صحيفة المثقف

الناصرية.. حكاية الشجرة الخبيثة / رد (1)

عبد الرضا حمد جاسم[وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ] [الآية26/سورة إبراهيم]

نشر الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح بتاريخ01.02.2021 مقالة بعنوان: [الناصرية..حكاية الشجرة الخبيثة].. الرابط:

https://www.almothaqaf.com/a/opinions/953115

وهي نفس نسخة مقالته التي نشرها بتاريخ 30.09.2011 تحت عنوان الناصرية الشجرة الطيبة الرابط

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=55227&catid=207&Itemid=54

 لا اعتراض لديَّ على إعادة النشر لكن اعتقد ان الإعادة لا تحتاج الى تغيير العنوان إذا كانت المقالة نسخة طبق الأصل وتحتاج في كل الاحوال الى هامش في نهايتها يشير الى تاريخها او تاريخ نشرها الأول وان رغب الكاتب بتغيير العنوان يشير الى ذلك.. هكذا اعتقد وقد أكون على خطأ فاعتذر مقدماً. قد يعترض او يشمئز او يلومني أحد على ما ذكرته أعلاه بخصوص المقالتين لكنه سيجد أني ذكرت ذلك لسبب يخص الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح ستجدونه في نهاية هذا الرد واُعْذَرْ كما اعتقد.

على كل حال .. ورد في النسختين بعض الأمور التي تحتاج الى وثائق او تأكيدات وبعض الأمور غير الدقيقة رغبت بتوضيحها وبعضما ورد يحتاج لجواب من الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح.

انا هنا أتكلم مع/عن أستاذ كبير له حضوره الدائم المتميز والإنتاج المتنوع الغزير، كتب، دراسات، محاضرات، مقالات، إرشادات، مشاركات في ندوات ومؤتمرات عراقية وعربية وعالمية، بحوث، إشراف على دراسات عليا، نشاطات اجتماعية سياسية/تجمع عقول، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية ورئيسها وغيرها الكثير.

هذا يعني ان كل ما ينشره او يقدمه موثوق ويعتمده الغير، الأشخاص والجامعات والمنظمات وطلبة الدراسات العليا أمس واليوم وغداً ويعتمد في اطاريح ودراسات يزكي ذلك اسمه وموقعه العلمي واكيد كل طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الذين أشرف عليهم وتخرجوا تحت اشرافه يعتبرون وسيعتبرون كل ما ينشره صحيح ويعتمدوه في دراساتهم او ابحاثهم ونشاطاتهم وسينسحب هذا على تلامذتهم من الأجيال القادمة وقد اشرتُ/ذكرت/ركزت/حذرت من / الى ذلك في مناقشتي لبعض ما نشره الأستاذ الفاضل بخصوص المخدرات والانتحار. وقد حصل معي في أكتوبر 2020 موقف يعزز رأيي هذا حيث اطلعت على منشور على الفيسبوك لأستاذ بموقع اكاديمي مرموق صديق احترمه واجله ناقلاً هذا المنشور من اكاديمي جليل ومحقق تاريخي محترم بخصوص موضوع كان قد تطرق له الأستاذ الدكتور قاسم حسين في مقاله له بتاريخ 19.01.2014 وكنت قد كتبت له تعليق عليها واستجاب الدكتور مشكوراً في رده الذي كان:[ شكرا عزيزي عبد الرضا حمد جاسم على هذا الايضاح ..وقد تم ادراج تعليق جنابك واليوتيوب على موقعنا في الفيسبوك..ولك ان تقرأ التعليقات بخصوصه..مع تمنياتنا بالشفاء للشاعر (.. .) راجين نقل تحياتنا اليه مع خالص محبتنا]

وعند نبشي في النت عن الموضوع تبين ان هناك العشرات في هذا الحال من سياسيين واكاديميين وصحفيين ومواقع الكترونية اعتمد الكثير على نفس النص الذي نشره الدكتور قاسم حسين صالح والبعض اعتمده حتى دون ان يتابعوا التعليقات عليها وهذا الحال جاري لليوم رغم التوضيحات التي نشرناها عنها.. رابط المقالة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=396623

ونشرها الدكتور في 20.01.2014 في صحيفة المثقف الغراء وتُرِكَ عليها تعليق بنفس معنى تعليقي.. الرابط

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=83392&catid=258&Itemid=317

كان يمكن لي ان اترك تعليق في باب التعليقات على المقالة [الناصرية.. حكاية الشجرة الخبيثة] لكن التعليق سيكون طويل ولا يفي بالغرض حيث سيكون محصور في أرشيف صحيفة المثقف كما النموذج اعلاه وانا اعرف ان الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح ينشر في عدد كبير من المواقع والصحف الورقية والالكترونية .. عليه أجد نفسي مضطراً اليوم لنشر هذا الرد بنفس العنوان ليترافق في الأرشيف مع ما نشره الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح.

كنت ولا أزال أتمنى الدقة فحال اليوم ليس كما كان قبل عقود بخصوص الأرشيف، سابقاً مقاله في صفحة من صفحات الصحيفة بعد يوم تُركن على رف في غرفة الارشيف ربما لم يقرئها الكثير اصلاً ولن يبحث عنها في الأرشيف الا من يتحمل غبار الأرشيف.. اليوم الأرشيف يصل حيث يكون من يبحث عنه جالس مسترخي.. ولو ان الدقة مطلوبة كل حين لكن اليوم عدم الدقة تعتمد بسهوله وتسبب إشكالات كثيرة وتكون واضحة لمن يريد الدقة. عليه فاليوم يجب ان يكون الأرشيف دقيقاً حتى في الأمور العامة او المقالات السياسية البعيدة عن تخصص الكاتب أي في علم النفس كما تخصص استاذنا الفاضل قاسم حسين صالح وهذه مسؤولية التقيد بها/فيها واجب وبالذات مع جنابه الكريم فهو ليس انا الكويتب على هامش الكتابة الذي لا تأثير له في عالم الدراسات والبحوث والمواقع العلمية. انا أكبر وأكثر ما يمكن ان أكون فيه هو مستمع في ندوة يترأسها مثل الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح او محاضرة يلقيها.

وجدت في هذه المقالة: [ الناصرية.. وحكاية الشجرة الخبيثة] ما يستحق الإشارة اليه لسببين اجتماعي من خلال عنوان المقالة وموضوع ’’ الشجرة الخبيثة’’ وطرح البعض الغريب الذي أشار لي عندما ناقشته عن تغيير العنوان حيث شطح تفكيره بأن الأستاذ الدكتور ربما أراد ان تُعاد ’’قوانة الشجرة الخبيثة’’ من جديد الى جهاز الحاكي بعد ان همدت وكادت ان تختفي اليوم وهذا سوء ظن كان لا يجب ان يصل اليه التفكير فهو ابن المدينة التي يفتخر بها وتاريخها.

 وانا ابن تلك الخبيثة الطاهرة الباسلة التي قدمت الكثير للحضارة والوطن أي أبن مدينة الناصرية عروقاً وساق وتفرعات واثمار.. تلك الخبيثة التي يكفيها فخراً انها الوحيدة بين كل مدن العالم على حد علمي التي شعارها آلة موسيقية (قيثارة) هذا الشعار الرمز الذي يدفع للتفكير في كيف جاءت فكرة القيثارة وكيف صُنعت وكيف عُزِفَ عليها وبها أول مرة وماذا كان رد فعل السامعين لذلك العزف ومن صنعها وأول من عزف عليها ومن نَّظم سلمها الموسيقي ومن ’’دوزن’’ اوتارها وما تعنيه من دقة الصُنع وصبر الصانع ورهافته وما للموسيقى من هارموني وميلودي استنبط من هارموني وميلودي الحياة في تلك المدينة فإذا كانت الموسيقى خبيثة فالناصرية خبيثة وتفتخر وافتخر واذا كانت السياسة والفكر والثقافة والابداع صور للخباثة فالناصرية بكل فخر تصرخ من اكثر من ستة الاف عام من انها سيدةالخباثة ويفتخر كل من ولد او عاش فيها او مر عليها بتلك الخباثة.

القيثارة هي التي جلبت للناصرية خباثتها ومن اطلق الصفة الفخر كان يقصد هذا والموضوع او هذا الوصف مستل من القرآن وفي ذلك دلالة على ان هذا الجانب هو من دفع لتلك ’’التسمية’’ الوصف :(الشجرة الخبيثة) وردت في [الآية 26 من سورة إبراهيم ] وإبراهيم هذا يقال انه أبو الأنبياء وولد في الناصرية فاختيار الخباثة اكيد يمس إبراهيم الذي ربما هو الخبيث في نظر من اطلق تلك الصفة الوصف ولا يزال مكان ولادته طاهر والبئر الذي تعمد بمائه طاهر لليوم في اور الناصرية الا ان دنسها الاحتلال في2003 عندما جعلها مقر للقوات الإيطالية وداسوا بأحذيتهم القذرة على اسم ومكان إبراهيم أبو الانبياء وتاريخه وفعلوا نفس الشيء في مدينة بابل الاثرية عندما جعلوها مقر للقوات البولندية لتحمي الباحثين عن آجوج وماجوج.. وهذا الوصف (الشجرة الخبيثة) فخر في كل الأحوال ان كان لخباثة إبراهيم او لخباثة القيثارة.

 والشيء الاخر الذي دفعني للكتابة هو موضوع إصابة رئيس الأركان الجيش العراقي الأسبق نزار الخزرجي وساُبين ما اعرف..

ارجو ان يكون صدر استاذي الدكتور قاسم حسين صالح رحباً لقبول ما سيرد وله حق وحرية الرد.وسواء اطلع عليها ام لا فله الشكروالتقدير

اناقش ما ورد في المقالة حيث:

1ـ ورد: [اشاع النظام السابق تسمية الناصرية بـ (الشجرة الخبيثة) ليصف اهلها بالخبثاء، لأن اهوارها احتضنت الثائرين عليه من التقدميين والإسلاميين] انتهى

*تعليق: اليس النظام السابق من ’’ اشاع تسمية الناصرية ب ا(الشجرة الخبيثة)’’ انما هذا الوصف كان موجود قبل النظام السابق وكنت أتمنى ان يبحث الاستاذ الدكتور عن اصل هذه ال ’’تسمية’’ او يقترح على أحد طلبة الدراسات العليا الذين اشرف ويشرف عليهم البحث في ذلك لما لهذه ’’التسمية’’ من وقع أخلاقي اجتماعي سياسي نفسي.. ولم يكن سبب هذه ال ’’تسمية’’ كما قال الأستاذ قاسم حسين صالح : (لأن اهوارها احتضنت الثائرين عليه من التقدميين والإسلاميين) حيث لو كان كذلك لكان قد اطلق على مدن شمال العراق مثل هذه التسمية الوصف لان جبالها وسهولها ووديانها كانت تعج من سنين طويلة بالثوار.

 لا يوجد ثوار في اهوار(الشجرة الخبيثة) على زمن اطلاق هذه ال ’’تسمية’’ بل العكس كانت هناك محاولة وخطة تبناها صدام حسين بنفسه للنهوض بحال الاهوار وتطويرها من خلال تشجيع المشاريع السياحية واستقدام شركات خاصة لأنشاء سياحة الاهوار وجولته المشهورة في الاهوار قدمت دفعاً قوياً بهذا الاتجاه والتي نشّطت سياحة الاهوار وربما هو ارفع موقعاً وظيفياً رئاسياً تجول في الاهوار وتبعت تلك الحملة الكبرى حملة كبرى أخرى هي حملة محوا الامية التي شملت الاهوار ورافقتها حملة كبرى أخرى هي الحملة الصحية الكبرى التي رافقت الفعاليتين والتي ساهمت بإنشاء مستوصفات طبية على أطراف الاهوار ووصول الامدادات الطبية اليها .

هذا الطرح ليس دفاعاً عن النظام السابق أو صدام حسين لكنه ما يجب ان يُقال لأنه الحقيقة.. ثم لا يوجد تقدميين ثوار ولا إسلاميين ثوار في تلك المرحلة التي اُطلقت فيها تلك التسمية.. أي لم يكن تقدمين ثوار في الهور قبل صدام حسين ولم يكن هناك إسلاميين ثوار قبل احتلال الكويت لسبب بسيط هو ان المنطقة كانت من ضمن ارض المعركة الكبرى في الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت من استلام صدام حسين السلطة تقريباً الى ما قبل دخوله للكويت بأيام او اشهر.. نعم كان هناك تسلل لثوار إسلاميين خلال الحرب هنا او هنا وفق ظروف المعارك وزادت بعد اشتعال انتفاضة اذار 1991 لكن كل ذلك كان بعد اطلاق هذه التسمية (الشجرة الخبيثة) وليست قبلها لتكون سبب في اطلاقها.

تم تنشيط هذا الطرح ’’الشجرة الخبيثة’’ في بدايات عام 1983 او نهاية عام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية من دوائر على اعلى المستويات في الجيش بالذات لكن لا أحد يؤكد أو أكد انها بتوجيه او تشجيع من صدام حسين والدليل انها قُبِرَتْ في نفس السنة تقريباً وقد كانت هناك ردود قوية عن تلك ’’التسمية’’ اكيد وصلت الى رأس النظام سريعاً فقمع طرحها بشدة وقد كان من ضمن الردود التي اكيد وصلت صدام هو: [إذا كانت شجرة خبيثة وابنائها يشكلون ما يقترب من 70% من افراد الجيش العراقي من المتطوعين والمكلفين والاحتياط فعليه يكون الجيش العراقي وهو الذي يخوض الحرب مع إيران جيش خبثاء وقائد هذا الجيش اذن هو كبير الخبثاء والمقصود صدام حسين]

واتشرف ان لي موقف حولها في وقتها واليكم ما حصل فعلاً عام 1983 كما نشرته في مقالة من جزأين تحت عنوان مذكرات جندي احتياط ج2 بتاريخ 06.08.2010 الرابط:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224856

[في إحدى أمسيات عام 1983 وكعادته كان السيد آمر السرية يجلس خارج موضعه ونتحلق حوله (جماعة القلم والحماية والسائق والمراسل ومن موجود في مقر السرية) وكان كثير ما يكون الحديث لأغراض ألتسليه وكان محورها اثنين الأول حمايته (محمد) من أهالي الموصل وهو طويل رشيق وذو شوارب متميزة جداً وكان (يسميه النقيب الطويل أبو شوارب) والثاني أسمه (محمد مكَطوف) من أهالي البطحاء/الناصرية وهو كما قلنا سابقا طيب وفقير حد البلادة كان يستغلها أبو شوارب لإثارة الضحك.. تطور الحديث في تلك الليلة بأن سأل أبو شوارب بخبث للضحك (ليش يكَولون الشجره الخبيثه) موجه كلامه إلى (محمد مكَطوف) الذي لا يعرف أن يرد حتى لو سؤل عن أسمه فتردد كعادته ولم يجاوب سوى (هسه سيدي النقيب موجود وراها أنه لك) ضحك الجميع ثم بطيبه ولأجل الضحك أيضا وجهه السيد النقيب كلامه لي (ها أخويه شتكَول) فوجدتها فرصه كبيره قد لا تتكرر فقلت: الشجرة الخبيثة عبارة أطلقها القائد البريطاني عندما كبده الثوار الأبطال عند تقدم الجيش البريطاني لاستكمال احتلال العراق عام 1914حيث حصلت معركة في منطقة (اللحيس) بين الناصرية وسوق الشيوخ تكبد فيها البريطانيين خسائر لم يتوقعوها وقد تمترس بعض الثوار خلف شجرة سدر (سدره) ضخمه فأمر قائد الحملة البريطانية بإزالة هذه الشجرة التي سماها بالخبيثة. أثار هذا الطرح الجميع ثم قلت أن من يطلقها هو حفيد من أطلقها أول مره وكانت هذه العبارة انتشرت بكثرة في تلك السنة وكان يقال أن ورائها كان صدام حسين فقلت للسيد النقيب أن من أطلقها وأنت تعرفه هو الخبيث لأنه يطلق مثل هذه العبارة على أبناء مدينه قدمت الكثير للحضارة الانسانية ثم سألته هل كل أهل تكريت أو الرمادي أو البصرة كلهم طيبين وهل أن سريتك كل منتسيبها طيبين وهل تعلم أنك ونحن كلنا خبثاء لأن الجيش العراقي خبيث فهو يتشكل من أبناء تلك المدينة بنسبه لا تقل عن 70% وأن أبو الأنبياء خبيث لأنه عاش فيها وبيته لازال هناك ومعه كل الأنبياء ومن علم الانسانية الكتابة خبيث ومن يتعلم الكتابة خبيث وكل كتاب خبيث بما فيها الكتب المقدسة

هنا قام النقيب وصاح احسنت أستاذ (بس خلصنه يا معود أحنه دنضحك)] انتهى

طبعاً كان من الحضور بعض كتاب التقارير الذين تسببوا لنا ببعض الازعاج بعد ذلك وكان يمكن ان يتطور الامر لولا وقوف البعض سنداً ومنهم النقيب البطل سلمان إسماعيل فرحان المياحي له الذكر العطر الدائم. [من يقرأ مذكرات جندي احتياط سيعرف هذا النقيب النجيب البطل]

2ـ ورد: [وفيها مدينة الشطرة التي منحها لقب (موسكو الصغيرة) وأوجعت رأسه فتقصد اهمالها] انتهى

يتبع لطفاً

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم