكثر نيران الحروب في المنطقة منها اليمن وليبيا والسودان ومصر وأثيوبيا وما يهمنا من هذا كله هو الوضع العراقي الداخلي المربك لعدم وجود رؤيا واضحة اتجاه هذه المخاطر وفي قيادة البلد في ظل هذه الظروف الصعبة والخطيرة  من حوله فالسؤال الذي يطرح نفسه والذي يدور بين العراقيين هو ما موقف العراق ووضعه السياسي والأمني من الخارطة التي تُرسم في العالم الجديدة وأين سيكون موقعه من هذه اللعبة السياسية بقيادة الإدارة الأمريكية التي تسيطر على سياسته وما هي قدرة السياسيين العراقيين لصناعة القرار فيه وفي تحصينه وإبعاده عن هذه الهزات العنيفة في قادم الأيام من أحداث مهولة وسيما أن اللاعبين في ساحة السياسة العالمية كبارا في عقولهم وإمكانياتهم المادية فهل سيكون فاعلا ولاعبا أساسيا معهم أم وقودا لنيران التغيرات الجديدة كبقية الدول الضعيفة المغلوبة على أمرها فأن الصمت والهدوء وعدم الاكتراث والانشغال بمصالحهم فقط تخيف الشارع العراقي والمواطن أم هناك طريقة مشتركة وإسهام ودور فاعل في هذه الطبخة المشتركة علما وأن العراق ما زال يعاني من تنظيم داعش وقدرته في العمل فيه أو هناك مشروع لأمريكا وحلفاءها في إنشاء طلبان جديدة في خاصرة الوطن العربي عاصمتها العراق لتحقيق مصالحها وهذا هو الأمر الأخطر على العراقيين الذين لا يثقون بالسياسة الأمريكية كونهم خبروها وعرفوا سياستها وأن ليس لها أمان في حماية أصدقائها لأنها تسعى وراء مصالحا ووجودها على رأس العالم وهذا ما يتخوفه العراق كونه لا يملك الإرادة المطلقة في القرار الداخلي والخارجي له ولا يمتلك قاعدة رصينة من السياسة والتأثير في المنطقة المحيطة به فهل أعدة الحكومة العراقية عدتها لاستيعاب المشاريع القادمة وحماية كيانها وشعبها أم ستكون مكتوفة الأيدي لما سيجري من ترتيب جديد على الخارطة العالمية.

 

 ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم