أقلام حرة

أقلام حرة

الاتفاق السعودي الإيراني.. هل يحمي الأخير من الضربة الاسرائيلية؟!

نقلت وسائل إعلام الغربية، عن تقارير للاستخبارات الأمريكية، أن تل أبيب تستعد لشن هجوم سريع، على مواقع محددة في إيران، ويأتي هذا التصعيد بعد تعثر الجهود الرامية لإيجاد حل لملف إيران النووي، وإعلان واشنطن ان المباحثات وصلت إلى طريق مسدود، ما قد يعني أن ضوء أخضر للبدء بالضربة الأمريكية على طهران..

في المقابل إيران ومن جانبها، لم تعلق بشكل مباشر، على هذه الأنباء والتقارير، واكتفت بالإعلان أن قواتها بكافة صنوفه مستعد لأي طارئ، وأن الأهداف المرسومة في العمق الإسرائيلي، تحت مرمى الاستهداف لأسلحتها وقواتها...

الاتفاق المفاجئ بين السعودية وإيران، عد ضربة قوية للمساعي السياسية الخارجية الرئيسية، لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في إنشاء تحالف إقليمي، مبنى على عزل إيران عن محيطها الإقليمي، وهذا يوضح سعي طهران الحثيث إلى تطبيع العلاقات مع الرياض، وجعله هدفاً مركزياً على أمل أنشاء تحالف أمني يتكون من بعض الدول العربية، بعيدا عن إسرائيل.

أشاد خصوم إسرائيل الإقليميون بالاتفاق بين الرياض وطهران، ووصفته حركة حماس الفلسطينية، بأنه خطوة مهمة لتوحيد صفوف الشعوب المسلمة، وهو موقف طبيعي متوقع منها.. من جانب آخر فأن إسرائيل لايزال بإمكانها العمل مع دول الخليج، من خلال التعاون في مجال الاستخبارات أو الدفاع الجوي، لكن الدول الخليجية ومنها السعودية والإمارات، لن ترحب بأي عدوان علني ضد إيران أو تكون ممن يسهل حدوثه، وهذا ما أعلنته أبو ظبي مؤخراً بأنها لن تكون ممراً في قصف طهران.

الواقع يقول أن واشنطن، لاتزال هي اللاعب المهيمن في المنطقة، ويغتنم السعوديون الفرصة تلك من أجل التحرر من تحالفهم مع الأمريكان، وتقدم قبالة ذلك سعيها لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، والحصول على المساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، كثمن مقابل الصفقة التي عقدتها الرياض مع الصين، والتي قد تجعل من الصعب على الرياض الحصول على تنازلات كبيرة من واشنطن.

الصفقة التي توسطت فيها الصين، قد تصعب على السعودية الحصول على أي مواقف كبيرة من واشنطن، ما يتطلب التوازن من قبل السعودية تجاه طهران، وان يكونوا أكثر جدية في السير في تنفيذ خطوات التقريب بين الجانبين..

إيران من جانبها، فبالإضافة إلى فائدتها المباشرة في تحييد السعودية في صراعها مع الدول الكبرى والغرب، فهي ترى أن تحسين علاقتها مع السعودية، سيصعب عملية مهاجمتها من قبل إسرائيل من كافة النواحي..

يرى محللون إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يحاول اللعب في جميع المجالات والذي يمكن أن يأتي بنتائج بأكثر من اتجاه، كما هي فرصة للجانبين في بناء قواعد رصينة وثابتة، لعلاقة متوازنة بين الجانبين، تحكم المنطقة بجميع جوانبها واتجاهاتها، وهذا رغم انه قد يفيدهم في تثبيت حكمهم، لكنه أيضا يخدم الشعوب ويحقق الاستقرار بالمنطقة.

***

محمد حسن الساعدي

 

في بعض المجتمعات المنكوبة بالقهر والتخنيع والتركيع والإذلال الشديد، تتحول الكتابة إلى وباء خطير، تساهم بقتل البشر وتخميد الإرادات وتعطيل العقول، وتأهيل الناس للإستسلام لنداءات السمع والطاعة، وتبني عقول جلاديها والمصادرين لوجودها الإنساني.

فالكتابة الجيدة تمثل جوهر الكلمة الطيبة، وتكون النجيع المشافي من العلل الفكرية، ولقاح واقي من أمراض الخداع والتضليل والتهبيل.

وما يحصل في واقع بعض المجتمعات أن الكتابة تعكس إرادة الكراسي، فهي مرآتها ولسان حالها، وتستعير مفردات ذوي الشأن والسلطان.

أي أنها أبواق الكراسي، ومن المساهمين بصناعة المآسي.

ذلك أن الكراسي تفرّق وترى الحياة بمنظار نفوسها الأمّارة بما تريد، وهي متربصة مرتابة مذعورة، تخشى حاضرها وغدها، فقوائمها غير ثابتة، وما حولها سينقض عليها ويدوسها ويمحقها ويعتليها.

والكتابة مسؤولية والكلمة أمانة، وبالكلمة يتحقق كل شيئ، وبها يُدَمَّر كلَّ شيئ.

والحروب أولها كلام، والسلام أوله كلمة، والويل والنكد تصنعه الكلمات الممزِّقة، وديدن أقلامنا الكتابة بمداد التفرقة والعدوانية، وتحشيد المفردات السلبية على السطور.

فالكثير مما يُنشر يُظهر التفاعلات التنفيرية بين أبناء كل شيئ واحد.

وبهذا تتحول الكتابة إلى وباء فتاك يقضي على الأجيال، بمنع تفاعلها وإذكاء تصارعها الخسراني المبيد، وبموجب ذلك تجدنا في محنة تآكل الأجيال وتماحقها، ونسير على سكة كل أمة تلعن أختها، ولن نصل إلى محطة معاصرة ذات قيمة حضارية رائدة.

فهل تتوطن عقولنا إرادة الهدم؟!!

و"متى يبلع البنيان يوما تمامه ...إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم"

***

د. صادق السامرائي

 

في مرقد أبو حنيفة النعمان

ان ما حدث ليس فعلاً اعتباطياً او حدث بالصدفة، نعم ان القائمين بهذه الأفعال قد يكونون من الأشخاص الجهلة والمسيرين من دون علم، ولكن الفاعل الحقيقي والموجه بشكل مباشر او غير مباشر فهي جهة خططت وتخطط على المدى البعيد لتدمير هذا البلد وتعميق النعرات الطائفية، انها نفس الجهة التي كانت مسؤولة عن اغتيال المئات من الكفاءات العراقية من أساتذة الجامعات والأطباء والعلماء بعد عام 2003، انها نفس الجهة التي قتلت الكثير من النشطاء وتلاحظون ان هؤلاء النشطاء هم من السلميين وبالذات ممن يدعون الى التهدئة والسلام، فالسلام في العراق مرفوض منهم، انها نفس الجهة التي تقوم بين الفينة والأخرى بارتكاب مجازر بشعة بحق الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال من مناطق وعشائر مختلفة من دون وجود سبب حقيقي ومنطقي لهذه المجازر ثم الايحاء انها مجازر طائفية، نعم قد تتحول هذه الصراعات الى صراعات طائفية حقيقية ولكن المحرك الأول الذي يريد تعميق الطائفية من دون وعي من الناس الذين ينساقون خلف عواطفهم هو المخطط الشيطاني الذي يحسب الف حساب للعراق والعراقيين ويخشى ان يرجع العراق ويأخذ دوره القيادي في المنطقة، انها نفس الجهة التي شكلت عدة حركات دينية ضالة وبالذات الحركات المعادية لسماحة السيد مقتدى الصدر والتي تدعوا كذباً وافتراءً عليه الى مبايعته على انه الامام المهدي ، نعم الكثير من اتباعهم هم من الجهلة ولكن قياداتهم الذين لا يعتقدون بما يزعمون ويعرفون حق المعرفة الجهة التي تقودهم والاجندة التخريبية المطلوبة منهم وهي تمزيق التيار الصدري بل تمزيق العراق بنشر هذه الخزعبلات التي قد تنطلي على الكثير من البسطاء، لذلك المطلوب من الجهات الأمنية القاء القبض عليهم والتحقيق معهم للتوصل الى بعض الخيوط وكشف الجهات التي تقف خلفهم وتمولهم وترسم لهم المخططات الشيطانية الخبيثة ضد العراق والطيبين من أبنائه، كذلك المطلوب من المواطنين الكرام ان لا ينجروا عاطفياً مع هذا الطرف او ذاك، فهذا جزء من المخططات التي تهدف الى تدمير العراق وتمزيقه، انهم الطرف الثالث، فليكن الجميع حذر منهم ومن مخططاتهم التي تريد الشر بنا، نسأل الله ان يحفظ بلدنا مما يراد به من الأشرار من اعدائنا .....

***

محمد توفيق علاوي

 

نقاش لا بُدَّ من فتح بواباته للإفادة

في سياق مواكبة ودعم عمليات تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس، هنالك نقاش صحي وعقلاني بِأُفق صياغة رؤية إعادة التوظيف. نقاش يستحضر التاريخ في صيغة متعددة (التحجر)، وآخر يبحث عن دمج الأثر العمراني التاريخي ضمن النسيج التنموي الحديث، أي (استحضار الماضي الذي ما انفك يمضي في الحاضر الذي ما فتئ يجيء)، حتى لا نسقط في فشل التأهيل!!

من بين الملاحظات السديدة التي تسطو طوعا على المتتبع لعمليات تأهيل المدينة العتيقة لمكناس، أن جل الرؤى والدراسات لهندسة منطلقات التأهيل والترميم، بقيت حبيسة تخطيط التفرد والتحصين التحنيطي، ونَهلتْ من معين التوثيق التاريخي المضطرب (الصورة)، وبدون اعتماد تصورات جارية لرؤية ما بعد التأهيل، وما الأثر التنموي الذي تنتظره المدينة من عمليات إعادة التوظيف؟؟ وكيف يمكن تحقيق تنمية تفاعلية في حاضر لازال يئن من غياب إعادة قراءة التاريخ بالمدينة؟، كيف لنا أن نستشعر تاريخا متكاملا في غياب رؤية استشرافية للحاضر؟

حقيقة لا مفر منها، أن خلق جمالية للأثر العمراني بمكناس، صعبُ الاشتغال واستكمال التدقيق التاريخي، ومكلف في جهد التدخلات الرديفة والناشئة. لكن والحمد، فالبعض من عمليات الإحياء بدت ثمارها الجمالية تنمو رونقا، وتتضح مشروعا بعد آخر، وهذا يحدث في غياب الالتقائية (الماضي/ الحاضر) والإجابة عن سؤال: ما قيمة التاريخ العمراني، إذا بقي متوقفا في الماضي بدون مناولة حديثة، وإضافات تفك العزلة عن المدينة؟

اليوم باتت تلك الأبراج (القريبة من باب البطيوي باتجاه برج بيبي عيشة...)، يتم ترميمها بمنتهى الدقة والمرجعية التاريخي (القديمة)، لكن ما قيمته بعد التأهيل؟ هي الرؤية المغيبة عند مسؤولي هندسة تثمين المدينة العتيقة لمكناس، والذين يشتغلون بمنطق الحساسية!! قد لا نحتاج اليوم إلى وجال من العسس (البخاري) الواقفين بالسيوف على سطوح الأبراج، ولا إلى الحراسة الليلية بالبنادق لحماية المدينة من القبائل الثائرة المناوئة. اليوم ترميم تلك الأبراج بلا بوابات ولا منافذ لها، نتكهن من السبق أن تصبح تُشابه (قبور الفراعنة) !!

اليوم، يجب استحضار إستراتيجية إعادة التوظيف العصري (غير الفولكلوري)، والتفكير المستقبلي في توظيفها الأمثل والحديث(التناسبية). اليوم، يجب السماع إلى نبض الخبرة بمكناس، ومتتبعي ومواكبي تثمين المدينة العتيقة في تفكير مسموع عبر الجواب عن سؤال: كيف نُشغلُ تلك الأبراج والمعالم بتناسق الماضي وبالحاضر؟ ما فائدة ترميم أبراج المدينة وتترك مرة ثانية للفراغ حتى تتهاوى مرات أخرى؟.

فالإبقاء على الرمز التاريخي بالإحياء (الشواهد التاريخية)، لا يمكن استنساخه من الماضي نحو الحاضر، بصيغة (فوطو كبي)، بل يجب استلهام الحاضر وانتظارا ته وموجهاته الأساس، وجعل الموروث العمراني التاريخي نقلة (نوعية) نحو الحاضر والمستقبل، كي يتم دمجه في الحياة الجماعية، والاستفادة منه (تنمويا)، ولا يبقى للمشاهدة والقول: (كان أبونا رجلا صالحا). اليوم تلك الأبراج العديدة، يجب أن تفتح لها أبواب من جهة الفضاءات الموالية، وتستغل كأكشاك سياحية/ ترفيهية/ مقاهي تقافية/ مركز أمن القرب./ مركز الإرشاد/ مقر للمقاولات الصغرى في مجال الصناعة التقليدية....) .

نعم ، الأثر العمراني والمادي لا نثمنه لأجل التجميل (ماكياج دولة)، فقد يصبح الأمر مضيعة للمال العام في الحاضر، لذا لا بد من التفكير في إعادة التوظيف الأمثل، دون البقاء عند مقولة (كان أبوك...). حقيقة المحفز الذي شجعني على ركب مغامرة هذا الطرح (التجديد)، هو أني أبتغي فتح نقاش سليم و عقلاني يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. هو أني أطمح إلى فتح نقاش خصب يؤسس لرؤية النقد البناء دون خلفية الهدم التي تسكن البعض منا، هو أني أرى تاريخ مكناس ساكنا لا يكشف عن مفاتنه، ولا يضع تفسيرا حقيقيا عن مكاشفة عوراته السالبة في الماضي.

***

محسن الأكرمين

 

 

وجدته يصرخ مذعورا، وسألته: ما السبب؟

فقال: جُنَّ قلمي!!

قلت: كيف؟

قال: أ لم تسمع بحكاية إبن الفراهيدي الذي راح ينادي في أسواق البصرة: "جُنَّ أبي"، وأنا أنادي "جُنَّ قلمي"

قلت: وما تعنيه بذلك؟

قال: ألا تقرأ ما يُنشر؟

قلت: أختار منه ما أراه جدير بالقراءة؟

قال: المنشور إبن كانَ، وقلمي متوحل بأطيان كانَ، ولا يستطيع التفاعل مع يكون، إنه قلم مجنون، بل أن أقلامنا مجنونة، أي لا تتفاعل مع الواقع الحاضر، بل مع الماضي الغابر.

أقلام "كان" مجنونة بالتمام والكمال!!

قلت: هذا ديدن كتاباتنا، وآليات تفكيرنا منذ أكثر من قرن، فما الجديد؟

قال: الدنيا تتحرك بسرعة فائقة، ونحن نتقهقر بسرعة فائقة، فمن سيوقف تدحرجنا الخسراني؟

قلت: نحن نستلطف دور الضحية، ولا نجد سبيلا للتعبير عن إرادتنا الحرة، فنتقاتل بأسلحة "كانَ"!!

قال: كل الأقلام تشترك في صناعة مأساتنا، لأنها مصابة بداء "الكانَكانَة"، أي مكبلة بأصفاد كانَ.

قلت: و"الهُمهُمه"، من هم.

قال: أ لم أقل جُنَّتْ الأقلام، فهل ستصدق أنَّ مداد الجنون يكتب كلماتنا ويصور أحوالنا، فهل وجدت مجنونا يرى الواقع؟

قلت: الجنون إنقطاع عن الواقع، والعيش في الأوهام والتخيلات والتهيؤات.

قال: هكذا نبدو على صفحاتنا الغناء.

قلت: إنها محنة الأقلام بأجيالها، ومحنة الغرق اللذيذ في أعماق الباليات.

وكأن الخوالي باقيات فاعلات قائدات فهل أن الأرض تدور؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

لنتفق كمسلمين أن الإسلام عالمي بمنهجه الشامل لكل العالم ولجميع القوميات والأعراق والألوان من قبل الإله الواحد الأحد الفرد (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) لذا علينا تحريره من العقول التي ما زالت تعتقد وتصر على أن الإسلام محدود جغرافيا وقوميا وطائفيا كونه عربيا خالصا للأمة العربية (أنا أنزلناه قرانا عربيا مبين) التي اعتنقت الإسلام ونبيها العربي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه السلام حيث انبثق من أرضها نوره منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وأن هذا المفهوم ترسخ واستوطن هذه العقول إلى يومنا هذا مما سبب للإسلام ومعتنقيه الكثير من المشاكل والصعوبات والانعكاسات التي تسببت حينها إلى القتال والنفور والإساءة إليه بسبب عدم فهم مفهوم هذه الرسالة الشاملة والنظرية السماوية وحقيقتها ودوافع إرسالها بهذه الشمولية وسبب اختيار الجزيرة العربية والشخصية المختارة لحمل هذه الرسالة وتبليغها من قبل الخالق العظيم من خلال إيجاد قواسم مشتركة بينها وبين من سبقتها من رسالات دينية وعقائد وأنبياء إلى جميع البشرية سابقا حيث لا يمكن لأي عاقل في الكون أن يعبد أو ينقاد أو يستسلم لخالق ليس له القدرة على التوحيد والتحكم والسيطرة المطلقة على جميع البشر والمخلوقات الأخرى وليس له نظام موحد شامل لتسيرها في الحياة بل له المعرفة المسبقة في كنه وكينونة هذا الكون وما فيه أرسل أنبيائه ورسله ومنذريه ومبشريه إلى سياسة مجتمعات وأقوام وفق شرائع وسنن محكمة وسبل عبادة الخالق الواحد وهو الله تعالى جل جلاله على ضوء مستويات المجتمعات وعقلياتها وطبيعة حياتها وبالتدريج حتى جاء الإسلام بشمولية عقيدته وتوسعها على خاتم الرسل والرسالات بكتاب موحد وشامل لكل الملل والنحل والعقائد من العبادات والمحرمات والمعاملات والقيم والأخلاق وطرق العبادة لله تعالى بمناسك معينة موحدة متممة للشرائع التي سبقتها فرضت على الناس جميعا ولهذا نرى القرآن الكريم يخاطب بلفظة الجميع يا أيها الناس والمؤمنون والمسلمون خطاب شمولي دلالة على أن الإسلام شمولي بتعاليمه وشرائعه يشترك فيه مع جميع الأديان والملل الحقيقية الغير محرفة فمثلا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بالتخويف والترهيب والإيذاء والقسوة والغلظة في الكلام بل بالنقاش وأسلوب حضاري متمدن (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..) النمل 125 و(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن..) العنكبوت 46لإيصال المفهوم الذي أمر به الإسلام للكف عن انتشار الفاحشة والرذيلة وأشاعتها في المجتمعات لغرض أ صلاحه كما يريده الخالق تعالى لأن العالم المتحضر لا يفهم ولا يعرف لغة العنف في النقاش والجدال كونه تعلم على التسامح والمحبة والقيم الإنسانية كالدين المسيحي الذي يعتنقه أكثر سكان الأرض وكذلك الزكاة لو حاولنا أخراجها من إطارها المشوه على أنها وسيلة فرض الأتاوات بمفهوم الجزية من التي ذكرها القرآن الكريم وبأسلوب قسري على أصحاب الذمة من خلال تفسيرها الخاطئ بل هي شكل من أشكال الضريبة على المواطن الغير مسلم والمؤمن بغير عقيدة محمد صلوات الله عليه وسلامه تؤخذ منه سنويا وتُعطى له من بيت المال لقضاء حوائجه من قبل الدولة الإسلامية توازي مفهوم الزكاة على المسلم وكذلك أن الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة هي دعوة عالمية لقصده والتوجه إليه لا تخص المسلمين فقط بل هي دعوة للناس كافة على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام مؤسس الدين الحنيف بتوجيه من الله تعالى لتوحيده (وعلى الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا) ودعوة خالصة لضيافة موائد الرحمن سبحانه وتعالى للناس كافة في جميع بقاع العالم ليشهدوا منافع لهم وتواصل بين البشرية لإرساء المحبة والسلام والتجارة (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم .....) والتوجه للمعبود الواحد الأحد هو صاحب هذا البيت كونه بيتا مشخصا كرمز لجميع البشر ومجمعا يضم جميع الأديان الحقيقية والطوائف والمذاهب على وجه الأرض المعمورة .فعلينا أقناع المقابل من المخالفين أن نزيل الفوارق التي أوجدها أصحاب العقول والنفوس المريضة والضالة والمظلة التي لها مصلحة في إفشال المشروع الإلهي في بناء مجتمع متكامل مبني على القيم والأخلاق والمبادئ وتطوير العقل البشري لبناء مجتمعات راقية في العيش والبناء التي ترتقي بالإنسان كما أراده الخالق كوحدة بشرية موحدة في العقيدة والمنهج والدين والتفكير لكن مع الأسف نحن نساهم في هدم ما بناه النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه للمشروع الإلهي من خلال التقصير الفكري الجامد الغير متحرر من التبعية النمطية للقرون الماضية في إتباع السنن وشريعته السمحة المبنية على المحبة والسلام وتقبل الآخر واحتوائه . فلو أستطاع المسلم أن يقنع أي إنسان على الكرة الأرضية من غير العربي ومن غير المسلم المحمدي أن هناك قواسم مشتركة بين عقيدته ودينه ومفاهيمها الصحيحة والعقائد والأديان الأخرى كونها من منبع واحد ومصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) و(أن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) وجامعها ليوم الميعاد واضعا برنامجا واحدا في إدارة الكون ومخلوقاته بعيدا عن التكفير والقتل والإقصاء (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وكذلك (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ظل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) و(ولا أكراه في الدين) فأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمحاسب للبر والفاجر والمؤمن والكافر على حد سواء وأن يكون الإقناع منطقي وحضاري يليق بمفهوم الإسلام ورسالته السامية.

*** 

ضياء محسن الاسدي

 

عندما تضعف الدولة تقوى الجهوية وتتجذر وتبشر بالتمزق

ندرك ان المناطق الحدودية بين الدول بما فيها الدول المتشددة امنيا، يتم خلالها تهريب السلع خاصة ان كانت هناك فروقا في اسعار السلع بين الدول المتجاورة ولكن بكمية اقل (الحد من التهريب) وكذلك تهريب البشر سواء لأجل العمل المؤقت ام لأجل الاقامة الدائمة.

من حق أي دولة ان تفرض سيطرتها على المنافذ البرية والبحرية والجوية، خاصة ان كانت تلك المنافذ تشهد وبالعين المجردة تهريب السلع سواء تلك المنتجة محليا او المستورة من الخارج، تهريبها يقلل من عرضها بالسوق المحلي ما يسبب الى ارتفاع اسعارها وبالتالي يتحمل المواطن ذلك، اضافة الى اثقال كاهن الخزينة العامة في دعم بعض السلع المستورة، وبالتالي تذهب خيرات البلد الى البلدان المجاورة وبالأخص القرى الحدودية التي نجد سكانها يقومون بالاحتجاجات عندما تقوم السلطات المعنية بالحد من تهريب السلع، وتهريب السلع ليس محل ترحيب من سلطات الدول المنسابة اليها السلع لأنها تفقدها اموالا طائلا نتيجة تردي الضرائب الجمركية، لكنها تحاول ضبط عمليات التهريب بما لا يجعلها تقع في مواجهة مع سكان القرى الحدودية.

في ليبيا وفي غياب السلطة الفاعلة، كثرت عمليات التهريب للسلع وبالأخص النفط ومشتقاته الى دول الجوار، مالطا وتونس،ومصروغيرها،ولانه لا توجد حكومة مركزية قوية، فإن غالبية المناطق تشكلت بها تنظيمات مسلحة، ظاهرها الدفاع عن منطقتها في ظل الانفلات الامني ، وباطنها القيام بعمليات التهريب.

وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، ادلى بتصريحات قال فيها:" إن وزارة الداخلية سوف تبسط سيطرتها على كل منافذ الدولة ابتداءً بالقاطع الغربي والشمال الغربي من خلال أجهزتها الأمنية المختصة في إطار مكافحة التهريب عبر الحدود والمنافذ، كما ستتم إعادة هيكلة لمديريات الأمن حسب الرقعة الجغرافية والقوة البشرية وهي خطوة مهمة من أجل تقوية المؤسسة الأمنية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين"، كلام جيد يصب في مصلحة الدولة والحد من تهريب السلع، الا ان بعض أهالي مدينة زوارة حيث المنفذ الحدودي (راس جدير) مع تونس اعتبروا أن تصريحات الوزير المذكور، بشأن تأمين المنافذ الحدودية، تطاولا ودعوة للحرب، مطالبين بسحبها والاعتذار عنها وعدم تكرارها. ليس ذلك فحسب بل تمادوا في مهاجمة الوزير بقولهم "إنهم لم ولن يسمحوا بالتطاول والدعوة للحرب ومحاولة استغلال منصبه واستعمال تلك التصريحات المغرضة والمبطنة لتحقيق ... ومكاسب استراتيجية على حساب أمن المنطقة التي تنعم به منذ فترة ".

وبعد، ترى هل مثل هذه العنتريات تساعد السلطات في السيطرة على المنافذ الحدودية ومن ثم بسط سيطرتها على كامل تراب البلد؟ بالتأكيد عدم وجود سلطة مركزية قوية على مدى 12 عاما مضت هي التي جعلت بعض المدن تتصرف بما يحقق لها مصالحها الذاتية غير ابهة باستنزاف الموارد التي تخص كل الوطن.

ان اردنا بناء دولة عصرية تحفظ حقوق المواطن وتلبي حاجياته وتحد من اهدار الثروات وبالأخص تهريبها، فلا بد من الترفع عن كيل السباب والشتائم بحق المسؤولين واعطائهم الفرصة لكي يعملوا بأريحية بما يعود بالنفع على كل فئات الشعب بمختلف مناطقه واحداث مشاريع مستدامة تساهم في توفير الاحتياجات ويعم الرخاء وينهض الوطن.

***

ميلاد عمر المزوغي  

.............

ملاحظة: زوارة على سبيل المثال لا الحصر.

 

 

ما يجري في أروقة المختبرات العلمية، وما يتوصل إليه الباحثون من مكتشفات ومخترعات يفوق التصورات، ولا يمكن لخيال أن يستحضره، فالبشر صار يتدخل في خلق البشر!!

فالنانو تكنولوجي وما قبلها وما بعدها وحولها، والتعامل مع الشفرات الجينية في الحوامض الأمينية، والسرعة الهائلة في تطور علوم الكوبيوترات والتواصلات الرقائقية وغيرها من المبتكرات المذهلة، المتفاعلة مع المستقبل المتخيل، جعل الواقع المعاش أغرب من أي خيال.

وما تحلم به العقول الفائقة القدرات المحركة للحياة فوق التراب، ستساهم في صيرورات مرعبة قد تدفع إلى القضاء على الموجودات الحية وتمحق الحياة.

فكل شيئ يتغير، وما عاد البشر آدمي المواصفات، بل ستتدخل التكنولوجيا، وسيكون بشر المستقبل مجموعة من الرقائق الإليكترونية المتفاعلة في بدنه، والمقررة لمصيره اليومي.

البعض يتحدث عن صناعة البشر بمواصفات مطلوبة، ويُقال أن الدول القوية تسعى لتخليق بشر بمواصفات خارقة وقدرات قتالية فائقة، وأنه لا يمكن قتله أو إفناءه بل يفني ولا يُفنى، وكأن المعارف لا بد لها أن تكون أكثر تقدما وإقتدارا في الميادين العسكرية.

فالمستقبل يشير إلى أن البشر سيقاتل ما يبدو بشرا وهو أعظم من البشر بقدراته المتنوعة، وأن الموجودات التكنولوجية ستكون فاعلة في الميدان، فبعد المسيّرات، سيتم صناعة الفراشات التي ستغزوا الأوطان، وربما الجراد الصناعي المحوّر بايولوجيا ليفتك بالزرع والضرع، فالإبتكارات الخارقة تأتي بما لا يخطر على بال.

ومن أرعب ما توصلت إليه العقول العلمية أنها راحت تتعامل مع الشفرات الجينية وكأنها أرقام حسابية، وكل رقم يمثل حالة ما، ويُقال أن البشر تعلم هذا السر من البكتريا التي تحتفض بالحوامض الأمينية والشفرات الجينية للفايروسات التي تصيبها، لكي تتعرف عليها وتتوقى منها وتعمل على إنتاج أجيال لا تتأثر بها.

فإلى أين ستصل البشرية؟

وهل ستجني على نفسها وأهلها براقش؟

فهل صار العلم أخطر التحديات التي تواجهنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

افترق فقهاء المسلمين الى ستة اراء في تحديد اول الشهر القمري، ولو اتبعناهم، مثلا يحتفل بيوم العيد القسم الاول من المسلمين اليوم، وبعد 6 يوم يكون العيد للقسم السادس، رغم ان علم الفلك واحد وكل فقهاء المسلمين، لا يخطؤوه حيث يحدد علم الفلك خروج القمر من المحاق بالدقيقة والثانية واجزاء الثانية.

ودرس احد المراجع قضية خروج القمر من المحاق بشكل مستفيض فسأل الاطباء عن امكانة رؤيا العين البشرية للهلال بعد خروجه من المحاق فحددوها له ب 13 ساعه وسأل اغلب الاختصاصيين الذين لهم علاقه بالقمر والهلال وصل به الامر الى كلف احد وكلائه بالاتصال باحد المراصد الفلكية وياخذ موعد مع احد الخبراء في احد الدول المتقدمه للتحدث معه حول هذا الموضوع وفعلا حدد له موعد 10 دقائق للتحدث مع الخبير ودار الحوار التالي وباللغة الانكليزية.

الوكيل: مرحبا

سؤال الفقيه عن خروج القمر من المحاق؟

الخبير: اهلا وسهلا

تصورت سؤال الفقيه عن سرعة الرياح في المريخ او شئ من هذا القبيل. لو علمت

سوالكم حول خروج القمر من المحاق! لما خسرت 10 دقائق من وقتي، اذهبوا الى موقعنا حددنا خروج القمر من المحاق بالدقيقة والثانية واجزاء الثانية ولمدة 500 عام الى الامام

وهذا بعض التوضيح...

تحياتنا لكم وللفقيه

باي

الوكيل: شكرا لكم

الخلاصة كل فقهاء المسلمين يعلمون متى يخرج القمر من المحاق بالساعه والدقيقة والثانية واجزاء الثانية ولكن اختلفوا متى يبدا اليوم وحسب تعبير الفقهاء (المبنى الفقهي) لكلا منهم ومع ذلك افترقوا الى 6 اراء كالتالي:

الراي الاول: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا، ولو بعد الغروب، فيعلن العيد في اليوم التالي وهو رأي فقهاء اليمن وليبيا قبل الربيع العربي

الراي الثاني: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا، قبل الغروب ببضع ساعات لو 3 ساعات، وهو رأي فقهاء نجد التيار السلفي الوهابي (السعودية) وبعض فقهاء الشيعة مثل الشيخ فاضل الانكراني في ايران والمبنى الفقهي للسيد علي الخامنئي (ايران) ولكن ايران غالبا لا تاخذ به وتذهب الى راي مشهور فقهاء الشيعة (الراي الخامس الاتي).

الرأي الثالث: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلال، قبل الغروب بساعات يعتد بها مثلا 10، وهو رأي فقهاء الازهر (مصر) من يتبعها من الدول الاسلامية وفقهاء الرياض (السعودية) ومن يتبعها من الدول الاسلامية

الرأي الرابع: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا قبل الغروب ويحدد ب 13 ساعة، وهو امكان الرؤيا بالعين البشرية من ناحية علمية طبيه للهلال، وهو رأي الفقيه السيد محمد حسين فضل الله (لبنان)

الراي الخامس: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى بالعين البشرية ويشهد لو 2 من المؤمنين برؤيته، في اي بقعه من العالم، (وحدة الافق) حسب المصطلح الفقهي لهم، وهو رأي مشهور فقهاء الشيعة وتبناه استاذ الفقهاء لمدة 50 عام السيد ابو القاسم الخوئي (العراق حوزة النجف)

الراي السادس: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى بالعين البشرية ويشهد لو 2 من المؤمنين برؤيته في البلد اي لكل بلد يجب تثبت به الرؤيا يكون لديهم عيد (عدم وحدة الافق) حسب المصطلح الفقهي لهم رأي وهو ما أنفرد به الفقيه السيد علي السيستاني وبعض الفقهاء

هذه 6 اراء اي الفرق بيوم العيد 6 يوم ولكن الهلال رحمنا فهو باليوم الثاني يكون واضحا لذا قلص الهلال مشكورا يوم العيد وبفرق يومين فاليوم الاول يحتفل بالعيد اغلب جمهور المذاهب الاسلامية الاربع الحنفي، الحنبلي، المالكي، الشافعي، (السنة) وقسم من جمهور المذهب الجعفري (الشيعة)

اليوم الثاني

يحتفل بالعيد اغلب جمهور المذهب الجعفري (الشيعة) وقسم قليل جدا من جمهور المذاهب الاربعة (السنة)

اليوم الثالث

في بعض الاعوام يعلن العيد في اليمن وليبيا قبل كل البلدان الاسلامية وهذا مؤرخ لمن يرجع للارشيف

وفي عام في بالي 2004 او قبلها او بعدها اعلن العيد الفقيه السيد محمد حسين فضل العيد وفقهاء سوريا لم يعلنوا العيد لذا وقع وكلائه في حرج شديد والكثير منهم لم يقيموا صلاة العيد واعتذروا للسيد محمد حسين فضل الله ان ضيعهم افطرت ولكن لم يصلوا او يحتلفوا بنفس اليوم

علما ان السيد فضل الله رأيه مرور 13 ساعة قبل الغروب لخروج القمر من المحاق ليظهر هلال ولحد وفاته كان يبحث على دليل ليكون رايه اول الشهر القمري، اول خروج القمر من المحاق، وكان يردد للكرة الارضيه يوم وليس يومين ولكن لم يقطع بذلك.

وفي عام 1997 على ما في بالي او قبلها او بعدها في النجف كان 8 فقهاء اربع فقهاء اعلنوا العيد واربع لم يعلنوا العيد رغم ان بيوتهم متجاوره وارسل احد الفقهاء الى جاره الفقهيه 35 شخص يشهدوا برؤية الهلال ولكن الفقيه الاخر لم ياخذ بشهادتهم.

ورسالتنا الى منظمة المؤتمر الاسلامي ان يوحدوا المسلمين بيوم عيد واحد ولا يبقى متقلبا للاقدار

ونضع معاتنا امام فقهاء المسلمين ان يتنازل احدهم عن رايه الى الاخر بفتوى واحده يتحمل مسؤليتها امام الله كما يفتي بالاف الفتوى الاخرى او يعلم الفقيه ماذا يعني ان يفطر شخص وجاره صائم او يفطر شخص واخيه او زوجته صائمه

***

صبري الفرحان

.......................

هامش

1- لم يذكر لي المتصل الصديق الوكيل ماذا قال له الخبير واجزم انه كلام علمي فلكي ولم اسال الرجل عن ذلك)

 

 

تعذرون "جنابي" لأنه يصرّ على المراوحة في محيط السادة المسؤولين والسياسيين والنواب، البعض يسمّيها شحّاً في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب، سواء كان الاسم "فلان أو علان".

الابتعاد عن كرسيّ السلطة يصيب جميع مسؤولينا بالقلق، أما ارتفاع نسبة الفقر، واحتلال العراق مرتبة أسوأ 10 دول من أصل 180 دولة من حيث حجم الفساد ونطاقه في "مؤشر مدركات الفساد" الذي تطرحه منظمة الشفافية الدولية.

عندما يُسرق بلد في وضح النهار، عندما يُبرر التعذيب والاعتقال العشوائي.. عندما تسلّم مؤسسات الدولة إلى أصحاب الثقة لا أصحاب الخبرة، فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب.

نهبَ مسؤولونا أكثر من 80 مليار دولار عدّاً ونقداً، على كهرباء سلمناها إلى أصحاب المولدات، وبدلاً من "مزاد بيع المناصب" الذي نصبه أحمد الجبوري وسط قبة البرلمان، كان المطلوب سهلاً جداً، أن نضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، وبدلاً من أن يضحك علينا حسين الشهرستاني وينضم إلى قائمة أغنياء الكرة الأرضية، كان هناك مهندس عراقي اسمه فاروق القاسم يعيش في النرويج ساهم في اكتشاف النفط في أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال، هذا المهندس توهم بعد 2003 أنه يمكن أن يقدم شيئاً لبلاده العراق، ويخبرنا أنه فاوض حكومة بغداد بشأن خطة متكاملة لتطوير صناعة الطاقة، المسؤولون، قالوا له ننصحك بأن تعود إلى النرويج، الجهات السياسية التي وقفت ضد مشروع فاروق القاسم قررت في لحظة تاريخية مهمة أن عبقرية حسين الشهرستاني أبقى وأنفع للعراقيين.

اكد تقرير نشر مؤخراً عن قرار بعض شركانت النفط العالمية الكبرى الانسحاب من العراق، أن الخطر الرئيسي الذي تواجهه شركات الطاقة الغربية العاملة في العراق هو سيناريو الوقوع في فخ الفساد المستشري الذي ينتشر بقطاعي النفط والغاز في البلاد، مما يضرّ بسمعتها والبلد الذي تمثله، إضافة إلى التبعات المالية والتشريعية.

وتؤكد تقارير منظمة الشفافية الدولية أن العوامل التي قادت البلاد إلى أسفل تصنيفات الفساد الدولية، وأعاقت بناء الدولة بشكل فعال وتقديم الخدمات، تشمل الاختلاس الهائل وعمليات الاحتيال في مجال المشتريات وغسيل الأموال وتهريب النفط وانتشار الرشوة والبيروقراطية.

زميل قال لي؛ صدّعت رؤوسنا بالحديث عن الفساد المالي والإداري والديمقراطية، ألا تلاحظ أن مسؤولينا فرحون بما أنجزوا خلال السنوات الماضية، ولهذا قرروا أن انضموا إلى قافلة أصحاب الزوجة الثانية، سياسيون أغرتهم السلطة والمال والنفوذ ليمارسوا هواية الجمع بين أكثر من زوجة، سيقول البعض من حق مسؤولينا أن يشعروا بالفرحة الكبيرة بعد طول انتظار وشوق للمنصب ومنافعه .

***

علي حسين

 

1 - لو لم يكن العراق، لما كنا وما كان الذي كانوا، لما نشاءت الأديان والمذاهب والقوميات، ولما كانت الحضارات والثقافات والمعارف والفنون، ولما نزحت اليه الجماعات، بكامل عراقتها وارثها الحضاري، فأغنته واغتنت به، مكونات تاريخية، نسجت وحدته المجتمعية، في امة عراقية موحدة، لو لم يكن العراق، لما كان العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري السرياني والفيلي العراقي، وكذلك الديانات، المندائتة واليهودية والمسيحية والأسلامية والأيزيدية، وما سبقها من رسالات واديان وعلوم واكتشافات، هي الأقدم والأعرق في التاريخ البشري، لا كما نحن عليه الآن، خارج التاريخ تهرسنا الهشاشة، هل يعلم الذين، يتطفلون الآن على الحقيقة العراقية، بالكراهية والأحقاد والخذلان والأذلال، انهم لا ولن يكونوا بديلاً عن العراق، ولأن بعضهم دخلوا كجزء من مؤسسات الغزاة، فلا يمكن لهم ان يتطبعوا ويتأقلموا على الواقع الوطني والأنساني ، ومن لا يحترم تاريخاً له في العراق، لا مستقبلاً له فيه؟؟؟؟. 

2 - هل سيعلم هؤلاء، ان العراق ولولا سواقي سماءه ودفيء ارضه، لما وجدت فيه الحياة، حتى ولو بقدرة قادر، وأن الرافدين يشكلان الهوية الوجودية لكامل مكوناته التاريخية، ومن يتطاول او يتطفل على تلك الحقيقة، سيجد نفسه خارجها، لا سبب او مبرر لوجوده، فمن يخذل العراق ومهما كانت افتراضاته واوهامه، فلا يمكن له ان يغير مجرى النهرين، ناهيك عن الحقيقة الوجودية للعراق، أنهم كمن يناطح الجبال بقرون من خشب، وتبقى كراهية العراق وخيانته، عاهة لا يمكنهم الفكاك منها، وان العراق في ثقافتهم النافقة، جسد مشاع للأفتراس، وتلك فرصتهم كقطاع طرق.

3 - لو لم يكن العراق، ثروات وجغرافية وبيئة وعمق حضاري، لما تكالبت عليه، اطماع الغزاة وتعددت التدخلات، وكذلك الأحتلالات والحصارات، وتسللت معهم مجاميع الحثالات والولاءات والخيانات، وارتكبت جرائم الأجتثاث، لأفضل ما خلق الله من المكونات، على ارض ما بين النهرين، ولولا ضعف العراقيين ووهن ارادتهم وغفلتهم، لما دخل الغرباء زحفاً دموياً، من شماله وجنوبه وغربه وشرقه، ولما اصيبت اليقضة العراقية بالشلل، وارتبك الوعي المجتمعي، وتغولت المذاهب، بهرطقاتها وشعوذاتها وتخريفاتها، تلك التي جلبها الغزاة معهم، ولما تمترست بعض القوميات، في احضان الغزاة، محاولة منها، التمدد في الذات الوطنية، كي تحقق المستحيل، بتغييب كامل الحقيقة العراقية، كي ينسى العراقي، ماهيته وانبعاث ضرورته ودوره، في المتغيرات الكونية العاصفة.

4 - على بنات وأبناء العراق، من زاخو حد الخليج العراقي، أن يواجهوا حقيقتهم التاريخية، ويبحثوا عن حقهم فيها، وما ينبغي ان يكونوا عليه، أن يعودوا إن كانوا مهجرين او مهاجرين، ليتوحدوا مرة اخرى، بينهم ومع التراب الوطني، أمة عراقية الأطراف والمركز، ولست عقاًراً للأستقطاع والتحاصص، الطائفي القومي، وأن العراق سيتصدر، رياح الشرق القادمة، والأرض يحك جلدها التغيير، ومن لا يفهم حتميات التاريخ، عليه ان يكون خارجه، وسيذكرهم العراق، كموجة جراد اضرت بالأرض والأنسان وانصرفت، وعلى الذين كفروا بالعراق، لصوصية وفساد وارهاب، ان يعلموا، أن الأرض التاريخية للعراق، لا يمكن العبث بها او تقاسمها، أهلها سيعودون اليها، غداً او بعد غد، ومع من تبقوا فيها، سيحاسبون ويعاقبون، من اغتصبها وهجر واجتث اهلها، من يتجاهل الأمر، سيصحوا يوماً، عارياً بلا مكان ولا زمان ولا ضرورة.

***

حسن حاتم المذكور

18 / 04 / 2023

 

رات في تحول 25 جويلية، المسار الذي يقوض تحركاتها بعد ان عاثت في البلاد فسادا وتصفية الخصوم السياسيين والنقابيين، الذين قاموا بتعرية ادوارها الاقليمية، بانخراطها ضمن المحور الاسلاموي الذي يضم تركيا وقطر، لقد ساهمت وبفاعلية في ارسال الشباب التونسي بعد غسل ادمغتهم الى الساحة السورية ضمن منظومة اقليمية إرهابية تهدف الى احداث الفوضى تقويض الدولة السورية وإسقاطها بتمويل قطري ضخم تفاخر به الشيخ / حمد بن جاسم وعدّه من انجازات دويلته واسناد تركي لتنفيذ مخططات الاعداء بهدف تمزيق الامة العربية.  

تسارعت الخطوات التي ساهمت في لف الحبل حول عنق النهضة الذي تطاول على مؤسسات الدولة وبالأخص مؤسسة الرئاسة، شكلت جبهة اسمتها الخلاص ضمت الاحزاب التي تدور في فلكها من اجل تقويض نظام الحكم وشيطنته، حاولت تجييش الشارع لأجل زعزعة الامن والاستقرار، دعت القوى الاجنبية الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلاد ما اعتبر تامرا على امن الدولة، ساهمت في وقف عجلة الانتاج يتوقف العديد من المصانع وتسريح العمالة الوطنية، واخيرا تجفيف الأسواق من السلع الضرورية والتحكم في اسعارها لتثقل كاهل المواطن الذي لم قادرا على تحمل اعباء المعيشة كل ذلك من اجل دق اسفين في العلاقة بين الشعب وقيادته التي رأى فيها السبيل الى خلاصه من النهضة واخواتها.

اعلان قانون الطوارئ سمح للرئيس باتخاذ الاجراءات التي من شانها، تخليص البلاد من عشرية سوداء طالت كافة مناحي الحياة وجعلت منها بؤرة لتفريخ الارهابيين لزعزعة امن واستقرار المنطقة.

التغيرات الاقليمية ولعبة المصالح جعل النظام القطري ينكفئ على نفسه، أما اردوغان والذي حاول جاهدا احياء امبراطورية بني عثمان على حساب العرب فهو الاخر اصيبت بلاده بتدهور اقتصادي من خلال تدني سعر صرف عملته الى مستويات متدنية، ما اجبره على مراجعة حساباته والتودد الى دول الخليج وبالأخص الامارات والسعودية من اجل الحصول على أموالها قد تساهم في تحسن اقتصاده، والتفاهم مع مصر والنتيجة التضييق على من آواهم من تنظيم الاخوان المسلمين ولجم افواههم.

اعتقال الغنوشي في ليلة القدر على خلفية تصريحاته بان هناك شبح حرب اهلية اذا تم استبعاد الاخوان من العمل السياسي سيقوده الى قدره المحتوم، حيث تم منع الاجتماعات بكل مقرات النهضة ومقرات جبهة الخلاص التي شارك قياديوها في الاجتماع الذي قال فيه الغنوشي إنه "لا يجب التسامح مع الانقلاب ولا يجب التسامح مع من تورطوا في الانقلاب"، واصفا إياهم بـ"الإرهابيين والاستئصاليين"، زاعما أن "الانقلاب لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة". لقد كان مناوئا لأنظمة الحكم فتمت محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما. محاكمته عام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1998 بنفس الحكم السابق والاسباب عديدة منها ارهابية، قدم نفسه على انه اصلاحي، كان يمني الشعب التونسي رغد العيش، لكنه عندما استلم السلطة جعله يعيش حد الكفاف.

النظام في تونس مصمم على محاسبة كل من اجرموا في حق الشعب واوصلوه الى حافة الافلاس من خلال تخزين السلع والمضاربة بأسعارها وكذلك الذين لم يتوانوا يوما في الاستنجاد بالقوى الاجنبية، والكشف عن التنظيم الارهابي لحركة النهضة ودوره في تجنيد الشباب التونسي ومقتل بلعيد والبراهمي.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

من الكتاب الذين قرأت معظم إن لم أقل جميع كتبهم (عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، طه حسين، يوسف إدريس، محمد حسنين هيكل) وآخرون.

وعندما أعود إلى ما قرأته في مرحلة الصبا، أجده خارج العصر، ولا يصلح للقراءة في القرن الحادي والعشرين.

أمامي مؤلفات العقاد، وطه حسين، ولا أجدها تتوافق وإيقاعات ما نحن عليه، وتبين أن لكل فترة زمنية مفرداتها، وإيقاعاتها التعبيرية، فما أنتجه العرب في القرن العشرين، ربما سيذهب مع الريح في القرن الحادي والعشرين.

ذلك أن الكتابة الحقيقية مرآة عصرها، وتجدني أمام كتب إبن سينا والرازي في مأزق، لأنها تحتاج لمعاجم لمفرداتها، وعباراتها متواكبة مع عصرها ولا تعرف عصرنا.

فالأجيال تعطي ما ترشح فيها من أوعية الزمان والمكان، ولا يوجد ما هو خالد ما دام البشر ليس بخالد، والإبداع إبن البشر لا إبن غيره، فما يبدعه البشر إبن عمره.

وعندما يموت البشر يذبل ما قدمه، ويموت بعد حين، مع أن البعض يرى غير ذلك، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالشعر بوصفه الكلام الخالد.

فما نكتبه اليوم لا معنى له في تيار التدفق المعلوماتي الفياض، الجاري في أروقة الحياة الذي يسقي أيامها بالجديد.

يبدو أن عمر الإبداع سيكون أقصر من أعمار إبداعات القرون السابقات، كما أن نسبة المقروئية ستتضاءل لكثرة المطروح للقراءة، فالكتابات أصبحت مبتذلة، والسطور محشوة بما يحلو لمن يكتب وينشر بسرعة غير معهودة.

في السابق كان المنشور ينتظر أسابيعا وأشهرا ليظهر في صحيفة ، أما اليوم فبسرعة البرق يصل إلى الموقع الذي يراد له أن يكون على صفحاته.

هذه الدوامة العارمة أوجدت شعورا لدى الكتاب بأنهم يكتبون على وجه الماء، والتماحي قوة قاهرة، تزيح الموجود وتأتي بجديد آخر يتأهل للإنمحاق الأكيد.

وهكذا نحن في دوامة دوران ناعورية شديدة العنفوان، لكنها تروي لباب الرؤوس وتملأ النفوس بطاقات تدفعها إلى واقع جديد.

فهل نَكتُبْ أم نُكتَب؟!!

***

د. صادق السامرائي

  

المعارك بالأسلحة الثقيلة تتواصل في السودان في مناطق عديدة، فيما يتدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع، وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملأها أيضا الآليات العسكرية ،في وقت يصعب فيه تشخيص الوضع على الأرض. وهكذا يجري تدمير السودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة "الصوملة"، في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، بينما تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية.

وهكذا عندما تفقد الوطنية مفهومها ويغلب صراع فقدان الضمير في أي بلد يحرق الأخضر واليابس وعندما تطغى المصالح الشخصية في الحكومات على حماية مؤسسات البلد يكون سلاح الدم هو الحاكم ونحن في العراق عشنا مثل هذه المرحلة ولازلنا نتذوق مرارتها وما يجري اليوم من تدمير للسودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة المتهاوية في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، و تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية، والحل عبر حوار أمراء الحرب لن تجدي نفعا، ولن تجد دعوات الحوار أي صدى من أصحاب المصالح، وفي حالة إنتصار أي منهما لن تتوقف المأساة، فلو إنتصرت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ستواصل وحدات من الجيش القتال، لرفضها تولي حميدتي، وفي الة إنتصار الجيش لن يستطيع بسط سيطرته على الأطراف وكثير من المناطق، ولا حل إلا بحراك شعبي يدعو للسلام والحكم الوطني الديمقراطي، ويطالب بتنحية كل من أشعلوا الحرب، وامتداداتها المدنية، وكل من يتلقون التمويل سواء من دول الخليج أو أوروبا، ورغم صعوبة هذا الطرح فإنه الطريق الصعب هو الحل الوحيد لخروج السودان من محنته القاسية.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

 

الحديث الثاني: تنمية المهارات القيادية والعمل الجماعي:

وعن أبي سعيد " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم "رواه أبو داود.

فمن خلال هذا الحديث وحسب الدكتور سعد الله المحمدي أن السنة النبوية اعتنت بتنمية المهارات القيادية، والعمل الجماعيِّ، وبإعداد فريقِ عملٍ حتى في أصغر الحالات؛ وذلك لأنَّ العمل بروح الفريق سرٌّ من أسرار النجاح، ويحقِّق الأهدافَ المشتركة، ولا أدلَّ على ذلك من أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعيين أميرٍ في السفر حيث يقول: (إذا خَرَج ثلاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحدَهم)؛ [السلسلة الصحيحة: 1322].

فمن خلال هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم على تعيين أمير أو قائد في سفر فمابلك بأمر عظيم وهذا لأهمية القيادة في إدارة الأفراد والمؤسسات والدول

فالقيادة هي القدرة على التأثير في الأفراد لجعلهم يرغبون في أنجاز أهداف المجموعة والقائد الناجح يمتلك كثيرا من المهارات القيادية التي عن طريقها يؤثر في الآخرين ويقودهم نحو تحقيق الأهداف المرسومة ..

- التواصل الجيد مع الغير: يجب أن يكون القائد لديه قدرة على التواصل مع غيره وشرح ما يريد تنفيذه بشكل جيد لفريقه.

- القدرة على بناء فريق عمل: ...

- الثقة بالنفس: ...

- التحلي بروح الدعابة: ...

- التواضع: ...

- الإنسانية: ...

- النشاط الدائم:

بهذه الصفات القيادية يمكن للقائد أن ينمي حب العمل الجماعي لدى أتباعه ويجعلهم أكثر ولاء لمؤسستهم أو منظمتهم يسعون بكل ما لملكونه من قوة لتحقيق التقدم والنجاح والفوز.

*** 

الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري:

معمر علي

 

أيهما أهم القراءة أم الكتابة؟!!

الأمر محيّر ويستدعي وقفة متأملة، ذات أبعاد إدراكية فضائية مطلقة.

فهل أن الكتابة تأتي أولا أم القراءة؟

إنها أسئلة صعبة لأن الأجوبة ذات رؤى وتصورات وإنطلاقات لا تنتهي.

يبدو أن الكتابة لا قيمة لها إذا فقدت المقروئية الواعية، الممعنة في كشف جوهر الكلمات وأنوار العبارات.

ترى كيف نقرأ؟

السائد أن القراءة تتم على الإسم، أي إسم الكاتب، فعندما تسأل مَن تعرفهم، يكون الجواب إنه الإسم، وتلك مثلبة معرفية مروعة تعصف بواقعنا المكهرب بالنوازع السلبية.

وهناك العديد من الأسماء المسوّقة الناطقة بأفواه الكراسي، وأصحاب الشأن والسلطان، التي تسعى لخلط حابلها بنابلها، وتشويش وعي الإنسان.

لماذا الإسم أهم من الموضوع؟

لأنه يحمل دلالات ثقافية ويحدد نوعية الرأي المُسبق، المتراكم في رأس القارئ والفاعل في نفسه، أي أن القراءة تكون عاطفية، فالقارئ سيبحث عمّا يسّوغ ما فيه، ولا تهمه الحقيقة والكلمة الصادقة.

وبهذا تكون الكتابات المنحرفة المتحاملة بضاعة رائجة، تساهم بإعداد النفوس اللازمة لتأمين قدرات التحكم بمصير البلاد والعباد في أي دولة.

وتجد الإسم من الموانع العنيدة في شد القارئ للموضوع مهما كان أصيلا، وما يريده أن يقرأ لهذا ولذاك، ممن إمتلكوا مهارات تسويق كتابات الإبتذال والهبوط القيمي والأخلاقي، والتعبير الأسوء عن الدين بإسم الدين.

وبموجب ذلك فالكتابات الناطقة بلسان أمّارات السوء الكامنة في دنيا كاتبها، تنال مقروئية عالية، مما ينجم عنها واقع مدثر بالسيئات.

فهل نكتب لإرضاء المغفلين بفتاوى المتاجرين بدين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

ان السياسة في بلادنا ليست سوى لعبة بوكر أو حسابات ميزانية لم تقر بعد يستغلها الفاسدون لإدارة البلاد وكأنها مزرعة خاصة تقام فيها وليمة عشاء على أنغام طبول غجرية، يريدوننا كائنات خائفةً يسهل حكمها حتى يعبثون بمستقبل بلادنا، بينما يسير العالم بسرعة البرق نحو العولمة والذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء، ونغرق نحن بانتظار رواتب الرعاية الاجتماعية، وصرف رواتب المتقاعدين، والإضافات الخجولة على البطاقة التموينية، ومنحة العيد الموعودة .

نعم ما زال العراق غارق في مسلسل مستوى خابط الذي تبثه قناة الشرقية في شهر رمضان المبارك، ومسلسل معاوية وأبو لؤلؤة الفيروزي قيدا الانتظار من قنوات الفتنة الطائفية، ومسلسل الحجاج الذي لم يعترض عليه أحد، وربما في المستقبل القريب سوف نشاهد مسلسل القائد الضرورة وبطل التحرير القومي (صدام حسين المجيد) وهو يخوض حروبه الدموية ضد جيرانه بعد أن خرق القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية كلها.

وبعد أكثر من عشرين عاماً من شعارات أمة برلمانية واحدة ذات رسالة خالدة وعلمانية- أسلامية زائفة، لم يحدث التغيير الذي نريد.

سوف يتوقف راشد عن الزراعة لأن دول الجوار قطعت المياه عنا أو قننتها بطريقتها الخاصة والطامة الكبرى تجد بعض العراقيين يدافع عنها كأنها أمه التي أرضعته، أما الصناعة فهي شبه ميته لأن المصانع القديمة باتت خاوية على سقوفها، وهناك من يمنع المستثمرين من العمل في العراق ويهددهم لكي يسوق بضاعة أسياده.

أصابتني الدهشة عندما حضرت جانب من الحلقة الحوارية لمناقشة موضوع المصانع الحكومية المتوقفة ومشاريع البنى التحتية المتلكئة في مدينتي والتي أستضيف فيها عضو لجنة الاستثمار النيابية، و رئيس هيئة استثمار المحافظة .. بعد أن تحدث رئيس هيئة الاستثمار رداً على سؤال أحد الأخوة الحضور حين قال (لا يوجد من يرغب بالاستثمار لأنه يتعرض الى التهديد والقتل)، ولكن أخر صدمه بسؤال قاتل حين قال له (هناك من يطلب عمولة كبيرة من المستثمرين يا سيادة الرئيس).

نعم حتى المستشفيات الحكومية التي فيها شفاء للناس ورحمة لم تسلم من التوقف والتهديد لأن هناك من يريد منك السفر الى البرازيل لتلقي العلاج .. وندرج أدناه البعض منها لغرض التذكير ليس غير:

1- مستشفى بغداد التعليمي في مدينة الصدر (الأسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492 سرير

2- مستشفى الألماني في الجادرية- بغداد.

* حجر الاساس 2010

* سعة 400 سرير

3- مستشفى الحرية في بغداد .

* حجر الاساس 2013

* سعة 200 سرير

4- مستشفى الشعب في بغداد .

* حجر الاساس 2013

* سعة 246 سرير

5- مستشفى الفضيلية في بغداد.

* حجر الاساس 2013

* سعة 200 سرير

6- مستشفى النهروان في بغداد .

* حجر الاساس 2011

* سعة 200 سرير

7- مستشفى المعامل في بغداد .

* حجر الاساس 2012

* سعة 127 سرير

8- مستشفى الحسينية في بغداد.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

9- توسعة مستشفى الامام علي في بغداد .

* انطلاق العمل سنة 2011

* توسعة 250 سرير

10- توسعة مستشفى النعمان في بغداد.

* حجر اساس التوسعة 2011

* سعة التوسعة 75 سرير

11- مستشفى الموصل التعليمي.

* حجر الاساس 2012

* سعة 492 سرير

12- مستشفى الهارثة في البصرة .

* حجر الاساس 2012

* سعة 100 سرير

13- مستشفى سفوان في البصرة .

* حجر الاساس 2013

* سعة 100 سرير

14- مستشفى الديوانية التعليمي (الأسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

15- مستشفى الحياة للأمراض النفسية والعقلية في الديوانية.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

16- مستشفى ديالى التعليمي (الاسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

17_مستشفى السماوة التعليمي (الالماني).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

17- مستشفى الكوت (التركي).

* حجر الاساس 2011

* سعة 492

18- مستشفى الجبايش في ذي قار.

* حجر الاساس 2012

* سعة 100 سرير

19- مستشفى الشطرة للولادة والأطفال في ذي قار.

* حجر الاساس 2013

* سعة 130 سرير

20- مستشفى كربلاء للولادة والأطفال.

* حجر الاساس 2013

* سعة 300 سرير

22- مستشفى حديثة في الانبار.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

23- مستشفى كركوك التركي.

* حجر الاساس 2012

* سعة 490

24- مستشفى سامراء الالماني .

* حجر الاساس 2013

* سعة 100 سرير

25- مستشفى ميسان التركي .

* حجر الاساس 2009

* سعة 492 سرير

26- مشروع الصيدلة الصناعية في قضاء سامراء/ محافظة صلاح الدين.

* حجر الاساس 2012

وفي كل عام، سيتكرر الأمر ذاته، سنخطئ.. ونتعثر.. وننهض.. ونحاول من جديد، سنخفق.. ونتألم.. ونتعلم، سنتعب.. ونثابر.. ونتظاهر، هكذا هي الحياة، نهار يعقبه ليل، فلا النهار يدوم ولا الليل كذلك، إن لم نحزن فلن نعرف طعم السعادة، وإن لم نخطئ فلن نتعلم، والأهم من ذلك نبقى أقوياء.. أتقياء.. عظماء في أعين أنفسنا حتى لا تكسرنا الحياة .... نحن العراقيون .

***

شاكر عبد موسى/ كاتب وأعلامي

 

حميدتي، لم يسبق له الانتماء الى المؤسسة العسكرية، قام بتشكيل تنظيم مسلح ، منحه عمر البشير رتبة فريق اول، لقيادة قوة اسماها الدعم السريع، ومع مرور الوقت تحالف مع البرهان للإطاحة بالبشير وكانه نوع من رد الجميل ، واليوم يريد ان يسقط قائد الجيش لان البرهان تلكأ في ضم التنظيم الى الجيش ليكون هو الرئيس الفعلي للبلاد.

ساهم بقواته ضمن التحالف العربي في حرب اليمن، لقد اكتسبت قواته بعض الخبرة وبالتأكيد اغدقت عليه السعودية والامارات الاموال ، ما جعله يجلب مختلف انواع الاسلحة ربما تفوق تلك التي يملكها الجيش الوطني، كما ان منتسبيه قد جاوز 40 الفا حسب بعض المصادر.

يسعى الى اظهار نفسه على انه يرغب في تسليم السلطة الى المدنيين، ولكنه حقيقة يرغب في اضفاء صفة الشرعية على قواته يستطيع التحرك بأريحية لتحقيق ماربه في الاستيلاء على السلطة.

البلاد التي ابتليت بما اسموه الربيع العربي وكانت العراق السباقة الى ذلك، أنظمة الحكم بها حاولت استحداث قوة موازية للجيش النظامي، يغلب عليها الطابع القبلي او المذهبي تأتمر بأوامرهم وتكون ذراعهم المسلحة في بسط نفوذهم على البلاد، ومن ثم الاستحواذ على المقدرات الوطنية، بينما يتم تهميش الجيش الوطني ومحاولة تسريح منتسبيه ليكونوا القوة الفاعلة في البلاد.

للأسف الشديد هذا ما حدث في العراق من خلال تسريح الجيش الوطني من قبل بريمر الحاكم الامريكي للعراق، ومن ثم تم تشكيل مجاميع مسلحة تحت اسماء مختلفة، وتوفر لها السلطة مختلف انواع الاسلحة والعتاد واسبغت عليها الشرعية، بينما الجيش الوطني لم يعد له أي دور يذكر، لا يختلف عنه الحال في ليبيا، فلقد تم انشاء ما يربو على المائة فصيل مسلح تم اغراء الشباب العاطلين عن العمل بالمال ليكون هؤلاء وقودا لحروب الزعماء، وبمؤازرة المجتمع الدولي اصبح زعماءها معترف بهم من قبل الدول الكبرى ويستقبلون السفراء الاجانب ويغدقون عليهم الاموال، لقد اصبح لدينا اكثر من (حميدتي) . انه مخطط استعماري يتم تنفيذه بأيد محلية لا تمت الى الوطن بصلة، تهميش المؤسسة العسكرية والامنية يفقد الدولة قدرتها على حماية حدودها والحد من المؤامرات التي تحيكها القوى الاجنبية .

تغول الميلشيات في كل من العراق وليبيا واليمن، افقدها السيطرة على مقدراتها والاستفادة منها ، بل اصبحت الاداة التي يتم من خلالها اهدار المال العام وتغييب القانون، ليعم الفساد مختلف قطاعات الدولة ، والنتيجة تردي الخدمات العامة، وارتفاع الاسعار واثقال كاهل المواطن الذي لم يعد قادرا على الايفاء بالمتطلبات الاساسية للعيش.

قد تسعى القوى الاجنبية المستفيدة من الوضع الراهن في السودان الى حل الازمة العابرة، ولكن ضم الميليشيات الى الجيش الوطني سيضعف قوته ويساهم في تغولها وتكون لها الكلمة الفصل، وبالتالي فانه الدولة القطرية تكون في مهب الريح، وتكون الغلبة للميليشيات الجهوية، وقد تكون النواة لاستحداث كيانات سياسية وفق الرؤى الغربية ضمن سياسة فرّق تسد، أما جامعتنا العربية فهي تعكس حال دولنا المبعثرة، وربما هي ايضا ترغب في ان يكثر اعضاءها لتضاهي المنظمات الاقليمية.نتمنى السلامة للشعب السوداني الذي تم اقتطاع جزء منه بفعل القوى الخارجية.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الكاغد: الورق الذي يكتب عليه

يقال أن الفضل من خالد بن يحيى البرمكي أدخل صناعة الورق إلى بغداد بعد أن عاينها بنفسه في سمرقند.

وكان هارون الرشيد يشجع الكتابة على الكاغد، حتى إنتشرت المفردة بين الناس، وصار للوراقين سوقا فيها مئات الدكاكين لنسخ الكتب، ويذكر أن صناعة الورق إنتشرت في أرجاء الدولة العباسية فيما بعد.

ومضت البشرية تمشي على الورق، وبلغ القرن العشرون ذروته في صناعة الورق، وما جرى عليها من تحسينات، وما أن أزف القرن الحادي والعشرون حتى برزت الشاشة، التي إنشد إليها البشر منذ طفولته، فأصبحت العلاقة معها أشد واقوى مما مع الورق، حتى صرنا في عالم يسعى للتحرر من الورق.

فهل سيموت الكاغد؟

وهل سنستعيض عن الورق بالصفحات الإليكترونية؟

العلاقة بين البشر والكاغد تفاعلية ومعرفية، فهو يذكرنا بقراءة ما مكتوب عليه، أما العلاقة بين البشر والشاشة فعلى ما يبدو إدمانية، لتحفيزها العديد من العُصيبات الدماغية، ويتواصل النظر إليها، لأنها ذات منبهات متجددة ومتنوعة، وهذا الميل الإدماني يساهم في زيادة مدة الإلتصاق بها، وعدم مغادرتها بسهولة، وعليه فأن القراءة في الشاشة ستتفوق على القراءة في الورق.

ومن المعلوم أن الكتابة أصبحت بواسطة (الكي بورد) أي أنها شاشوية، وعليها أن تكون مكتوبة لتقرأ على الشاشة لا على الصفحات الورقية.

فالكتابة المقروءة تكون بحجم الشاشة أو أقل، ليتسنى للقارئ التواصل معها، كما أن المحسنات الفنية واللونية عليها أن تظهر فيها، فنحن نكتب كتابات ورقية يقرؤها الآخرون على الشاشة، بينما يجب أن تتوفر فيها المروّجات اللونية والفنية المتوافقة معها، لا أن تكون باللون الأسود وحسب، وبدون مسوقات فنية، فالكلمة لوحدها لا تكفي لترويج الفكرة.

والكتابة المعاصرة تعكس شروط ومفردات الزمان الذي تُكتب فيه لتحيا وتؤثر.

فهل سنكتب تواكبا مع سمات العصر؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

غريبة هي أخبار هذه البلاد، فبينما تصدر يوميا ملايين من براميل النفط، خرجت علينا وزارة التخطيط لتخبرنا أن ربع سكان العراق يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وان حظوظنا من السعادة لا تزال بعيدة، فيما حظوظ الساسة في تصاعد مستمر، فلا احد يستطيع زخزحتهم من الكراسي . نقرأ في اخبار البلدان السعيدة أن الناخبين في فنلندا عاقبوا رئيسة وزرائهم سانا مارين، واسقطوها في الانتخابات بعد أن نشرت وسائل الإعلام قبل أشهر مقطع فيديو كانت ترقص فيه مع أصدقائها، رغم أن هذه السيدة استطاعت أن تدير شؤون بلادها بكفاءة عالية، ولا أريد أن أخبركم أن فنلندا كانت هذا العام على قائمة الدول الأكثر سعادة، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد الاداري والمالي، والبؤس ودرجات متأخرة في الفرح والسعادة. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا "الديمقراطية "، لا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في فنلندا، رئيسة وزراء فنلندا تؤمن بأنّ الليبرالية ليست شعارات تبث في الفضائيات، ثم يذهب أصحابها مساء كل يوم إلى عشيرته، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً بين العشائر، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الدولة قررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.

يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما تتمناه الدولة بعد مشهد قاذفات تشييع احد رؤساء العشائر، وبعد المعركة الطاحنة التي لا تزال مستمرة في مدينة الناصرية وراح ضحيتها أكثر من 16 شخصا بين قتيل وجريح.

يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق، أرقام الأموال المنهوبة، أرقام الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير، أرقام علينا ألا نقترب منها.

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن البروفيسور والمفكر هيثم الجبوري الذي شارك بسرقة القرن، لا يزال طليقاً يتمتع بالأموال التي "لفلفها" وربما يعود لنا مبتسما في الانتخابات القادمة.

هل نحن نكتب من أجل أن يكون لدينا نموذج مثل رئيس وزراء اسكتلندا المسلم حمزة يوسف الذي قال إنه لن يسمح لإيمانه الشخصي بأن يؤثر على التشريع والقوانين السائدة في اسكتلندا؟، لا. سوف يكون عندنا "روزخونية"، وأعضاء برلمان همهم الوحيد الضحك على ناخبيهم .

***

علي حسين

 

قارع: غالب، صارع

أصبحت القراءة بحاجة لجهد وعناء لتتواصل مع مقال ما، إنها إرادة القرن الحادي والعشرين، التي تفرض آليات وسائل التواصل والتفاعل بأنواعها على البشر.

فالعيون تنجذب للصورة والحدث الجاري أمامها على الشاشة، وغدت القراءة عبئا ثقيلا وهدرا للوقت.

في بداية حياة الصبا تعلمت القراءة السريعة، بعد أن وقع بيدي ما يعلمني ذلك للكاتبة سهير القلماوي، كانت مقالة أو محاورة معها، وفي الأسابيع الأولى من كلية الطب علمنا أستاذنا المصري (طلعت) كيف نقرأ بسرعة.

والقراءة السريعة مهارة تجعلك تقرأ أكثر من كتاب في وقت قصير.

وفي هذا العصر تجدنا أمام كتابات تبعدك عن القراءة، لجهل كتابها بمعنى الكتابة المقرؤة وليس المسطورة.

هناك فرق بين أن نكتب بلا غاية وهدف، وتشعر بالزهو لأنك تملأ السطور بالغث والسمين، وبين أن تكتب ما يُقرأ، ويفيد الآخرين.

الكتابة المسطورة مشاعة ومنتشرة في المواقع والصحف، أما الكتابات المقروءة فهي نادرة.

والعلة بالكاتب لا بالقارئ!!

الكاتب يكتب لنفسه ولبضعة أشخاص يدعون أنفسهم بالنخبة.

ذات مرة كنت في معرض الكتاب في الشارقة، ووجدته مقفرا، فلا يتحرك فيه إلا بضعة عشرات من الناس، وعهدي بمعارض الكتب أنها تعج بالزائرين، ربما معارض بغداد للكتاب في القرن العشرين كانت حالة نادرة حيث مبيعاتها تبلغ ذروتها.

أما اليوم فأسواق الكتب كاسدة، ومعظم ما يسمى بكتاب لا يمت بصلة حقيقية لعالم الكتب، أكثرها حشو، وربما صح وصف الكتاب المعاصر (مكب نفايات) والعهدة على القائل.

فهل يقرأ البشر المعاصر ما هو غثيث؟

الإنسان اليوم أكثر وعيا مئات المرات مما كان عليه في القرن العشرين لقوة الضخ المعلوماتي الدفاق، ووسائل التوضيح وتوصيل المعلومة بأبسط ما يمكن، فالمعرفة مشاعة وما نكتبه اليوم سيفقد قيمته ومعناه في الغد، وإبداع القرن العشرين مضى معه، وإبداعاتنا لا قيمة لها في النصف الثاني من هذا القرن، فكيف نكتب إذن؟!!

***

د-صادق السامرائي

 

اعتقلتْ المباحثُ الفيدراليةُ "إفْ بي أيُ" يومَ الخميسَ الموافقَ / 13 منْ إبرايلْ (جاكْ تيكسيرا) المشتبهُ بهِ بتسريبٍ وثائقَ (البنتاجونَ السريةِ) والتي تحتوي على حواليْ 50 / وثيقةٌ بين "سريةً وسريةً للغايةِ" وكانَ المشتبهُ فيهِ يعملُ في جهازِ الاستخباراتِ الحرسِ الوطنيِ الجويِ الأمريكيِ في ولايةٍ ماساشوستسْ، وتحتوي هذهِ التسريباتِ علي الوضعِ الراهنِ والعملياتِ العسكريةِ في الحربِ الدائرةِ بينَ روسيا وأوكرانيا؛ وتسريباتٌ عنْ" الصينِ والشرقِ الأوسطِ وإسرائيلَ وكوريا الجنوبيةِ وتركيا والهند"ِ وتعدّ أخطرَ التسريباتِ عمليةَ تسريبٍ ظهرتْ للمرةِ الأولى على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ "وتويتر" في مارسَ / الماضي، وكشفتْ عنْ نقاطِ الضعفِ في الجيشِ الأوكرانيِ ومنْ بينِ ما كشفتْ عنهُ الوثائقُ المسربةُ منْ البنتاجونَ، أنَ الدفاعاتِ الجويةَ الأوكرانيةَ تواجهُ خطرَ استنفادِ صواريخها وذخيرتها في غضونِ أسابيعَ، خلالَ حربها ضدَ القواتِ الروسيةِ التي تهاجمُ البلادُ منذُ أكثرَ منْ عامٍ.!!

كذلكَ أظهرتْ مجموعةٌ منْ الوثائقِ السريةِ التي يبدو أنها تتناولُ بالتفصيلِ أسرارُ الأمنِ القوميِ للولاياتِ المتحدةِ والوضعِ في أوكرانيا كذلك الشرقِ الأوسطِ والصينِ، وتمَ نشرُ الوثائقِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ. إلى جانبِ معلوماتٍ عنْ بعضِ الحلفاءِ، منهمْ إسرائيلُ وكوريا الجنوبيةُ وتركيا.. وسيناريو اغتيالِ الرئيسِ الروسيِ والأوكرانيِ... وقالَ: وزيرُ العدلِ الأمريكيِ، ميريكْ جارلاندْ / في تصريحٍ خاصٍ لوكالةِ " رويترز للأنباءِ " أنهُ عملٌ إجراميٌ ويهددُ الأمنُ القوميُ ويعتبرُ أخطرَ التسريباتِ لأسرارِ الولاياتِ المتحدةِ منذُ سنواتٍ، والمرتبطةَ بشكلٍ كبيرٍ بالأزمةِ الأوكرانيةِ؛ وأضافَ وزيرُ العدلِ الأمريكيِ أنَ التحقيقاتِ مستمرةٌ والمشتبهُ فيهِ سيمثلُ أمامَ المحكمةِ، فيما قالتْ الْ " إفْ بي آيً " إنهُ لا يمكنهُ تقديمُ مزيدٍ منْ المعلوماتِ حالياً بشأنَ اعتقالِ المشتبهِ فيهِ بتسريبِ وثائقَ البنتاجونَ السريةِ. كما أكدتْ (وزارةَ الدفاعِ الأمريكيةِ) انها لنْ تناقشَ تفاصيلُ الوثائقِ المسربةِ، بسببَ حساسيتها وتأثيرها على الأمنِ القوميِ؛ وصرحَ المتحدثُ الرسميُ" للبنتاجونَ " أنهمْ يواصلونَ العملُ معَ الوكالاتِ الفيدراليةِ؛ لمعرفةِ حجمِ الضررِ الذي أحدثهُ تسريبُ وثائقَ البنتاجونَ السريةِ، مؤكداً أنَ وزارةَ الدفاعِ تتعاملُ بجديةِ معَ التحقيقِ في قضيةِ الوثائقِ المسربةِ. كذلكَ سلطتْ صحيفةَ " نيويورك تايمزْ " الضوءُ على تسربِ وثائقَ أمريكيةٍ سريةٍ جديدةٍ حولَ أوكرانيا والشرقِ الأوسطِ والصينِ، الأمرُ الذي أثارَ قلقُ البنتاجونَ، بعدٌ وثائقِ أخرى سربتْ مؤخراً عنْ الحربِ في أوكرانيا قبلَ القبضِ عنْ المشبهِ فيهِ (جاكْ تيكسيرا). كما ذكرتْ الصحيفةُ أنَ الوثائقَ المذكورةَ لا تتضمنُ بياناتٍ عنْ أوكرانيا فحسبَ، وإنما أيضا، على مقتطفاتٍ منْ عروضٍ لإيجازاتٍ صحفيةٍ سريةٍ عنْ الصينِ والمسرحِ العسكريِ في منطقةِ الهندِ والمحيطِ الهادئِ والشرقِ الأوسطِ، والإرهابُ فيما قالَ مسؤولٌ آخرُ لمْ يكشفْ عنْ هويتهِ في تصريحٍ يعتبرُ خطير أنَ بعضَ الوثائقِ كانتْ على الأرجحِ متاحةً لآلافِ الأشخاصِ منْ حاملي التصاريحِ الأمنيةِ الصادرةِ منْ الولاياتِ المتحدةِ وحلفائها على الرغمِ منْ كونها شديدةً الحساسيةِ، وقالَ إنَ عددَ الأشخاصِ الذينَ تمكنوا منْ الوصولِ إلى وثائقَ البنتاجونَ السريةِ، يؤكدَ أنَ المعلوماتِ الحساسةَ ربما تمتْ مشاركتها على نطاقٍ واسعٍ معَ أفرادٍ غيرِ مخولٍ لهمْ الوصولُ إلى هذا المستوى منْ الوثائقِ السريةِ للأمنِ القوميِ الأمريكيِ... هلْ تداعياتُ هذهِ الوثائقِ سوفَ تؤثرُ علَ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ معَ دولٍ صديقةٍ...؟!

***

محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ

كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ ومتخصصٌ في علمِ الجيوسياسيةِ

 

أظن أن مَن يكتب لا بد أن تساءل يوما: لماذا أكتب؟!

وكم تساءلت: هل الكتابة موهبة، مرض، عادة، إدمان، صنعة، هواية، أم ماذا؟

ولا أعرف الجواب الأصوب!!

في الإعدادية والكلية كتّابي المفضلين، عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، طه حسين، ومن ثم محمد حسنين هيكل، وأكاد أجزم بأني قرأت جميع ما كتبوه !!

ومن الشعراء أبو تمام، البحتري، إبن المعتز، أحمد شوقي والجواهري.

وما تأثرت بكاتب عراقي، مما يثير إستغرابي وحيرتي!!

قريبي كاتب مولع بجمع الكتب وأحسبه مصاب بوسوسة الكتاب!!

وزميلي يؤلف كتبا ويهديني واحدا كلما أنجز طبعه، وعندما أسأله وماذا تفعل بهذه الكتب، يجيبني بأنه يكدسها في سرداب المنزل!!

فقلت له ذات يوم: أنت مدمن على الكتابة!!

فكأنني أيقظته من غفلته!!

ومن الكتّاب الذين أثاروا إنتباهي عباس محمود العقاد الذي علم نفسه القراءة والكتابة وإنقطع للقراءة والتأليف، وأجاد صنعة الكتابة، وهنا ينهض السؤال هل أن قوة كامنة فيه أخذته بهذا الإتجاه؟

مرة سألت أحد العلماء الكبار لماذا يختار الإنسان طريقا ما، فقال إنها إرادة الجين (الموروث) الكامنة فيه.

ومن الشعراء أبو تمام، وكأنه ولد يكنز دواوين شعر، وبلع ذروته دون الثلاثين، ومات في بداية العقد الخامس، وهو من أكثر الشعراء التي شُرِحَتْ قصائدهم وكتب عنهم.

وعندما أنظر إلى زهير بن أبي سلمى وإبنه كعب والعائلة وما فيها من الشعراء، ينهض سؤال الوراثة في الإبداع والكتابة.

وحينما أسأل نفسي لماذا أكتب، أجدني أتأرجح بين المرض والإدمان والوراثة!!

ولا زلت لا أعرف لماذا يواصل الإنسان تكرار سلوك لا ينفعه بل يضره في أكثر الأحيان؟!!

فهل أن الكتابة مرض مزمن أو إدمان غير قابل للشفاء، أم أن الكاتب قيس والكتابة ليلى؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

عرف تاريخيا باليمن السعيد، انهك ابناؤه جحافل العثمانيين التي حاولت السيطرة عليه، كما فعلت بباقي البلاد العربية واتخذت من الاسلام شعارا، لتوهم الشعوب العربية بانها تدين بالإسلام وانها تسعى الى اعمار البلد وتحسين مستوى معيشة ابنائه، لكن العثمانيين وللأسف، حكموا بلداننا بيد من حديد، واستخدموا ابشع انواع التعذيب بابتداعهم الخوازيق، وتبين انهم اسوأ المستعمرين في التاريخ الحديث

التم شمله في 22 مايو 1990 بعد مباحثات ماراثونية بين المسؤولين في الشطرين، واصبح يمنا واحدا لا اثنين، مفخرة في التاريخ العربي، ونقطة مضيئة على طريق تجسيد الحلم الذي ننشده منذ قرون عن وحدة العرب، لكن اصابته عدوى الربيع العربي، فدب الخلاف المسلح بين ابنائه وتم قتل رئيسه، واصبح هناك من ينادي بالعودة الى الانفصال، إنها ولا شك حجة الانفصاليين الذين لا يريدون العيش المشترك، ايا تكن الظروف فيجب عدم الرجوع الى الوراء، فالتشرذم آفة تضر بالجميع، وتفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي، ومن ثم استباحة اراضيه ليكون ساحة للصراعات الدولية والاقليمية.

لقد ايقن اللاعبون الاقليميون بالساحة اليمنية، أنه في ظل الظروف الدولية ونعني بذلك الحرب في اكرانيا وما احدثته من ازمات اقتصادية ومالية، وسياسة المحاور وبان العالم يسعى لان يكون متعدد الاقطاب، بات عليهم الاحتكام الى صوت العقل، ونبذ العنف لإبعاد المنطقة عن تداعيات الحرب في اكرانيا.

التقارب السعودي الايراني برعاية صينية وجولات عديدة رعتها دول الجوار، وإن جاء متأخرا بعد ثمان سنوات من الاحتراب، الا انه يثبت لكافة الاطراف المتصارعة ان التصالح هو السبيل الوحيد لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة، خاصة وان الحرب استنزفتهم ماديا وبشريا، وأن المستفيد الاوحد هم من ابدوا امتعاضهم وعدم رضاهم من التقارب بين السعودية وايران ونعني بذلك امريكا ومن يدور في فلكها.

تبادل الاسرى بين الطرفين خطوة في الاتجاه الصحيح وبناء الثقة، ورفع ايدي المتدخلين في الشأن اليمني وترك ابنائه وشانهم، ليضمدوا جراهم ويتعالوا عن الماسي، ندرك ان الامر ليس سهلا ولكنه في متناول اليد متى صدقت النوايا، وعدم الانجرار وراء الاطراف الخارجية التي كل هما ان يبقى البلد ممزقا للاستفادة من خيراته، وجعلة بؤرة لتفريخ الارهابيين ونعني بذلك التنظيمات الارهابية لتنظيم الدولة التكفيري، وجماعة الاخوان المسلمين، الذين لا يريدون الاستقرار لليمن.

الهدنة التي تم التوصل اليها بين المتحاربين، صمدت الى حد ما ويجب التعويل عليها بتمديدها، من اجل حل الازمة سياسيا، قد يأخذ الامر بعض الوقت، ومراحل انتقالية يتم خلالها نزع السلاح الخارج عن السيطرة بمساعدة الامم المتحدة، وإعطاء حملته بعض الضمانات، لكي يشعروا بشيء من الامان وعدم التهميش ومن ثم الانخراط في العملية السياسية، بعيدا عن التدخلات الخارجية.

نجزم انها فرصة تاريخية لليمانيين لإعادة بناء دولتهم، والاستفادة من مقدرات بلدهم من النفط والمعادن الثمينة، والتعويض على الشعب الذي عانى لعقود من الفقر والتشرذم. ليستعيد البلد عافيته.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

وصلني مؤخرا خبر دفقت غرابته الأدرينالين في دمي إلى درجة لم استطع، في الوهلة الأولى، تكوين رأى أو موقف تجاهه، وكدت وصمه بالكاذبة لو لم أكن أثق في جدية ومصداقية ناقله الصحفي المسكون بتتبع ومتابعة أخبار العالم، والذي كان ملخصه شبيه بقصة المثل المغربي الدارج: "ماقدو الفيل زيدوه فيلى*"والذي صريح فيه الإمام السعودي السابق لمسجد قباء في المدينة المنورة الشيخ صالح المغامسي، في لقاء تلفزي " عن موضوع "تجديد الخطاب الديني " عبر خلاله عن رغبته الملحة في إنشاء مذهب فقهي جديد مختلف عن سوابقه من المذاهب مواكب لضرورات العصر وتغيراته في التعامل مع الإشكاليات التي يعرفها الخطاب الديني وما نتج عنها من حركات التشدد والتطرف، التي جعلت الشيخ صالح يعتقد أنه لا مخرج من مأزقها إلا بابتكار مذهب جديد وفق معايير لم يعلن عنها بعد. الفكرة التي ردت عليها هيئة كبار علماء السعودية مؤكدة على أنها مجرد رغبة تفتقد للموضوعية والواقعية، وأنها من قبيل الأمنيات التي لا تستقيم بالرجاء، كما يدرك المطلعون على تاريخ نشوء المذاهب الفقهية التي لم تكن قط برغبة من أصحابها، ولا بإرادة مبيتة أو رجاء مسبق أو تخطيط منظم منهم، وكانت استجابة تاريخية لسياقاتها المعرفية وملابساتها التي شارك أئمة المذاهب وتلاميذهم في بنائها منهجياً وتاريخياً، حتى صارت مع الزمن مذاهب تراكمية لم يبتكرها الأئمة وحدهم، بقدر ما كانت صنيع نشاط علمي مستمر للأعمدة البارزين في تلك المذهب، كما كشفت عن ذلك كتب تاريخ الفقه والتراجم، وأيده "بيكون" بقوله: أنه لا يمكن لأي نشاط علمي أن يتطور إلا داخل نموذج فكري أو إدراكي معتمد من طرف أعضاء مجموعة علمية، وهم يشتغلون في إطار من المجابهة العلمية العاقلة، كما حصل مع نشوء المذاهب العقدية والفقهية على وجه التقريب. ومهما كان حجم الخلاف مع الشيخ صالح حول أمله في إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، فإنني أعتقد أنه لا ينبغي لأي كان أن يحيل ذلك إلى خلاف مشحون بسوء النية واتهام النوايا، لأن خلق مذهبٍ يحل مجمل الإشكالات الفقهية، أو يحد من اختلافاتها، ليس مجرد رغبة أو رجاء الشيخ صالح وحده، بل هو حلم وطوبائية، ينتظره المسلمون من المذاهب الفقهية الموجودة زيادة على ما قدمته للأمة الإسلامية من تراث عظيم مراع لما واجه المجتمع الإسلامي والشعوب الداخلة في الإسلام، سواء في المسائل الحياتية أو الأحكام الشرعية المستنبطة من الأدلة الواردة في القرآن والسنة وفق قواعد وأصول محددة تمثل الاجتهادات الفقهية للمذاهب التي أصبحت رسمية لدى المسلمين، والتي من أشهرها المذاهب الأربعة : المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، إلى جانب غيرها كثير من المذاهب التي يمكن ترتيبها حسب التاريخ والشهرة، كالمذهب الجعفري والمذهب الزيدي والمذهب الإباضي والمذهب الظاهري، وغيرها من المذاهب التي لم تترك شيء في حياتنا إلا وتعرض له من خلال الأحكام المستنبطة، التي قد تختلف قليلا من مذهب إلى آخر، ما يحتم علينا طرح بعض التساؤلات أمثال: أي المذاهب الأربعة على الطريق الصحيح؟.وأي شكل من أشكال المذاهب هو المذهب الذي ينول الشيخ صالح تأسيسه؟ وهل سيكون مذهبه حقا عصا سحرية تحل الإشكالات الفقهية أو حتى تحد منها؟ وسيستطيع إقناع أصحاب المذاهب الأخرى على اختلافها باتباعه والاقتناع به؟ وما هي القوة المعرفية الحجاجية التي يمتلكها لإقناعهم بذلك؟ وهل يستطيع الخروج بأي حال من الأحوال عما هو موجود في أصول وقواعد المذاهب المعتمدة حاليا؟ وغير ذلك من الأسئلة التي لا يتسع المجال لها في هذه المقالة.

***

حميد طولست

.............

هوامش: ـــ ما قدو فيل زادوه فيلة !

يحكى أن ملكاً أتى بفيل إلى مدينته، فكان هذا الفيل يضايق سكان المدينة فقام رجل من الرعية وقال:"يجب أن نتظاهر حتى يخرج الفيل من مدينتا ولا يؤذينا"، وبالفعل تجمع عدد كبير جداً من سكان المدينة استنكارا لوضع الفيل وأظهروا الشعارات المعادية للفيل: "لا للفيل، لا للفيل"، وكان هذا الرجل الثائر في المقدمة. لما اقتربوا من قصر الملك خرج إليه الملك غاضباً قائلاً:"ماذا تريد؟"، فنظر الرجل خلفه فلم يجد إلا عددا بسيطا جداً من سكان المدينة، فقال: "الفيل سعادة الملك"، قال الملك: "ما به؟"، قال: "نريد أن نزوجه بفيلة

 

      

الدروس المستحصلة من محنة ظهور الدواعش مهمة وكبيرة، ويجب ان نقراها جيدا كي لا نقع في نفس المطب مرة اخرى، وهنا احاول سرد ما حدث مع اشارات مهمة، فبعد سنة من فوضى منصات العهر التي انتشرت في المحافظات الساخنة، مع ظهور رجال القاعدة في تلك المنصات، وقابلها ضعف الاجراءات الحكومية، مع تساهل الشريك السياسي الممثل للمكون السني مع الاحداث، بل دافع عنها واعتبرها حق، مع انها كانت تؤسس لفعل مستقبلي مخيف، فالامور لم تكن مجرد تظاهرات، بل خلايا البعث والتكفيريين كانوا يعملون ليل نهار لتنظيم امورهم الى حين ساعة الصفر، فقط كان الخلاف الظهور هل سيكون باسم البعث ام باسم جديد بصبغة اسلامية متطرفة.

وحصل الامر الجسيم.. ففي حزيران من عام 2014 شنت فلول "داعش" حربًا خاطفة على مدن عراقية، وكانت الفاجعة الكبرى بسقوط مدينة الموصل بيد الدواعش، ليأتي زعيمها المجرم أبو بكر البغدادي ويعلن عن اقامة دولة الخلافة في الموصل.

اسباب ظهور داعش

كل الذي حدث هو نتاج تراكمات حكم القوميين والبعث والطاغية صدام، حيث عمدوا وعبر عقود طويلة الى إقصاء الأغلبية الشيعة، واعطاء الامر بيد الاقلية السنية، ثم جاءت أحداث نيسان-2003 لتغيير المعادلة وتضمحل الهيمنة السنية على البلاد، وتصبح مراكز القرار حسب الصناديق الانتخابية مما جعل الاكثرية هي من تحكم، مما جعل اغلب القيادات السنية التي كانت تتنعم في الزمن السابق تعيش حالة من سخط والتخبط، وبرز بينهم الخطاب الطائفي، فصار للمجاهدين المتطرفين السنة قضية مشتركة تجمعهم مع زعماء القبائل وعناصر النظام السابق تتمثل في مقاومة الاحتلال الأمريكي ومن ثم الحكومة الشيعية الجديدة.

ليسطع نجم الارهابي أبي مصعب الزرقاوي الأردني الأصل كأكثر قياديي هذه الحركة وحشية، هو الذي كان قد استقر في العراق منذ عام 2002، ليصبح زعيمًا فاعلاً في التمرد ضد الاحتلال الامريكي وضد الحكومة العراقية المنتخبة، ثم يتحول الى الزعيم الفعلي لحركة التمرد العراقي العربي السني المنقسمة على نفسها.

لكن عام 2006 شهد مصرع الزرقاوي، ليدخل المتطرفين السنة وبقايا البعث والقيادات السنية الساخطة على ضياع الارث في نفق جديد، فما كان يوحدهم اضمحل وانتهى.

إرهاصات عام 2011

الصراع السياسي انتج فوضى سياسية كبيرة، مع استمرار الأعمال الارهابية للقاعدة من جهة، وتصاعد النفس الطائفي من جهة اخرى، ولا يمكن ما أنتجه الفساد من خراب لمؤسسات الدولة، وقد شهد عام 2011 انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وانطلاق شرارة الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، التي قام أبو بكر البغدادي، الزعيم الجديد للقاعدة في العراق بنقل مركز الجماعة إليها. ثم انشق البغدادي عن التنظيم الأم عام 2014، بدعم مخابراتي امريكي غير معلن، وأسس دولته الداعشية في سوريا.

وعمدت السلطة الأمريكية الى اضعاف الجيش العراقي لانها تراه موالي لإيران، فكانت تعمل على تأخير تسليم العراق طائراته التي اشتراها من امريكا، وتأخير في إتمام صفقات التسليح الاخرى، وتسريب معلومات الجيش لمن يدفع، وغض الطرف عن تشكل الدواعش ونشاطهم المريب قبل حزيران-2014، لتأتي أرتال دولة الخرافة الداعشية التي انبثقت في سوريا، وتتمدد على عجل في ضواحي بغداد بداية عام 2014! مفاجأة كبيرة للعالم، وكادت تسقط بغداد بيد الارهابيين وبقايا البعث، لولا فتوى المرجعية الصالحة بالجهاد الكفائي التي كانت خط الصد الأهم في تلك الحرب.

جغرافية دولة الخرافة

عام 2014 يمثل العام الذهبي لدولة الخرافة الداعشية حيث تمكنت من الاستيلاء على ارض واسعة تزيد مساحتها على مائة الف كيلومتر مربع ويعيش فيها أكثر من احد عشر مليون نسمة، وغالبية الأرض كانت في العراق وسوريا، وتنظم لها شبكات إرهابية محلية بالاضافة الى اعلان ولايات جديدة في مصر وليبيا والجزائر والسعودية ونيجيريا وافغانستان كلها تجتمع تحت الراية السوداء، وبعض هذه الولايات المعلنة كان على الورق فقط.

نعم اعلنت بعض الجماعات السلفية الارهابية في تركيا والفلبين وبنغلادش ومالي وتونس واندنوسيا بالولاء للدولة الداعشية و البيعة لخليفتها، وكانت تسعى لإيصال مقاتليها للعراق وسوريا لتعزيز موقف دول الخرافة الداعشية، وضمان سيطرة الجماعة ونشر رسالتها بالعنف، وضم الأفراد والجماعات من المتمردين و الساخطين تحت رايتها.

تغير الأحوال في عام 2015

تغيرت الأحوال في السنة الثانية لدولة الخلافة الداعشية، فمنذ عام 2015 بدأت الدولة الداعشية بخسارة بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها، نتيجة للمقاومة الفاعلة والشرسة من الحشد الشعبي والقوات التي تنظمت نتيجة الفتوى المباركة، بالاضافة لاعادة الروح للقوات الحكومية المحلية (الجيش العراقي)، بعد انكسارات حزيران-2014، بالاضافة لمساهمة جزئية من أمريكا بضربات جوية محدودة، ومساهمة كبيرة وفعالة للجمهورية الاسلامية الايرانية بالتخطيط والقيادة والتسليح، في إحداث تغيير بالمعادلة داخل العراق وسوريا.

وقد جسدت خسارة التنظيم لأراضيه، وخسارة الدعم الشعبي الذي كان يحظى به في المناطق التي استولى عليها، تمثل أكبر التحديات لاستمرار بقاء التنظيم الإرهابي، لذلك غير من خططه عبر محاولة للثأر من أعدائه وإرغام القوات الخارجية على الانسحاب، واستدراج الحكومات الخارجية للمبالغة في ردود فعلها، أملاً بتوسيع امتداد فكره المتطرف، وهكذا استمر العنف كما هو بعد خسارة الجماعة مساحات شاسعة من مناطق سيطرتها.

عدم جدية أمريكا في حرب داعش

كانت ردود الفعل الامريكية ازاء سقوط الموصل ضعيفة ولا تصل لمستوى الحدث، خصوصا ان ما حصل كان بسبب تدخلها في العراق، وحربها ضد داعش لم تكن بمستوى حربها ضد القاعدة، وهذا يدفعنا للتفتيش عن السبب، والحقيقة أن موقف امريكا الضعيف من تنظيم داعش يعود لان تنظيم الخرافة الداعشية لا يمثل اي تهديد لأمريكا، حيث يختلف عن تنظيم القاعدة بعدم رغبته في استهداف عدو بعيد، بل كان ميله عوضًا عن ذلك إلى تشكيل دولة له في الشرق الأوسط بقتل المسلمين الذين يقفون في طريقه.

وهذا الامر مناسب للامريكان الساعين لتفتيت العراق الى ثلاث دول، دولة شيعية في الوسط والجنوب، ودولة سنية في (الأنبار وتكريت والموصل)، ودولة كردية في الشمال (اربيل وسليمانية ودهوك وأجزاء من كركوك وديالى).

***

الكاتب: اسعد عبدالله عبدعلي

 

الازمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها تونس، هي نتيجة تراكمات على مدى عقود وبالأخص العشرية الاخيرة، حيث تربعت منظومة فاسدة على العرش ،وكانت النهضة هي العامل المشترك لجميع الحكومات المتداولة السلطة، توقفت العديد من المصانع ومنها الفوسفات، وقلة الاهتمام بالإنتاج الزراعي الذي يشكل زيت الزيتون والتمور صدارته، وجائحة كورونا العالمية .

عشر سنوات من الفساد المالي ولم تحرك السلطة ساكنة، خاصة وان المفسدين معروفون جيدا ولكنهم يتقاسمون العوائد مع السلطة التي بدورها تقوم بالتغطية عنهم ولم تقدم أي منهم للعدالة، وعندما قامت ثورة التصحيح 25جويلية فر العديد ممن اصبحوا أصحاب رؤوس اموال والاثراء الفاحش.

اقترح السيد رئيس الجمهورية على (التجار) الذين استفادوا كثيرا في ظل تقاعس الاجهزة الرقابية والضبطية عن القيام بدورها، بان يقوموا باستحداث مشاريع عامة تتناسب وحجم الاموال التي تحصلوا عليها بدون وجه حق، تعود بالنفع على الحزينة العامة كنوع من الصلح، وبالتالي يحتفظ هؤلاء بمياه وجههم ومن ثم اعلان التوبة.

البنك الدولي الذي عادة تلتجئ اليه الدول الصغيرة للاقتراض من اجل انعاش اقتصادها وتخفيف اعباء المعيشة على المواطن الا ان البنك الدولي يشترط على الحكومة اتباع سياسة تقشقية،منها رفع الدعم عن العديد من السلع الضرورية ما يثقل كاهل المواطن وما يحدث عنه ادخال البلاد في دوامة العنف، وقد رفض الرئيس سعيد الخضوع لتلك الاملاءات.

المبلغ المطلوب لا يتعدى 2 مليار دولار، وبإمكان الدول الأوروبية بالأخص فرنسا التي لها علاقات مميزة مع تونس وبها الكثير من العمالة المغاربية التي تدير عجلة الانتاج بها، العمل على توفيره بشروط ميسرة، لكن البتك الدولي يعترض على ذلك، ما قد يجعل تونس تطلب المساعدة من دول اخرى ونعني بذلك مجموعة البريكس التي تحاول جاهدة بناء نظام اقتصادي يتخلى تدريجيا عن التعامل بالدولار الامريكي.

لاشك ان الحرب في اكرانيا القت بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمي ما ادى الى ارتفاع اسعار السلع الضرورية ،العالم اليوم يشهد انحصارا شديدا في الموارد الاقتصادية ،ونشاهد افلاس العديد من المؤسسات المالية التي كانت تساهم في النمو الاقتصادي، ما يشير الى ان الازمة الاقتصادية ستستمر، على غرار تلك التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي.

ربما نطرح حلا لمشكلة تونس وغيرها من الدول التي تعاني ازمات اقتصادية بسبب ضعف مواردها، ماذا لو اقدمت الدول العربية الغنية، بتقديم المساعدات وان على هيئة قروض ميسرة ،لتخرج الدول الفقيرة من شبح الجوع واتقاء الفتن ومن ثم عدم اللجوء الى المقترض الاجنبي الذي يسعى حتما الى فرض شرطه المجحفة بحق الدول ومن ثم استعباد شعوبها وجعلها تسير في ركبه المعادي لتطلعات شعوبنا.

ندرك ان الامر ليس صعبا، ولكنه يحتاج الى ارادة سياسية وطنية عروبية، تعي الاخطار المحدقة بأمتنا التي يتكالب عليها الاعداء. على ان تسخر الأموال (القروض) في استحداث مشاريع انتاجية تعود بالنفع على الوطن بدلا من جعلها رواتب لموظفي الدولة ومزايا ومهايا يستفيد منها الحذاق والمتسلقين.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

إصلاح: تقويم، تغيير، تحسين

الأديان كينونات متحجرة متصلدة تتدحرج في نهر البشرية لتأكيد إرادة التصارع وسفك الدماء، وهذا ديدنها منذ الأزل، وبواسطتها يتقاتل البشر وتستعر الحروب والنزاعات الدامية حتى بين أبناء الدين الواحد، لأن التأويلات والتفسيرات تقدد الدين وتحوله إلى مفردات متعادية.

فلا يمكن عمليا إصلاح دين بالمعنى الحقيقي للإصلاح، بل ربما يمكن العمل على إعادة الدين إلى بعض قيمه ومعاييره السلوكية التي من المفترض أن تسود فيه، كما حصل في ديانات متعددة، لكن المعمول به أن الدين يغذي نوازع النفوس الأمارة بالسوء ويطلقها، لقدرته على تبرير خطاياها ومآثمها، ولهذا فأن الأديان تتصف بفترات تمكنت من تجسيد الشر بأقبح معانيه.

وربما لا يوجد دين لم ينطلق بسلوك شرير مرير إلى أوجه، ويتفوق بجرائمه على غيره من الأديان، وكأن الأديان تتنافس في التعبير عن الشر أكثر من التعبير عن الخير والمحبة والرحمة.

هذا واقع الأديان الذي لا نواجهه ولا نتصدى له، ونتدحرج في مهاويه وويلاته، وعندنا من التبريرات والتسويغات ما يحررنا من المسؤولية، ويلقيها على أكتاف الرب الذي نعبده، أو ندّعي ذلك.

الدين العمل، وأعمال الأديان في واقع الدنيا يؤكد أنها توظف ما فيها من القيم والمثل لخدمة الرذيلة ومحاربة الفضيلة، لأنها لا تتفق ورؤيتها لها ولعقيدتها وثوابتها الفكرية والمعرفية، فلكل دين تعريفاته ومصطلحاته ومعانيه التي تتقاطع مع الدين الآخر.

فكيف تصلح ثوابت لو زحزحتها لفقد الدين هويته وذاته؟

لا يوجد سلوك عملي يؤكد أن الإصلاح الديني ينفع البشرية، وقد عانت من ذلك على مدى القرون، فأوجدت حلا واحدا لا بديل عنه، وهو أن يكون الدين للدين وحسب، فلكل دينه وربه وما يراه ويعتقده، وعليه أن يتعايش مع الآخر مهما كان دينه وفهمه للحياة التي عليها أن تستوعب الجميع.

فدع الدين للدين ومارس الحياة فأنها للخلق أجمعين.

***

د. صادق السامرائي

18\11\2020

 

 

الكذب صفة مذمومة، ومع ذلك نجده سلوك يتميز به بعض البشر ويعتاش عليه حيث يعمل هؤلاء على اختلاق الكذبة وتزويقها ومن ثم تسويقها للجمهور على انها انجاز ومكرمة، فهناك جمهور واسع من المنافقين والمنتفعين يتقنون صناعة الكذبة عن وعي ومعرفة ويحرصون على تسويقها لجمهور من السذج وانصاف المتعلمين الذين يطربون للكذبة ويستمتعون في ترويجها ونشرها طبقا للمثل الروماني (مديح الكذاب لذة الغبي)، ومن الأكاذيب التي انتشرت في مجتمعنا في السنوات الاخيرة وافسدت حياتنا هي اختلاق البطولات الوهمية، فالمعروف عن البطولة انها شجاعة فائقة، لا يتصف بها ولا يقدِم عليها الا القليل من البشر، ولهذا فهي فعل نادر الوجود في حياتنا، والبطولة ليست عضلات مفتولة وقوة هائلة على التدمير كالتي تقدمها هذه الأيام افلام الأكشن انما تتجسد في شجاعة الموقف في اللحظات الصعبة والتضحية من أجل الغير وكذلك في الموقف الوطني الخالص البعيد عن التعصب الأعمى والتخندق الغبي في اطاره الحزبي والطائفي والقومي، فالبعض وللأسف صار يضفي صفة البطولة على لصوص وقتلة وعلى من عاش حياته خائفا مهزوما ولكن لمجرد ان هذا المهزوم صرح بكلام ينسجم وثقافة القطيع يتحول بين ليلة وضحاها من شخص متهم بالفساد والجريمة وملعون الى بطل ينبغي الاقتداء به ونسيان تاريخه المشبوه في حين يتنكر هذا البعض للبطولة الحقيقية التي تستحق ان يشار لها بحروف من ذهب وان تعتلي لوائح الشرف وتأخذ المكانة التي تستحقها دون النظر الى اية هوية لها غير الهوية الوطنية.

أيام احتلال تنظيم داعش مدينة الموصل قام هذا التنظيم بأعمال بربرية وهمجية تجاه سكانها وارثها التاريخي والثقافي واقترف بحقهم جرائم يندى لها جبين الانسانية ومنها قيامه بإعدام خمسة أطباء من أهلها وذلك بسبب رفضهم معالجة جرحى التنظيم، ولا اعتقد هناك اثنان منصفان يختلفان على وطنية وبطولة هذا الموقف، فقلة الذين هم على استعداد لمواجهة الموت الحتمي والثبات على موقف انساني ووطني، الا ان هذا الخبر مرّ بصمت وهدء غريبين ولم يسلط الضوء على اسماء ابطاله ومقدار تضحياتها وللأسف توارت هذه البطولة خلف صمت اعلامي شعبي ورسمي وبقينا ننتظر من كتاب الرواية والدراما ان يضعوا نصب اعينهم هذه المواقف والبطولات التي غيبتها السياسة العوراء وان يتخذوا منها مادة لأعمالهم الابداعية من خلال ابرازها واضاءتها واعطاءها ما تستحق من كلمات التمجيد بمثل الحماسة التي يعمل بها البعض في اختلاق الكذبة وصناعة بطولات وهمية لشخصيات كارتونية؟.

***

ثامر الحاج امين

 

 

كان الأنتصار النسبي للمشركين قد حفزهم نحو المعركة الكبرى، معركة الخندق. وابتدأت المناوشات بشكل مختلف هذه المرّة، فقد عبر الخندق عمرو بن ودّ العامري..كبير الشجعان فصاح:

- ألا رجل مبارز؟

فقام علي قائلا لرسول الله:

+ انا له يا رسول الله!

فقال له الرسول:

= انه عمر..اجلس!

ونادى عمرو ثانية، وكان النبي حريصا على ابعاد علي عن سيف عمرو الفتاك.

كان علي يتوسل الى رسول الله، للسماح له بمبارزة عمرو في حين كان عمرو فخورا، متبجحا، متهجما:

- أين جنتكم التي تزعمون انكم داخلوها اذا قتلتم؟ افلا يريدها أحد منكم؟

ثم نادى ثالثة:

- ولقد بححت من النداء & بجمعكم هل من مبارز؟

فقال علي:

+ أنا له يارسول الله.. فأذن لي!

= انه عمرو!

- وأنا علي بن ابي طالب!

أذن له النبي وألبسه درعه ذات الفضول، وعممه بيده، وودعه بالدعاء:

كان علي يحمل سيفه (ذا الفقار) فتقدم نحوه وانشده قائلا:

+ لا تعجلن فقد اتاك & مجيب صوتك غير عاجز

اني لأرجو ان اقيم & عليك نائحة الجنائـــــــز

واندهش عمرو بن ودّ:

- ومن انت؟

+ علي!

- من عبد مناف؟

+ أبن ابي طالب

فأخذت عمرو الشفقة ..

- أبن اخي..! .كان ابوك صديقا لي ..

+ ياعمرو

- أي ابن اخي!

+ ان قريشا تتحدث عن انك قلت: لا يدعوني أحد الى ثلاث، الا اجبته الى واحدة ..

- نعم، هذا عهدي..

+ اني ادعوك الى الأسلام

- دع هذه.

+ فأني ادعوك الى أن ترجع بمن يتبعك من قريش الى مكة.

- تكف عني وأرجع؟ وتتحدث العرب عن فراري!

+ فأني ادعوك الى البراز راجلا!

- ولم يا ابن أخي؟..غيرك من اعمامك من هو أسنّ منك ..وأني اكره أن اهريق دمك!

+ ولكن والله لا اكره أن أهريق دمك!

يا للغضب!. ما كان عمرو يظن أن أحدا من العرب يتحداه هكذا، فكيف الأمر والمتحدي هذا الفتى؟!

نزل عمرو وعقر فرسه، ثم قصد عليا وضربه بالسيف على رأسه، فقطع السيف الدرقة ووصل الى الرأس.

وبخفة هائلة ضربه علي ضربة قاتلة! ..وصدح التهليل من حناجر المسلمين لحظة انجلى الغبار!، فيما اصيب المشركون بالذعر..وانشد حسان بن ثابت يمتدح ما فعله علي (لقد شفيت بنو جمح من عمرو...)

وحين وصل خبر مقتل عمرو الى اخته قالت: من الذي اجترأ عليه؟. فقالوا:علي بن ابي طالب.فقالت: لم يعد موته الا على يد كفو كريم، وانشأت تقول:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله & لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتله من لا يعــــــاب به & وكان أبوه يدعى بيضة البلد.

وكانت تلك المعركة هي التي خلدت مقولة العرب:

(لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي).

***

د. قاسم حسين صالح

 

كان العلم ولا يزال وسيظلُ أهم مقومات نهضة الأمم ورقيها. وسيبقى العلماء هم صفوة المجتمع، وأساس تماسكه ورقيه.

والمجتمع يحتاج الى العلماء، في جميع ميادين المعرفة والفكر والطب والاقتصاد والتكنولوجية..

والعلم يقوم على أسس وقواعد يتعارف ُعليها أهل ذلك العلم ودارسوه..

وعلى العالم بالإضافة الى تمكنه في الميدان الذّي اختاره وتابع دراسته والتخصص فيه وممارسته له،أن يتحلى بصفات ذكرها العلماء وعددوها وأسموها بأخلاق العالم أو الأخلاق العلمية..

أهمها شكر نعمة العلم، فهو من أعظم النعم، ولا يكون الشكر إلا بالتواضع والتسامح وليس بالتكبر والتعصب للرأي أو النظرية العلمية، فآفة العلم هي التكبر وإعجاب المرء بنفسه. فالعلم قد ينحبسُ وتضيع ُفوائده ومراميه ومزاياه بالتكبر والغرور..

والعالم كما عليه أن يجتهد في البحث والدراسة عليه أن يجتهد أيضا في أن يبتعد عن الخصومة وأن لا يفرح أبداً بالانتصار على خصمه في نقاش فكري أو جدال علمي حول فرضية أو نظرية علمية.

وعلى الإنسان أن يتعلم لا لكي يتباهى أو لأجل الخصومة، فالعلماء الكبار واسعوا العلم والمعرفة، في الشرق والغرب دائما يكونون بعيدين عن التباهي، فثناء الناس على العموم يُؤدي الى الغرور، أما بالنسبة الى العلماء فيجعلون منه محفزّاً للمزيد من النجاح والجدية في الدراسة والبحث..

فحب العلم يكون لذاته، ويكون لنفع الوطن والأمة أو الإنسانية..

وبالطبع تكون أعلى مراتب العلم ما كان لوجه الله، فيكون أعظم أثراً في الفرد والمجتمع..

***

بقلم عبد القادر رالة

 

منذ تشكيل الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، في تشرين الأول من العام الماضي، وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر، تبنت هذه الحكومة أولويات وضعتها في مقدمة برامجها، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي تقوم بها الحكومة، وهي واضحة للعيان ولا يمكن انكارها، إلا إن هناك بعض الأمور، التي من شانها إن تضع النقاط على الحروف، في مسيرتها نحو الاستقرار السياسي.

أن من أبرز التحديات التي تواجه الدولة العراقية، هو الملف الاقتصادي، والتي تتعلق بطريقة معالجة البنى الاقتصادية للدولة من جانب، وتحمل المسؤولية التنفيذية في معالجة هذا الإخفاق من جانب آخر.. فعلى الجميع تحمل المسؤولية في مواجهة التحدي الاقتصادي الخطير، الذي يتأثر بالزيادة السكانية الكبيرة، مع تراجع وتغير في الموارد الطبيعية، ومن أبرزها الجفاف والتصحر والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية المتوالية التي يعانيها العالم اليوم.

المسؤولية لا تقع فقط على الجهاز التنفيذي، بل هي مسؤولية مشتركة بين جميع القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، فيتطلب من الجميع التكاتف، وإعطاء الأولوية القصوى، في مواجهة هذا التحدي، الذي يمس قوت شعبنا ومستقبل أجيالنا..

كما أنه أمام هذه التحديات، ينبغي إن تكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، وخطوات أصلاحية جريئة، إذ لايمكن أن تكون هناك خطوات تصحيحية، ما لم يكن هناك دعم وتعاون مجتمعي، يعي أهمية التحدي الاقتصادي، وخطورته المستقبلية على البلاد.

نشر الوعي بين أبناء الشعب، ودفعه للمشاركة في الرؤية الإستراتيجية، لأي خطوة أصلاحية بنيوية، من شأنه أن يقطع الطريق أمام المتربصين والمتصيدين، إلى جانب تحديد أسقف زمنية محددة، وبنسب الانجاز لأي مشروع او خطوة أصلاحية لمؤسسات الدولة..

كما ينبغي مصارحة الشعب العراقي، عن أي ملف يمس حياته اليومية، وأولها ملف الطاقة الكهربائية، والذي ينبغي أن يعرف الجميع متى سنصل إلى محلة الاكتفاء الذاتي، من إنتاج الطاقة الكهربائية، وغيرها من مشاريع هي بمساس بحيلة المواطن العراقي .

التحدي الآخر الذي يقف عائقاً أمام الحكومة، هو العمل الجاد والمضني، لأجل إرساء وتدعيم قواعد الاستقرار في البلاد، حيث أستطاع العراق إن يتجاوز ظرفاً صعباً بالغ التعقيد، خصوصاً ونحن نستذكر الذكرى العشرين، لتأسيس النظام الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي في العراق، ونمتلك تجرية سياسية التي تستند على الإرادة الشعبية الواعية، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي الساند والداعم للتجربة الديمقراطية الجديدة..

ياتي هذا الاستقرار من خلال، الوقوف على قراءة الدستور العراقي من جديد، وإجراء التعديلات المطلوبة التي تتسق والمرحلة، وتشريع القوانين الهامة والتي من أبرزها (قانون النفط والغاز، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون المجلس الاتحادي).. وإيجاد الحلول الناجعة للخلافات بين الإقليم والمركز.

تقوية مؤسسات الدولة، وإبراز دور القضاء ودوره المهم في حل الخلافات، والتي ساهمت في إيجاد الأرضية المناسبة للتفاهم والحوار، كما ينبغي إبعاد المؤسسة العسكرية والأمنية بجميع صنوفها، عن أي تجاذبات سياسية، وعدم السماح لأي جهة سياسية بالتدخل في عملها، بالإضافة إلى إيجاد خطاب موحد وواعي ووطني مسؤول، يسهم في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، ويضع يده على نقاط الضعف ومواطن الخلل من أجل معالجتها.

مواصلة الانفتاح العراقي على الوضع الإقليمي والدولي، وتعزیز المشتركات والمصالح المتبادلة، إذ لابد من الحفاظ على المنجز السیاسي المتحقق، على الصعید الإقلیمي والدولي في التواصل مع الجمیع، وتعزیز ذلك بمزید من الحرص والتفاعل، والشراكة المتبادلة مع دول المنطقة.

يبقى الملف الأهم بالوقوف بوجه الظواهر الثقافية السلبية، التي تريد النيل من المعتقد العراقي، وتحارب الموروث النقي الذي تعشقت به الروح العراقية، لانه من شانها إن تهدد أواصر المجتمع وتماسك الأسرة العراقية، حيث باتت تجارة المخدرات، والانحدار القیمي في السلوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خطراً یزید على خطر الإرھاب وداعش، فهناك من یستھدف أمن بلدنا ویعرض شعبنا إلى الضیاع والانحدار نحو الهاوية، بتلك الأدوات القذرة..

***

محمد حسن الساعدي

 

 

هل وصلت لحليف جديد تضمن السيطرة على الإنسان اليمني من خلاله بلغة السياسي؟ هل يوجد من يدمر الإنسان اليمني ويكف عنها ازعاجه واحراق الوقت تاجيج الصراع الطائفي والقبلي والجهوي والمناطقي .

تنظر السعوديه للإنسان اليمني منافس مزعج في الجنوب تاريخيا ثقافيا سياسيا وإصراره على التمسك. بالاعراف التاريخيه القديمة التي لاتجدي في الدول النفطية والدول المتقدمة

ولذلك تعاني من اليمن المتخلف الفقير المحروم من الخروج لواقع اليوم والعاجز عن التحرر من القيود الدينية الكهنوتيه والاوهام والبكائيات. لخدمة وتحقيق مصالح عوائل تحكم اليمن الف منذ الف عام وتستمر في إسقاط اسم اليمن الجمهوري لتضمن تدمير الأنسان

وتنظر إليها السعوديه اليوم وفق مصالحها للسيطرة على الإنسان اليمني والقيام بالدور المطلوب ولا يهمها سوا يحكم أمامي او مقوتي أو شيخ قبلي المهم السيطرة على الإنسان اليمني

تتمثل العوائق السياسية لقيام جمهورية حديثه في جنوب السعودية الغنيه تمشي على خط الدول الكبري وتنجح في تطبيق حقوق الإنسان وطموحاته خطر مباشر على الخليج والتي تفهم وتفسر مثل هذا التغييرات ومخاطرها لو سمحت لها بذلك

يعتبر نجاح الجمهوريه والديمقراطية والحرية والتقدم والازدهار وتطوير النظام الجمهوري والسياسي والفكري خطر حقيقي على الحكام في الخليج لان مثل هذا النجاح سوف لن يتوقف داخل اليمن وتأثيره الأول على الإنسان الخليجي المكبوت الذي يعيش في سجن ويخشي من المعارضه لما يتعرض له من قمع وسجن واذلال لدرجة انه لا يفكر في السياسه مطلقا وإنما يفهم ويؤمن العبوديه ويعكس ذلك على سلوكيات الإنسان الخليجي في السخريه من الشعوب الفقيرة والمحتاجة والتي تعيش أزمات انسانيه.

***

بقلم صالح العجمي

 

الحكام العرب في مجملهم امعنوا في تدمير مقدرات الشعب السوري، انفقوا المليارات باعتراف حمد بن جاسم من اجل اسقاط النظام، لم يسلم البشر والحجر، ملايين المشردين بالخيام بدول الجوار لما يرو على العقد من الزمن، فتح لهم السلطان اردوغان حدود تركيا على مصراعيها للإتيان بأولئك الذين تم غسل ادمغتهم، اطلق عليهم إسلاميون لكنهم بعيدون كل البعد عن الاسلام، يتصرفون بقسوة ضد الشعب السوري فكانت عمليات التنكيل بمختلف فئات الشعب واطيافه، تساندهم في ذلك الفضائيات العميلة لتبرر أعمالهم الاجرامية.

لم يفلح الحكام العرب وأولياء نعمتهم، على مدى عقد من الزمن في اسقاط النظام، تشتت المعارضات المؤدلجة وتلك التي تدعي الوطنية، خفت بريق الاحتجاجات في مختلف المدن والساحات، سقطت اعلام الثورة التي بها رائحة المستعمر على قارعة الطريق التي عبدها السلف بدمائهم الزكية، تلاشت الثورة التي تم تفريخها بمعامل المخابرات الاجنبية، البيئة الوطنية لفظتها، أما قادتها الزائفون فلم يعد لهم وجود، انتهى دورهم، فالعملاء ان لم ينفذوا اجندة اسيادهم، يلقى بهم في مزبلة التاريخ،

الحكام العرب حاولوا بادئ الامر التقرب الى النظام، لأجل احتوائه، وابعاده عمن اعتبروه العدو اللدود لهم، نظام الملالي اصحاب الادمغة المتحجرة، حيث رفعوا عنهم صفة الاسلام، واعتبروهم كفرة فجرة، وأنهم يسعون الى اقامة إمبراطورتيهم على حساب شعوبنا، والاستفادة من خيراتنا، وفي سبيل ذلك قاموا بالتطبيع مع كيان العدو الذي يحتل فلسطين واعتبروه صديقا حميما، لم يعد اماهم سوى دعوته الانضمام الى الجامعة العربية، تلك المؤسسة التي وفي غياب الزعماء العرب الاساسيين اصبحت وبالا على الامة واحد اسباب نكبتها.

الغريب في الامر ان هؤلاء الحكام العرب، الذين حاولوا جاهدين ابعاد النظام السوري عن ايران نجدهم اليوم يهرولون الى طهران والتودد اليها ومحاولة اعادة العلاقات السياسية والاقتصادية معها، ترى لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟ هل ادركوا ان الغرب وعلى راسه امريكا تبتزهم على مدى عقود، ولم تدافع عنهم عندما دكت صواريخ ايران بواسطة الحوثيون، منشاتهم النفطية التي تعتبر المصدر الوحيد لجلب الاموال ومن ثم انعاش الحياة.

ايران المحاصرة على مدى أربعة عقود، لم تتنازل قيد انملة عن حقها في صناعة الأسلحة المختلفة فأصبحت رائدة في مجال تصنيع المسيرات وولوج عالم الذرة، ليقينها التام ان العالم لا يعترف الا بالأقوياء..

ما الذي منع او يمنع العرب رغم امتلاكهم لثروات طائلة وطاقات بشرية متعلمة من الاعتماد على النفس وعدم الاتكاء على الغير، بل ان الاموال التي يستثمرونها في الغرب معرضة للتجميد عند اول هزة (اشكال) سياسية من قبل حكامنا لا تروق للغرب.

هل الحرب في اكرانيا وأثارها الاقتصادية والعسكرية على شعوب المنظفة جعلت ضمائر الحكام العرب تفيق من سباتها، من خلال لم الشمل العربي وان ايران لم تكن يوما عدوا كما صورها الغرب وامريكا، بل يمكن الوصول معها الى تفاهمات من شانها استتباب الامن بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة.

نتمنى ان تعود سوريا الى حضن عربي يشد ازرها ويخفف عنها الماسي التي تسببوا بها. ومن ثم بناء وطن عربي قادر على الحياة ومجابهة الاخطار التي تحدق بالأمة، فالعالم اليوم يعاد تشكيله وفق رؤى متباينة، متعدد الأقطاب .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الإبداع لا يعبّر عن واقع حال، بل نظر وتبصر في مفردات الواقع وعناصره الكفيلة بصياغته والإنتقال به إلى واقع أفضل، وتحقيق الحركة والتوثب والقدرة على التبدل والتواصل مع آليات المكان والزمان.

أما القول بأن الإبداع تعبير عن واقع حال، فيعني الترسيخ والتسويغ والتحميد والإستنقاع والتفسخ والذبول.

ويبدو أن القائلين بذلك يمثلون النمطية التي مضى على سكتها المفكرون والفلاسفة، بإجتهاداتهم وتفسيراتهم وتأويلاتهم وتحليلاتهم المنطلقة من الترسيخية والتسويغية والتبريرية، وإستحضار ما يلزم لتحنيط الواقع الذي من المفروض التصدي له وتحريك مياهه الراكدة.

وقد لعب المفكرون دورهم في تركيد الأمة وتعضيلها وشل قدراتها، وتجدهم يعبرون عن واقع يمعنون بترسيخة وإغلاق منافذ الجريان اللازمة لحركته.

فالمبدع يحرّك ولا يُسكّن، وعليه أن لا يبحث عن المسكنات والمحدرات والتأوهات والبكائيات والرثائيات، ومن واجبه ومسؤوليته أن يوقظ ويمنح الطاقة المعنوية للأجيال لتتوثب نحو مستقبلها الأفضل، بدلا من أن يقدم لنا نصوصا ذات طابع ترقيدي لإرادة الأمة وتقريمٍ لعزيمتها.

فالإبداع الحقيقي يمنح الأمل والقوة والقدرة على الحياة، ويتمكن من تثوير الواقع وضخه بالمفردات السلوكية، الكفيلة بدفعه نحو السامقات وأخذه إلى ذرى الغايات.

والإبداع ثورة بكل معانيها ومقتضياتها الساعية للتغيير، وبدون قدرات التغيير والتثوير فالإبداع يفقد جوهر معناه، وتنتفي الحاجة إليه، لأنه سيكون معوقا ومدمرا.

وواقع حال الأمة أن المبدعين يدمرونها، وينقضون عليها برثائياتهم وبكائياتهم، ودفق أحزانهم وأسفهم وتحسرهم وجلدهم لذاتهم الفردية والجمعية، وبهذا يساهمون في تحطيم وجودها، ومنعها من تنفس هواء الحرية والقوة والرقاء.

فالذي يقدم نصوص بكائية ليس بمبدع!!

والذي يكتب نواحيات ورثائيات ليس بمبدع!!

المبدع أن يكتب بمداد العزيمة والتحدي والإقدام!!

فهل لنا أن نُبْدِعْ؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

ابتليت مذ نعومة أظافري، مثلما أبتلى معي الكثير من أبناء وطني بالكثير من المرويات الكاذبة والملفقة، التي نقرئها ونسمعها من رجال معممين يطلقون على أنفسهم (رجال دين) الهدف منها تشويه صورة العرب والمسلمين الأوائل، واكتساب الجاه والمال والتسلط، لنشر الجهل المقدس المرتبط بمرويّات الدين الملفقة والمصطنعة من قبل المنتفعين وسماسرة الكسب الديني ومعتقدات الناس الساذجة، الذي يُحرم السؤال في أي شأن من شؤون العقائد، بحجة أن السؤال يفضي للتشكيك بالدين، وما عليك سوى السمع والطاعة، تعزيزاً للمقولة الشائعة شعبياً: (ارمِها برأس عالم واطلع منها سالم) .

لكن الاخطر والاكثر بلاءً ووبالاً أن ترى المرويات المقدسة يمنع المساس بها واعتبارها مرويات سماوية، والويل كل الويل من يضع علامات استفهام وتعجب وتشكيك في مضامينها.

ويتهم معارضوها بالألحاد والعلمانية والشيوعية، والانحراف عن الخط الطائفي الذي يروج له هؤلاء الصغار، ممن يسوقون بضاعته للعقول الفقيرة .

ليست المشكلة أن تؤمن بالخرافة، فهذا شأنك، وأنت حر بذلك، لكن أن تبني عليها اعتقادًا ينعكس أفكار وممارسات في الحياة العامة، فتصبح أهدافك تكفير غيرك، واليأس من الحياة، والتفكير بأن الله سوف يبعث لك مخلص دون أن تخلص نفسك من الظلم والجور الذي يحيط بك، هنا تقع الطامة الكبرى.

لقد فُّرض علينا أن نتبع كتب التراث والعقيدة مثلما كتبت منذ صدر الإسلام حتى يومنا هذا عن طريق النقل والاستماع من الإخباريين والأصوليين دون نقاش أو جدال لطريقة تفكيرهم ومنهجهم وفهمهم للعقيدة والدين والتأريخ الإسلامي، والطروحات المروية قبل أكثر من ألف عام، والتي لا تجاري الفكر المتطور للإنسان الجديد في زمن العولمة والتقنية والتكنولوجيا والتطور العلمي.

وتنتابني الحيرة عندما أقرأ عن المذاهب الإسلامية وتمسك الناس بأفكارها الاجتهادية القديمة، مثلما هي عليه، القائمة على تخليد تاريخ الخلفاء والحكام، ويثار داخلي سؤال: لماذا لم يظهر مذهب أسلامي جديد يوحد المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم في عصر الثورة الرقمية؟ بدلاً من نقد القديم ومحاولة ترميم الأفكار السابقة التي عفا عليها الزمن .. هذا السؤال متروك للجميع.

السبب الوحيد برأيي الشخصي هو سيطرة الأنظمة الحاكمة المتعاقبة ومنذ العهد الأموي على مقاليد الحكم الوراثي وبالتالي سيطرتهم على ما يُسمّى بالعلماء والفقهاء (وعاظ السلاطين)، فجعلت منهم مطيّة يسيرون على أفكار ومصالح النظام الحاكم، سواء كان ملكي أو جمهوري، ديمقراطي أم شمولي .

لقد دفعت الشعوب العربية والإسلامية عشرات بل مئات الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين نتيجة تلك الاجتهادات والأفكار الوضعية منذ سقوط الخلافة الراشدة في مدينة الكوفة حتى الآن.

لا أعتقد ان الدين سوف تقوم له قائمة مادام الحكم في بلادنا منهوب ومسلوب ووراثي وسنبقى نجترّ القديم ونبكي على التاريخ ورجالاته وحكومات سادت ثم بادت، لأننا نخاف من التجديد والتنوير وكل مجدد في نظرهم اليوم كافر وزنديق، يجب حجره في غرفة مظلمة ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

لذلك أمست المذاهب عبارة عن فتاوى علماء ورجال دين اجتهدوا في تفسير احكام وشرائع الدين وفق مقاسات اعتقدوا بانها الاصوب والأرجح على العموم، وكل ذلك جرى في زمان يختلف تماما عما يحدث الان، مما جعل رجال الدين هؤلاء يعتمدون على مبدأ القياس للتفسير، ومن هنا نرى أن ايجاد مذهب جديد يساير الواقع المعاش هو أفضل من مذهب قائم على تعديل النصوص الواردة فيه بين فترة وأخرى، بعد رفع القداسة عن ثوابته القابلة للتغير.

بعض العلماء والفقهاء المتنفذين وأصحاب الحوزات الدينية الكبرى في بلادنا احتكروا الدين والمذهب والسياسة على حد سواء، كذلك لم يتركوا اي موضع قدم لأي فكر تنويري مجدد أن يدلوا بدلوه، سوى أصوات ضعيفة تنطلق من بلاد الغربة خوفاً على أنفسها من التصفية الجسدية أو السجن والتعذيب والمطاردة .

لذلك نجد هناك حملة شعواء تُقاد ضد حملة الفكر المجدد للتراث الموروث من قبل بعض رجال الدين وكثير من المؤسسات الدينية التي لا ترضى بهذا التجديد كونه يهز عروشها ومصالحها ومناصبها الدنيوية .. وكما قال المفكر النيبالي بوذا 563-483ق.م (أعبد حجراً لو شئت، لكن لا ترمني به).

***

شاكر عبد موسى/ كاتب وأعلامي

 

نحن نعلم أن كل شيء في الكون له بداية ونقطة انطلاق يتم بعدها الشروع في تطويرها وفق ما يملكه الإنسان من فهم وعلم وإمكانيات فكرية ومادية للحصول على المعرفة والتقدم فأن هذا التطور التكنولوجي الهائل في عصرنا الحالي لا يمكن أن يأتي من فراغ إلا إذا كانت له بدايات بسيطة أو متقدمة ثم يتم تطويرها تقنيا لبناء أفكار علمية جديدة حسب تطور عقل الإنسان ونضجه فكريا وعلميا واستخدامه في التقدم والنهوض والثورة العلمية التكنولوجية . ولو نفتش في الاكتشافات الأثرية للحضارات القديمة وخصوصا في وادي الرافدين ومصر القديمة كانت لهم ثوره حضارية وتقنية وعلمية لا تخلو من الإثارة وهذا ما كشفته لنا التنقيبات الأثرية السومرية والبابلية منها نضيدة لتوليد الكهرباء وصور لطائرات مروحية والقنابل الحربية والمعدات الحديثة والاتصال بالسماء وصور لكائنات فضائية غير معروفة لسكان الأرض البعيدة عن كوكبنا أو وجود مادة الحديد متأخرا على الأرض أو قصص الصعود إلى السماء لأخذ المعرفة منها وغيرها من الأمر التي تثبت أن هناك تواصل مع غير سكان الأرض

أما الآن وخصوصا في السنوات الأخيرة تظهر بين آونة وأخرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز والمواقع الإخبارية صورا موثقة تطرح معلومات غاية في الأهمية ولا يمكن تجاهلها كأن المراد منها هو التمهيد لاستقبال أحداث والتعامل معها بالحقيقة الواقعية وقد تكون حقيقة ثابة أما الآن فهي أخبارا لا يمكن تصديقها أو الوثوق بها للكثير من الناس إلا الذين يحللون ما بين السطور ويبحثون في جذور وأصل هذه المعلومات ومصدرها والغاية منها والسبب في كشفها في هذا التوقيت ومدى تأثيرها على البشرية ومستقبلها فأن المتتبع للأخبار عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى مجاورة لكوكبنا الأرض وأطباق طائرة تظهر بين الحين والآخر وتصورها وكشف دلالات على وجود حضارات تعيش تحت الأرض على شكل تجمعات ومدن متطورة علميا تزاحم وتشاطر كوكبنا وتدلل على وجودها وأنها ليست خيال بقدر ما هي تهيئة العقل البشري حاضرا لاستقبال هذه الكائنات والحضارات التي أكدت عليها كل الحضارات القديمة السومرية والفرعونية وحضارة المايا من قبل أصحاب القدرة على القرار في أدارة العالم برمته والتأثير فيه ولو تتبعنا البرامج العلمية والعاملين على صناعة الأفلام وخصوصا أفلام الخيال العلمي منذ زمن بعيد حيث بدأت هذه السلسلة حوالي سنة 1902بفلم الرحلة إلى القمر وتلته إنتاج أفلام منها فلم في عام 1920ثم سنة 1960 والفلم الرائع أفاتار وكبار السن لديهم المعرفة بذلك فقد كانت مسلسلات وبرامج وأفلام تتحدث وتروي عن وجود كائنات فضائية متطورة علميا بمعدات ذات كفاءة عالية من الدقة ووجود أمراض شديدة الفتك بالإنسان وتصوير معدات عالية التقنية بين يدي الإنسان كنا نعدها ضربا من الخيال العلمي أما الآن في القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثرها حقيقية وواقعية ودخلت في خدمة البشرية والحكومات المتقدمة علميا وتكنولوجيا على سبيل المثال مسلسل ستار تريك وأفلام حرب النجوم وصناعة الروبورت أن كل الأفلام التي أنتجت في هوليود الأمريكية حول الخيال العلمي والمواد الإعلامية التي تتحدث عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى والسفر إليها عبر بوابات الزمن قد تكون حقيقية لكن التعتيم عليها حاليا والعمل بها في غاية السرية لأسباب لدى تلك الدول علما أن كل الحضارات السابقة طرحت ووثقت هذه الأحداث وخصوصا السومرية والمصرية وغيرها وأن التوقف عن البحث والتنقيب وسرقة الآثار من هذه الدول مستمرة واحتكارها في خزانات الدول المتقدمة وسرقة نفائس هذه الحضارات تجعلنا نشكك في نواياها على وجود أمر مدبر مستقبلا للسيطرة على العالم والانفراد به والهيمنة على الحاضر لبناء المستقبل وقيادته والذي يؤسف ويؤلم أن أصحاب هذه الحضارات يقيمون على أنقاضها وأطلالها بدون الاستفادة من ماضيها الحضاري وأرثها العلمي وتوظيفها لخدمة مجتمعاتها القادمة.

***

ضياء محسن الاسدي

 

لا تزال دور النشر تصدر كل يوم كتباً تتحدث عن بناء الدول، وكيف تكون الدولة العادلة، ورغم أن المرحوم "أفلاطون" حاول قبل 2500 عام أن يخصص للموضوع كتاباً بعنوان "الجمهورية" تاركاً المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي كتب مجلداً ضخماً أطلق عليه "علم السياسة" .

عندما أصر أفلاطون على أن يعلم طلبته أن المدن لا يمكن أن تكون أفضل من حكامها، وقف أرسطو ليقول له: الحاكم الحق هو الذي يبني دولته على خصلتين، العقل والعدل.. في مرات عديدة وأنا أسترجع ما قرأته أتذكر دوماً ما كتبه جان جاك روسو في اعترافاته: "العدالة، ليست علاقة بين إنسان وإنسان، بل بين دولة ومواطنين، شرط ألا يحول الحاكم الأفراد إلى أعداء بمحض الصدفة".

أرجو من القراء الأعزاء إعادة قراءة "جمهورية" أفلاطون، ليكتشفوا كيف أن الحياة يمكن أن يصنعها كتاب واحد.

جرت عادة مؤرخي الفلسفة على أن يصفوا المدينة التي صورها افلاطون في الجمهورية، بأنها أول ما عرف العالم من مدن فاضلة، وكانت غايته الأساسية في محاورة "الجمهورية"، هي البحث عن العدالة وشروط تحقيقها، ثم يعرض لنا مصادر الفساد التي تصيب الدولة والمواطنين وكيف تتدهور الدول فتتحول إلى صورة فاسدة من الحكم.

كلمات افلاطون التي أضاءت أوروبا منذ مئات السنين رسمت خارطة طريق لبلدان قررت أن تتقدم، فيما نحن ومنذ عشرات السنين قررنا أن نتفرج ونعيش في سبات تقطعه بين الحين والآخر خطابات لساسة انتهازيين يرفعون شعار "نحن أو الفوضى"، نعيش معهم وسط أكوام من الخطب والشعارات الفارغة وأعوام سبات في الجهل والتخلّف.

ما الذي علينا أن نتعلمه من أفلاطون؟ يرشدنا صاحب "المحاورات" إلى أن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم فوق القانون.. فالازدهار والتنمية والعدالة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان بأنه لا خيارأمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون السلطة والمال وادوات القتل والتغييب، يخيفون الناس، عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.

أوهام كثيرة يصر البعض على ترويجها من أن العراق لا ينفع معه سوى ساسة يلعبون على الحبال ويعتقدون أن الاقتراب من قلاعهم جريمة،. أدركت الشعوب أن الحل في دولة مؤسسات يديرها حاكم إنسان وليس مسؤولاً "مقدساً" ، تعلمنا الكتب أن السياسي الفاشل لا ينتج سوى الخواء.

سيسخر البعض مني ويقول يارجل ما الذي ذكرك بأفلاطون؟، اعترف ان فكرة العمود الهمني اياها السيد محمد الحلبوسي مشكورا ، فقد كنت استمع اليه وهو يقول بكل اريحية: أن العراق لا يمكن أن يكون جمهورية فاضلة.

***

علي حسين

 

لغة الضاد نبض كينونتي، وإيقاع وجودي، وأنياط فؤادي، ونفحات روحي، وفيض أكواني، ولسان حالي، ومداد مشاعري، وأحاسيس أشواقي، ومنهل وعي وإدراكي، وأنغام همساتي، وألحان أمنياتي، وينبوع أحلامي، وفيها أسرار حياتي.

لغتي الجميلة كتب بها الأولون روائعهم الشعرية والخطابية، ولها فوارسها الذين إختصروا الأزمان فيها، وألغوا الأماكن والمواقع، فشيدوا حضارة معرفية خالدة في أروقة الأيام.

أنشدَ بها جهابذة الأجيال ومنهم: إمرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، وجرير والفرزدق، وأبو تمام والبحتري وإبن المعتز، وأبو نؤاس الذي تمادى بإظهار جمالها في بديعه الخلاب.

ولا تزال النفوس السامية، والأرواح الراقية، والعقول الواعية، تكتب بأحرفها وتنطق أصواتها.

ومن كُتابها الأشاوس عبد الحميد الكاتب، وإبن المقفع، والجاحظ، وآخرون كثر إعتنوا بروعة بيانها.

وقائمة الشعراء تطول، لما قدموه من نصوص تتفوق بجمالها على أروع اللوحات المرسومة بالألوان.

وفي زمننا المبتلى بنا، نسعى لنسف جذورها، والقضاء على سيبويه والفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي وأمثالهم من مناراتها وأنوار وجودها السامق المديد.

وهذا السلوك ينم عن جهل فاضح بقيمة اللغة العربية، ومعالمها الجمالية الواضحة في القرآن، الذي لولا جمال لغته وروائع آياته، لما بقي فعالا في أروقة حياتنا.

نعم إنه جمال اللغة العربية، وكل كلام منطوق أو مكتوب يغفل جمالها، ويتجاهل أسرار روعتها، فإلى ذبول وغياب، ولن يبقى حيا في ربوع الأجيال سوى الكلام الجميل.

فلماذا نردد: " ودع هريرة أن الركب مرتحل .. وهل تطيق وداعا أيها الرجل"

و"دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء"

إنه جمال اللغة والمعنى، ومن لا يأتينا بجميل عليه أن يتحلى بالصمت الجميل!!

***

د. صادق السامرائي

7\4\2023

 

كل ما تأملت حياة الإمام علي عليه السلام تشط بي الدروب وأكاد اجانب سواء السبيل لو لا رحمة الله وحب علي فهو رجل فوق الرجال درجة ومسلم لم يشرك بالله لحظة قط ومؤمن وصل إلى مرحلة أن يكون الإيمان كله (علي) ولا أحد سواه وتابع للنبي صلى الله عليه واله لم يختلف معه من الطفولة حتى الوفاة.. لقد كان نفس النبي في أية(المباهلة) وهو منه بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة والمبلغ عنه في سورة (براءة) وحامل لوائه بلا منازع.. شجاعا لم يغلبه رجل في نزال ومحاربا وقائدا لم يهزم في معركة قط ، لكن مايذهلني في علي بن أبي طالب أكثر من هذا هو حديث النبي يوم أعلن للجميع قائلا: (يا علي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) وهذه لعمري شهادة لا تحتاج إلى غيرها مادامت كتب كل الفرق الإسلامية شهدت بها وعليه يصبح من يقدم على علي غيره فهو ليس محبا لعلي من كل من حمل اسم (صحابي) وعاصر النبي وصولا إلى يومنا هذا وأن دولة بني أمية دولة نفاق من معاوية حتى مروان الحمار لانهم كانوا يبغضون عليا ظاهرا ويشتمونه على المنابر علنا ومن حاربه فهو مبغض منافق سواء في معركة الجمل أو صفين أو النهرون حتى وآن كانوا من الأكابر أو المجتهدين إذ ليس من المعقول أن تحب إنسان وتسعى لقتله وتعلن عليه الحرب مع ضعف الحجة التي يدعيها البعض (من أفتى وأصاب فله حسنتان ومن أخطأ له حسنة) لان هذه الحجة لا تصمد أمام العقل والمنطق وحديث الرسول.. لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. لكن لماذا كانوا يبغضون علي وهو لم يزاحمهم على امر من أمور دنياهم ؟ الجواب في منتهى السهولة والواقعية وهو عن الرسول إذ أخبر علي قائلا: ( يا علي لايبغضك إلا ابن زنى) واكده أكثر من صحابي ومنهم جابر بن عبدالله يوم قال: (كنا نعرف طهارة مولد أبنائنا يوم نعرض عليهم حب علي) ومن لايحب علي فهو غير طاهر المولد هذا في البداية وعلي موجود لكن اليوم كيف نعرف المنافق وغير طاهر المولد اكيد ببغضه لعلي وهذا يتجسد بأمور كثيرة فكل من يدعي حب علي بلسانه ويخالفه في سلوكه فهو منافق شاء أو أبى ومن يستولي على حقوق غيره ومن يسرق ويرابي ويحتال ويقتل ويهتك الأعراض ويستاثر بالسلطة ويظلم الناس ولا يقتص لهم من نفسه فهو مشمول بحديث النبي ومبغض لعلي وغير طاهر المولد..

السلام على علي بن أبي طالب يوم ولد ويوم عاش فنارا يعرف بحبه المؤمن ويعرف ببغضه المنافق

السلام على على الذي كانت ولازالت تعرف بحبه النطف الطاهرة وببغضه النطف غير الطاهرة

السلام على المؤمنين المحبين لعلي

السلام على كل النطف التي أحبت علي حق حبه

***

راضي المترفي

 

 

في المثقف اليوم