صحيفة المثقف

المثقف النرجسي لا يمكنه أن يكون في السلطة

علجية عيشالانفجار الذي خلفه الحراك الشعبي في الجزائر كان مبنيا على ثقافة وطنية حقيقية وكان الهدف منه بناء جزائر متحررة تتلاقى فيها الأفكار وتتعايش فيما بينها، كان هذا موقف الأديب يوسف شقرة رئيس الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين الذي علق عن الحدث الذي عاشته الجزائر وهي تحيي اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه في طبعته الثانية ، والتلاحم الذي جمع بين الجماهير من أجل نصرة قضيتهم، لكن كانت جماعة تحمل فكر المجلس التأسيسي وقفت ضد هذا النجاح، فاستغلت خروج الجماهير في مسيرات سلمية لتنفيذ أجنداتها

قدم الأديب الجزائري يوسف شقرة رئيس الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين وجهة نظره للمثقف ودوره في المجتمع، حيث يرى أن المثقف العضوي الفاعل المتشبع بالقيم الإنسانية والموروث الحضاري للمجتمع له دور لا يستهان به في حركة التغيير، حتى لا يكون من الذين يعزفون خارج السرب، وطرح يوسف شقرة سؤالا حول من هو المثقف؟ هل كل ما كتبه، أم هو حامل لمشروع، وقال: هناك الكثير من التقاليد يعيشها المجتمنع المغاربي لا تصلح في المجتمع الشرقي، والعكس، ولذا وجب على المثقفين أن لا يظلوا حبيسي الماضي وما يمليه الغرب، الذي صدر للمجتمع العربي الزواج المثلي، وهنا يدخل دور المثقف العربي بشكل عام في إعطاء للثقافة القديمة رؤية جديدة معاصرة وربط جيل اليوم بجيل الغد دون التخلي عن الموروث، أما عن علاقة المثقف بالسلطة، يرى يوسف شقرة أن المثقف النرجسي لا مكان له في السلطة، وقد اسهب في الحديث عن المثقف الفاعل وقال أن مكانه في الميدان وليس الجري وراء الزعامات، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون المثقف مسؤولا، أو مسؤولا تنفيذيا، فكثير من المثقفين الذين انخرطوا في أحزاب سياسية، وارتموا في أحضان السلطة فضاقت بهم السبل وخسروا مكانتهم كمثقفين، ولذا فهو يرى أن المثقف ويعزز اللحمة بين جميع أفراده ، وهذا يكون مبني على مرتكزات أساسها التمسك المثقف بجذوره اي بهويته الأصلية والحفاظ عليها، إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يتنصل من جذوره الأصلية، وهنا يدخل دول المثقف في ربط الأجيال ببعضها البعض .

 ما يلاحظ اليوم هو أن الساحة فقدت المثقف الحقيقي، المثقف الملتزم الذي يقدم شيئا لمحيطه وبلده، لدرجة أننا نرى أشباه مثقفين أو مثقفين مزيفين، هكذا قال يوسف شقرة، لأنهم لم يفقهوا دور المثقف في طرحه قضايا الأمة وما تعانيه من استيلاب فكري، وكيف يمكنه أن يغير الواقع من خلال توطيد علاقته مع الجماهير الشعبية، وإعادة اللحمة فيما بينها مثلما حدث في الجزائر، التي أحيت الذكرى الثانية لليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، كان هذا اليوم بمثابة "الانفجار" الذي حرك عاطفة الجزائيين، الذين قادوا الحراك الشعبي، فكان حراكا مبنيا على ثقافة وطنية حقيقية ، الهدف منه بناء جزائر متحررة تتلاقى فيها الأفكار وتتعايش فيما بينها، يبقى السؤال أين المثقف الآن وماذا قدم من أفكار؟، رغم ما نراه من إصدارات حول الحراك الشعبي، هو السؤال الذي طرحه رئيس الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين ، الإشكالية التي طرحها الأديب يوسف شقرة تتمحور حول صناعة الكاتب، عندما عرج للحديث عن الدور الذي لعبه الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين في ترقية الإبداع وعلاقته بالإتحادات الأخرى من الدول الشقيقة والصديقة، من أجل مد جسور الإبداع بين الكتاب العرب والكتاب المغاربة، في ظل الصراعات التي يشهدها العالم، وقال أن الكاتب هو الذي يصنع نفسه وليس الإتحاد ، فالإتحاد يمنح له الفرصة ويفتح له الأبواب ويحميه قانونا من جشع الناشرين ، الذين جعلوا من دور النشر دكاكين ، يبيعون ويشترون في الفكر، مستثنيا في ذلك الناشرين الملتزمين.

عن الصراعات بين المثقفين والكتاب داخل الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين وخارجه لم يجد الأديب يوسف شقرة حرجا في الإجابة على أسئلتنا منها ما تعلق برفض بعض الكتاب كل ما هو "طابو" ووقوفهم ضد من يكسره منتقدا في ذلك بعض الكتاب الذين هاجروا وتأثروا بالنجومية الغربية، ولم يناضلوا داخل المعركة، فعاشوا صراعا داخليا، هذا الصراع تبنته بعض دور النشر، لم يفوت يوسف شقرة الفرصة للحديث عن تجربته داخل اتحاد الكتاب الجزائريين واشار بالقول أنه عندما جاء إلى الإتحاد وجد تركة مسمومة وملغمة بسبب الصراعات بين رئيس الإتحاد وزير الثقافة الأسبق الشاعر عز الدين ميهوبي وأعضاء في المجلس الوطني يقودهم محمد العربي الزبيري ولأول مرة تصل الأمور إلى العدالة وحدث ما حدث، كانت النتيجة غلق مقر الإتحاد وتشميعه وتجميد عضويته في اتحاد الكتاب العرب ، كما جمدت الوزيارة كل المساعدات وعدم التعامل معه إداريا، لكن بفضل الإرادة والعزيمة تمكن أعضاء الإتحاد من توحيد الصفوف و خلق نوع من التعايش بين الكتاب، لكي يفرض المثقف نفسه على السلطة في يوم ما.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم