صحيفة المثقف

الغاية من الحوار السياسي بين أطراف مختلفة..

عقيل العبودسبل المقاربة بين المتحاورين

المحلل السياسي هو الذي يبتعد عن العدوانية في النقاش ويحاول ان يجد مساحة يشترك بها مع الخصم وفقا لمبدأ العقلانية في السياسة والفكر، بغية الوصول الى رأي معتدل يمكن تبنيه من قبل جميع الأطراف.

وهذا موضوع يحتاج الى دراسة وتأمل من قبل خبراء السياسة والمختصين في أمور الأمن، والدفاع، والعلاقات الدولية، والإعلام.

هنا من الضروري الإلتفات الى أمرين: الأول، إلغاء فكرة تسييد حزب، أوفكرة، اونظرية، أوثقافة على الأفكار والنظريات والثقافات الأخرى. فالأفكار تتلاقح مع بعضها، والمبادئ السياسية لا يمكن لها الإستقامة بالشجار، والنقاش الحاد.

الثاني، الإيمان بأن الخلافات السياسية والفكرية أمر وارد في كل الأبواب، ولابد من سيادة الإختلافات وأحقية وجودها في الحياة السياسية والإعلامية والثقافية.

ولكن بقي ان هنالك امور ثابتة، لا يمكن التغافل عنها اوالتوافق معها، كأشاعة الأفكار المتطرفة، والنازية والعنصرية، والقتل، والترويج لفتاوى التكفير والإنتقام.

لذلك يصبح هنالك أرضية مشتركة للمحاورات الإعلامية والثقافية، وهذه الأرضية مهمة لموائمة التوافقات وتشخيص موارد الإختلاف، ونقاط الخلل ما يساعد المحاور، اوالقناة الفضائية والإعلامية التي تدعو الآخرين لهكذا نوع من المحاورات، الوصول الى عناوين تجمع أكثر عدد من الأطراف، بغية تخفيف نقاط التوتر السياسي، والثقافي والتخلص من البؤر التي تقود إلى الخصام والصراع العنيف.

هنا من المناسب بغية توضيح ما تقدم، يحضرني احد المناقشات التي يقول فيها احد المعنيين بالسياسة وهو من الاخوة الكرد في محط رده على سياسي آخر، قوله (لا يشرفني ان أكون عراقيا) ، ويتشاجر الآخر وهو من حملة الشهادات العليا مع سياسي آخر بالتقريع والتصغير والتأنيب، وهنالك أمثلة كثيرة في العراك والنقاشات بين هكذا أنماط من السياسيين والإعلاميين، ما يثير القرف والتقزز. وهذا النوع من الإشكاليات، تتحمل مسؤوليته المحطات الفضائية التي تقرر إختيار هكذا أصناف من المتحاورين.

 

عقيل العبود

ماجستير فلسفة وعلم الأديان

باحث اجتماعي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم