صحيفة المثقف

رحلة الحج في الماضي

محمد صالح الجبوريوسائط النقل كانت قليلة، وخاصة في القرى والأرياف، في فترة الستينات، كان الباص الخشبي هو الواسطة الوحيدة في ذلك الوقت، وعندما يقترب موسم الحج يقوم الأهالي الراغبين بالحج بتسجيل أسمائهم، وشراء مستلزمات الحج، والتحضير للرحلة التي تستغرق عدة أشهر، تمر عبر الأردن وفلسطين والتوجه إلى الديار المقدسة، وخلال الرحلة يقومون بطبخ الطعام وغسل ملابسهم، الرحلة تنطلق بتوديع الأهالي والدعاء لهم أن يذهبوا سالمين ويعودوا غانمين، الرحلة البرية طويلة، وهذه كانت قبل نكسة حزيران عام ١٩٦٧م، كان جدي أحد الحجاج الذين كانوا في الرحلة، وقد بعث برسائل ورقية عن طريق البريد، كانت ترافق الحجاج بعثة صحية لتقديم العلاج لهم، وبعثة إعلامية لنقل رسالة الحج اليومية عبر الإذاعة تتضمن مقابلات وأخبار الحجاج، في هذه الأيام يقوم الحجاج بالعبادة والدعاء في هذه الأجواء الإيمانية، عند عودتهم يُستقبلون بالحفاوة والتكريم  من قبل الأهالي، عودتهم ميمونة ومباركة، ويقوم الناس بالسلام عليهم والدعاءلهم بالحج المبرور والسعي المشكور والتجارة التي لاتبور، يجلبون معهم الهدايا، ويقدمونها للزوار، وتنحر الذبائح بقدومهم، وتقام الولائم، ويُعم الفرح والسرور  ابتهاجاً بسلامتهم من كل مكروه. والحج فريضة وركن من أركان الإسلام، وحج مبرور وسعي مشكور للجميع، تحياتي لكم.

 

محمد صالح ياسين الجبوري

كاتب وصحفي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم