صحيفة المثقف

نشاطات واصدارات تنتهي بمخازن الحفظ

نلاحظ  اكثر الاحيان ان المبدعين والفنانين في العراق يبرزون بجهودهم الشخصية اوابداعاتهم من مختلف الاجيال رغم الامكانيات غير المحدودة لوزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية التابعة لها لدعم المبدعين ماليا وتقنيا .

ولكن غارقة بالروتين وسوء الادارة ولسيت لها نشاطات تذكر عدا المهرجانات السنوية ودائما ما تنتهي مثلما تبدأ من دون ان تضيف للثقافة والنشاطات الثقافية ما هو جديد

الاهتمام بالجانبين الاداري والتنظيمي سر نجاح اي عمل او نشاط ثقافي وفني والسر بتفعيل ادائها وعدم الاكتفاء بالنشاطات الثقافية والفنية الروتينية التي تعيق الابداع اكثر الاحيان بسبب الميول الشخصية والاتجاهات اللتان لا تنتجا ثقافة حقيقية وابداع حقيقي يعكس واقع الابداع الفني والثقافي في العراق ومستوياته الراقية .

رغم ان لدى وزارة الثقافة امكانيات غير محدودة تقريبا على مستويات النشر ومضاعفة النشاطات الثقافية والفنية والترفيهية العامة لما تمتلكه من مؤسسات ودور وقصور ثقافية بجميع المحافظات ولكنها شبه معطلة او تكاد تكون بلا نشاطات مهمة جاذبة للجمهور 

وتمتلك دار المأمون احدث المطابع العالمية ولكنها كذلك شبه معطلة او اصداراتها لا تتناسب مع قدرتها الانتاجية وتكتفي الدار باصدارات محدودة لا تغطي الطلب كما ان اصداراتها لا تصل الى القاريء في اكثر الاحيان .

فهذه الاصدارات لا تباع في المكتبات ولا تتوفر في اهم واكبر تجمع ثقافي في العراق "شارع المتنبي" ولا اعلم ان كانت متوفرة في المركز الثقافي او البغدادي واسباب عدم توفرها في الاسواق والمكتبات غير معلومة هل تتعلق بعدم قدرتها على تسويق اصداراتها ما تنتجه الدار ام لاسباب مالية وادراية تعرقل وصولها الى القراء او المعنيين بالشؤون الثقافية .

شاركت الدار مرة واحدة بمعرض لاصداراتها خلال سنة من انتفاضة تشرين ولكنه اقتصر على اصدارات محدودة رغم الاقبال الشديد على المعرض والكتب المعروضة استمر لفترة واختفى .

واعتبرت تلك المبادرة النجاح الوحيد الذي حققته الدار خلال سنة على مستوى التفاعل مع الجمهور يشكل مباشر عدا ذلك جميع اصداراتها لا ترى النور اكثر الاحيان ويتم تداولها على نطاق محدود كما يعلم اكثرية المثقفين العراقيين . ودائما ما كنا نسمع التعليقات الساخرة والمثيرة حول تكدس الكتب والاصدارات في مخازن الدار والوزارة بحيث لم يبق فيها متسع للمزيد!

وباختصار وزارة الثقافة شبه معطلة ولا نعلم هل لاسباب سياسية؟! وليست لها نشاطات تتناسب مع قدراتها المالية والانتاجية عدا النشاطات الثقافية السنوية وهذه النشاطات المكررة دخلت في باب الروتين الممل والتقليدي الذي لا يقدم ولا يؤخر على المستويات الفنية والثقافية عراقيا وعربيا .

    

قيس العذاري

23.12.2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم