أقلام حرة

أقلام حرة

الأزمات الخليجية ما تزال تحمل بين طياتها الكثير، تارة يحتدم الخلاف، وأخرى يقترب فيها التصالح، حتى لو كان رياضيا، ورغم أن انفراجة داخل صناع القرار الخليجي، يأتي في ظل تخوفات عربية من توترات إقليمية قد تطيح بغالبية مناطق الشرق الأوسط، لا سيما بعد الأحداث المستمرة التي شهدتها المنطقة من تهديدات والتي قد تتجاهلها هذه الدول، والعلاقات العراقية -الكويتية جزء مهم منها ويبقى مستقبلها  في حالة من التعقيد  ومتأثرة بتراكمات المرحلة السابقة في ظل وجود واستمرار القضایا العالقة بینهم وملتبسة على صعید العلاقات الإقلیمیة في منطقة الشرق الأوسط، ومرهون بطبيعة التعامل مع التطورات الحاصلة على الصعيد المحلي والإقليمي بعد ان أصبح لها جذورها التاریخیة ویدخل في دوامة الصراع المقيت الفاقد للهدف، ومدى ارتباط هذه التطورات بالقضايا الخلافية العالقة بین البلدين والتي لا يمكن الحديث عنها إلا من خلال تناول احتمالات حل هذه القضایا والوسائل الممكن اتباعها لتهميش هذه القضایا في بناء العلاقات المستقبلية بين البلدین، وخصوصاً في ظل تأثير تواجد الولايات المتحدة الامريكية العسكرية والسياسية في العراق التي ترغب في تقیید قدرات العراق الصاعدة لحین تأمین مصالحها الاستراتیجیة سواء من حیث الوجود المباشر أو من حیث الاستثمارات والذي فرض واقعاً مستهتراًعلى الساحة العراقیة وله بالطبع امتدادات فیما یتعلق بعلاقات العراق الإقلیمیة والدولیة.

لقد واجهت هذه العلاقات توتراً ملحوظاً منذ عقود طويلة وتحدیداً منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وما فيه من سنوات بتأثيرات خارجية مثل بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، وشهدت اموراً أكثر تعقیداً من أي خلافات بین دول متجاورة أخرى نتيجة عوامل داخلية وخارجية معقدة جداً.

اشتدت التوترات بعد قيام النظام الجمهوري في العراق عام 1958 وزوال النظام الملكي الهاشمي في العراق، وظهر ذلك جلیاً من خلال دعوة الرئیس العراقي الوطني الراحل عبد الكريم قاسم عام 1961 لضم دولة الكویت التي تدعي ' كونها لم تكن جزءا من الدولة العثمانية' وحاول غزوها واحتلالها إلا أن التدخل البريطاني وجهود جامعة الدول العربية آنذاك حال دون تحقيق ذلك، إلا أن المطالبة العراقیة بدولة الكویت ظلت تمثل هاجساً للأنظمة السیاسیة العراقیة المتعاقبة وصولاً إلى تقديم الدعم الكامل لنظام المجرم صدام حسین في الحرب العراقية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية  والذي قام باحتلال دولة الكويت عام 1990 متحدیاً العالم كله، واشعل مرحلة جدیدة ومعقدة جداً من الخلافات الكویتیة العراقیة بعـد انتهـاء الحـرب العراقیـة الإیرانیـة فـي 8/8/1988 وبدأت بوادر أزمة ترسـم الحـدود المتكررة بيـن البلـــدین تتصـــاعد لنظرة الكويت التوسعية . وكـــان خـــروج العـــراق مــن الحــرب محمـــلاً بـــدون باهظـــة ومشكلات اقتصادية واجتماعیة، سبباً لتزايد حدة الأزمة بين العراق ودولة الكویت، وبدأ العراق یطالب دولة الكويـت بـ دفع مساعدات اقتصادية له وتأجير بعض الجزر الكویتیة كمنفذ تجاري ومائي علـى العـالم، إلا أن دولـة الكويت رفضت بشدة المطالب العراقیة.

وما زاد التوتر تصعيداً هو احتلال العراق للكويت في عام 1991 بأوامر من رئيس النظام البعثي، والخلافات  بين البلدين حول مجموعة كبيرة من القضایا التي أضافت تعقیداً جدیداً للقضايا الخلافية السابقة، فبعد أن كان العراق یتهم دولة الكویت باستغلال انشغاله بالحرب على إیران لسرقة نفطه ومحاولة التلاعب بالحدود بين البلدین، ظهرت مشاكل أخرى بین البلدين وأمها إشكاليات ترسيم الحدود والحقول النفطية المشتركة. وكذلك التعويضات المالية العراقية لدولة الكويت عن الاحتلال، إضافة للمشكلة القدیمة المتمثلة بالدیون الكویتیة للعراق إبان الحرب مع إیران وأخیرا الأسرى والمفقودين نتيجة للاحتلال العراقي.

لقد تراكمت هذه القضايا الخلافية دون أية محاولة لإيجاد حل لها حتى قیام الولایات المتحدة الأمریكیة باحتلال العراق عام 2003. وهنا استغلت الكويت ضعف السلطة الحاكمة في استغلال العلاقة مع الولايات المتحدة وقربها منها  لإطلاق مشروع مبارك الكبير والمثير للجدل على جزيرة بوبيان، ويقول الخبراء ان هذا الميناء سوف يؤدي الى حدوث تداعيات كبيرة سلبية خطيرة على الموانئ العراقية ويمثل الميناء موقعاً جغرافياً حيوياً في شمال الخليج بالقرب من السواحل العراقية عند مصب شط العرب وعلى زاوية الحدود العراقية – الكويتية المتزايدة الاهمية لوقوعها على قناة مرور ناقلات النفط التجارية الى الموانئ العراقية ومحاولات ايقاف العمل بمشروع ميناء الفاو الكبير بمغريات تقدم للمشاركين في عملية مناقشة الموضوع وكذلك لترسيم الحدود لفرض الكثير من إرادتها ورفضها النظام الجديد وفي الحصول على مكاسب وشراء ذمم البعض من المسؤولين المبعوثين لمناقشة المشاكل العالقة واسكاتهم بتبريرات واهية والتماطل في إيجاد الحلول، وجاءت قمة التأزم بالعلاقات الكویتیة مع العراق الجدید عام 2011 مع إعلان دولة الكویت نيتها بناء هذا الميناء الذي رأت فیه العراق اعتداء ً كویتیاً على الممرات البحرية المؤدية للموانئ العراقية (مع العلم ان السواحل الكويتية تبلغ 500 كم في حين ان السواحل العراقية لاتزيد عن 50 كم) وطلبت العراق رسمیاً وقف العمل بهذا الميناء والذي راي العراق إغلاقــاً لأي فرصــة لوجــود منفــذ بحــري عراقــي علــى الخلــیج مستقبلاً وهو الأمر الذي ثارت حوله إشكاليات عديدة وصلت إلى حد إطلاق تهديدات عراقیـة لدولـة الكویت، كما أخذت مجموعة من النواب العراقيين وبعض المسؤولين العراقیین على عاتقهم شن الحـرب الدبلوماسـیة والإعلامیـة فـي محاولـة لتعطیـل المشـروع،إلا أن الكویت أعلنت استمرارها بالبناء باعتبار المیناء يقام على أراضي الكویتیة ولا يسمح للعراق بالتدخل في السیادة الكویتیة على أراضيها.

ولابد الكویت والتي تتميز ازماتها  بالركود بتوافر البیئة الإقلیمیة الدافعة بهذا الاتجاه أولا والعامل النفسي وتأثیره في منظومة صنع الفعل الاستراتیجي من قبل الكویت باتجاه العراق، ان إدراك حقیقة خطورة هذا العمل  والحفاظ على الجوار الجغرافي والروابط التاریخیة والحضاریة والعلاقات العشائریة والقبلیة والأواصر الاجتماعیة من الزواج والمصاهرة والنسب والقرابة منذ عقود طویلة عبر التاریخ لا یمكن لهما بأي حال من الأحوال سواء جاءت هذه الحكومة أو تلك، أن یبقیا البلدین على طول المدى في حالة تجاذب سیاسي وتنافس اقتصادي وتوتر حدودي وخلاف مالي، وعليها ان تدرك التطورات الخطیرة المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي مع هبوب ریاح والعواصف الخارجية والتي قد تصل لها وقد تحمل في طیاته مفاجآت لا تستثنى أحدا من الأنظمة السیاسیة القائمة في المنطقة،ويجب التحرك بأتجاه بشكل مطرد نحو المزید من الترابط والتعاون على كافة الصعد السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة وإن الأمن الخلیجي یرتكز على مجموعة من التحدیات منها تحدي استقرار العراق وانعكاسه على فاعلیة الأداء في العلاقات الكویتیة العراقیة، وهناك فرصة للدولتین بأن یتخلصا من الإرث التاریخي الذي لوث علاقتهما وینظرا إلى المستقبل بنظرة تفاؤل وخصوصاً أن المنطقة العربیة تعیش حالة مخاض ولعل تجربة العراق الدیمقراطیة تتحول إلى مثال یفرض نفسه ومن هنا أن هنالك ضرورة لاستقراء واقع العلاقات مع العراقیة خلال المرحلة الحالیة من قبل الكويت ودراستها بواقعية تحافظ على مصالح البلدين الشقيقين.

***

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

 

أولئك الذين يتحدثون عن أزمة العقل العربي، والشخصية العربية وغيرها من المصطلحات، التي يبررون بها مخاوفهم من ملامسة جوهر العلة، وعدم قدرتهم على إستنهاض الأمة وإخراجها من متاهات العسير.

مئات المفكرين في دول الأمة، ويشتركون في النظرة السلبية، والعزف على وتري التأريخ والدين، وكأنهم يتوهمون بأن أمة العرب الوحيدة ذات تأريخ ودين.

ويغفلون خوفا أم عن قصد بأن المشكلة الأساسية في الكراسي التي راكمت الويلات والمآسي.

فالعلة الكبرى في القيادات، في الأغبياء الذين يجلسون على كراسي التسلط على الناس، وهم بلا رؤية وطنية ولاخطة واضحة ومناهج لخدمة الوطن والمواطنين.

أيها الناس العلة في الكراسي وليست في الناس.

العرب مجتمعات لا تختلف عن غيرها، لكنها مبتلاة بقيادات غبية، وبأصحاب وكالات يؤدون مراسيم السمع والطاعة للطامعبن بالبلاد والعباد.

المجتمع العربي فيه طاقات حضارية متميزة وأصيلة، ويتحقق إتلافها بواسطة المنصبين عليه، والقائمين بأعمال أسيادهم المطلوبة لتأمين المصالح والمشاريع السوداء.

فهل يعقل أن بلدا بحجم العراق بثرواته الطبيعية والبشرية، يتوحل في مسيرة خراب ودمار على مدى أكثر من عقدين، هل تلومون الشعب أم الذين تحقق تعينهم لتدميره؟

التحليلات والتفسيرات لا تنفع، العمل هو البلسم، فهل سمعتم برؤية وطنية، وخطاب فيه روح وطنية، أم أنها آليات محاصاتية تعاصصية، هدفها النهب والسلب والإقتلاع، فاللاحق من أولوياته محق ما شيده السابق، ولن يبلع البنيان تمامه ...إذا كنت تبني وغيرك يهدم.

ضعوا الشخص المناسب في المنصب المناسب، وستدركون الحقيقة، فالشعوب مطية حكامها رغم أنف الديمقراطية!!

***

د. صادق السامرائي

 

(١) رحم الله المهندس الراحل عبد الله عويز فقد ترك اثرا جميلا كبيرا يفتخر به العراق (المدينة الرياضية) ويلجأ إليه كلما ادلهمت خطوب الرياضة أو اشرقت شمسها حتى كان ملاذ العراق الجميل في خليجي ٢٥ وهو يستقبل أهل الخليج والعرب برأس مرفوع .

(٢) اللهم احفظ اهل البصرة ومدينتهم وزدهم كرما وبشاشة وطيبة فهم وجه العراق المشرق ومضيفه العامر و (معازيبه) وبارك لهم في رزقهم وافتح لهم أبواب الخير فإنهم كانوا كلهم خيرا وترحابا ومحبة وطيبة وكرم اذهل الوافدين ودفء احتضن قلوب اذهلتها طيبة (البصاروه) .

(٣) كان الاستعراض عراقيا بكل جماله لم نستعر من الصين (لوحات) ولم نستعن بخبرة قطر بعد نجاحها في تنظيم كأس العالم وإنما حضر كلكامش والسندباد وجواد وحسام وأبو العباس فشاهد العالم حلقات جمال طباعنا وعاداتنا وهي تهدر سيلا من العطاء في دروب البصرة .

(٤) في الملعب كان الفرح طاغيا وصوت الجمهور صادح والألوان زاهية والترتيبات ممتازة والسماء حنونة ودفء البصرة يتسرب للمفاصل والكل يترقب الحسم بأهداف عراقية تمطر المرمى لكن المنتخب كان بطيئا في ساحة اللعب مفتقرا للدقة وإنهاء الهجمات في المرمى فخرجنا لا غالب ولا مغلوب .

(٥) كانت كلمة رئيس الوزراء كلها ترحيبا وفرحا ومحبة وعفوية لكن صوته كان مرتعشا بعض الشيء وهذا الارتعاش ربما كان سببه الفرح أو الخوف من الفشل أو حجم الحضور وقد تكون تجربته الأولى في محفل بهذا الحجم .. لكنه كان صوت العراق الكريم المحب المضياف العزيز .

(٦)

و ..

يشمال نسم عالي

خايف على البلامه

ويشمال لاكيناهم

وباحضانه خذناهم

***

راضي المترفي

 

على الرغم من التعهدات التي اطلقتها الولايات المتحدة تجاه العراق، بحماية أمنه واقتصاده منذ اجتياحه عام 2003، وتوقيعها ورقة الاطار الاستراتيجي بين البلدين، إلا ان مؤشرات هذا الدعم مفقودة تماماً على الارض، فلا نجد أي دلائل للدعم في تبني البناء والاعمار للبنى التحتية او المشاريع الكبرى، او دعم مأسسة الحكومة وحماية المال العام من السرقة، وبقيت كل هذه الوعود والتعهدات حبرا على ورق، ولم تصل الى درجة التطبيق بسبب السياسية الامريكية المنتهجة تجاه العراق.

الولايات المتحدة ومنذ نشأتها، ودخولها الى الاقتصاد العالمي، لم نرها دخلت يوماً الى دعم اقتصاد أي دولة، الا بما يخدمها، وتجنى منه مصلحة مضاعفة.. فعندما نجدها دعمت كثيرا من الدول، فلا لاجل مصلحة تلك الدول بل، وإنما لغايات هي تريدها لنفسها، وتجني من ورائها مصالحها العليا، وللاسف فكثير من الأنظمة العربية كانت داعمة، بل واداة لهذا النهج الإستبدادي، الذي جعلهم خاضعين خانعين لسياسيات البيت الأبيض التوسعية.

عمدت واشنطن الى خفض الدعم المالي للعراق، من الاموال الموجود في صندوق التنمية العراقي من مبيعات النفط، في سابقة خطيرة تهدد أقتصاده وتنذر بتعرضه الى الانهيار، وسقوط عملته "الدينار" امام الدولار، ما يعني فقدانه لقيمته داخلياً، وهذا الاسلوب في الحرب ضد الدول التي تعتمد في اقتصادها على الدولار، يعد مواجهة مباشرة ومحاولة لتجويعه أقتصادياً، وبما يمس أمنه الإقتصادي عموما والغذائي خصوصا.

امام هذا الضغط السياسي والاقتصادي، ينبغي على الحكومة العراقية ان تتخذ اجراءات، تحيّد سياسية واشنطن الضاغطة، على ان تكتفي داخلياً من من العملات الصعبة وتعتمد على الدينار العراقي، وتتخذ اجراءات كفيلة بحماية عملتها، عبر تحجيم دور المصارف الاهلية، ومحاولة هيمنتها على السوق، بالاضافة الى وضع يدها وبصورة كلية على سوق الاوراق المالية، وإبعاد الفاسدين من لعب دور في شراء وبيع العملة، وان تعمل على إعادة الأموال مهربة الى الخارج، عبر الاتفاقات مع الدولة المهرب اليها، وبما يحقق الاكتفاء الذاتي ماليا، بعيداً عن سياسة المضاربات والتهديد بالاقتصاد، وإيقاف النزف المالي للبلاد.

يعتقد وكما يرى كثير من المراقبين والمحللين الاقتصاديين، ان العراق يمكن له ان ينفتح على الاقتصاد العالمي، وفتح قنوات تواصل مع باقي الشركات العالمية، التي تعمل في مجال البناء والانشاء والبنى التحتية، مع الحفاظ على التوازن في بين واشنطن وبين هذه الشركات، وبما يعزز الشراكة المتوازنة من جانب، والانفتاح من جانب آخر، وبالتالي تحقيق الشراكة مع الجميع والسيطرة على الاقتصاد العراق داخلياً وفق منهج مدروس وواقعي فعال..

بعكس ذلك فستبقى الحكومة ومن خلفها البلد، رهينة لرغبات دول اخرى، وسياسات ومصالح تلك الدول، لا مصلحة العراق وشعبه.. وفي مقدمة تلك الدولة امريكا، وهي دولة ليست التي يستهان بها وبتأثيرها الإقتصادي او السياسي، خصوصا في وضع دولة مثل العراق..

***

محمد حسن الساعدي

سرقةُ المَبْنىٰ أَمْ سرقةُ المَعْنىٰ؟

تشهدُ الساحةُ الأدبيةُ ومنذُ القِدَمِ مِثْلَ هكذا حالاتٍ فَقَدْ يتفقُ خيالُ الشاعرِ مع مُجايليهِ فِي إنتاج شكلٍ إبداعي دُونَ أنْ يقرأ أحدُهم للآخر سابقاً، أو سَمِعَ له مِنْ غيره فيكون الأمرُ كَمٰا يقعُ الحافرُ عَلىٰ الحافر وَكما قالت العربُ أو الخطوةُ عَلىٰ الخطوة، ومثالُ ذلك كما حصل بين الشاعر طرفة بن العبد الذي قال:

(وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيَّهُمْ

يقولون لا تَهْلَكْ أسىً وتَجَلَّدِ)

وبين قول الشاعر إمرؤ القيس الذي قال

(وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيَّهُمْ

يقولون لا تَهْلَكْ أسىً وتَجَمَّلِ) .

وهنا نجدُ لتلك الأحداث مبرراً مُقْنِعاً فِي أنَّ تواردَ الخواطر ممكنٌ بين الرَّجُلَيْنِ إذْ لمْ تكن هناك وسائلُ اتصال بين الناس تمكِّنُ الآخرَ مِنْ أَنْ يلتقطَ مِنَ الآخر شيئاً مٰا وَيَسِفَّ عليه حصيرةً مِنْ أفكاره، فتجدُ الحدثَ بين الشاعرين لا يتعدى حُدُودَ الصدفة لا أكثر!

وقد استمرت مِثْلُ هذه الأحداث بعد العصر الجاهلي لتمتدَّ إلى عصر مٰا قبل الإنترنت فقد كان هذا الأمرُ شائعاً فِي الوسط الأدبي فقد يتمكن سارقُ المحتوى من سرقة قصيدة كاملة أو شبه كاملة مِنْ جهد غيره على أَنْ ينسبَها لنفسه مدعياً ذلك ولا يجد القرّاءُ سبباً لتكذيبه لضعف إمكانيات البحث عن النقيض أو المتشابه فقد يكون الجهدُ المسروقُ مبنياً على تحويل المَبْنىٰ الجَمالي مِنَ النصوصِ إلى تشكيلٍ آخر مِثْلَ تغييرِ الوزنِ أو القافيةِ أو الرَّوي على أقل تقدير ليبتعدَ السارقُ عن التَّشَبُّهِ مع غيره فِي حالة المجادلة،

وقد تَكُونُ سرقةُ الجهد على أساس سرقةِ المَعْنىٰ كله وهذا بات جلياً فِي الوسط بعد اكتشاف وسائل التقنية الحديثة .

وعندَ تَصَفِّحِنا لحقبة التسعينات من القرن الماضي كان الوسطُ الثقافي يضجُّ بالأسماء التالية منَ الشعراء مثل

الجواهري والسياب ومظفر النواب ونزار القباني وكانت هذه الأسماء مشاعةً لدى الجميع حتى باتت سرقةُ أفكارهم شائعة فِي الوسط إِلّا مٰا رَحِمَ الشِّعْرُ وربُّهُ!

فمثلاً هناك مَنَ الشعراء المحليين مَنْ بدأ رحلتَهُ مع الشِّعْر سارقاً من أشعار نزار قباني إذْ كنّا نسمعُ عَنْهُ ومِنْهُ ابياتاً مبنيةً على سرقةِ المبنىٰ والمعنىٰ تثيرُ إعجابَنا بجماليتها ولا نملكُ دليلاً على صِدْقِ الرَّجُلِ أو لصوصيَّتِهِ حتى أخفىٰ تلكم النّصوص الْيَوْمَ مِنْ قاموسه الشعري المتواضع بالقِياس إلى غيره،

وهناك مَنْ تناصَّ مع الجواهري فِي تناوله الثورةَ والغضبَ وكذلك الرثاء،

وهناك مَنْ بَنىٰ على إنشودة المطر مُكَيِّفاً المَبنىٰ عَلىٰ المعنىٰ فِي حِين تجد كلمةَ (المطر) تكادُ تَعُجُّ بفضحِ فكرة الشاعر حتى لو حاول جاهداً فِي إبعادها.

وهناك مَنْ تناصَّ مع القرآن وهذا لا يُعابُ على الشاعر لأن القرآن نصٌّ متاحٌ للجميع مَبنىً ومعنىً وهو الدستور الذي يُمْكِنُ تكييفُ معانيه لتكونَ درساً ثقافياً وَمَعْرِفِيّاً للوسط الثقافي.

وهناك من وقع فِي شراك الشاعر مظفر النواب لَيْسَ مكتفياً بالبناء على أساس المَعْنىٰ بل أخذ المَبْنىٰ كلّْهُ مُذيِّلاً ذلك بإسمه! وعندما كانت حقبة التسعينات بالعراق لا تُمَكِّنُ المُتَتَبّع أَنْ يكتشفَ عائدية المحتوى الثقافي لأسباب سياسية تُكْمِنُ فِي منع مٰا يصل من نتاجات الشاعر بل ولا توجد وسائلُ البحث الألكتروني (گوگل) كما هي اليوم وهي تمكِّنُكَ من اكتشاف مٰا تود البحث عنه بكبسة زر واحدة!

إِذْ راجَ فِي تلك الحقبة الماضية وقد اشتهرت قصيدةٌ تقول

(صدام يٰا وسخ الدنيا برمتها،،،،،،،،،

ويا ابن ألف أَبٍ نذل لواحدة ،،،، الى آخر القصيدة المرفقة كصورة بالمنشور للعلم.

على أنَّ هذه القصيدة منسوبةٌ لكاتبها فلان الفلاني فِي حِين أنَّ الرَّجلَ لَمْ يُكَذّبِ الخبرَ كما لَمْ يتنصلْ عَنْها متباهيًا بعائديتها له ليُسَوِّقَ نَفْسَهُ عَلَماً مناضلاً إبان تلك الحقبة، وقد تناقل شعراء ومهتمون بالشأن بأن هذه القصيدة لهذا الرجل وقد أكدوا عَلىٰ لسانه ذلك ومنهم من الأحياء يرزقون اليوم!

ولكنْ وبعد كل ذلك الجهد جاءت كَبْسَةُ الزِّر لتكشفَ لنا عائدية المحتوىٰ إلى شرعية صاحبه!!

كما يوجد هناك مَنْ يضع ديوان المتنبي تحت وسادته متعكزاً على سبك المبنىٰ مع سرقة المعنىٰ فتأتي الأفكارُ واضحةً متضحةً لأهل الشأن الذين لا يخفى عليهم شيء.

وَلَوْ تناولنا الأمرَ الذي يتعلقُ بكتابة النَّص النثري وروّادِهِ فحدّثْ ولا حرج فقد أدمنَ (بَعْضٌ كثير) مِنْ كُتّاب هذا الجنس الثقافي الإبداعي عَلىٰ سرقة النصوص الشِّعرية الأجنبية (الموزونة والمُقَفّاة) والتي تفقد تلك الخَواص بالترجمة فِي طبيعة الأمر وهذا لمن لا يعرف الحقيقة فقط، فقد تَفَنَّنَ هؤلاء (بتحوير المَبْنىٰ) مِنْ خلال استبدالِ الكلماتِ بما يتشابه معها من معانٍ متداولة وفقَ السِّياق وعلى سبيل المثال لا الحصر (فكلمة البحر استبدلت بالأنهار والفضاء بالسماء والدرب بالطريق والتفاح بالثّمار فضلاً عن العناكب والخفافيش والشمس بالضوء والهشاشة بالإنكسار والغروب بالتلاشي والإضمحلال بالذبول والبعيدة بالقَصِيَّةِ وهكذا)!

وَكما هو ملاحظٌ نجدُ غالبيةَ هؤلاء الكُتّاب لا يقرأون مِثْلَ تلك النصوص على العَلَن وفِي المهرجانات خوفاً مِنْ ردةِ فعلٍ غَيْرِ محتملة قد تحدث، بل يكتفون بالنشر وَمِنْ خلال دواوين متداولة على نطاق ضيق لا أكثر،،

كما ولا أعدو كُتّابَ القِصَّة كذلك مِنْ لعبة التّناصِّ والتَّلاصِّ هذه ولا أقصد الجميع فِي طبيعة الأمر والأمثلة كثيرة .

الخلاصة هي،،،

إِنَّ هذا الداء الثقافي قد أصاب بعضاً من اصحاب الشأن مِثْلَ عِلَّةٍ مستدامة لا ينفكُّ أصحابُها مِنْ دوار الرأس وهم يقرأون هذا ولا يستطيعون التعليق أو الرّد لِقِلَّةِ مٰا فِي اليد التي اعتادت أنْ تسرق ولا تنتج ..

***

إياد أحمد هاشم / شاعر عراقي مقيم فِي النمسا

 

 

البصرة مدينة متنوعة ثقافيا، وفي الوقت نفسه هي مدينة  مهاجرين، تحتوي اديانا ومذاهبا متعددة، وقوميات متعددة ، لا نريد الرجوع الى مرحلةتأسيسها في القرن الاول الهجري. او كما تُعرف بالبصرة الاولى، انما هنا الحديث سيقتصر على  تنوع البصرة ثقافيا في القرون الاخيرة،ولاسيما الحضور الخليجي فيها.

في البصرة لدينا البحارنة، وهم المهاجرون من البحرين -تقريبا في القرن التاسع عشر الميلادي- اغلبيتهم، من اتباع  مدرسة الشيعةالاخبارية، مع تأكيد القول ان هذه التصنيفات المعتمدة من اجل بيان قوة التنوع في المدينة، ولعله ابرز وجهاء البحارنة الاوائل هو السيد ناصر البحراني رحمه الله - من علماء مدرسة الشيعة الاصولية - ويوجد مسجد باسمه تم بناؤه سنة ١٨٧٨م في منطقة الفرسي -حاليا ُيعرف بمسجد العلامة مير محمد القزويني- الذي بدوره  هاجر من الكويت الى البصرة في ثلاثينيات القرن العشرين، كذلك هناك العديد منالعوائل البحرينية سواء الدينية ام التجارية التي هاجرت الى البصرة واندمجت في مجتمعها.

ويوجد في البصرة من امتداده لمدينة الاحساء او كما يعرفون بالحساوية واغلبيتهم اتباع مدرسة الشيعة الشيخية، ولا سيما مدرسة كرمان، الذين هاجروا الى البصرة في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي اثناء زعامة الشيخ حسين المزيدي رحمه الله، ولهم دور في تاريخ البصرةالمعاصر بدءا من هجرتهم حتى وقتنا الراهن .

وفي البصرة حاليا بيوتات معدودة ممن امتدادهم من نجد، وكما يعرفون بالنجادة، الذين اعادوا تأسيس مدينة كاملة في البصرة وهي مدينة الزبير قبل اربعة قرون، ولا تزال اثارهم عامرة من مساجد، لعل ابرزها مسجد النجادة الذي يرجع بناؤه الى سنة ١٠٠٣ هجرية ومساجداخرى، فضلا عن اعمال  عديدة بعضها لا يزال شاخصًا الى الان، وعلى الرغم ان اغلبيتهم رجع الى موطنهم الاصلي منذ ستينيات القرنالعشرين وحتى التسعينيات من القرن نفسه، الا انهم اكتسبوا من هذه المدينة عادات وتقاليد وبات بعضهم يُعرف الان بالزبيري وليس النجدي .

وبعض المؤرخين يذكرون ان عشيرة القطارنة من أهل البصرة ينسبون إلى قطر، فضلا عن ذلك توجد عوائل بصرية  معدودة امتدادها الىالقطيف.

البصرة تمنح الخصوصية لمن يهاجر اليها، ولا تضع القيود  على المهاجرين اليها سوى الالتزام بطيبة اهلها وتسامحهم. هذه المقدمة ربما تكون  قاصرة عن الحضور الخليجي في البصرة، وبالاحرى هي شكل من الاحتفاء والفخر بالمدينة التي انتمي اليها .

***

د. قيس ناصر

مركز دراسات البصرة والخليج العربي

بعض الناس يبادر الى الإعتذار عندما يختلف معي على موضوع معين. وكان ذلك يتكرر عندما كنتُ القي المحاضرات في عدد من الجامعات في بغداد، حيث كنت اتفرغ ليوم او يومين في الاسبوع من عملي في وزارة التخطيط.

وكذلك يحدث نفس الشيء عندما انشرُ مقالةً في الفيس بوك او على أحد المواقع.

كنتُ اردُّ على اولئك الأشخاص الطيبين بأني عندما أُلقي محاضرة على أحد الصفوف في الجامعة فأنني لا اسعى الى إقناع الطلاب بموقف معين او اتجاه اقتصادي معين. كما ان ما اقدمه من مادة في المحاضرة هي ليست افكاري الشخصية بل هي مواد علمية يتشكل منها علم الاقتصاد .

كذلك هي مدارس اقتصادية فكرية وضعها اقتصاديون معروفون وهي جميعاً تمثّل مكونات المنهج الدراسي المقرر..

دوري أنا كأستاذ للمادة، ليس في اقناع الطلاب بتبني واعتناق أي من تلك المواد، بل في شرحها وتوضيحها بشكل سليم ومناقشتها والاجابة على استفسارات الطلاب حولها وبيان مصادر الاستزادة المعرفية منها..

اعتراض الطلاب او رفضهم او انتقادهم لبعض تلك المواد، لايجب أن يُعتبر تحدياً للاستاذ او معارضة له او عداءً لافكاره .

انه جزء من تقاليد الحياة الجامعية الرصينة التي يعتبر استقلال الطالب فيها ومناقشته لافكاره مع اساتذته جزءاً من تجربة الدراسة في الجامعة..

كذاك عندما انشر مادةً على الفيس بوك او غيره، فهي ليست دعوة لاعتناق ماتتضمنه المقالة، بل هي فتح نافذة للحوار البناء الذي يستفيد منه الجميع واولهم الكاتب.

انا انظر بايجابية وسعادة لمن يتفضل باغناء المنشور او تسليط الضوء على جوانب من الموضوع اغفلها الكاتب او تقديم قراءة مختلفة لموضوع المنشور.

اتمنى ان تكون الصفحة او الموقع الثقافي، بمثابة منصة للحوار وتبادل الافكار والمعلومات باسلوبٍ حضاري راقٍ يراعي قواعد الاحترام.

البعض يكتب لي تعليقاً يقطر عدوانية وعنفاً وتشنجاً!!

اسئله لماذا تكتب بهذا الاسلوب؟

الا تستطيع شرح وجهة نظرك بطريقة لائقة وهادئة؟

العنف والاستفزاز ليس مهارةً او كفاءة بل هو شكل من اشكال الاعاقة الذهنية.

اعتقد ان الحوار العنيف اصبح تقليداً لدى بعض ادعياء الثقافة والعلم.

وبالمناسبة ان هذا الاسلوب ليس جديداً في بلدنا.

اتذكر ان احد " الدكاترة" خلع الجاكيت وتهيأ للعراك مع

شخص اختلف معه على موضوع علمي، وفي اجتماع يفترض انه علمي.

***

د. صلاح حزام

ساعات قليلة شاء لي ربي ان أخلو فيها بنفسي بعيدا عن الميديا والاصدقاء والاهل لاستعيد قدرا من الصفاء النفسي والروحي، واذا شريط سينمائي من الذكريات من حكايات امي وجدتي يفقز في مخيلتي ويعايشه وجداني مستحضرا تلك العلاقات الدافئة في المحيط الاسري والاجتماعي العام .

يا الله ...... ما أروع التلاحم والتراحم بين الناس، ما هذا الجمال الرباني في المشاعر والسلوكيات اكثر رقيا وتحضرا وانسانية، وما هذه الطمأنينة والسكينة التي تغلف مشاعرنا، فالغني لا يشعر الفقير بفقره، ولا الفقير يظهر ضعفه وحاجته للغني من باب التعفف وحفظ الكرامة، ومع هذا كان كلاهما يمد الاخر بالعطف والحنان والمودة والاحترام والتقدير.

كان الجار جزء أصيل من الاسرة، والامهات والبنات يتبادلون الحديث اليومي عبر الشرفات والبلكونات، وهذه تعزم الجارة على شاي بالميرامية وهاي تقسم على جارتها الا تذوق زعتراتها.

وأسطح المنازل كانت مسارح للسمر فلا تخشى الاسرة ان تنكشف على الجيران لان الجار كان له حرمه مقدسة كحرمته في أولاده وأهله، بينما صارت الناس اليوم تتخبى عن بعض والذكي هو من يعلي سور بيته أكثر حتى لا يلمحه جاره .

حتى الحدائق والبساتين كانوا اهل الحي يعتبروا بستان جارهم، هو بستانهم يحافظون عليه وما يخجلون من قطف بعض حبات تفاحه او لوزه، واليوم صنعت الناس أسياج حديدية حول مزرعتها، وتحوطها بأسلاك تشبه أسلاك الحرب ومرتكزات قوات الاحتلال .

و حتى الثمار تم تغطيتها بورق لمنع الناس من قطف ثمرة، ومنع العصافير المارقه من ان تنتش ثمرة تروي عطشها وتسد جوعها في حر الصيف وبرودة الشتاء .

كانت الناس قلوبها طيبة وبيوتها مفتوحه لا يتذمر أحد من ضيف ولا يتثاقل من عزيمة مهما كانت بسيطة، بينما الأنانية صارت اليوم المبدأ الوحيد الحاكم في فضاء السلوك الانساني، فلا قيمة لتراحم واخوة وجيرة، انما قيمة واحدة تتصدر المشهد النفسي والسلوكي اليومي لبني البشر وهو قيمة الأنا ونفسي .

فما الذي غيرنا وقلب طاولة اخلاقنا مائة وثمانين درجة نحو القسوة والانانيه، هل هي التربية أم زماننا ومتغيراته وطبيعة تحدياته من انترنت وحاسبات وبرامج تكرس لواقع افتراضي جعلت انسان هذه العصر بعزلة عن الواقع ورفض قيم الجماعة فيه .

فلو كانت ازمة تربية فانا امهاتنا قد ورثوا أساليب التربية عن اجدادنا، ورثوا طيبة القلب وحب الخير والناس وتلمس الاعذار لهم، فما اسباب نكبتنا الاخلاقية حاليا؟ فهل هو غياب الوعي الديني ؟ فلا أظن لأن قيمنا الدينية كانت تقدم في أساليب بسيطة سهلة التطبيق، وما ان يسرد لنا استاذ الدين احدى القصص الدينية نبكي من الخشوع والإيمان، ولو أخطأت احدانا في سلوك معين سرعان ما تراجع نفسها وضميرها وفورا تتوب وتضبط ايقاع سلوكها على الطريق المستقيم .

وكانت خطبة الجمعة مليئة بالحكم والمواعظ الدينية عن الاخلاق والايمان دون تخويف او تنفير من الدين، بل تحفزنا على التعايش بالحب والتسامح والمغفرة، بينما تعج الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم بالقنوات والمشايخ والثقافة الدينية الموسعة، ومع ذلك الاجيال لا تستقبل شروحات المشايخ بقلب مؤمن، بل ان القلوب صدأت وخربت بالحقد والحسد والعنصرية والتعصب مركزين فقط على المظهر الديني دون الجوهر وكانه جواز مرور .

قد يبرر ويلقي معظمنا أزمتنا الاخلاقية في ملعب الازمة الاقتصادية ومتطلبات الحياة من مدراس معيشية غالية واجهزة حديثة ضرورية، بينما كان اهلنا يعيشون حياة بسيطة خالية من كل الكماليات والرفاهيات التي نتمتع بها اليوم وراضيين بمعيشتهم دون منافسة لاحد او تقليد لأخرين .

لكننا اليوم لم نعد نرضى بالمقسوم وصرنا نستهلك وقتنا وعمرنا في اعمال شاقة ولساعات طويلة لجلب المزيد من وسائل الترفيه والتنافس في الدنيا لان نكون اغنى من غيرنا والتمايز على الاخرين بما نملكه فوقعنا في فخ ابليس وخضعنا للمادية المتجبرة، واذا القلوب اشد قساوة من الحجر، وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار !!

فالام انشغلت بوظيفتها ونجاحها فيه كسبا لمال أكثر ولكي توفر لطفلها ابن الثماني سنوات موبايل بمئات الدنانير دون ان تعي ان تقتل براءته، بينما لم توفر له وقت لاحتضانه واشباعه بالحنان والتربية، وكذلك الاب انشغل بجمع المال لتجديد سيارته ولاظهار صورته الراقية امام المجتمع على حساب دوره الرقابي على الاسرة .

للاسف كلنا تغيرنا وسرنا في متاهات المادية المقيتة، فبدت لنا سؤاتها وخسرنا انسانيتنا، فهل من سبيل للرجوع؟ انه قرار فردي اولا واجتماعي ثانيا المهم ان نبدأ في تصحيح طريقنا، ولنتخلى تدريجيا عن مظاهر الرفاهية والمادية، ولتكون الازمة الاقتصادية العالمية والحروب والمجاعات حافزا لنا لنغير انفسنا ولنمد يد العون لكل محتاج ونشفق على مخطئ ونرمي له طوق النجاه من الغرق

انها مهمة غير مستحيلة، فالرحمة تصنع المعجزات حين نتكافل ويكمل بعضنا نقص الاخر . ورحم الله الامام الشافعي حين عبر عن واقعنا بقوله:

نعيـب زماننـا والعيـب فيـنـا

ومـال زماننـا عـيـب سـوانـا

ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنـب

ولـو نطـق الزمـان لنـا هجانـا

وليس الذئب يأكـل لحـم ذئـب

ويأكـل بعضنـا بـعـض عيـانـا

***

 بقلم /  سارة السهيل

كانت ولا زالت مسألة الأمن الغذائي تهدد واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بل وحتى السياسية في العراق، إذ أن دخل الفرد العراقي لم يرتق لدرجة الشعور بالاطمئنان على اكتساب القوت اليومي المعتدل داخل نفس كل فرد من ابناء الشعب العراقي، أو شريحة واسعة منه، خصوصا المتقاعدين والموظفين من ذوي الدرجات الوظيفية الصغرى. ومع أستمرار اعتماد الحكومات المتعاقبة على النفط في اقتصاد الدولة الريعي، وعدم الاهتمام بقطاعات اقتصادية واسعة مثل الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والبناء، والفشل في وضع حد لعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات العراقي وكبح جماح التضخم، تبقى أزمة العراق الاقتصادية تهدد أمنه واستقراره وتنقص من سيادته، ليأخذ دوره الريادي بين الامم.

أن الانتاج الوطني لأي دولة سواءا كان سلعا أو خدمات، والمتحقق بمواردها الاولية الوطنية هو الاهم في تحقيق إزدهار الدولة ومدى تطورها، وليس استقرار الاسعار الذي لا يمثل أولوية في تحقيق ذلك، لأنه يعتمد اعتمادا كليا على قلة واردات الدولة، فكلما قلت الواردات وكثرت الصادرات كان ذلك عنصرا حاسما ومعززا في استقرار الاسعار. وكلما ازدادت الواردات وقلت الصادرات، كلما شهدت الاسواق تذبذبا في الاسعار وتشهد بذلك زيادة مضطردة احيانا كثيرة، وهذا ماشهدته اسواق العراق في الثمانينات جراء الحرب مع ايران، وكذلك الحال في وقت الحصار الذي فرضته قوى الهيمنة الامريكية على العراق في التسعينات، حيث ارتفعت معدلات التضخم لحدود لم يشهدها العراق في تأريخه طيلة اكثر من خمسة عقود مضت.

مع تسجيل ارقام عالية في فائض الموارد المالية المتحصلة من مبيعات النفط العراقي خصوصا في حالة ارتفاع اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية، إلا أن اقتصاد العراق يبقى يعاني من مشكلة الحفاظ على الامن الغذائي لعدم وجود التخطيط السليم والتوجه الاستراتيجي للحكومات المتعاقبة والتي كانت تفتقر الى رؤية استراتيجية تهدف الى النهوض باقتصاد البلد إلى مستوى يمكن معه العمل على رفع الانتاج الوطني والمحافظة على استقرار الاسعار في الاسواق المحلية وتعزيز مستوى دخل الفرد. ومع تلك الارقام العالية لموازنات الحكومات، إلا أن الشعب العراقي لم يلمس أي بارقة أمل في معالجة أمنه الغذائي الذي يهدده الفساد الاداري والمالي المستشري في عموم المؤسسات الحكومية، نتيجة السياسات الخاطئة التي تعتمدها الاحزاب في تقاسم موارد البلد كغنائم فيما بينها سعيا منها لافقار الشعب وزيادة مدخولاتها الخاصة في الانفاق على اتباعها في الداخل والخارج، عبر سن تشريعات كرواتب وهبات ومنح أو في تقديم الرشى بالانتخابات العامة، أو من خلال عمليات غسيل الاموال وتهريبها لحساباتهم الخاصة المسجلة بأسماء اقرباءهم في المصارف العالمية بالخارج او في شراء عقارات خارج العراق، أو من خلال تبذير المال العام على مؤتمرات تعقد لتلميع صورهم أمام الرأي العام، او عطايا تقدم لدول معينة لكي تعمل على دعم ذلك الشخص وتؤثر في بقاءه على رأس السلطة. أن الحل في الحفاظ على اقتصاد متوازن وقوي في العراق هو في العمل على ايجاد صندوق لدعم الاجيال، وبناء مؤسسات قادرة على تنفيذ خطط جادة تعمل بحرص على رفع القدرة الشرائية للدينار العراقي وتمتين اقتصاده من خلال زيادة الصادرات غير النفطية وتوسعة مشاركة القطاع الخاص في نهضة صناعية تشمل عموم البلاد وتعزيز أهمية دعم  المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجالات الزراعة والصناعة وتحسين فرص الاستثمار وقطاع السياحة الذي يمكن ان يكون القطاع الاهم في رفد الاقتصاد الوطني لما يلعبه في توظيف عدد كبير من الشباب وتوفير موارد اقتصادية للبلد وبناء بنى تحتية تدر الاموال بدون رأس مال وطني.

***

ضياء الهاشم

تحتفل كل شعوب الأرض بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، بغضّ النظر عن أديانها وقومياتها وثقافاتها وعاداتها الأجتماعية. ولهذه الأحتفالات طقوس متشابهة  تقريبا في جميع أرجاء المعمورة، منها على وجه الخصوص حضور سانتا كلوز أو ما يسمّى ببابا نوئيل بزيّه الفولكلوري الأحمر وهو يوزّع الهدايا على الأطفال عشيّة أعياد الميلاد، أو مهرجانات الألعاب الناريّة وهي تضيء سماوات مدن العالم المختلفة وهي تتهيأ لوداع عام ميلادي بأحزانه وأفراحه، آملة أن يكون العام الذي يليه أكثر سعادة وأستقرارا وأمنا من سابقه.

لم نختلف كعراقيين عن بقيّة شعوب العالم ونحن نحتفل بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية في السابق، فكنائسنا كانت عامرة بالمصلّين قبل أن تضيق بهم أرض آبائهم وأجدادهم ليتناثروا كزهور بريّة في أصقاع الأرض المختلفة،  وكان المسلمون  متسامحين وطيّبين وهم يحتفلون مع أخوتهم بالوطن أعيادهم وآمالهم ودعواتهم ومثلهم كان الأيزيديّون والمندائيّون. وكان العراقي بغضّ النظر عن دينه وطائفته وقوميته، ينظر بفرح الى سانتا كلوز وهو يتجول بين الكنائس وبيوت المسيحيين من أبناء بلده ويوزّع الهدايا على أطفالهم ويزرع بينهم الفرح. ممنيّا النفس في أن يرى يوما سانتا كلوز في شوارع ومدن العراق وهو يوزّع هداياه فيهما، ومنتظرا لتتكحل عيناه بغابات من الألعاب الناريّة التي تضيء سماء العراق.

فجأة وعلى غيرعادة العراقيّين حتّى وهم يخاطبون السماء مبتهلين الى الله لتحقيق دعواتهم تحقّق الأمل العراقي، وبدلا من سانتا كلوز واحد أمتلأ العراق بعشرات الآلاف منه، ومعهم صناديق هدايا ليوزّعوها على الأطفال والنساء والرجال. ولم يحضر السانتا كلوزات إن جاز التعبير على عربات تجرّها حيوانات الأيائل الجميلة، بل جاؤوا على متن طائرات الشبح وحاملات الطائرات والسفن الحربية. وكان هناك أكثر من سانتا كلوز يمتطي صاروخ كروز ليوزّع الموت في مدن العراق المتعبة  ليحولّها الى حطام.

صناديق هدايا سانتا كلوز الأمريكي لم تكن صناديق هدايا بالشكل المتعارف عليه، بل كانت أشبه بمجموعة دمى التعشيق الروسيّة  ذات القطع السبع المسمّاة ماتريوشكا، ما أن تفتح واحدة حتى تظهر أخرى. وإن كانت ماتريوشكا بألوانها الزاهية عبارة عن دمى زينة، فأنّ صناديق سانتا كلوز الأمريكية كانت عبارة عن صندوق بندورا كبير، ما أن تفتحه حتى ترى صندوقا غيره وهكذا،  صندوق بندورا خرجت منه كل الشرور والآثام والجرائم.

فمن هذا الصندوق الأمريكي، خرجت لنا دمية بإسم جميل هو الديموقراطيّة، فإذا بها مشوّهة وعرجاء وقبيحة وبشعة، ومنها خرج لنا مارد قدمه في بئر نفط ويده في مصرف، ومنه خرج لنا تنظيم القاعدة ليحوّل كنيسة سيّدة النجاة وهي تحتفل بعيد جميع القدّيسين الى يوم قيامة، ومنه خرج لنا داعش ليسبي نسائنا الأيزيديات الجميلات المسالمات، ومنه خرج مسلّح سنّي ليقتل طفل شيعي بريء، ومنه خرج مسلّح شيعي ليقتل صديق الطفل المقتول!، ومنه خرج أساطين فساد وخيانة، ومنه خرج معمّم نسى الله وهو يقول ( فأمّا اليتيم فأقهر وأمّا السائل فأنهر وأمّا بنعمة طهران فحدّث)، ومنه خرج وحش المحاصصة ذو الرؤوس الثلاث ليلتهم كل ما يقع أمامه، ومنه خرجت فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، ومنه خرجت آفات الفساد والجريمة والمخدرات، وخرج منه الفقر الذي قال علي بن أبي طالب يوما من أنّه لو كان رجلا لقتله وهو أي الفقر بحماية مسلّحين شيعة ليتجول في أرجاء العراق، ومنه خرج الموت الذي يكمن للناس في طرقات وطن قتله سانتا كلوز الأمريكي... 

كلّنا أمل ونحن نستقبل عام 2023 ، أن يستعيد سانتا كلوز بالعراق براءته ويحطّم صندوق بندورا سانتا كلوز الأمريكي...

***

زكي رضا - الدنمارك

30/12/2022

مرٌ اكثر من 100يوم على الاحتجاجات الايرانية الفريدة في تاريخ المنطقة ولاتزال في اوج قوتها وغليانها المستمدة من ارادة الشعب المناضل  بكافة مكوناته وفي مقدمتهم من هم في كوردستان الشرقية من الشعب الكوردي البطل. خلال اليومين الماضيين مّر اربعون يوما على استشهاد11مناضلا كورديا من المحتجين في المدن الهائجة من شرقي كوردستان: مهاباد، بيرانشهر، سقز، بوكان، سنندج والتي استمرت الاحتجاجات السلمية فيها بشكل استثنائي القوة والاندفاع وهتف المحتجون باعلى اصواتهم على الرغم من  القمع والاستبداد غير المسبوق الذي تمارسه السلطة الايرانية بشكل وحشي يوميا ضدهم، اضافة الى ان النظام لم يستثني احدا الا انه يطبق بما لديهة من القوة العسكرية على هذه المدن اكثر من غيرها، اضافة الى ما يتعرض له هذا الشعب من  القتل والجرح فيزج من يصادفه في السجون المليئة بالمحتجين وهم يعانون فيها من الظروف اللا انسانية البعيدة عن اي حق من حقوق السجناء السياسيين.

و ما نشاهده من محاولات القوات الامنية من تفرقة المحتجين بالقوة الغاشمة التي لم يستعملها اي نظام اخر في اي بلد الا ان المنتفضين يستمرون ويهتفون باعلى اصواتهم وهم يوقفون بوجه السلطة .

على الرغم من توسع هذه الاحتجاجات وطول مدتها وما تمارس فيها من القوة ضد المحتجين السلميين الا انه من الغريب في الامر اننا لم نسمع حتى ازيز صوت منخفض من الدول العظمى التي تتشدف بحقوق الانسان، والمكشوف انهم يتعاملون وفق المعادلات السياسية التي تعتبر للمصالح قبل اي شيء اخر، وعليه فان حقوق الشعوب اصبحت مجرد كلام، وما  يدعون من من المحافظة على الحقوق الانسانية في بقاع العالم اصبح واضحا انه مجرد كلام.

السؤال الذي لم يجب عنه احد هو: لماذا لم يحاول احد من هؤلاء الذين يذكرون القوى الارهابية في العالم لم يحاولوا وضع قوة البسيج والباسداران الايرانية في قائمة الارهاب التي اصبحت  عاملا في ايديهم للعمل السياسي، وعلى الرغم من ان هناك منظمات سياسية تناضل من اجل ضمان حقوق شعبها بشكل سلمي ومستندة على احقيتها السياسية في الحصول على اقل مستحقاته السياسية وان نضاله ضمن دائرة حقوق الانسان وكافة الاعراف والقوانين الدولية.

المهم هنا نتيجة ما يحصل عليه هؤلاء المحتجين المضحين في نهاية المطاف، واننا ما نشاهد على الارض هو التغيير الفعلي رغما عن ادعاءات السلطة التيتقول العكس، ومن المؤكد ان يؤثر هذا ويحصل التغيير نسبيا في شكل الحكم اولا وان كان شكليا ومن ثم التغيير الشامل الذي يفرض نفسه على السلطة الاسلامية الايرانية مهما انكروا على انهم لم يخضعوا للضغوطات. المتغير الظاهر الان والذي يلمسه من يرى الواقع الاني ويقارنه بما كان عليه الشعب قبل الاحتجاجات، هو ان الجراة غير الطبيعية للشعب فسح المجال لمحو الخوف وازدياد خوف ازلام النظام وتغيير اساليب المنتمين الى مفاصل السلطة بشكل سري ومساعدتهم للمحتجين بعيدا عن عين السلطة، وهذا التغيير المشهود الذي يدع المحتجين يتقدمون الى الامام. اي ان النظام لم يبق على ماكان عليه شكلا وجوهرا وانه في تغيير مستمر على الرغم من عدم اعترافه، الا ان النتيجة يمكن ان لا تفيد المحتجين الا التغيير الجذري. ان كانت حزمة القرارات التي اقرت من قبل السلطة ازاء متطلبات المحتجين دون الاعلان عنها ولم يرضي المحتجون بها، ابدا الا ان بداية التغييرالشامل قد بدات ولا يمكن ان تقف المسيرة في هذا الحد مهما كانت التضحيات والمواقف الخارجية سلبية وان كان التكتيك الاني احيانا لم يكن في صالح المحتجين.

اي ان المحتجين ضمنوا تغييرا وان لم يكن بقدر التضحيات التي قدموها، الا انهم ادركوا بانهم ليس امامهم الا ان يصروا على الاستمرارالذي اصبح ديناميكيا واصبح واضحا لديهم بانهم سائرون الى تحقيق الاهداف، اي انهم ادركوا على ان يكونوا او لا يكونوا، وان كان هناك من يقول بان عدم سقوط النظام يجعل المحتجين يعتقدون بانهم لم يحققوا ما احتجوا وناضلوا وضحوا من اجله، الا ان التغيير السائر ولو بشكل بطيء نسبيا  الا ان ثقل الاحتجاج اصبح يطبق على انفاس النظام  نتيجة ناجحة نسبيا وستكون نتيجته ايجابية في النهاية حتما.

 هذه هي الحركة الاحتجاجية الاولى التي تضع الحكم الاسلامي العقائدي المذهبي امام الخنوع والخضوع ويضطر على ما يقدم من المبادرات المختلفة دون ان يرضى بها المحتجون. وهذا دليل على ان الحركة الاحتجاجية التي بدات واستمرت على الرغم من التوقعات استمرارها بداية  لدى المراقبين، الا ان استمراريتها الديناميكية المندفعة ذاتيا هي التي تدع اي مراقب محايد ان يتفائل لنتائجها الضامنة .

***

عماد علي

لا تشغل بالك، عزيزي القارئ بمحاولة الوقوف على معنى "لقاء السّحاب" الذي تم بين الفنانة، كما تدعي، بنين الموسوي ورجل المرحلة علي الشريفي، ولا تضرب أخماساً في أسداس وأنت تشاهد مقدم برنامج التاسعة الإعلامي أنور الحمداني وهو يطلب من ضيوفه "المشاهير" أن يقوموا بمهمة تثقيف الشعب .

في مقدمة كتابه المهم "نظام التفاهة" يضع أستاذ الفلسفة الكندي ألان دونو هذه الجملة المعبرة عن الحال الذي وصلنا إليه: "ضع كتبك المعقّدة جانباً.. لا تكن فخوراً، ولا روحانياً، ولا حتى مرتاحاً… لقد تغيّر الزمان، فلم يعُد هناك اقتحامٌ للباستيل ولا شيء يُقارن بحريق الرايخستاغ، كما أن البارِجة الروسيّة "أورورا لم تُطلِق طلقة واحدة باتّجاه اليابان. ومع ذلك، فقد شُنَّ الهجوم بنجاح: لقد تبوّأ التافهون موقِع السّلطة".

قد يقول قارئ عزيز؛ يارجل ما الغريب في الأمر ونحن نعيش في زمن النكرات؟، فصبي مثل نور زهير استطاع أن يلفلف في وضح النهارثلاثة مليارات دولار، فيما تحول موظف صيرفة إلى صاحب عدد من المصارف يتحكم من خلالها بمزاد العملة.. وربما يسخر مني قارئ فيقول: أيها الكويتب لماذا علامات التعجب ونحن نعيش في بلد "صبيان السياسة"؟، ما الفرق بين ضيوف أنور الحمداني وبين نواب لم يبلغوا سن الرشد السياسي؟، تجدهم كل يوم يصولون ويجولون في الفضائيات، يتحدثون في الاقتصاد والسياسة والقانون وحقوق الإنسان، لكنهم يتحسسون من مفردة الثقافة، معظمهم يفقدون اتصالهم بالواقع لأنهم مهمومون بالامتيازات والصفقات .وربما يقول ثالث وهو على حق : ان العديد من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي تسعى لتحويل التافهين إلى "رموز"، شعارها " الترند " اولا .

في كتابه يؤكد ألان دونو أن التفاهة تظهر بشكل فجّ وصادم في مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات، وهو يعتقد أن الطامة الكبرى في هذا الميدان تكمن في الترويج لقضايا تزعزع أسس المجتمعات وتنسف ثوابتها ، فليس من الضروري كي تكون " مؤثرا " في نظام التفاهة أن تمتلك حيثيات ومهارات معينة، وأن تكون عندك رسالة لتؤديها أو كلمة نافعة لتقولها. قل أسخف السخافات، وتشدق بأكثر الخرافات لا معقولية، ولا تهتم ، فهذه هي البوابة الرئيسية لدخول عالم " المشاهير " بكفالة نظام التفاهة .

قبل ما يقارب الـ " 60 " عاما كان العالم العربي ينتظر لقاء ام كلثوم بالموسيقار محمد عبد الوهاب والذي سمي " لقاء السحاب " حيث قدما معا اغنية انت عمري ، فيما يشير لقاء "السحاب" الذي قدمه لنا " مشكوراً " أنور الحمداني، الى اننا نعيش مرحلة العشوائيات في إدارة كل شيء ، مرحلة يراد للقيم الحقيقة أن تنهزم فيها وأن تتوارث البلاد سلالة تسعى لإشاعة الركاكة والرداءة.

***

علي حسين

 

عندما نشرت مقالتي القصيرة التي تناولتُ فيها موقف الدكتور خزعل الماجدي من قضية حقيقة وجود النبي موسى بالاستناد الى توفر ادلة اثرية تشير الى وجوده ضمن الآثار المصرية المكتشفة.

كان سبب اعتراضي على طروحات الدكتور الماجدي هو ان الحكام عادة يحاولون اخفاء خصومهم ومحوهم من الذاكرة المجتمعية. اليوم احاول استعراض بعض الامثلة الحديثة على عمليات الغاء ومحو تاريخ الخصوم.

ستالين مثلاً توجد له صور يظهر فيها مع مجموعة من الساسة السوفييت الذين كانوا يعملون معه. نفس الصور تظهر لاحقاً وقد اختفى منها احد اولئك السياسيين لان ستالين غضب عليه وابعده او اعدمه. تقوم الاجهزة المختصة وبأمر من ستالين بمحو ذلك الشخص من الصورة باساليب فنية خاصة لكي لاتخلد ذكراه.

حادثة أخرى حصلت امام احد الاصدقاء المحترمين، يقول ذلك الصديق ذهبت لزيارة احد اقاربي وكان ضابط استخبارات في احدى الدوائر العسكرية. عندما سمحوا لي بالدخول عليه وجدته منهمكاً ويدخن بشراهة وبيده مقص وامامه حزم من الصحف جاء بها من مكتبة او ارشيف الدائرة ويقوم بتقليبها واحدة بعد الاخرى.

سألته: ماذا تفعل؟

اجابني: ساقول لك شيء سري ارجو عدم اباحته لأحد لانها مسؤولية.

لقد تم اعفاء الرفيق منيف الرزاز من منصبه كعضو قيادة قومية ويقال انه معتقل، وقد صدرت الاوامر بازالة اي خبر يتعلق به من الصحف الصادرة في الفترة الماضية عن طريق قص ذلك الخبر بهذا المقص !!!

لقم تم محوه !! كما تعتقد السلطات.

ونظراً لشيوع ظاهرة الإخفاء والتلاعب بالاحداث على مدى التاريخ، فقد اوردها الكاتب الكبير جورج ارويل في روايته المعروفة ، المعنونة : ١٩٨٤ .

حيث يتحدث عن أحد ابطال روايته الذي كان يعمل في ارشيف الدولة وكانت مهمته اعادة صياغة الاخبار القديمة لاسيما تصريحات وتوقعات الاخ الاكبر، لكي تتطابق مع ماحصل فعلاً ويظهر فيها الاخ الاكبر باعتباره لايخطيء في توقعاته وتقديراته. حيث كان يقص الاخبار القديمة التي ثبت عدم صحتها ودقتها واعادة صياغتها ولصق الاخبار المعدلة محلها.

يقول ارويل ساخراً:

كانت وظيفته استبدال قطعة هراء بقطعة هراء أخرى!!!

اقول لبعض الاساتذة الذين كانت لهم وجهة نظر مختلفة،

ان الموضوع كان محصوراً بحقيقة وجود النبي موسى او عدم وجوده اولاً، وكذلك بمحاولة اثبات ذلك عن طريق الآثار المصرية اي التنقيب عن آثار الفراعنة، ثانياً..

لم يكن الموضوع يتعلق بالبحث في التاريخ المدوّن او المروي ، بل بالبحث في الآثار المادية المكتشفة فقط والتي كانت تخلو من اي اشارة الى وجود موسى!!

وهنا حصلت المفارقة  التي هي خلق تداخل غير واقعي بين علم اللاهوت والغيبيات وبين العلوم المادية الصرفة والتي تقوم على الاستدلال المنطقي.

الايمان بالغيب لايستند بالضرورة على المنطق العلمي.

محاولة اثبات صحة ماجاء في كتاب سماوي عن طريق الاكتشافات الأثرية حصراً أمر غير ممكن وغير معقول.

القرآن لم يقدم موسى باعتباره قائداً عظيماً او ملكاً ذو امكانيات حتى يتم تخليده ، بل قدمه كرجل فقير صاحب رسالة تحدى الفرعون فطارده الأخير وحاول قتله ومثّل باتباعه ونكّل بهم.

فلماذا ننتظر ان يقوم الفرعون بتسليط الضوء عليه وهو الذي اعتبره كذاب وساحر؟

المشكلة ليست في التشكيك بوجود موسى لانها ليست قضية جديدة لأن الكثيرين يشككون بكل الغيب ويعلنون إلحادهم وايمانهم بالعدمية، المشكلة هي فقط بهذا الربط بين صحة وجوده وبين الاشارة اليه في الآثار الفرعونية المكتشفة. لماذا يجب ان يُذكر كما يعتقد الدكتور الماجدي؟

المشكلة ستكون اخطر لو انتقلنا الى فكرة الله نفسه، هل نبحث عن آثار من نوع ما في مكان ما، لكي نثبت للمؤمنين ان الله موجود؟

هنالك الكثير من الناس العاديين او المثقفين والكتّاب يشككون في صحة الكتب السماوية كلها ويشككون بالغيب، وهذا شأنهم ، لكنهم لم يبنوا تشكيكهم على علم الآثار ابداً.

***

د. صلاح حزام

ربما لا نحصل على كأس بطولة الخليج لكنها ستقام على ارضنا اسم العراق على وسائل الإعلام بخير وشر بجمال وقبح بحسن وسوء بنوايا طيبة وأخرى خبيثة وسينظر الكاتب والمتكلم إلى الزاوية التي يبحث عنها فمن يحب العراق وينظر للبطولة بتفاؤل للتنظيم على انه جيد رغم بعض المنغصات إلا أنه بشرى خير وأن العراق بدأ يستعيد عافيته وينظر للحضور الجماهيري على انه حب عراقي وعلامة صحة ويراه بداية الرحلة الجديدة نحو الحياة والمستقبل ومن لا يتمنى للعراق التعافي يبحث عن زاوية قاتمة ليعرصها على من يشاركونه الخوف من عراق سليم معافى ينهض من كبوته بنية حقيقية .. نعم سيبحث في الشوارع الخلفية عله يرى ثلة متسولين فيعلن بحقد هذا العراق أو يجد في تراكم نفايات ماربه ليصل بصورها إلى أبعد غاياته وقد يقف طويلا عند نقص الخدمات فلا يتعجب من صبر العراقيين على أوضاعهم ويحمد قدرتهم الفائقة في التحمل إنما يضعهم خارج التصنيف البشري وتطول القائمة ويتسع الفرق بين المحب والمبغض فالمحب هو من عرفك وقدر وضعك وحجم معاناتك واحبك رغم هذا وفرح بكل إنجاز لك مهما كان بسيط أو تشويه بعض النواقص وعده بشارة خير وعلامة نهوض قادم في حين يحتفظ المبغض بذاكرة مريضة ويرى في العراق بلد الحروب والفقر والجوع ونقص الخدمات والموت المجاني والإرهاب الميليشيات والقتل والفساد الاداري وخراب الذمم وعدم احترام الجار ثم يربط بين الماضي والحاضر ليخرج بنتيجة أن العراق يجب حذفه من الخارطة وأن العراقيين يجب أن لايعلو لهم صوت ولا تكون لهم فعاليات جميلة وأن لا يكونوا ضمن الركب العالمي .. انه ولا شيئا غيره .

نعم بطولة الخليج ستقام هنا في العراق رغم انف الحاقدين ونحن لم نبخل بجهد أو مال من أجل انجاحها ونعلن أننا تقيمها حبا للعراق اولا ومن ثم حبا للآخرين وسعيا للتقارب مع الجميع وصنعا للأحداث ومشاركة الآخرين الفعاليات الدولية مع اننا والآخرون نعرف أن إمكانياتنا محدودة وقدرتنا لاتجعلنا بمصاف من يملكون الاستقرار اولا ومن ثم يأتي المال والإدارة وحب المسؤولين أوطانهم والسعي لجعلها في الصدارة لكننا نسعى لتكون بطولة الخليج فعالية عراقية زاهية وبشارة خير لما هو قادم وننتظر وقوف من يحب العراق واهله معنا غير عابئين بما سيقوم به من فاضت أنفسهم حقدا على عراق سليم معافى .

***

راضي المترفي

مرة اخرى تتجدد التظاهرات في الناصرية على غير ما جرت العادة، فاجواء التفاؤل التي ترافق تشكيل اي حكومة جديدة تؤجل دائماً اي وسائل احتجاجية... لكن حكومة السيد السوداني واجهت اول اختبار لها امام الجمهور قبل انقضاء فترة المئة يوم الاولى من عمرها.

من رؤية بسيطة للأحداث التي جرت في تقاطع البهو قبل ايام، يثبت ان الناصرية لا تهدأ ولم تهدأ منذ اكتوبر ٢٠١٩، فلم يمر سوى ايام على الذكرى السنوية لمجزرة جسر الزيتون حتى تجددت التظاهرات ولحقتها حركة مساندة من باقي المحافظات.

ان الاوضاع في الناصرية حالها حال كل المحافظات بحاجة الى إصلاح عاجل، فالبطالة والبحث عن فرص العمل هي السبب الرئيس للتظاهر بعيدا عن نظرية المؤامرة، ولو توفرت فرص عمل حكومية أكانت ام في القطاع الخاص ما خرج شاب واحد للتظاهر الا اصحاب الأجندات.

ان البطالة والفساد والمحسوبية والمنسوبية والغلاء وارتفاع الدولار هي احد الأسباب الرئيسية للتظاهرات وان كانت ليست من نتاج حكومة السوداني بل هي تراكم سياسات سابقة خاطئة عليه ينبغي إعطاء فرصة للحكومة الجديدة للعمل، مثلما ان السيد السوداني وحكومته مطالبين بجد لاقرار الموازنة الانفجارية الموعودة بواقعية ودفعها الى البرلمان على عجل فلا يعقل ان البلد بلا موازنة منذ اكثر من عام، كما ينبغي عليه ان يتعامل مع الناصرية وأية احداث اخرى بعيدا عن اللجان لانها اثبتت فشلها في الحكومات السابقة، وان كانت طريقة مثلى لمعالجة الاحداث وتقديم المقصرين الحقيقيين فينبغي اعلان نتائجها على الرأي العام مهما كانت... حتى لا تتراكم الاحداث وتندلع ثورة جياع لن توقفها قوة مفرطة او لجان مشكلة.

***

جواد العطار

تمثل التنمية المستدامة، فرصة لنوعيّة النمو الاقتصادي وكيفيّة توزيع منافعه على طبقات المجتمع كافة وهي خطوة لمستقبل اوسع وسليم ، وليس مجرّد عمليّة توسع اقتصادي ولا تمنع من ازدياد الفوارق بين مداخيل الأفراد والجماعات وهي عنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي وهي التنمية التي تستجيب لحاجيات الحاضر دون أن تُعرِّض للخطر قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها ،لقد ظهر مصطلح "التنمية المستدامة" لأول مرة في منشور أصدره الاتحاد الدولي من أجل حماية البيئة سنة 1980، لكن تداوله على نطاق واسع لم يحصل إلا بعد أن أُعِيد استخدامه في تقرير "مستقبلنا المشترك" المعروف باسم "تقرير برونتلاند"، والذي صدر 1987 عن اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، تحت إشراف رئيسة وزراء النرويج آنذاك غرو هارلم برونتلاند، وتهدف إلى تسريع التعلم المشترك، والمساعدة في التغلب على الفصل بين العمل الفني والسياسة، وذلك من خلال تطوير المفاهيم المتكاملة للتحديات الإقتصادية، والإجتماعية، والبيئية المتداخلة والمرتبطة ببعضها البعض التي تواجه العالم ، وهي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني إلى الرفاه والاستقرار والتطور بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وتعتبر وسيلة الإنسان وغايته وتسام في رفع مستوى الدخل الفردي للأفراد وزيادة الدخل المجتمعي ككل وإعادة توزيع هذا الدخل على أفراد المجتمع بشكل عادل وبصورة تؤدي إلى التقليل من الفوارق، أي أن التنمية لا تكتفي بتحقيق النمو فقط بل تسعى إلى إعادة توزيع عائدات هذا النمو بشكل عادل بين أفراد المجتمع بهدف تحقيق العدالة والسلم الاجتماعيين.

ان التنمية المستدامة أخذت تفرض نفسها كمفهوم عملي لحل مشاكل متعدّدة تتحدّى البشرية ، وتسمح بتقييم المخاطر ونشر الوعي وتوجيه العمل السياسي على المستويات المحلّية والإقليميّة والدولية، وإلى الترابط القوي بين الأمن الإنساني والتنمية، ومن أجل جعل الحاق بالتنمية البشرية حقيقة واقعة لكل البشر بصورة مستدامة آنيًا ومستقبليًايحتاج الى اعتماد مؤشرات تنموية، يأخذ في طياته حقوق الإنسان الاجتماعية والصحيّة والبيئيّة إضافةً إلى البعد الاقتصادي. وذلك من خلال القضاء على الفقر وتعزيز الديمقراطيّة ومكافحة المجاعات والأزمات والصراعات.

أن جميع شعوب العالم بحاجة إلى العمل والغذاء والتعليم والطاقة والرعاية الصحية والماء. وعند العناية بهذه الاحتياجات، على المجتمع العالمي أن يكفل أيضاً احترام النسيج الثري الذي يمثله التنوع الثقافي والاجتماعي، واحترام حقوق العمال، وتمكين جميع أعضاء المجتمع من أداء دورهم في تقرير مستقبلهم بعد توفير مستلزمات إمكان تطبيق استراتيجية للتنمية المستدامة وملاحظة متطلبات التنمية للجوانب الثلاثة "الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".

ويمكن الاعتماد على الشروط التالية للوصول الى الأهداف المرادة القضاء على الفقر ، القضاء التام على الجوع ، الصحة الجيدة والرفاهية التامة ، تطبيق التعليم الجيد المحافظة على التوازن بين الجنسين ، توفير المياه النظيفة والتشديد على النظافة الصحية ،العمل على توفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة.

وختاما نقول ان التنمية المستدامة تقدم حلول أكثر شمولية سواء في ضمان توفير وسائل نقل آمنة وإنشاء بنية تحتية مرنة وقادرة على الصمود أمام الآثار المناخية والتكيف معها، أو تحسين أنظمة الرعاية الصحية في المناطق المتأثرة بأوضاع الهشاشة والصراع والعنف. ومن خلال العمل في مختلف المناطق والقطاعات، نساعد البلدان على التوصل إلى حلول مستدامة وتحدياتها الإنمائية في عالم يزداد تعقيداً وترابطاً.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

 

 

اقترحَ مفهومٌ جديدٌ أوْ مصطلحٍ جديدٍ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ !؟ الجغرافيا النوويةُ !؟  أوْ "جيونووية" حيثُ ولدَ منْ رحمِ المعاركِ الدائرةِ الآنِ شرقَ أوروبا بينَ روسيا وأوكرانيا، بعدُ قرارِ الاتحادِ الروسيِ بضمِ " أربعِ مناطقَ منْ شرقِ وجنوبِ أوكرانيا وإجراءِ استفتاءٍ فيها وضمها إلى الاتحادِ الروسيِ ووضعها تحت (مظلةُ الأمنِ النوويِ الروسيِ) وإعلانِ الكرملين مناطق ("دونيتسكْ، ولوجانسكْ، وخيرسونْ، وزابوروجيا) مناطقَ محميةً " نوويا " منْ قبلُ موسكو، وهيَ أجزاءٌ "  ليست قابلةٍ للانتزاعِ منْ روسيا الاتحاديةِ، وتحظى بالقدرِ نفسهِ منْ الحمايةِ شأنها شأنَ بقيةِ الأراضي الروسيةِ " وتطبقُ عليها كلِ الأحكامِ المعمولةِ  بها في الدستورِ الروسي؛- ِ حيثُ تمَ إعلانُ الأحكامِ العرفيةِ بها . واحتمال أنَ الروسَ في ظلِ الحصارِ الاقتصاديِ وإغلاقِ البحرِ الأسودِ أمامَ السفنِ الروسيةِ لوجودِ عملياتٍ عسكريةٍ قدْ يذهبونَ إلى درجةِ الضغطِ على " الزرِ النوويِ " دفاعا عنْ هذهِ المناطقِ المنضمةِ حديثا للاتحادِ الروسيِ، ويسودَ حالةَ جدلٍ واسعةٍ بينَ المراقبينَ والخبراءِ العسكريينَ حولَ المغزى منْ مبدأِ إعلانِ الحمايةِ النوويةِ التي أقرها الكرملين على المناطقِ الأربعِ، والإنسحاب من ثلث الأراضي من " خيرسون "  ففيما يرى البعضُ أنَ هذا يعني " تهديدا صريحا ومباشرا بردٍ نوويٍ " على إعلانِ (كييفْ) تصميمها على استعادةِ المناطقِ وشنها لعملياتٍ عسكريةٍ مضادةٍ، بالمثلِ كما ينصُ(البندُ الخامسُ في حلفِ الناتو) مثلاً علي  القدراتِ الردعيةَ النوويةَ للولاياتِ المتحدةِ وتشملُ مختلفَ الدولِ الأعضاءِ في حلفِ الناتو، على اعتبارٍ أنَ حصولَ أيِ اعتداءٍ على أيِ دولةِ عضوٍ" بالناتو"  وفقِ البندِ الخامسِ لميثاقهِ، يستوجبَ ردا جماعيا منْ كافةِ دولِ الحلفِ، والدفاعُ عنها بكافةِ الوسائلِ، بما فيها النوويةُ " وبالتالي، فإنَ روسيا تصعدُ وتلوحُ بالحمايةِ النوويةِ لردعِ كييفْ عنْ المضيِ بتهديدِ واستهدافِ المناطقِ الأربعِ التي ضمتها موسكو، معَ التشديدِ على أنهُ في حالِ تطورِ الأحداثِ نحوَ تبلورَ خطرُ وجودي على تلكَ المناطقِ، فإنها ستتعمدُ بالفعلِ لاستخدامِ السلاحِ النوويِ، كونَ مظلةَ الحمايةِ النوويةِ لروسيا تشملُ الآنَ أوتوماتيكيا كل منْ(دونباسْ وخيرسونْ وزابوروجيا " وفي" اعتقادي الشخصيِ" . إنَ المفهومَ الجديدَ  للجيوبوليتيكْ  وهوَ " الحدودُ الشفافةُ "، الذي يعني الهيمنةَ الاقتصاديةَ والعسكريةَ دونَ حدودَ خرائطية ممكن أنْ يضافَ إليهِ والأراضي التي  تصبحُ تحتَ مظلةِ الترسانةِ النوويةِ للدولةِ المهيمنةِ على بقعةٍ جغرافيةٍ خارجَ أراضيها . فمثلاً:  مدينةً (سبتة ومليلة) شمالَ المملكةِ المغربيةِ تقعُ تحتَ سيطرةِ أسبانيا والمملكةِ المغربيةِ ما زالتْ تعتبرها بالجزرِ الموجودةِ بالقربِ منْ مدخلِ جبلِ طارقْ أرضٍ مغربيةٍ محتلة  أصبحتْ تحتَ الحمايةِ النوويةِ منْ قبلُ حلفِ الناتو . كذلكَ بعضَ المستعمراتِ الفرنسيةِ والبريطانيةِ خارجَ نطاقها الجغرافيِ سوفَ تصبحُ أراضٍ تتمتعُ بالحمايةِ النوويةِ لدولِ تملكِ القوةِ النوويةِ، مثل جزر الفوكلاند الارجنتينية المتنازع عليها مع بريطانيا؛ وهذا يفسرُ ذلكَ ما صرحَ بهِ منذُ عاميْ السيدِ / "محمدْ ظريفٍ جوادِ وزيرِ خارجيةِ إيران " إنَ جغرافيةَ إيران أكبرَ منْ مساحتها " في هذهِ الحالةِ إذا امتلكتْ إيران سلاحا نوويا سيكونُ مناطق خارجِ نطاقها الجغرافيِ . مثلٌ الضاحيةِ ألجنوبيةً لبيروت وأجزاءٍ في اليمنِ الشماليِ وجنوبِ لبنانَ ووجودها في سوريا والعراقِ تحتَ المظلةِ النوويةِ . لذلكَ "أنا أمامُ إشكاليةٍ جديدةٍ منْ الصراعِ الجيوبولتيكْ النوويَ" ويتضحُ في أنَ المظلاتِ الحمايةَ قدْ تتوسعُ لتشملَ دولاً أخرى، حيثُ يمكنُ لدولةٍ نوويةٍ ما التحالفُ معَ دولةٍ أخرى غيرِ نوويةٍ، وإعلان أنَ الأخيرةَ مشمولةٌ بالمظلةِ النوويةِ للدولةِ الأولى المالكةِ للسلاحِ والردعِ النوويِ . لذلك تردد كثيرة بعد إمتلاك "باكستان السلاح النووي "اطلق علية القنبلة الإسلامية؛ لذلكَ روسيا كانتْ حريصةً على ضمِ الأراضي جنوبَ وشرقَ أوكرانيا . والوقوفُ بحزمٍ ضدَ اعتراضِ قبولِ عضويةِ الناتو لأوكرانيا؛ ووضعَ" روسيا البيضاء" َ هيَ الأخرى تحتَ الحمايةِ بوضعِ قواتٍ منْ الاحتياطِ إلى أراضيها أيْ أننا أصبحنا نقسمُ الأراضي الدولَ إلى قسمينِ؛ - القسمُ الأولُ؛ - أراضي تدخلٍ تحتَ الجغرافيا العسكريةِ منْ الحروبِ التقليديةِ حروب تقليديةً منْ أسلحةٍ غيرِ نوويةٍ؛ وقسمٍ آخرَ؛ - أراضٍ جغرافيةٍ نوويةٍ منْ حقِ الدولِ النوويةِ استخدامَ السلاحِ النوويِ في حالةِ تعرضها للهجومِ على أراضيها حتى ولوْ كانتْ الدولةُ المعتديةُ غيرَ نوويةٍ؛ نحنُ أمامَ وضعٍ جديدٍ منْ خريطةٍ سياسيةٍ جديدةٍ سوفَ أقترحُ رسمها . منْ ضمنِ أنواعِ الخرائطِ . ومنها (الخريطةُ النووية) وممكنٌ أنْ نقترحَ مفهومُ مصطلحٍ آخرَ منْ جيوسياسيةٍ الصراعِ (جيونووية) للأراضي المنضويةِ تحتُ الدولُ التي لديها ترسانةٌ نوويةٌ؛ لذلكَ بدأتْ هواجس ومخاوف ورعب بعدَ إعلانِ الرئيسِ " الروسيِ فلاديميرْ بوتينْ " يومُ 20 منْ شهرِ أكتوبر َ منْ هذا العامِ 2022 / الأحكامُ العرفيةُ بتلكَ المناطقِ مخاوفَ واسعةً،منْ احتمالاتِ نشوبِ حربٍ نوويةٍ حالةٍ تعرضَ هذهِ المناطقِ لهجومِ أوكرانيٍ، وخاصتا بعد ضربِ جسرِ " جزيرةٍ القرمْ " والهجومُ الواسعُ على منطقةٍ خيرسونْ وخاروكوفْ ' واستعادةُ بعضِ الأراضي التي احتلها الجيشُ الروسيُ وحالاتُ التعبئةِ للاحتياطِ منْ القواتِ الروسيةِ، وعقبَ إعلانِ الرئيسِ بوتينْ، عنْ تعبئةٍ عسكريةٍ جزئيةٍ في صفوفِ الجيشِ الروسيِ،صرح بذلك َ وزيرُ الدفاعِ الروسيِ " سيرغي شويغو "، أنَ بلادهُ ستستدعي 300 ألفِ / جنديِ احتياطٍ، ولوحَ  باستخدامِ الأسلحةِ النوويةِ !؟ خلالَ العملياتِ في أوكرانيا، جاءتْ تصريحاتِ القادةِ الروسِ بالردعِ النوويِ في حالةِ تعرضِ المناطقِ الأربعِ للضمِ أراضيَ محميةً نوويةً بمحملِ الجدِ لحلفِ الناتو بالتصعيدِ والتلويحِ ليعيدَ التاريخُ نفسَ الأحداثِ منْ أزمةِ نصبِ الصواريخِ السوفيتيةِ على جزيرةِ" كوبا عامٌ 1962" ليعيدَ العالمُ إلى المربعِ صفرَ منْ صراعِ الحربِ الباردةِ مرةً أخرى منذُ 60 عاما ......

" الحربُ الأوكرانيةُ الروسيةُ وإحياءُ علمِ الجغرافيا".......

 وهنا نطرحُ سؤالاً مهما هلْ كانَ الغربُ وحلفُ الناتو حريصا على عدمِ مدِ أوكرانيا بسلاحٍ طويلٍ المدى لعدمِ الوصولِ إلى الأراضي الروسيةِ تخوفا منْ المحميةِ النوويةِ للردِ ؟ وهلْ الرئيسُ الروسيُ بوتين كان سبب في ْ أحياءَ علمِ الجغرافيا بعدَ تراجعَ دورُ الجغرافيا في ظلِ العولمةِ ؟.....

 هلْ الجغرافيا اللاعبَ الأهمَ في الصراعِ؟

 إنَ الجغرافيا قدر لا فكاكَ منهُ . صحيح أنَ التكنولوجيا والأسلحةَ الحديثةَ منْ تقليديةٍ ونوويةٍ خففتْ منْ حدةِ تأثيرها، إلا أنهُ مهما تحاولُ الدولُ تغييرَ مصيرها، فإنَ الآخرينَ لا يتركونها وشأنها . الأزمةُ الراهنةُ معَ موسكو ليستْ سوى حلقةٍ في سلسلةٍ طويلةٍ منْ المآسي " ولعنهُ الجغرافيا !!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية

الزيارة التي قامت بها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين بلاسخارت، إلى المرجع الديني الأعلى سماحة الإمام علي الحسيني السيستاني في مقر أقامته بالنجف الاشرف، ليست بالحدث الطبيعي في هذا الوقت الراهن والحساس والذي تمر به البلاد..

هي كذلك ليست في إطار الاستئناس برأي المرجعية الدينية العليا، حول طبيعية التحديات التي تواجهها العملية السياسية، فبالإضافة لانتهاء مهمتها في العراق، تأتي الزيارة للاستماع إلى توجيهات المرجعية الدينية العليا، حول جميع الملفات لتقرأ كيف إن هذه المرجعية ملمة بجميع الملفات وبأدق التفاصيل، ومراقبة للوضع عن كثب، وتفهم تحديات الحكومة الحالية، ومجريات الأحداث والصعوبات التي تواجه مجمل الوضع السياسي، كذلك التحديات التي تواجه البشرية والمقدسات بشكل عام.

المرجعية الدينية العليا وكما يبدوا تسعى، لإرساء قواعد معادلة جديد في البلاد مغايرة لمعادلة الحكم البعثي الجائر، على أسس من العدالة، والاعتماد على الشعب العراقي، في إرساء هذه القاعدة لأنه يمثل مفتاح الحل لكل المعادلات، استنادا على الانتخابات وبناء مؤسسات الدولة على أسس قوية ومتينة، ومحاسبة المقصر والفاسد واستبداله عند أي تقصير بواجبه..

فهي ترى أن الانتخابات هي الأسلوب الأمثل لإدارة الدولة، لان العراق متعدد المكونات والقوميات والاثنيات والمذاهب، وأن الطريق الأسلم للحفاظ على وحدته هو الانتخابات، ولا طريق واقعي متاح سواه لبناء الدولة، على أسس الحقوق المنصفة واحترام المكونات كافة دون تمييز بين احد.

المرجعية أكدت في لقاءها مع ممثلة الأمم المتحدة وكما يرى محللون، على إن الدستور هو الفيصل في جميع القضايا الخلافية، والذي شارك بكتابته جميع المكونات، ويحظى بمقبولية كبيرة لدى الشعب العراقي، لذلك من الضروري اعتماد قانون انتخابي عادل، يتم من خلاله انتخابات مجلس نواب وحفظ النظام وخدمة الشعب العراقي، وتثبيت مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، ليكون القرار الأول والأخير بيد العراقيين أنفسهم، وضرورة الحفاظ على النظام العام في الدولة، وإشاعة العدل والمساواة، ونشر السلم الأهلي بين مكوناته دون تمييز.

من الواقعي القول أن الموقف العام والقوى السياسية عموماً، تعوّل كثيراً على حكومة السيد السوداني، في ترسيخ القانون وحفظه، والتحول التدريجي من حقبة فوضوية إلى حقبة تسودها لغة القانون والحزم والصارم، في محاسبة المقصر والفاسد، وحماية النظام العام بعيداً عن سلطة السلاح والقوة، التي يمارسها البعض في فرض نفوذه على البلاد، فالحكومة ومن قبلها الإطار التنسيقي، في اختبار جدي بقدرتهما على إدارة الدولة بجدية وحزم، وإعطاء صورة حقيقية عن هذه القدرة، كما هي رسالة اطمئنان للقوى التي لم تشارك، وتحديداً التيار الصدري الذي ينتظر أي تقصير أو تراجع، للانقضاض على الإطار وحكومته.. فعلى الإطار التنسيقي ترك الفسحة والمساحة الكافية للسيد السوداني، في إيجاد التغييرات الايجابية في مفاصل الحكومة، وترك القرار السياسي والسيادي بيده، بعيداً عن أي ضغوط تمارسها هذه الجهة أو تلك.. لان الجميع سيسقط بسقوطه، وكما إن مساحة الصراع العراقية، ودعت مقاتلا فإنها ستستقبل آخر جديد، سيدخلها ممثلا للأمم المتحدة في العراق .

***

محمد حسن الساعدي

الظاهرة الحزبية في العراق هي نتيجة طبيعية للوضع الذي نشأ بعد عهد الدكتاتورية التي امتدت أكثر من اربع عقود من الحكم الفردي والتسلط الهمجي، وهي قبل أن توصف بأنها المرتكز الاساس للحياة السياسية، لما لها من تأثير واضح في مسار العملية السياسية وتطورها، فهي تحصيل حاصل رغم اختلاف المسببات. ولإستكمال الشروط الديمقراطية للحياة السياسية في العراق، لابد من وجود أحزاب سياسية تعمل وفق رؤى خاصة ومنظومة عمل لا تتعارض وقيم الديمقراطية التي ظمنها الدستور في النظام الديمقراطي.

أن الممارسات الديمقراطية بوصفها أحد أهم مظاهر السلوك السياسي الديمقراطي، لا تتمثل فقط في إجراء الانتخابات، بل يجب أن تكون منظومة متكاملة في سلوك الاحزاب السياسية وقياس لإداءها بإعتبارها مؤسسات ديمقراطية. فمكانة الديمقراطية وقيمها تتعزز من خلال المساهمة في الممارسات الديمقراطية للاحزاب السياسية ومدى حرص تلك الأحزاب على المحافظة على القيم الديمقراطية من خلال وصفها مبدأ يحترم ويطبق على الصعيد الفكري والعملي، والايمان الحقيقي بها يتم عندما تطبق بإخلاص على أرض الواقع عبر برامج ومسارات واضحة المعالم بلا تشويه او انحراف أو تناقض في الرؤى بين الفكر والتطبيق، فتعنى بجميع طبقات المجتمع وفئاته المختلفة، ولا تنحصر فقط في مذهب او دين او أقلية أو جماعة دون غيرها، وليس كأداة للوصول إلى السلطة. وهنا يجب أن تعمل الاحزاب منفردة او مجتمعه، وفقا لبرامج سياسية تأخذ بنظر الاعتبار مسألة الاهتمام بالشباب أولوية لتطوير مهاراتهم القيادية، وتنمية الشعور لديهم بالارتباط بالوطن من خلال خلق فرص حيوية أمامهم لتطوير وتحسين ظروفهم المعاشية، وفتح المجال لهم ليكونوا عناصر فاعلة وقادة المستقبل، يتفاعلون في مجتمعهم بإيجابية،على اساس من العدالة والحرية والمساوات، مع قضاياه ويتعلمون اهمية العمل المشترك لبناء مستقبله والمحافظة على هويته والاعتزاز بتراثه وقيمه، باعتبارها مشترك جامع لمختلف مكونات مجتمعهم، والوقوف بشجاعة وتحمل المسؤولية لحل جميع مشاكله واشراكهم في العمل على رفع قيم الديمقراطية الحقيقة وإرساء قواعدها عمليا وأحترامها بإيصال افكارهم لمراكز القرار السياسي ومحاورتهم المستمرة لتبني أهدافهم والعمل على تحقيقها وغرس مفاهيم الديمقراطية في نفوسهم من احترام الاغلبية إلى القبول بالآخر ورأيه كشريك ثابت واساس، والعمل وفق هذا المنهج في حياتهم اليومية ابتداءا من الاسرة كأصغر مؤسسة اجتماعية وحتى تحت قبة البرلمان كمؤسسة تشريعية وصولا إلى النضج بالوعي الديمقراطي إلى مرحلة عدم التفريط بالديمقراطية كاساس للحياة السياسية والعامة كونها مكتسب من مكتسبات الجميع. متى ماوصلت الاحزاب لتقبل فكرة الديمقراطية واقع عمل ومنهج سياسي لنظام تعددي، سوف لن نجد استأثارا بالسلطة ولا انحرافا بالفكر أو الرغبة في التصدي بعيدا عن تحقيق مصالح الجميع واحترام الآخرين، وجميعنا يعلم أن فشل الاحزاب في العراق في بناء مجتمع يحترم اسس الديمقراطية كان ولازال، بسبب عدم ايمانها المطلق بالديمقراطية كمنهج وطريق للحياة السياسية. ويبقى الحل في يد الاحزاب لو تمكنت من مغادرة القيم التي تتعارض والديمقراطية والايمان بها لتكون مبدأ في السلوك والتطبيق بدلا من كونها شعارا براقا.

***

ضيــاء الهاشم

المسطور في كتب التأريخ عجائبي التوجهات والنزعات، ومكتوب بمداد الدموع والحسرات، والتوجع والتشكي والتظلم، والقهر والإنتكاب.

وفيه تغييب للأمة ككائن حي له ما له وعليه ما عليه، ولابد له أن يعيش دورات حياته كأي الأحياء من قبله ومن بعده.

فالأمة كانت وستكون، مثلما كانت قبلها أمم فبادت وتكونت من مفردات أنقاضها ما يشير إليها، وأمتنا ما أبيدت ولن تبيد، بل تمر بمراحل وإستحالات حضارية كغيرها من الأمم الحية في الدنيا.

فالقول بأنها كانت ذات سيادة أرضية وقوة مبسوطة على عدة قارات، لا يعني أنها بفقدانها لذلك الدور قد إنتهت، وإنما تبادلت الأدوار وفقا لأحكام الدوران وقوانينه المفروضة على مَن دب فوق التراب.

فهل وجدتم قوة دامت إلى الأبد؟

إن الإقتراب السلبي من ماضي الأمة وعكسه على حاضرها، فيه تجني على طبيعة الأشياء ونواميس التفاعلات الأرضية القائمة منذ الأزل.

فأمتنا فيها خاصية الخلود لمطواعيتها ومرونتها ومطاولتها وأنها تكتب، أو أمة كتاب، وهذه مؤهلات إستمراريتها السرمدية.

أما إجتزاء مرحلة من مسيرتها وفرضها على جميع المراحل، فذلك إضطراب في الفهم وإنحراف في التفكير.

فالأمة واعدة وصاعدة، وستكون حتما، لأنها تمور بالطاقات والقدرات الطالعة نحو غدها المبين.

فهل من رؤية إيجابية متفائلة وفهم أمين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

صادق السامرائينستهجن التطرف والغلو وإدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة، وما يترتب عليها من تداعيات سلوكية مريرة، وحقيقتنا أن الغلو طبعنا، وبما أن الإناء ينضح بما فيه، فمجتمعاتنا تتوالد فيها الإتجاهات المتطرفة في كل شيئ، والتطرف الديني أحدها.

لو تفحصتم سلوك المفكرين والفلاسفة والمثقفين ومَن في السلطة، لتبين مدى التطرف الفاعل فيهم، فهل وجدتم مفكرا يقبل برأي مفكر غيره، وعرفتم فيلسوفا رضي بغير مشروعه، أو كاتبا لم يتمسك برأيه حد الإفراط في الغلو، وهل عرفتم مثقفا قبل نقدا ولم يعتبره عدوانا عليه؟؟!!

في هذه النماذج أمثلة لا تعد ولا تحصى، ومن النادر أن تجد مَن لا يغالي ولا يتطرف!!

أحزابنا بأنواعها ومسمياتها وشعاراتها وأهدافها، ذات درجات متفاوتة من التطرف، فتتقاتل وتتماحق، وتتشابه في مساعيها الإستحواذية على إرادة البلاد والعباد.

فلا يوجد عندنا حزب أو تنظيم غير متطرف، وجميعها تقوم بذات السلوك عندما تتوفر لها الفرصة والقدرة، وهو المحق والإقتلاع والإجتثاث، ولا تتفاعل بإيجابية مع بعضها.

ولكي تتنزه عن المآثم والخطايا تتهم الآخر البعيد، بأنه المتسبب بما يحصل لها وفي ديارها، وتجرّد نفسها من المسؤولية، وتتوهم بأنها بألف خير، لأنها لا تزال متمسكة بكرسي الحكم.

فلينظر كل منا إلى نفسه ويقيس مقدار التطرف الفاعل فيه، وسيدرك بأن العلة فينا، وتصيبنا بالنكد والقهر والعناء الشديد.

هذا الغلو يتسبب بصناعة المجاميع المتنافرة، وتخلخل التماسك الوطني، وخلق فجوات تدعو القوى الأخرى للنفاذ منها والإحلال فيها، وتجدها فرصة ثمينة لتدعيم القوى التي تؤمِّن ديمومة الفجوات، للإبتزاز ووضع اليد على ثروات البلاد والعباد.

فالعيب الحقيقي فينا جميعا، والعلة علتنا، والطبيب منا، ولن يداوينا طبيب من غير مجتمعنا.

فهل لدينا القدرة على مواجهة أنفسنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

 

شاكر فريد حسنتبدو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان سائرة وماضية نحو المزيد من التعقيد، بحيث أصبحت الأسئلة الصعبة حول المستقبل المنظور والاستقرار في البلاد وانتشال الدولة اللبنانية من أزمة بدأت مع انتشار وباء الكورونا وأضيفت إليها أزمة مالية خانقة على ضوء التجاذبات والصراعات السياسية، وتعمقت أكثر مع أزمة قرداحي التي افتعلتها السعودية.

فلبنان دخل في أزمة اقتصادية عميقة تهدد استقراره منذ الحرب الأهلية المدمرة، وصار الفقر مصير الفئات والشرائح الاجتماعية العمالية الكادحة المنسحقة، وممن يعتمدون على مدخراتهم من العملة الصعبة.

ونتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة، اضطر الكثيرون من المثقفين والأكاديميين والمواطنين مغادرة الوطن اللبناني بحثًا عن عمل ومستقبل أفضل وعيش كريم.

وردًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خرج اللبنانيون للشوارع للتظاهر احتجاجًا على سياسة الحكومة على مدى شهور عدة، تعبيرًا عن غضبهم وسخطهم على التراجع غير المسبوق في قيمة العملة اللبنانية، ولجاوا إلى إغلاق الشوارع والطرقات في عدد من المدن اللبنانية.

وينحو اللبنانيون باللائمة في الوضع الكارثي الذي آل إليه الاقتصاد اللبناني على عقود من الفساد السياسي والإداري وتوسع رقعة البطالة، فضلًا عن لجوء الحكومات اللبنانية المتعاقبة إلى وضع ضوابط للتحكم في رأس المال.

لن تقوم قائمة للبنان إلا إذا توحد الشعب اللبناني كله تحت راية وطنية واحدة وألغوا بقوتهم وبحقهم المقدس للتطور حكم ملوك الطوائف، وبناء نظام وطني على أسس ديمقراطية وليس على أساس المحاصصة الطائفية من خلال انتخابات حرة ونسبية، فهذا هو الطريق والسبيل للخروج من كل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، هذا البلد الذي يملك كل المقومات الوجودية والطبيعية  من مياه وطاقة وجمال طبيعي ساحر وخلّاب، وينبغي فصل الدين عن الدولة، فالدولة السياسية المعاصرة الحديثة لا يمكن ان تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحضارية، وهذا ليس غريبًا على شعب مثقف وحضاري كالشعب اللبناني الذي أنجب العلماء والمثقفين التنويريين والمفكرين النهضويين والأدباء والشعراء المجيدين، فما يجري في لبنان هو أزمة نظام بالأساس.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

محمد سعد عبداللطيفانتهت قمة الكبار الإفتراضية بين الرئيس الروسي بوتين. والٱمريكي بايدن /يوم 17من ديسمبر الجاري. بإنذارات شديدة اللهجة لينذر بحرب عالمية ثالثة إرتفع سقف الطلبات الروسية للولايات المتحدة والغرب . قائلا هي التي جاءت بصواريخها الي اعتاب بيوتنا؟ هل بدٱت الحرب بعد ٱنتهاء القمة بتبادل الإنذارات؟ وما هو موقف دول عربية من هذا الصراع التي جاءت في سياق الإنذار الروسي علي الولايات المتحدة الإبتعاد عن هيمنتها في الشرق الٱوسط ووسط أسيا وكوريا الجنوبية واليابان. !! هل دور العولمة و القطب الآحادي والهيمنة علي العالم انتهي في ظل وباء حصد ملايين البشر والتغييرات المناخية التي تهدد الكرة الٱرضية . هل يتشكل عالم جديد،من عدة ٱقطاب . لتصبح ٱمريكا قطب منه فقط .كما طالبت روسيا .هل تنصاع ٱوروبا العجوزة والناتو للتهديد الروسي الذي لم يستطيع الإتحاد السوفيتي ٱن يفعله من قبل في ٱزمات عالمية علي مدار الحرب الباردة .ماذا لو تم رفض التهديد من قبل امريكا والغرب من بوتين ؟ في اول تصريح غربي انها حالة هسترية من روسيا . هل البداية من اوكرانيا الشرارة التي تشعل الحرب رغم رفض الجانب الروسي ٱن يكون البداية من الحدود الجغرافية لروسيا .وٱن تكون المواجهة

بالقرب من السواحل الٱمريكية بطريقة تفجير غواصة تحمل 100طن من المواد النووية في خليج المكسيك تسبب توسنامي يضرب المدن الشرقية الٱمريكية والٱوروبية تسبب في غرق المدن شرق امريكا وتجعلها مدن غير آهلة بالسكان .من يبدأ ٱولا : سيكون في زمامة الٱمور موقف المانيا من التهديد .مازال غامض رغم اعتماد المانيا علي الغاز الروسي .الرابح الصين في العملية بعد مطلب الرئيس بايدن علي روسيا عدم مساعدة الصين في حربها الإقتصادية مع ٱمريكا حروب بالوكالة وخفية هل يشهد بداية هذا العام مواجهات بين القطبين الكبار في غياب دور الٱمم المتحدة في الحفاظ علي السلم العالمي والتهديد بفناء الكرة الٱرضية التي تتعرض بالفعل لفناء من جراء المتغيرات المناخية ووباء كورونا .ماهي الضمانات الروسية الٱمنية في الحالة الإوكرانية من عدم دخولها حلف الناتو . ليظهر شريك ٱخر لروسيا في الصراع ويعلن استقبالة علي اراضية الصواريخ النووية في بيلاروسيا . وقد ظهر موقف بيلاروسيا في الٱزمة الٱخيرة في الضغط علي الإتحاد الٱوروبي باستقبال العالقيين من المهاجريين غير الشرعيين علي اراضيه . علي الجانب الٱمريكي بشٱن الضمانات الٱمنية بقسوتها ونطاقها الواسع علي نحو غير مسبوق ولهجتها في الحد من وجودها العسكري في اليابان ووسط اسيا والشرق الٱوسط وجنوب شرق اسيا. هل تجتاح الصين تايوان وتتحالف مع روسيافي ضرب الأقتصاد الأمريكي الذي يعاني الأن من أزامات ؟

الإتحاد الٱوروبي وحلف الناتو رفض الإقتراحات الروسية بعتبرها مطالب مستحيل تنفيذها .روسيا تنتظر الجانب الأمريكي وانجلترا مازالت روسيا تنتظر الرد . هل لو جاء الرد بالرفض هل سيطلق الرئيس الروسي الرصاصة الٱولي في الرٱس علي الغرب وامريكا لتشتعل حرب لا يعلم ضحاياها إلا الله سيناريو المواجهة هل تغرق روسيا سفينة لٱمريكا اولحليف لها ٱو تنطلق في اجتياح روسي لاوكرانيا. في غياب دور ٱممي لتبريد هذا الصراع هل كانت إسرائيل تقرٱ المشهد السياسي جيدا بتكوين حليف لها من العرب في المنطقة في حالة تقليص الدور الٱمريكي في الشرق الآوسط والٱن تلعب دور ٱخر في التقارب العربي بٱسم الدين الديانات الإبراهيمية وٱخيرا دق ناقوس الخطر لينذر بحرب سوف تٱكل الٱخضر واليابس !!

 

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "

 

  

 

حميد طولستكم هو مؤسف أن يبخل بعض أصدقائك بالتعليق على ما تنشر على مواقع «النت » وصفحات الفيسبوك من قيم الإبداعات ونير الانتاجات، في الوقت الذي تتلقى فيه الالآف منها من قراء غرباء، إنه والله لأمر محير يدفع للاستغراب والتساؤل عما يمنع الأصدقاء والمعارف من القيام بذلك الفعل البسيط الذي يشع الكاتب ويزيد من إبداعه، أهو الغرور الذي يتلبس بعضهم ؟ أم هو الترفع والتعالي ؟ أم هو الاعتقاد  بأن ما تكتبه غير جدير بالتعليق، وأن مكتوباتك مجرد سفاسف وتراهات لا ترقى لسعة علمهم وعلو مقامهم، فلا يتواضعون للتعليق . 

على كل حال،لا تقلق أيها الفاضل، وألجم قلمك عن معاتبة أي كان على إستطابته البخل بتعليقه على ابداعاتك، مادام شحه ذلك لا يستحضر عنصر الإحقتار لها ولك، وسامِح خطأه في حقك، وتقبَّلْ نفسك كما أنت، وإقتنع بذاتك، المِفتاح السحري الذي يحقِّق أعلى درجات الرضا وقَبول هذا العالم الذي لا مكان فيه للأخلاق، ولا فسحة للقيم الجمال، ولا فرصة لأحلام القلوب، عالم مكدس بأفكار ميتة وأخرى قاتلة، عالم لا تُطلق فيه الرصاصة إلا لقتل الحب والوئام، ولا تُرفع به الفؤوس إلا لإجتثات الأشجارة الوارفة الظليلة ودفن الأنوار الساطعة وقتل العقول النيرة، عالم لا تقدمُ فيه المواعظ إلا لتبرير الارتداد والانحطاط والجمود، و لا تُلقى فيه الخطب إلا لشرعنة الاستبداد وأعراف الهيمنة والظلم.

وإذا كنت مثلي لا تتقبل النفاق والمداهنة، وترفض التحريف والانتهازية كجدلية لابد منها عند العديد ممن نعاشهم في مجتمعنا المتخلف، وكنت من أصاحب الفكر الحقيقي والرؤى الخلاقة وتحمل في دواخلك مشاريع التعايش السلمي، وتؤمن بالموضوعية، وترفض التطرف والغلو في كل شيء.. فاستعذ وتهيئ لحرب دروس يشنها عليك القريب  قبل البعيد، الصديق قبل العدو، المتدين فبل الماركسي واللبرالي والمتطرف والجاهل، واصبر على كراهية ومعاداة الضعيف المستبد، وتحمل استغلال الانتهازي اللئيم، وتجلد على ظلم ذوي القربى، وعلى ناكري الجميل، وإذا لم تستطع لذلك تحملا، فاسكب مداد محبرتك، واكسر أقلامك وهشم حاسوبك،و اهجر عالم الكتابة، والأفضل أن تحزم أمتعتك وترحل إلى أرض خلاء، ليس فيها وسائل أتصال، لأنك لن تستطيع أن تعيش بين بشر لايقدرون أقلاما قد تكون في لسانها شيء من الحكم ، التي قال فيها سبحانه و تعالى في سورة البقرة الآية الكريمة (269) " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " واحمد الله على نعمة الرضا عن الذَّات !!!!

 

حميد طولست

 

المسلمون لا يتفرقون مهما اختلفوا ولكن الحكام والحكومات والسياسية هي من تلعب لعبتها الخبيثة في تفرقة المسلمين بالذات، والمسلمون بالذات لانهم يحملون عقيدة رصينة لا يمكن ان تنتهي امام ما يستجد من افكار منذ 1400 سنة والى الان

الحكام الذين يشنون الحروب على المسلمين مع تعبئة عقول شعوبهم بالاكاذيب مع الترهيب والاستخبارات والاعتقالات والاغتيالات والتغييب في السجون تجعل هذه الشعوب راضخة او مخدوعة بعض الشيء بما تمليه عليهم وسائلهم الاعلامية الحكومية، ولكن واقعا لو التقى اي مسلم مع اي مسلم ومن اي بلد فان العاطفة تاخذهما مع بعض دون النظر الى المذهب،

اليوم بعض حكام الخليج هم من يمارسون هذا الدور اضافة الى بعض المؤسسات الدينية في الوطن العربي عندما تضخ بخطباء ينفثون السموم من على المنابر، هذه الكراهية والتفرقة هي التي تديم بقاء الحكام على الكراسي لذا يعملون جاهدين على تغذيتها، نعم الدور الرئيسي لامريكا والصهيونية في اخضاع واذلال هؤلاء الحكام والشواهد كثيرة ومنها على سبيل المثال شعب الجزائر العريق الذي تعرض الى عمل ارهابي منظم في التسعينيات ومن ثم تم القضاء عليه هذا الارهاب جاء بفضل امريكا وقضي عليه بفضل امريكا عندما اجتمع السفير الامريكي ومعه ثلاثة من استخباراتهم الموغلة بالقتل والاجرام (سي اي ايه) بالرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة بحضور وزير خارجيته علي بن فليس، وقالوا له صراحة هل تريد ان ينتهي الارهاب ؟ قال نعم، فاجاب السفير الامريكي وافق على هذه الشروط وهي ايداع عائداتكم النفطية في امريكا والغازية في فرنسا وعدم دعم المقاومة الفلسطينية ومعاداة ايران وحزب الله، وافق بوتفليقة لاجل ايقاف نزيف الدم في بلده قالوا له سنبلغ فرنسا والكيان الصهيوني والسعودية بذلك لانهم هم من يمولون الارهاب، لاحظوا ليست امريكا معهم لكنها كلها بادارتهم، وبالفعل طلبوا من الجزائر ارسال مبعوث لملك السعودية وابلاغه بما اتفقوا عليه والمهم تمت الموافقة وقامت امريكا بتزويد الجيش الجزائري بالسلاح والمعلومات عن مواقع الارهاب وانتهى الارهاب .

اليوم امريكا والكيان الصهيوني عملوا من ايران عدوة المسلمين بينما واقع الحال ان عدو المسلمين من يقتل المسلمين وهم بعض حكام الخليج وما حرب اليمن عنكم ببعيدة.

وفي العراق الى الان يوجد ارهابيين خليجيين في معتقلاتهم، وفي سوريا ولبنان لهم بصماتهم، وحتى ليبيا تنزف دما بسبب حكام مسلمين عرب وغير عرب، هؤلاء من يعملون على تفرقة المسلمين بينما واقعا كل الشعوب ترفض اعداء الاسلام واولهم الكيان الصهيوني، وما قام به بعض اللاعبين العرب المسلمين بخذف علم الكيان الصهيوني من فانيلتهم التي عملتها حكومة قطر، لاحظوا الحكام يتذللون لاعداء الاسلام والشعوب تذل اعداء الاسلام .

هنالك شبه صحوة عند الشعوب الغربية في الاونة الاخيرة عندما اطلعوا على ما يجري في العالم بحقائقها الموثقة الا ان حكوماتهم تعرف من اين يؤكل الكتف لذا فان اصواتهم لا تؤثر على صانعي القرار، ايام حكم بوش الارهابي اكثر من مليون اوربي تظاهروا ضد الحرب على العراق، ثم ماذا؟ لا شيء، واخيرا اعترفوا بخطا الحرب وما سببت من ماسي حتى ان (المرحوم) كولن باول احس  بالعار الذي لحقه عندما وقف يخطب كذبا في مجلس الامن قبل 2003 لغرض تأليب العالم لحرب العراق،واعترف بعاره، ومن ثم ماذا؟ لا شيء

الصحوة الاسلامية ستاخذ طريقها لدحر اعداء الاسلام واولهم حكامهم العملاء، والعاقل من الحكام هو من يتراجع عن خططه الارهابية لتفرقة المسلمين قبل فوات الاوان .

 

سامي جواد كاظم

 

 

 

 

 

رغم تعدد السلطات واستقلالها عن بعضها في العراق، لكن الواقع يثبت أن المحكمة الاتحادية والتي تشكلت بموجب قانون المحكمة الاتحادية رقم (3) لسنة 2005 أعلى سلطة في البلاد

هي تقوم بمهام قانونية وسياسية، وبالتالي هي لاتبت بالقضايا بغض النظر عن التبعات، ما يجعلها تأخذ بعين الاعتبار "المصلحة العامة للبلاد" وتعمل على تحقيق التوازن حفاظاً على الاستقرار...

بعد قرابة الشهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من تشرين، فان الخلافات والشكاوى مازالت تتسيد المشهد، من قبيل التشكيك بنزاهتها أو طعون واعتراضات قدمت، على نتائج الانتخابات بعد ان وصلت إلى المحكمة الاتحادية، وهي المرحلة الأخيرة التي يتم البت فيها بشكل نهائي

المعترضون على نتائج الانتخابات رغم أنهم المتضرر الأكبر، إلا أنهم لا يمكنهم الذهاب نحو إلغاءها، لخطورة هذا الخيار على الوضع العام بكل تفاصيله، رغم أن مبررات ذلك حاضرة وبقوة.. إلا أن القوى السياسية المعترضة، تدرك خطورة الوضع وأي محاولة لإلغاء الانتخابات، ستكون لها انعكاسات سلبية في المشهد العراقي عموماً.

على الرغم من أن بعض الاعتراضات خطيرة وجدية، لاسيما الاعتراضات التي تستند إلى تقرير الشركة الألمانية الفاحصة، والتي أقرت بوجود ثغرات كبيرة في العملية الانتخابية، إلا أن الذهاب إلى إلغاء الانتخابات او حل مجلس النواب يبدو بعيداً، ومجرد ورقة ضغط تستخدمها الأطراف السياسية، كوسيلة لترويض خصومها..

المحكمة الاتحادية تتعرض لضغوط كبيرة، من قبل القوى السياسية، سواءً الفائزة لتمرير نتائج الانتخابات، او المعترضة لإيجاد حلول للازمة الناتجة عن الانتخابات، والتي في الأعم الأغلب غايتها الوصول، لتفاهمات مقبولة تحفظ حقوقها.. لذلك سوف لن تبت  المحكمة في قضية المصادقة على نتائج الانتخابات، ما لم تصل هذه القوى التفاهمات المطلوبة، توجها لمشتركات في تشكيل الحكومة القادمة.

يتوقع كما يرى محللون أن المحكمة الاتحادية والتي ستكون قراراتها، تأسيسية مستقبلية وليس بأثر رجعي، منعها استخدام الأجهزة الالكترونية مستقبلا، وهو إجراء عملت عليه المحكمة الاتحادية الكورية في انتخابات 2016، وبذلك تكون قد أنصفت القوى المعترضة، وطمأنت القوى الفائزة.. إضافة إلى عدم اعتبار الفائزات من دون كوتا (الفائزات بصوتهن) جزءاً من الكوتا وبالتالي، ستفوز ما يقارب 7 نساء أخريات بالكوتا.. لذلك المحكمة الاتحادية تبحث عن مخرجات تكون أقل ضرراً، إن لم يكون مقبولاً بعض الشيء من قبل القوى الفائزة أو المعترضة، والسير نحو طمأنة الشارع والدفع باتجاه الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد.

 

محمد حسن الساعدي

ش

ميلاد عمر المزوغيلقد نجح تنظيم الاخوان في تعطيل العملية الانتخابية وبالأخص الرئاسية، وأدوا احلام الجماهير التي كانت تتطلع الى مستقبل زاهر وابعاد شبح الحرب والفقر والعوز.

في ذكرى الاستقلال والذي جاء نتيجة تضحيات على مدى عقود، بأكثر من نصف تعداد سكانه، صاحبها تضحيات سياسية لان تظل ليبيا دولة موحدة، كان الشعب يأمل في التخلص من الزمرة الحاكمة الفاسدة، الذين ينفذون اجندات خارجية هدفها وضع الدولة تحت الوصاية ولان تكون جزءا من هذا المحور او ذاك ونهب خيراتها، أو العودة الى عباءة الحكم العثماني الذي جثم على وطننا لأكثر من اربعة قرون ،ساهم في تأخرنا عن الركب الذي احدث تغييرا في مختلف نواحي الحياة والتي ساهمت في رقي البشرية.   

يتحدث الفاسدون في بلدي على مدى 11سنة، ان لديهم استراتيجية، وانهم سيصنعون المستقبل ،لانهم شجعان(وطنيون) كما يقولون، ربما اخذوا المقولة عن الراحل عرفات عندما تعانق مع بيريز، الشجاعة تستوجب القوة الذاتية وعدم الاتكاء على الغير(ستيفاني وغيرها)، ومن دونها تفقد كل شيء وهكذا افتقدنا فلسطين التي منحوها لنا على الورق، وللأسف نفتقد ليبيا بفعل المجرمين، نريد التغيير ويريدون التدوير ليس الا.

ازمات متفاقمة مفتعلة تشمل مختلف نواحي الحياة من كهرباء ووقود وسيولة، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتعويم العملة المحلية، ونهب الرسوم المجباة وصرفها فيما لا يعني على المجاميع المسلحة التي تحميهم من السقوط.

 للأسف الشديد مجلس النواب المتشظي بعد ان دخل سوق النخاسة، ومجلس الدولة الاخواني الذي احياه المجتمع الدولي بعد ان لفظه الشعب في انتخابات العام 2014 ومفوضية الانتخابات  التي اصبحت احد اطراف الصراع وعدم تقيدها بالقوانين الانتخابية، كل منهم يلقي بالمسؤولية علي الأخر ويتهربون من الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات ..

ندرك ان الخروج في الميادين والساحات في ظل الحكم الميليشياوي له عواقب وخيمة، ولاتزال احداث غرغور التي افضت الى مقتل ما يقارب الخمسين متظاهرا في الذاكرة، كما جرت العديد من المجازر بحق الشعب في عديد المناطق الغربية وبالأخص القره بوللي والعجيلات وصبراته.

المؤكد ان الشعب الليبي يرغب في إجراء الانتخابات للتخلص من هؤلاء جميعهم ... لان مصالحهم فوق كل اعتبار ومن مصلحتهم تأجيلها للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ... الشعب مطالب بالخروج علي كل الأجسام الفاسدة....لكن الامور لن تستقيم الا  بالنهوض من حالة السبات التي طالت، بالتظاهر السلمي والضغط على الطغاة وجذب انتباه المجتمع الدولي الذي نشك في مواقفه المخزية غير الآبه بمعاناة الشعب، المتماهي مع  جرائم الذين يجلسون على كرسي السلطة، من اجل التسريع بعملية الانتخابات الرئاسية وليكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل. وعدم التمديد لحكومة الدبيبة التي اهدرت الاموال اكثر من غيرها في فترة وجيزة.

أما عن التوافق بين رموز الحكم او ما يطلق عليه مراكز القوى، او تشكيل (مجلس المتقدمين للانتخابات الرئاسية)،فإنه لن يفضي الى نتائج ملموسة في صالح الشعب،ولنا في النظام السياسي السائد في كل من لبنان والعراق خير دليل على تعثر الاصلاح واستتباب الامن.

 

ميلاد عمر المزوغي

 

قاسم محمد الكفائيبمجهود سريع حاولتُ معرفة أصعب المباحثات التي مرّت على الإدارة الأمريكية حول قضايا مختَلَفٍ عليها مع الدول الأخرى خلال النصف قرن المنصرم، فلم أجد بالبحث المتواضع ما هو أصعب من مباحثاتها مع حكومات إيران المتعاقبة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979بقيادة الإمام الخميني في أمور كثيرة إبتداءً من إحتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران واعتبارها وكرا للتجسس، ثم تلتها المباحثات 5+1 بخصوص الإتفاق النووي الإيراني منذ العام 2015 ومازالت تترنح في العاصمة النمساوية، فكانت نهاية الجولات الإتفاقية التي وقعتها حكومة أوباما وألغاها الرئيس ترامب بأسلوب وقح خارج بنود الإتفاقيات الدولية وضربٍ لكل معاني الإلتزام

والدبلوماسية. لقد مرّت المباحثات التي تتعلق بالنووي الإيراني بمنعطفات متباينة تعقدت فيها طروحاتُ المتباحثين، وتراوحت الأفكار واختلفت الى حد اليأس كان فيها الفريق الأمريكي ما بين ورطة الإنسحاب من المباحثات، أو التنازل بقبول ما يمليه عليه المفاوضُ الإيراني على طاولة النقاش الذي تأرّقت فيه عيونُ الفريق الأمريكي وكانت النتيجة قبوله ببنود هذه الإتفاقية المبرمة في عهد إدارة الرئيس أوباما كما أشرنا سلفا.

فسقوط المفاوضُ الأمريكي في وحل تفاهماتِه مع الجانب الإيراني دليل على شعوره بهزيمة مواقفه، وأنه كما ثبُتَ لا يستطيع الصمود بحكم المنطق أمام الحق الطبيعي لإيران، الدولة المستقلة، ذات سيادة بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، كذلك تشجيع حكومات الدول النامية لمخالفة القرارات الأمريكية المجحفة عندما تصبر وتقرر وتتوحد. بعيدا عن التصريحات الإعلامية المتضاربة بشأن الإتفاق النووي للفريقين 5+1 فإن المنزعج الحقيقي منها هو الجانب الإسرائيلي الذي يهدد ويتوعد منذ سنوات مضت في كل مناسبة بتدمير المنشآت النووية الإيرانية فوق وتحت الإرض دون أن يلتفت اليه فريقٌ أوروبي مفاوض يسعى للحصول على أفضل النتائج، حتى الجانب الأمريكي فإنه في الآونة الأخيرة لم يبدِ كثيرا أيَّ اهتمامٍ أو حرصٍ على هاجس الجانب الإسرائيلي الذي تُسمع دقاتُ قلبه في فينا ولندن وعواصم دول الإتحاد الأوروبي حين تبدأ المباحثات وحين تنتهي، فهو يتمنى فشلها وعدم التوصل لأي اتفاق. هذا التهديد الإسرائيلي الذي دام لعقود لم يكن جادا كما يراه الخبراءُ الإستراتيجيون وأنه لا يتعدى أكثر من حرب ناعمة تحاول فيها الماكنة الإعلامية الصهيونية إرباك المفاوض الرسمي الإيراني وتعزيز حركة المفاوض الأوروبي في فينا، (زيارة الأمير طحنون الإخيرة الى طهران أثارت الشكوك بإتجاه آخر غير مسبوق، فقد يلجأ سلاح الطيران الإسرائيلي بضرب أهدافٍ في الداخل الإيراني والدليل أن الزيارة جاءت بأسلوب براءة ذمة وتطمين خاطر كونها زيارة تجسسية ليس إلا). ما تحلم به الحكومة الإسرائيلية ومنذ تسعينيات القرن المنصرم قصف المواقع النووية الإيرانية وتدميرها بغرض الظهور أمام دول العالم وحلفائها العرب (المتصهينين) بمظهر المتفوق، والمُدافع عن النفس أمام الخطر الإيراني القادم. لكن هذا لم يتحقق جرّاء السلوك المنضبط والعميق الذي شهدناه بالجانب الإيراني في معالجة كل قضاياه التي واجهته إبتداء من الحصار الإقتصادي الأمريكي الخانق عام 1980 الذي يتضاعف بين حين وآخر، أو الحرب المفروضة التي شنها صدام حسين، كذلك الملف النووي الذي أرَّق إسرائيل وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي بينما هي تسعى لمنع إيران من تخصيب مادة اليورانيوم للإستخدام السلمي. لقد وقفت حكوماتُ طهران بحق بصلابة وتحدٍ غير مسبوقين أمام هذا السلوك المتجبر الغير إنساني، فهي بموقع الدفاع عن مصالح البلاد، وإن تضررت كثيرا جرّاء هذه المواقف.

تسعى الإدارة الأمريكية ومازالت الهيمنة على الدول النامية مستغلة الظروف الرخوة التي تحيط بها وتعتبرها أسبابا لتكبيدها كل طاقاتها وحريتها وكرامتها، لكن إيران امتلكت الوعي قبل أن تبدأ أولى خطوات الصراع، فكما تشير الوقائع أن الفريق الإيراني يمتلك السطوة في هذه المباحثات الأخيرة كصاحب حق مسلوب ومُتجاوّزٍ عليه. أما إسرائيل فهي في وضع لا يُحسَد عليه بعد إن خسِرت عنفوانهَا الذي عاشته في زمن ترامب حين شعرت بانهيار مواقعها التي بنتها عبر مراحل من عمر كيانها. إن نجاح إيران بجميع قضاياها هو تحصيل حاصل وبفضل وقوف حلفائها معها، والرأي العام كذلك. أما حلفاء أمريكا وإسرائيل فقد شعروا بالندم لمواقفهم المغلوطة التي ارتكبوها بحق إيران، وتيقنوا أنهم في نهاية نفق مظلم أحسَّت فيه إسرائيل هي ذاتها بحاجة لمن يحميها، وقد يستعيد بعضُ هؤلاء المتصهينين قواه لتصحيح مواقفه، فيستعيد اعتبارَه بين المُعتبَرين.

 

قاسم الكفائي

 

 

عبد الرضا حمد جاسممقدمة: 

أولاً: اعيد الأسئلة التي اشرتُ اليها في السابقة للأهمية وهي:

س1ـ لماذا لا نتذكر من الماضي سوى آلامنا؟

س 2 ـ لماذا نرتاح للبكاء ونستغرب الفرح؟

ثانياً:  لماذا لا نصنع المسرات؟ هل من الانصاف الطلب من الذي لا يعرف المسرات ولم يتعود عليها ان يصنعها؟؟ كيف لكيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرفه ولا يعرف عنه شيء ولم يتدرب على طريقة صنعه و لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوب؟  هذا الطلب مُحير و له معاني كثيرة.

اليوم ابدأ بالسؤال رقم (3)

س 3 ـ لماذا ندمن على القهر ونتلذذ بالأحزان ولا نصنع المسّرات؟

ج: قبل كل شيء : هل اجبتَ انت شخصياً على هذا السؤال المعقد  قبل طرحه للعامة بوصفك بروفيسور في علم النفس ورئيس الجمعية النفسية العراقية التي اكيد تهتم بالحالة النفسية؟ هل اوضحته للناس البسطاء او حتى المتعلمين من غير المختصين؟ هل بينت للناس أسباب ذلك الإدمان وذلك التلذذ كما تتصور  وتفضلت بطرح الموضوع للمناقشة العامة في الصحافة و الفضائيات؟  هل أجريت بحوث وتوصلت الى نتائج واقترحت حلول بدل ان تطرح السؤال بهذه الصيغة "التأييسية" ؟ 

 

الجواب كما المعتاد كلا طبعاً!!! كما أتصور لأنك/أنكم ما تفرغتم يوماً لمعالجة حالة نفسية شخصية او مجتمعية و شرحتم ابعادها و أسبابها ونتائجها وانما وكما أتصور ايضاً وقد أكون على خطأ، اكتفيتم بجلد المريض/ المُرضى واتهامه/ اتهامهم والغير بالتسبب بما هو/هم فيه وفي احسن الأحوال تريدون ان يأتي المريض / المرضى اليكم يتوسل العلاج... وحتى لو حصلت مثل هذه الحالة ستكتفون بالنظر اليه/ اليهم بأنه حالة/ حالات ميؤوس منها ولا تُقدموا له/لهم سوى "المخدرات الكلامية او الدوائية" وتتفاخرون بإنجازاتكم المتواضعة الغير علمية تلك... وأكثر ما تقومون به هو اقتراح الى السلطات التي تدينوها و تحملوها كل مشاكل المجتمع التي انتم تقولون عنها ان جذورها تعود الى اكثر من 1300 عام أي من عصر الامويين والعباسيين وتضعون كل تلك الأمور على ""أحزاب الإسلام السياسي" بشكل يتنافى مع قولكم هذا وهم غير بريئين من ذلك لأسباب كثيرة. منها عدم استشارتكم و احراجكم اما المجتمع.

انا لا ادافع عما تطلقون عليها "أحزاب الإسلام السياسي"...لأني على الجانب الأخر في الحياة السياسية منهم لكن يجب ان تعرف ان الإسلام  سياسي منذ لحظة الوحي الأولى وهو ربما اول دين اقام دولة بتلك السعة مساحةً و أدارة و رعاية اجتماعية و تنوع...الاسلام سياسي لأنه ربط موضوع السماء مع موضوع الرعاية الاجتماعية وتشكيل هياكل الدول وسار عليه لليوم وكل الدول الإسلامية تجد في دساتيرها ان مصدر التشريع فيها هو الإسلام فيجب النظر بدقة للموضوع .

 

أساتذة علم النفس يتهجمون على حال المجتمع العراقي ويتهمون افراده ويبرؤون أنفسهم...هل قدمتم شيء نافع او علاج شافي او مُهدئ غير اقتراح متكرر لا تتعدى المطالبة بتشكيل لجان من بينكم وما أكثر الاقتراحات التي على هذه الشاكلة في مقالاتكم و ندواتكم  والمفروض انكم خبرتم مثل تلك اللجان...لكن أعتقد أن المطلوب هو ما وراء تلك اللجان والعيب في الحكومات التي لم تستجب لاقتراحاتكم وتلزمكم بتحمل كامل المسؤولية حتى تظهر نتائج تلك اللجان التي ربما لا تختلف عن نتائج بقية اللجان التي شُكلت و تتشكل لدراسة أمور أخرى.

 لا أحد فكر في ان يجيب على هذا السؤال و الأسئلة الأخرى و يشرح الحال للمجتمع "المريض" وانما أكتفوا ويكتفون فقط بتحميل "المريض" تبعات مرضه واتهامه بمثل هذه الصيغ من الأسئلة بأنه هو المذنب..هو المسؤول عن مرضه وعيوبه. 

لا نصنع المسرات... لأن المجتمع و الفرد أساساً لا يعرف المسرات كما يفهم من هذا السؤال... ويمكن ان يُرد على هذا السؤال بالجواب التالي: نحن لا نملك العناصر الأساسية او المواد الأولية اللازمة لصناعة المسرات ولم نتدرب على كيفية تصنيعها و لا نعرف اين موقع تلك المواد لنبادر الى جلبها ولا نعرف نسب خلط تلك المواد لننتج مسرات بالمواصفات المطلوبة ...فهل من الانصاف الطلب من كيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرف عنه شيء او لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوبة؟  انها واقولها بشكل مباشر مسؤوليتك ومسؤوليتكم انتم علماء النفس وليس مسؤولية الحكومات و السياسيين و رجال الدين ولا مسؤولية الصحافة...واول واجب عليكم هو منع الحديث ال "تيئيسي" لوسائل اعلام تبحث عن اليأس لتصنيعه ومنحة ماركة تحت اسم هذا المتخصص او ذاك ثم نشره على أوسع نطاق.

كيف نصنع المسرات؟ ونحن كما تصفنا في التالي: في مقالتك : [ما افسدته أحزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (1) بتاريخ 21.06.2016 الرابط

www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=906927&catid=279&Itemid=786

 [وبدءا نشير الى ان النظريات التقليدية في علم نفس الشخصية التي تؤكد على ثبات سلوك الفرد واتساقه عبر الزمن وعبر المواقف، لا تنطبق على الشخصية العراقية، وان هذه النظريات التي ما تزال معتمدة بالمناهج الجامعية تجاهلت تأثير (السلطة) في الشخصية، وأن متابعتنا لتحولات الشخصية العراقية عبر ثلاثة عقود ونصف من الزمن يقدم اضافة معرفية نصوغها بما يشبه النظرية، هي:(ان الشخصية تتغير عبر الزمن وعبر المواقف وان النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير] انتهى. [ هذه شبه نظرية جديدة].

السؤال هنا هل يرغب او رغب النظام السياسي السابق و الحالي في ان "نصنع المسرات"؟ ثم ما هو رأيك بما شاهدته انت  في ساحات / تشرين 2019 من علامات "الفرح و المسرات" ونشوة الفرح والانتصار التي حضرتها انت شخصياً وربما ساهمت فيها وما تناقلته القنوات الفضائية التي ربما استضافتك وعلقت على ما جرى؟

وانت عالم نفس: هل يستطيع الانسان ان يتجاوز تأثير عقود من الحروب و القمع والاذلال و الخوف ويقلعها من لاوعيه الجمعي

وانت من كتب التالي في مقالتك : [ اللاوعي الجمعي و العقد النفسية في الشخصية العراقية]  بتاريخ 03.05.2013   الرابط

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=74141&catid=160&Itemid=599

[أسهم اللاوعي الجمعي في تكوين عقدا نفسية في الشخصية العراقية، عملت الحروب والأزمات والتناحر بين الجماعات والتدخل العسكري الطائفي لتركيا وايران على ان تجعلها صلدة أشبه بالكونكريت. ونقصد بالعقد النفسية هنا، حالة عصابية من خصائصها :شعور صاحبها، بالقلق والخوف من الآخر، والضعف او العجز، وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين، واللاواقعية في تقييم الأمور، وصعوبة ايجاد حلول عقلانية لمشكلاته، والميل الى الاستمرار على هذا السلوك برغم ادراكه انه يتعبه.وعلى وفق النظرية التطورية Evolutionaryفان المورّثات " الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات "جينات" سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح). وهذا يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات "الجينات " بثلاث صيغ : تقوية مورّثات معينة، واضعاف أخرى، ودثر أخرى .وتأسيسا على ذلك فاننا – أبناء هذا الجيل من العراقيين – لسنا فقط نتاج تكويننا البيولوجي الخالص، انما ايضا نتاج ما صنعته الأحداث من تأثير في مورّثات " جينات " أسلافنا العراقيين . ولك أن تقول : ان " جيناتنا " الحالية مشّفرة أو مسجّل عليها الأحداث التي عاشها أجدادنا في لاوعينا الجمعي، وأننا نقرأ عناوين هذه الأحداث ونرى صورا منها عبر سلوكنا وتصرفاتنا. ولك أن تقرأ تاريخ الخلافتين الأموية والعباسية ثم العثمانية والدماء التي أريقت على أرض العراق في عنف شرس تحز فيه الرؤوس وتدوس حوافر الخيل جثث القتلى، نجم عنها توريث الحقد والكراهية عبر الأجيال.بهذا المعنى فان الموروث الثقافي يعدّ من أهم عوامل تكوين الشخصية .ونعني بالثقافة: القيم الدينية والأخلاقية والاتجاهات والمعتقدات والمعايير والفنون والآداب والعلوم..وكل ما ينتجه المجتمع وينتقل عبر اجياله، وأنها "الثقافة "عملت على تكوين " مركز سيطرة" على مستوى الوعي واللاوعي الجمعي داخل الفرد يتحكم بتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة، وأن الاختلاف بين الأفراد، في سلوكهم وتعاملهم مع الناس والأحداث، يعود في واحد من أهم أسبابه الى مركز السيطرة الثقافي هذا] انتهى.

السؤال هنا: اليس من المفروض بعلماء النفس معالجة تلك الكتل الكونكريتية من العقد النفسية التي تقول ان اللاوعي الجمعي اسهم في تكوينها.؟...دلني على مقالة لك او منشور تضمن توجيهاً للشباب للنظر الى تلك الكتل الكونكريتية و العمل على تكسيرها/ تفتيتها وهل قدمت  للشباب العراقي وهم الغالبية في المجتمع العراقي من خلال تجاربك وبحوثك المواد التي تساعدهم على تفتيت تلك الكتل؟

في ص74 من كراسة الجيب التي أصدرها الراحل علي الوردي تحت عنوان: [ شخصية الفرد العراقي...]/1901 كتب التالي: [وقد يسأل سائل: ما هو العلاج الذي ترتأيه لهذا الداء؟] ثم يكمل الوردي: [ إننا ما دمنا قد عرفنا الأسباب التي تؤدي اليه فقد اتضح إذن وصف العلاج له] انتهى

العجيب ان الراحل الوردي لم يتوصل الى داء و لم يصف علاج في كل ما كتب تقريباً واكتفى بطرح ما تصور انها علل دون ان يبادر إلا مرة واحدة بطرح العلاج وهو الذي ورد في نفس الصفحة اعلاه ثم انزوى تحت قول له: [عالم الاجتماع يُشخص و الحلول على من يستطيع]...وهو ربما على بعض حق لأنه ليس عالم نفس او طبيب نفساني...لكن الأجيال من بعد الوردي ساروا على نهجه يتكلمون و يكتبون عن "الأدواء" ولا يصفون دواء...ولم يفكروا في أن يجربوا و ينتظرون اللجان وهم سبق ان "تلنجنوا" ولم يقدموا شيء وهم متأكدين من مصير كل تلك اللجان.

لماذا ندمن على القهر؟!... القهر أيها السيد المحترم فيه معنى الاذلال فهل نحن مدمنين ذل واذلال؟ وفيه من معاني الانهزام والانكسار...فهل ينطبق على ما ورد في مقالتك:

تظاهرات الشباب.. دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع السياسي بتاريخ 14.10.2019 الرابط (1)

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=940448&catid=321&Itemid=1240

[في الثلاثاء، الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 انطلقت في المحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات كانت الغالبية المطلقة فيها شباب دون سن الثلاثين سنة، فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى الياس والعجز من اصلاح الحال. وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة التي ادانها الرأي العام العالمي] انتهى.

هل هذا هو تفسير إدمان القهر؟ أو هل هذه الهَّبة الشبابية كما الوصف الذي ورد تعني انهم مدمني قهر؟ 

هل تفضل أحد من علماء النفس من دارسي الحالة العراقية والمكثرين من الكتابة عنها وعليها ان سأل نفسه: كيف نقهر القهر؟ او هل تفضل على المجتمع و الشباب منه  بأطروحة له او محاضرة او مقالة او منشور او ندوة او فيديو تحت عنوان: أيها الشباب ...كيف نقهر القهر؟ أو تعالوا نناقش كيف نقهر القهر أو ليفكر كل واحد منا في كيف يقهر القهر في نفسه؟ لم أقرأ لأحد من المختصين أي موضوع تحت هذا العنوان او قريب منه.

لم أرى ولم أقرأ ولم أسمع عن عالم/ طبيب نفس في العالم "المتهم" بالعلم سأل مدمن مخدرات لماذا انت مدمن؟ لأنه يعرف انها ظاهرة واسبابها كثيرة بعضها شخصي/ خاص وبعضها جامع/عام ويعرف ان المدمن تعبان نفسياً من حالته ورافض لها لكنه غير قادر على مغادرتها حيث كما أتصور انه لا يوجد مدمن معجب بحالته وما وصل اليه...فعالم النفس او الطبيب النفساني لا يصرف وقته في هذا السؤال لأن هذا الشخص أدمن ووصل الى ما لا قابلية له للعودة الى ما كان ...فعلى الطبيب المعالج العمل على تخفيف الحال باتجاه محاولة النجاح التام وقدموا لذلك دراسات وبحوث واقتراح أساليب للعلاج وأقاموا مراكز متخصصة يقدمون فيها جرعات محددة تحت اشراف علمي و تحت انظار باحثين يراقبون تطور الحالة وبعد التعافي/ التحسن يبدأ السؤال لماذا ادمنت وكيف؟ ما هي الخطوة الأولى التي مشيتها في طريق الإدمان؟ ليستفيدوا منها في منع الغير من سلوكها ... هل سمعتم طبيب يسأل مصاب بالسرطان لماذا انت مصاب؟

السؤال الأصح كما أتصور هنا  ليس لماذا ندمن على القهر لأن في هذه الصيغة كما افهم "حالة إرادية" وكأننا بحثنا عن الإدمان وتوجهنا اليه برغبتنا...السؤال  الأصح هو: لماذا أدْمَنَا على القهر؟ أي ما هي العوامل التي أوصلت الشخص/ الانسان الحر الى حالة الإدمان وفي هذه الصيغة إشارة الى التشجيع على رفض إدمان القهر او وضع معرقلات في طريق فرض القهر لآن القهر يفرض ويمكن مقاومة الذي يُفرض.

القهر عاشته الأجيال وتعاملت معه مفروضاً مرفوضاً وصار جزء من تاريخها...ومن يتذوق الكأس مرة حتى ولو بالفرض يصعب في الغالب فراقها وحتى المصحات تحت اشراف مختصين نتائجها متعثرة...فكأس القهر كان "شاينا وقهوتنا" لعقود. تأتي الان وتضع اللوم علينا بقولك: لماذا ندمن على القهر؟

هنا في بلد المسرات / فرنسا و كل العالم المسمى بالعالم الأول عندما يحصل أي طارئ في مدرسة او معمل او دائرة مع إجراءات البوليس و القانون تدخل إجراءات العلاج النفسي وفرق الاخصائيين لتدارك ما حصل ومنع وصول تأثيره الى أعماق النفس البشرية وبالذات الأطفال.

عليك كمتخصص ان تتفرغ لهذا السؤال و تقيم خارطة طريق  لصنع المسرات بدل التلذذ بهذه الطروحات التي لا تقدم شيء ذو نفع و لا تتكل على السلطة او السلطات كما تقول انت.

 لماذا نتلذذ بالأحزان؟

 لا أحد يتمنى الحزن او يسعى اليه وما "نحن" فيه اليوم ليس وليد ما بعد الاحتلال... لا... هو نتيجة ما جرى للشعب العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وربما قبل ذلك من خلال الحكام ومستشاريهم واتباعهم واذاعاتهم وصحفهم فهو ليس وليد هذه الأيام وهذه الظروف وساهم في ذلك وبه بعض النخبة سواء راغبين طامعين بالمال و المواقع أو الخوف او اُرغموا على ان يكونوا الأدوات التنفيذية لذلك فلا حق لأحد وبالذات من هؤلاء ان يلوم الشعب او ينعته بنعوت في سبيل التكسب من هذه الجهة او تلك كما كان جاري، فَهُمْ على استعداد ان يبدلوا جلودهم وهذا جاري الآن كما في السابق وهذا الصنف هو اخطر من كل الأصناف الأخرى على الانسان العراقي ومن ثم على المجتمع العراقي.

 بعض النخبة أدمنوا على اشاعة الحزن وصاروا تجار سوق بيضاء وسوداء في تصنيع وتسويق هذه البضاعة الرخيصة وحسب الطلب... بدل أن يعودوا الى رشدهم ويعَّودوا الناس على صناعة المسرات، أصروا على استغلال الحال وضعف الأحوال وقاموا ببث الحزن بين الناس وعودوهم بالتدريج على صناعة الحزن وزراعته ليخدروهم به مما يسهل  السيطرة عليهم وتوجيههم كما يريدون .

مسار الحزن كمسار تعاطي المخدرات تبدأ بانتعاشه بسيطة وقتية غير مكلفة وربما مجانية لينتهي بدمار وضياع... والحزن يبدأ بدمعة او حسرة ليصل الى دموع و حسرات واهات وضياع. 

ادخل الى أي بيت عراقي حتى سكنة العشوائيات والذين ينبشون القمامة تجد انهم يرقصون ويهزئون و يصفقون ويغنون وحتى وهم يعملون نسائهم ورجالهم شبابهم وأطفالهم من الجنسين...لكن لا احد يلتقط وينشر مثل لحظات الفرح  القليلة هذه حتى ولو مع لقطات الحزن اللذيذ الذي يظهر هنا وهناك وتكفل مجاميع الصحف و الفضائيات في إشاعة الحزن من خلال ما تطلق عليهم "خبراء، محللون،، متخصصون" حيث تهيل عليهم "اكيال" الألقاب و العناوين لغرض توجيههم لإنتاج الحزن نقله و توزيعه. [ التفضل بالاطلاع على ج3 بخصوص الحزن ...لطفاً].

س4 ـ لماذا نُفْرِطْ بالثرثرة واللغو والاتكال على السلطة ونقتّر بالفعل الجاد والنزيه  والاعتماد على النفس؟

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

دُجنّت الكلاب منذ نحو ١٥ ألف عام، مما يجعلها على الأرجح أقدم الحيوانات المستأنسة على سطح الكوكب، بعد ذلك قام البشر بتربية الكلاب وتعليمها لإكتساب سمات مرغوبة ومحدّدة، إذ قام الإنسان بتدريب الكلاب على الرفقة، الصيد والحراسة وهو يعني أن الكلاب المُدجنة يُمكن أن تستجيب بدرجة كبيرة لأوامر البشر وإيماءاتهم.

على الرغم من كلّ السنين الّتي قضاها الإنسان في مصاحبة الكلاب إلّا أن بعضهم أصبح بلا مأوى لإستغناء البشر عن وجودهم المهم وتمت الإستعاضة عنهم بالأجهزة الإلكترونيّة والمُصاحِبات الأخرى فأصبحت الكلاب الّتي بلا مأوى تُدعى "الضالّة" أو "السائبة" ورغم الوصف الواضح إلّا أن معناه الدقيق بأنّها ضلّت طريق صاحبها الإنسان أو إنقطعت عنها حبال الوصل.

أثبتت الدراسات الّتي أجرتها "أنينديتا بادرا" أستاذة العلوم البيولوجيّة في مختبر السلوك والبيئة - المعهد الهندي لتعليم العلوم والبحث العلمي – إنّ الكلاب حتّى وإن كانت ضالّة فهي أفضل صديق حيواني للإنسان لأنّها تستطيع فهم تعابير الشخصيّة البشريّة.

تُعد الكلاب الضالّة سمة شائعة في المدن في جميع أنحاء العالم وخاصّة في العديد من البلدان النامية، أحياناً يؤدي النزاع بين الكلاب الضالّة والبشر إلى حدوث العديد من المشكلات أو حتّى الإصابات ولكن هذا الأمر ليس بمبرّر لما تتخذه الحكومات أو بعض الأفراد من تصرّفات وحشيّة للتخلص من الكلاب الضالّة عبر قتلهم أو صيدهم بطرقٍ شنيعة، إلّا أنّه ليس بالأمر الغريب فهذه التصرّفات يستعملها الإنسان لمواجهة إنسان آخر لعدّة أسباب فهل سيمتنع عن فعلها لصديقه الحيوان؟.

كانت ولا زالت الحلول بسيطة ورحيمة للمحافظة على الأمن المجتمعي وحماية الكلاب الضالّة في نفس الوقت بتخصيص ملاجئ متفرقة يُديرها مختصون للعثور على الكلاب الضالّة وإيصالها بطرقٍ آمنة إلى الملاجئ ثمّ تبدأ عملية الاهتمام والتدريب لإعادة الصلة المفقودة وإعادة ربط الإنسان بصديقه القديم.

 

طيبة وليد – العراق

 

صادق السامرائيالذين يلهجون بمصطلح التجديد يهدفون إلى ترقيد الأمة، أي تنويمها ودسها في ظلمات ماضيها ودفنها حية، بدعاوى أنها غير قادرة على الحياة الحرة الكريمة، والعلة فيها وبدينها بالذات.

وهذه طروحات فارغة، ومحاولات بائسة للنيل منها، بنشر مفاهيم التدمير الشامل، التي هي أشد فتكا من أي الأسلحة التي إبتكرها البشر.

والتجديد من ضمن تلك المفاهيم الهادفة لقتل الأمة وتمزيقها والنيل من وجودها ومحقها.

فلو نظرنا إلى طروحات دعاة التجديد لوجدناها معتقلة في الدين، وعلى الأمة إعمال العقل في النص الديني.

ولا تجد عندهم منهجا أخر يمنح أملا، ويفتح أبوابا لحياة أرقى وأجمل، وبطرحهم المتكرر يثيرون حفيظة المعنيين بالدين، والذين يشعرون بأن الدين في خطر بسبب ذلك.

فتنشأ فرق وجماعات توهم الآخرين بأنها تحمي الدين من أعدائه الداعين للنيل منه بإسم التجديد.

فأصبحت كلمة تجديد عدوانا على المنتمين للدين المعني، لأن الإيمان ليس عقليا، وعندما يسمعها المؤمن أو المعتقد أو المنتمي للدين يضطرب ويتخبط، ويكون آيلا للسقوط في أحضان أي حركة أو مجموعة أو جماعة أو حزب أو فئة تواجه هذه الدعوات، وتعلن أنها تحمي الدين وتذود عنه ضد أعدائه المسخرين للقضاء عليه، وبرهانهم على ذلك ما يذهب إليه القائلون بالتجديد.

ويحسبونهم كفرة وزنادقة، وهم المؤمنون الصادقون، وبهذا يتوفر لتجار الدين الأرضية الخصبة لتسويق رغباتهم وتمرير أضاليلهم وأوهامهم.

فيتمكنون من إستعباد الناس بإسم الدين، وتحويلهم إلى أرقام يفعلون بها ما يشاؤون، وبهذا يكون للتجديد فضل كبير، ودور فعال في صناعة التطرف والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، ويجعلون الدين عدوا للدين!!

فهل من قدرة على إعمال العقل في العلم والإبتكار لكي تخرج الأمّة من هذه الغُمّة؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

حشاني زغيديبين الميدان الذي هو ساحة المعركة، وساحة تدافع المشاريع وساحة سباق العطاء، فالميدان هو سيد المواقف، لرسم الأفكار والخطط والمشاريع، وبين واقع الديكور والبهارج واستعراض الأزياء في مواكب الأعراس .

أقول لأصحاب المشاريع : ليخدعنكم المظاهر البراقة الكاذبة المزينة بالمساحيق، أقول لأصحابنا أضربوا لكم المواعيد في ورشات العمل، أضربوا لكم المواعيد في الميدان بتمريغ الأرجل في الوحل والطين .

ما يدفعني لكتابة هذه لأسطر من الأفكار لأعتقادي أن دور المثقف هو المشاركة في معالم التحول ببدل الوسع مع الخييرين بإيقاظ الإهتمام بالأدوار الواجب القيام بها وهو دور لا يقل أهمية عن دور الفرق النشطة المنفذة للمشاريع، فالمسؤولية عند القادة الناجحين تكليف وليست تشريف، فما يجب فهمه أن المسؤولية تفرض أن يكون القائد والد الجميع، يجمع ولا يفرق، معياره في التعامل تقريب الأصلح، تقريب الأكفأ، تقديم صاحب الخبرة الطويلة، همه الوحيد نجاح مشروعه، همه تحقيق أهدافه ولو اصطدم العمل مع أصحاب المصالح من المنتفعين وهم كثر حول القائد، فما يجب معرفته ووضعه في الحسبان، وجوب تحصين المشروع بالبطانة الصالحة، البطانة الناصحة المخلصة، التي تكون عونا في المشروع،و تكون عونا للقائد في تجسيد مشروعه .

ويظل الميدان هو الحكم الوحيد لنجاح القائد، ويظل الملموس هو المعيار الذي يؤشر على النجاح والفشل، فالقائد الناجح هو الذي ينزل المشاريع في الميدان، تخطيطا وتنفيذا وتقويما، تصنع المشاريع في مخبره، يرعاها بتفقده وتوجيهه .

ما نراه من ناجح في المشاريع بشتى أنواعها، فهو ثمرة عمل متكامل، تشترك فيه جميع الجهود القائد فضل المحرك، فما ينسب للقائد إنما هي تراكم جهود غيره من الموظفين والمواطنين النشطين في الميدان كلا حسب موقعه ومهامه وواجباته، فدور القائد الناجح هو تفعيل كل الموارد بالتعزيز والتشجيع وعرفان فضل كل العضو في محيطه.

وفي الأخير من المهم في لإدارة المشاريع العامة الخدمية، أن توسيع دائرة المشاركة لها أهمية في إنجاح المبادرات والمشاريع المسؤول الذي يشارك غيره، ويستمع ويصغي، ويتقبل النصح والتوجيه، والذي يتقن فن الإنصات، والذي يوسع دائرة مشورته لوجهات نظر غيره من المختصين وكفاءات وأصحاب الرأي من النخب سيكون النجاح حليفه.

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

في المثقف اليوم